كشف مقال كتبه السيناتور الجمهوري، جي دي فانس (40 عاما)، عام 2011، عن وجهات نظره بشأن السياسة المصرية ومستقبل البلاد، بعد تنحي رئيس مصر الأسبق، حسني مبارك، في أعقاب احتجاجات واسعة.

وتكمن أهمية هذا المقال الذي يعود إلى فبراير من عام 2011 في أنه يكشف عن وجهات نظر السيناتور الذي اختاره الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب، لمرافقته في السباق نحو البيت الأبيض باختياره مرشحا لمنصب نائب الرئيس، كما أنه يحمل تناقضا مع موقف ترامب من جماعة الإخوان المسلمين.

والمقال الذي كتبه جي دي فانس قبل دخول غمار السياسة، كان نشره ضمن سلسلة مقالات على مدونة "مركز النزاع العالمي والسلام"، التي كان يديرها أستاذ سابق له في جامعة ولاية أوهايو، حيث حصل الشاب على شهادته الجامعية، وفق ما ذكرته شبكة "سي أن أن" الثلاثاء.

وفي المقال، أعرب فانس، الذي كان بعمر 27 عاما، عن تشككه في قدرة جماعة الإخوان المسلمين على الوصول إلى السلطة في أعقاب ثورة الربيع العربي وخروج مبارك من السلطة.

وكتب الطالب الجامعي بعد فترة وجيزة من تنحي مبارك بعد 30 عاما قضاها في السلطة: "أشعر بالحيرة بين الإعجاب والخوف. الإعجاب لأن المصريين نجحوا في ذلك والخوف من كل الخطوات المستقبلية".

وأعرب فانس عن تفاؤل حذر بمستقبل البلاد. وجاء في المقال: "الثوار في مصر يتمتعون بقدر كبير من الثبات والواقعية، فقد هاجموا مبارك مع احترامهم لتاريخ أمتهم ومؤسساتها وثقافتها. وكان بوسعهم أن يجعلوا من هذا الأمر قضية تتعلق بالغرب، أو إسرائيل، لكنهم لم يفعلوا. بل جعلوا الأمر قضية تتعلق بحريتهم والرئيس الذي انتزعها منهم".

وأضاف: "لكن عندما ينتقلون من الشوارع إلى صناديق الاقتراع (كما نأمل)، فإن مستقبل بلادهم سوف يعتمد على نفس القدر من الحكمة".

وأشار إلى أنه لا يقلق كثيرا من الجيش الذي لعب دورا كبيرا في أحداث مصر بعد خروج مبارك. وكتب: "أصبحت  المؤسسة العسكرية المصرية المؤسسة الوحيدة الأكثر إذعانا لمصالح الولايات المتحدة من نظام مبارك. الآن هي التي تمسك بزمام السلطة. وربما تؤتي عقود من المساعدات العسكرية والتعاون المتبادل ثمارها، وإن كان السؤال الأكبر هو مدى ضخامة الدور الذي قد تلعبه المؤسسة العسكرية في الأمدين المتوسط والبعيد".

وقلل الجمهوري الذي يتحذر من ولاية أوهايو من أهمية حالة عدم اليقين بشأن جماعة الإخوان المسلمين، وسط صعود الجماعة كقوة سياسية مهيمنة. وكتب: "جماعة الإخوان المسلمين قوية ومنظمة، لكنها ليست القوة المهيمنة في مصر الحديثة ولا المنظمة المتطرفة التي يخشاها الغربيون. ربما أنتجت جماعة الإخوان المسلمين الزعيم الفكري لتنظيم القاعدة، لكنها انتقلت إلى الأمام بشكل كبير".

واعتبر أن "المشكلة الأساسية في مصر اقتصادية، والديمقراطية لا تؤدي إلى نمو الاقتصاد. إن مبارك ربما كان قمعيا، ولكن نفس الشيء يمكن أن يقال عن ملك السعودية. والفارق بين النظامين هو الثروة المادية التي يتمتع بها سكان كل منهما وخاصة الشباب. وهذا الفارق الذي جعل الثورة ممكنة في القاهرة، ولكن من غير الوارد أن تحدث في مكة".

