كيف يتدخل المارينز ضد تحرشات إيرانية في الخليج؟
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
يتدرب جنود مشاة البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط على الصعود على متن سفن تجارية، لحمايتها من تصرفات إيران العدوانية على نحو متزايد.
الفِرق ستملك أجهزة اتصالات مقاوِمَة للتشويش لضمان قدرتها على الاتصال بالأسطول الخامس
ونُشرت هذه الوحدات البحرية المتخصصة المعروفة بفِرق أمن مكافحة الإرهاب رداً على أكثر من 20 حادثة تورطت فيها القوات البحرية التابعة لـ الحرس الثوري الإيراني، إذ اعترضت حركة المرور التجارية المشروعة في الخليج العربي، فصعدت على متن بعض السفن وأطلقت النيران على البعض الآخر واستولت على مجموعة ثالثة على مدار العامين الماضيين.
وفي 5 يوليو (تموز) الماضي، فتحت القوات الإيرانية النار على ناقلتين في المياه الدولية قبل أن تتدخل القوات الأمريكية.
وأفادت تقارير إخبارية بأن أكثر من 100 جندي من مشاة البحرية والبحارة يتدربون في البحرين، التي تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي المشرف على العمليات البحرية كافة، في شتى أرجاء الشرق الأوسط.
نوايا الولايات المتحدة في المنطقةماذا نستنبط من هذه الخطة عن نوايا الولايات المتحدة في المنطقة؟ وكيف سيستجيب الإيرانيون لها؟ يتساءل جيمس ستافريديس، أميرال بحري متقاعد بالبحرية الأميركية وقائد عسكري سابق لحلف الناتو، وعميد كلية فليتشر للحقوق والدبلوماسية بجامعة تافتس، في مقاله في "بلومبرغ" ويقول:
Is putting US forces on commercial ships in the Persian Gulf worth risk? Admiral @stavridisj says: Send the Marines! https://t.co/erzIM84cfg via @opinion
— Bloomberg (@business) August 11, 2023أولاً، علينا ألا ننسى الدور الأصلي لمشاة البحرية الذي يرجع إلى قرون مضت، إذ كان جنودها قوة قتالية على متن السفن الشراعية، وغالباً ما كانوا يكلفون بحماية قوافل المراكب التجارية، ولقرون أقامت البحرية الملكية البريطانية وزناً لصعود مشاة البحرية الأمريكية على متن السفن الشراعية الضخمة، وقتالهم إلى جوار البحارة الذين يحرسون المدافع الكبيرة، بغية صد نيران القناصة من الصواري.
جذور تاريخيةومن الممكن أن يكون جنود مشاة البحرية فتاكين في أدائهم لهذه الأدوار.. على سبيل المثال، أُسقط الأدميرال الأشهر في التاريخ "هوراشيو نيلسون"، المنتصر في معركة الطرف الأغر الملحمية في أوج المعركة، على يد قناص من البحرية الأمريكية على متن سفينة حربية فرنسية.
وأضاف جيمس ستافريديس: "عندما كنت مهندساً شاباً أعمل على متن حاملة الطائرات USS Forrestal في البحر المتوسط أوائل ثمانينات القرن العشرين، كانت لدينا كتيبة قوامها نحو 50 من مشاة البحرية بقيادة جون كيلي، الذي استغل مهاراته القتالية بعد عقود رئيساً للأركان في البيت الأبيض".
ورغم الجذور التاريخية للمهمة الخليجية المرتقبة، لم يَعد اللجوء إلى كتيبة من مشاة البحرية على متن السفن المدنية شائعاً في أيامنا هذه.. ومن المرجح، حسب ستافريديس، أن تُعرض وحدات مشاة البحرية على السفن التجارية، ولن تُفرض عليها، مع منح الأولوية للسفن المدنية المملوكة للولايات المتحدة التي ترفع علمها أولاً، وتليها السفن الأجنبية التي تضم عدداً كبيراً من الأطقم الأمريكية، وتلك التي تحمل شُحنات إما تقصد المياه الأمريكية أو تغادرها.