وفي حين تركز مقالان آخران نشرا بالمدونة على السياسة الداخلية، فإن المقال عن مصر يعطي لمحة نادرة عن وجهات نظر دي فانس السابقة بشأن السياسة الخارجية

وكتب موقع "جويش إنسايدر" أن وجهات نظر المرشح لمنصب نائب الرئيس في هذا المقال "تتعارض مع تقييم" ترامب لجماعة الإخوان بعدما صنفها، أثناء ولايته الأولى، "منظمة إرهابية".

ولم يتسن لموقع "جويش إنسايدر" الحصول على تعليق من فريق جي دي فانس عن هذا الموضوع.

ولطالما واجه فانس انتقادات بأنه حول مواقفه خلال السنوات الماضية.

وفي عام 2016، وصف الجندي البحري السابق نفسه بأنه "رجل لا يؤيد ترامب أبدا"، قبل أن يصبح لاحقا أحد أكبر مؤيديه، وقد ظهر في محاكمة ترامب الجنائية في نيويورك لإدانة الشهود من خارج قاعة المحكمة.

وفي مقال آخر كتبه على المدونة بعد أسبوع من فوز المرشح الديمقراطي، باراك أوباما، بإعادة انتخابه في نوفمبر 2012، وجه فانس، الذي كان آنذاك طالب قانون في جامعة ييل، انتقادات لاذعة لموقف الحزب الجمهوري من المهاجرين والأقليات، وانتقده لأنه "يضمر العداء علنا لغير البيض" ولتنفير "السود واللاتينيين والشباب".

وبعد 4 سنوات، بينما كان فانس يفكر في دخول عالم الحزب الجمهوري، طلب من أستاذه الجامعي السابق، براد نيلسون، حذف هذا المقال، وفق "سي أن أن".

وكان نيلسون أستاذا لفانس في جامعة ولاية أوهايو. وبعد تخرج فانس، طلب منه نيلسون المساهمة في المدونة. 

وقال نيلسون لشبكة "سي أن أن" إنه خلال الانتخابات التمهيدية الجمهورية لعام 2016 وافق على حذف المقال بناء على طلب فانس، حتى يكون من الأسهل عليه لعب دور ما في سياسة الحزب الجمهوري.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: جماعة الإخوان المسلمین جی دی فانس

إقرأ أيضاً:

هل يستخدم السيسي فزاعة الإخوان ليثني ترامب عن خطط تهجير الفلسطينيين؟

طالما استخدم رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، فزاعة "جماعة الإخوان المسلمين" وفزاعة "الإرهاب" للضغط على دول الخليج العربي و"إسرائيل" وأوروبا وأمريكا، للحصول على الاعتراف الدولي بنظامه إثر الانقلاب العسكري الذي قاده منتصف 2013، ونيل الدعم والمالي وحل أزماته الاقتصادية، ووقف الانتقادات الحقوقية الغربية، ضمن توجه حقق تلك الأهداف، بحسب مراقبين.

ومع إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ عودته للبيت الأبيض في ولاية ثانية 20 كانون الثاني/ يناير الماضي، على خططه لتهجير 2 مليون فلسطيني إلى مصر والأردن، واحتلال قطاع غزة وسط رفض مصري رسمي، واعتراض الجيش، يتكهن البعض حول السيناريو الذي قد يلجأ له السيسي لوقف خطط ترامب، أو تقليل آثارها.

"إحياء فزاعة الإخوان"
ويتوقع مراقبون أن يلجأ السيسي إلى "فزاعة" الإخوان ليدفع ترامب للعدول عن قراره؛ ويرون أنه قد يلجأ لتخويف الإدارة الجمهورية من أن عودة الإخوان التي قد تلقى قبولا شعبيا محليا ودعما شعبيا وعربيا الآن، تمثل خطرا على وجود إسرائيل ومصالح أمريكا بالشرق الأوسط.

كما أشاروا لاحتمال أن تضغط الإدارة المصرية في السياق ذاته برفض الجيش مخطط التهجير، وأن ذلك الرفض من قيادات الجيش قد يتلاقى مع أي حراك محتمل ضد التهجير وثورة شعبية يقودها الإخوان، وهو الاحتمال الذي تكهنت به تقارير صحفية إسرائيلية.


وفي 11 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حذرت صحيفة "معاريف" العبرية، من ثورة يقودها الإخوان المسلمين في مصر ودول الخليج العربي عقب سقوط بشار الأسد في سوريا والذي اقتلعته المعارضة من الحكم، قبل 3 أيام من ذلك التاريخ.

تقرير الصحيفة الذي كتبه المحلل العسكري الإسرائيلي آفي اشكنازي، أكد حينها، أن الحكام العرب في موقف الضعيف الخائف من أية ثورات ربيع عربي جديدة محتملة، موضحا أن تل أبيب الملجأ الوحيد لحكام دول هامة ومحورية بالمنطقة، لاتقاء أي حراك شعبي محتمل.

ولفتت إلى أن "الخوف الآن هو أن العديد من المجموعات، بما في ذلك اللاجئين السوريين ومعارضي النظم في الشرق الأوسط، سوف يرفعون رؤوسهم، من الأردن، إلى العراق، إلى انتفاضة متجددة للإخوان المسلمين في السعودية والبحرين والكويت، وأيضا في مصر".

ومع صمود حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القريبة من جماعة الإخوان المسلمين، بمواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية، وتولي المعارضة الإسلامية السورية حكم دمشق، أثارت العديد من المقالات والتقارير الصحفية الإسرائيلية المخاوف من عودة الإخوان المسلمين، وغذت ما قد يثير مخاوف العرب والغرب وواشنطن من فزاعة الجماعة المحظورة في أغلب البلدان العربية.

ففي 2 كانون الثاني/ يناير الماضي، نشر "معهد أورشليم للإستراتيجية والأمن"، مقالا للعقيد السابق في الجيش الإسرائيلي عيران ليرمان، بعنوان: "الإخوان المسلمون وفروعهم يشكلون تهديدا للغرب"، قائلا: "أدت الأحداث في سوريا، إلى تعزيز المعسكر الإقليمي المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين مرة أخرى. وهذا أمر يثير قلق مصر والأردن، وكذلك شركاء إسرائيل في اتفاقيات إبراهام".

"إصرار ترامب ومخاوف السيسي"
والثلاثاء الماضي، وعقب لقاء جمعه بملك الأردن عبدالله الثاني، عاود ترامب، التأكيد على إصراره تنفيذ خطة تهجير سكان غزة قسرا، وتوطينهم في مصر والأردن، وسيطرة بلاده على غزة دون مقابل مادي، ما قابلته مصر بإعلان ملامح تصور لإعادة إعمار غزة، مع بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه.

وقالت مصادر مصرية الجمعة، لـ"رويترز" إن المقترح المصري يتضمن تشكيل لجنة فلسطينية لحكم قطاع غزة دون مشاركة حركة حماس، وتعاونا دوليا في إعادة الإعمار دون تهجير الفلسطينيين، إضافة إلى المضي نحو حل الدولتين.

وتتواصل التحليلات الإسرائيلية المؤكدة على أن خطة التهجير تضر بنظام السيسي، وأن مخاوفه من نقل الفلسطينيين إلى أراضي سيناء، قد تودي بالنظام بالكامل، مؤكدة على ضرورة الإبقاء على حكم السيسي، مشدد على أن بديله قد يكون حكم الإخوان المسلمين.

وفي هذا السياق، وفي مقال بصحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أكد الكاتب الإسرائيلي شاحر كلايمن، أن مصر تخشى الدخول في حالة حرب مع إسرائيل؛ كون كل هزيمة في حرب مآلها إسقاط النظام، موضحا أن "خوفها الأشد من نقل الغزيين إلى سيناء، هو تحول شبه الجزيرة إلى مربض مناوشات مع إسرائيل تفجر مثل هذه الحرب".

وأشار الكاتب إلى أن السيسي أقرب إلى السلام من أسلافه، وأنه عزز التعاون مع إسرائيل، لكنه حذر من أنه رغم رفضه خطة التهجير "بعيدٌ سنوات ضوء عن مواقف أصولية على نمط الإخوان المسلمين".


وختم أن "معارضته الحادة لخطة ترامب لإخلاء الفلسطينيين، ينبغي أن نعيدها إلى التهديد بأن تصبح شبه جزيرة سيناء عش إرهاب برعاية الغزيين، ولا يزال، إسرائيل تعلمت بالطريقة الأصعب بأنه يجب الاستعداد لكل سيناريو".

إحياء تقارير إسرائيلية الحديث عن فزاعة الإخوان وتبرير بعضها رفض السيسي، خطة ترامب، ومقارنته بالإخوان المسلمين، وتأكيدها على استعدادات تل أبيب لسيناريو عودة الإرهاب لسيناء، تدفع  للتساؤل: هل يستخدم السيسي فزاعة "الإخوان" و"الإرهاب" مع ترامب؟، وهل يقتنع ترامب، بمخاوف السيسي من ثورة شعبية محتملة يقودها الإخوان ويعودوا بها للحكم؟.

وفي توقعه لما قد يسلكه السيسي، قال الممثل المصري المعارض عمرو واكد، عبر موقع "إكس": "في الغرف المغلقة لا أستبعد أن وفود السيسي، تحاول إقناع ترامب، بأن خطة التهجير أساسا خطر على الكيان وعلى مصالح أمريكا".

وأضاف: "وأنهم كمصريين شايفيين (يرون) أعماق الصراع بشكل أفضل، وأن حاجة زي دي (مثل هذه) ممكن تغير النظام في مصر إلى ثورة شعبية تأتي بحكم وطني لمصر، وساعتها يبقى كش ملك والليلة تتكربس".

وختم بالقول: "أتحداكم أن هذا مدخلهم وهي وطنيتهم".

في الغرف المغلقة لا استبعد ان وفود السيسي تحاول إقناع ترامب بأن خطة التهجير أساساً خطر على الكيان وعلى مصالح أمريكا. وأنهم كمصريين شايفيين اعماق الصراع بشكل افضل، وان حاجة زي دي ممكن تغير النظام في مصر إلى ثورة شعبية تأتي بحكم وطني لمصر، وساعتها يبقى كش ملك والليلة تتكربس.… — Amr Waked (@amrwaked) February 13, 2025
"يدعمها خوف إسرائيل"
وفي رؤيته، قال الإعلامي المصري المقيم في نيويورك محمد السطوحي، لـ"عربي21"، إن "استخدام الإخوان كفزاعة في علاقات مصر الخارجية ليس جديدا وليس قاصرا على النظام الحالي".

المحلل السياسي والخبير في الشأن الأمريكي أوضح أنه "لذلك عندما سئل السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن مايكل أورين، عن الموقف، قال إنه يتوقع القول  بأن على الإدارة الأمريكية القبول بالرفض المصري لتهجير الفلسطينيين، لأن ممارسة مزيد من الضغوط يمكن أن تأتي بالإخوان".

السطوحي، أضاف: "ولا أدري إن كان ذلك سيحدث، ولو كان سيؤدي إلى نتيجة في هذه الحالة فلا بأس"، متوقعا أن "يساعد على ذلك أن الجمهوريين المحافظين موقفهم قوي ضد الإسلاميين بشكل عام، بما يجعل استخدامهم في هذه الحالة مفهوما أكثر وبفاعلية أكبر".

وخلص للقول: "لكن الموقف الإسرائيلي سيكون هو الأهم، لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) وبقية اللوبي الإسرائيلي لهم صوت قوي مع الجمهوريين عموما وستكون التقديرات الإسرائيلية موضع اعتبار داخل البيت الأبيض والكونجرس كما حدث في حالات سابقة مهمة".

"لن تجدي مع الأمريكان"
من جانبه، قال السياسي المصري ممدوح إسماعيل: "بلا شك فإن السيسي لا يملك غير السمع والطاعة للبيت الأبيض صاحب الفضل عليه في دعم الانقلاب؛ ولكن من جهة أخرى  يحاول أن يصنع أي شيء لتجميل وجهه سياسيا أمام الشعب".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "ومنها اللعب بورقة حماس والإرهاب، وكما أعلن من قبل أنه على إسرائيل تصفية المقاومة"، متوقعا أن "تكون ورقته المهمة هي التعاون أمام خطر (الإرهاب)، و(حماس) و(المقاومة)".

وعن احتمال استخدام السيسي، فزاعة الاخوان، رد البرلماني المصري السابق، قائلا: "مع الأسف هذا كلام لا يجدي مع الأمريكان؛ لأنهم يعلمون تفاصيل الواقع جيدا".

واستدرك: "لكن من الممكن طرح عنوان تفجر الوضع الشعبي، وعودة التطرف والإرهاب إلى مصر، مع وضع الإخوان في جملة، لأن الأمريكان يخشون فقط من المشروع الجهادي المعادي لهم".

وأكد أن "الذي أراه وأومن به أن السيسي، لا يمانع من تهجير الفلسطينيين إلى مصر، وكل هذه العناوين تمثيلية لإضفاء شكل سياسي لموقف ظاهره الرفض".

ومضى يؤكد أن "السيسي يبحث فقط عن مخرج يحفظ له كرسي الحكم، ويحقق للأمريكان ما يريدون بدون التسبب في مشكلة داخل نظام حكمه تقلب الأوضاع من حيث لا يحتسب".

"فزاعة لا تنتهي"
وفي أثناء حرب الإبادة الدموية التي ارتكبتها إسرائيل على مدار 15 شهرا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وحتى كانون الثاني/ يناير الماضي، جددت الأذرع الإعلامية في مصر الحديث عن فزاعة الإخوان المسلمين، في إطار  مخاوف حلف التطبيع العربي من انتصار المقاومة الفلسطينية وبينها حماس (المحسوبة على الإخوان المسلمين).

وفي 14 تموز/ يوليو الماضي، أشار الصحفي المصري قطب العربي، لعودة استخدام فزاعة الإخوان في مصر والإمارات وحتى فرنسا، وذلك في مقال نشرته "عربي21"، بعنوان: "ماذا يعني استدعاء فزاعة الإخوان مجددا؟!".

ولفت العربي، لاستخدام  زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان فزاعة الإخوان في الانتخابات الفرنسية الأخيرة لدغدغة مشاعر الناخبين وتوعدت بغلق مساجد الإخوان والسلفيين في فرنسا.

وألمح إلى أنه "بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى كتبت صحيفة معاريف (الآن جاء دور إسرائيل للقضاء على الإخوان)، وترددت كلمات مشابهة على ألسنة قادة وساسة".

وأوضح أنه "في الإمارات بدأت جولة جديدة ضد الإخوان بإصدار أحكام مغلظة فيما عرف بقضية (الإمارات 84) التي ضمت عددا كبيرا من رموز وقادة الإخوان المسلمين"، مبينا أن "هذه الفوبيا لاتقتصر على الإمارات وإنما انتقلت إلى دول خليجية أخرى".

وأكد أنه "في مصر تم تدشين حملة مكثفة متعددة المنصات ضد الإخوان، سواء في إعلام النظام المصري أو في إعلام الإمارات، وسواء عبر قنوات أو إذاعات أو صحف أو مواقع الكترونية".

"لن تتخلى عن الحليف"
وفي رؤيته العام للموقف المصري أمام الإصرار الأمريكي، قال الباحث الفلسطيني صلاح الدين العواودة، لـ"عربي21": "عموما الولايات المتحدة ترى في مصر أهم حليف لها في المنطقة العربية بعد الكيان الغاصب، وبالتالي فإنها لن تتخلى عن هذا الحليف بسهولة".

وأضاف: "سيما وأنه لا يختلف معها جوهريا على أي قضية؛ بما في ذلك التهجير القسري، وضرورة القضاء على المقاومة، فإن كان الرئيس المصري قد رفض التهجير إلى مصر لكنه أيده إلى النقب مثلا، كأداة للاستفراد بالمقاومة في غزة".

ويرى أن "مصر حريصة جدا على (اتفاقية السلام) مع الاحتلال، رغم الاختلاف على شكل التعامل مع القضية الفلسطينية ودعمها لحل الدولتين والتطبيع".


ولفت إلى أن "المساعدات التي تقدمها أمريكا لمصر جاءت في إطار اتفاقية السلام وليس مجرد تبرعات وعمل خيري، وإنما هي ثمن لبقاء مصر في محور التطبيع، ومن هنا فإن تصريحات ترامب تجاه مصر تبقى زوبعة في فنجان وقت الجد".

وتابع: "أمريكا كدولة لن تفرط بمصر حتى لو مارست ضغط ما عليها، وهنا يظهر مدى قدرة النظام المصري على إدارة الملف مع واشنطن من منطلق حق وقوة ووجود بدائل وإقناع في نفس الوقت".

ويرى أن "من ضمن ذلك؛ إغراء ترامب، أن مصر تدعم التهجير من تحت الطاولة وتعارضه من فوقها ولكن ليس إلى أراضيها، بل وربما ليس من خلال أراضيها، فوزير دفاع الاحتلال طلب من الجيش تجهيز خطة للتهجير الطوعي عبر ممرات برية وجوية وبحرية من فلسطين المحتلة في حال وجد دولا مستعدة لاستقبالهم".

"ضد التصفية والتهجير"
وقدم العديد من المهتمين بالملف الفلسطيني عشرات السيناريوهات للحكومة المصرية والأنظمة العربية لاستخدامها بمواجهة خطط ترامب، والتي كان آخرها توقيع مئات الشخصيات العربية على عريضة حملت عنوان: "نداء فلسطين: ضد التصفية والتهجير".

حملت العريضة مطالب منها: "ترجمة الإجماع العربي إلى قراراتٍ عاجلة وسريعة تتضمن خطوات ملموسة واستخدام كل وسائل الضغط المتاحة لمنع أية محاولة لفرض واقع جديد في غزة"، و"العمل الفوري والعاجل لوقف العدوان بشكلٍ كامل، وكسر الحصار وفتح معابر قطاع غزة".

و"إطلاق تحرك دبلوماسي عربي دولي لمحاسبة الاحتلال على جرائمه، والتصدي لأية مشاريع تستهدف فرض وصاية خارجية على القطاع"، و"تعزيز الموقف الرسمي بإطلاق العنان لحراك جماهيري عربي واسع تأكيداً لرفضه سياسات التهجير والهيمنة الصهيونية".

و"تبني موقف عربي موحد وضاغط لتحقيق وحدة الصف الفلسطيني، وتشكيل قيادة وطنية فلسطينية موحدة تتولى إدارة وتنسيق المواجهة لمشروع الضم والتصفية، وتشكيل حكومة توافق وطني تنهض بإدارة قطاع غزة والضفة وإنجاز الإغاثة والإعمار".

مقالات مشابهة

  • الإفراج عن الفتاتين بقضية شبكة ابتزاز محافظ ذي قار المقال
  • فانس: الخطر الحقيقي الذي يواجه أوروبا يأتي من داخلها لا من روسيا ولا الصين
  • هل يستخدم السيسي فزاعة الإخوان ليثني ترامب عن خطط تهجير الفلسطينيين؟
  • 3 سنوات من الغربة دمرت قصة حب 20 عاما.. ماذا قالت الزوجة في دعوى الخلع؟
  • نائب الرئيس الأمريكي يشبه أوروبا الحالية بالأنظمة الاستبدادية.. ماذا قال؟
  • الإخوان "مكملين" في التآمر.. ماذا يريد التنظيم الإرهابي؟
  • بعد 25 عاماً من الشهرة.. ماذا حدث لـ"أقوى فتى في العالم؟"
  • مصطفى بكري: أيوة بنطبل لبلدنا وجيشنا وشرطتنا مش أمريكا وإسرائيل والإخوان
  • «مصطفى بكري»: أيوة بنطبل لبلدنا وجيشنا وشرطتنا مش أمريكا وإسرائيل والإخوان «فيديو»
  • لماذا تغيرت نظرة العالم للشرع ولم تتغير مع الإخوان؟!