My latest in @Bloomberg @opinion https://t.co/g074AfEtxe
— Admiral James Stavridis, USN, Ret. (@stavridisj) August 11, 2023وأوضح الأميرال المتقاعد أن فرق أمن الأسطول لمكافحة الإرهاب ستُجهز بأسلحة صغيرة وقذائف صاروخية ومدافع رشاشة عيار 50، واستناداً لمستوى التهديد، يمكن أيضاً تجهيزها بصواريخ أرض-جو تطلق محمولة على الكتف (مثل صواريخ ستينغر)، وطائرات مسيرة لتوفير المراقبة لسطح البحر.
والأهم من ذلك، يضيف الكاتب، أن تلك الفرق ستملك أجهزة اتصالات مقاومة للتشويش، لضمان قدرتها على الاتصال بالأسطول الخامس فوراً، وتوجيه الطائرات المقاتلة لمهاجمة السفن الإيرانية.
وفضلاً عن تدريب المجموعات الصغيرة في البحرين، تتجه مجموعة استعداد برمائية كاملة إلى المنطقة، وستستقر على حاملة الطائرات كبيرة السطح USS Bataan، وسيكون قوامها أكثر من 3000 جندي من قوات مشاة البحرية والبحارة وعشرات المروحيات.
وتدعم كل هذه القوة النارية البحرية مقاتلات جديدة، تشمل سرباً إضافياً من مقاتلات الجيل الخامس طراز F-35 Lightning II وطائرتين من طراز F-16.
مخاطر تلوح في الأفقولفت ستافريديس إلى أن هناك مخاطر كثيرة تلوح في الأفق جراء تبني هذا الموقف العدواني ولكن الضروري في آنٍ واحد، يقول: "قبل عقد من الزمن، وعندما كنت القائد العسكري لحلف شمال الأطلسي، جربنا أساليب مثيلة شاركت فيها قوات مشاة البحرية وقوات الأمن المدنية في عمليات مكافحة القرصنة.. ولسوء الحظ، تكبدنا العديد من الأضرار الجانبية التي طالت سفن الصيد والمراكب المدنية الصغيرة في المنطقة".
وقال جيمس ستافريديس إن خطر التصعيد السريع في منطقة الخليج قائم دائماً، بالضبط كما في بحر الصين الجنوبي حيث كانت تقع مواجهات منتظمة بين السفن الأمريكية والصينية، ومشاة البحرية الأمريكية مدربون تدريباً عالياً، لكنهم مقاتلون شباب، وليسوا دبلوماسيين متمرسين.. وإذا أُعطيت إشارة البدء في المهمة، فسيقاتلون بعدوانية دفاعاً عن السفن المدنية المكلفين بحمايتها، ويمكن لإيران أن تخطئ بسهولة في تقدير عزم الولايات المتحدة، وإذا بالصواريخ والقنابل تنهال عليها.
لا جدوى للعقوباتورغم ذلك، فالبديل المتمثل في مواصلة فرض عقوبات على الإيرانيين وتعنيفهم دبلوماسياً لن يفلح، برأي جيمس ستافريديس، مشيراً إلى أن "نحو 30% من نفط العالم يمر من مضيق هرمز، والسماح لإيران بالسيطرة على الخليج وعنق الزجاجة المحوري أمر غير مقبول".
وعليه فوضع مشاة البحرية الأمريكية "على متن" السفن التجارية المدنية المعرضة للخطر أمر منطقي، برأي ستافريديس، ويثبت لإيران أن الولايات المتحدة جادة للغاية بشأن حرية الحركة في البحار.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الخليج العربي المارينز مشاة البحریة الأمریکیة الولایات المتحدة على متن
إقرأ أيضاً:
المملكة ترحب باستضافة اللقاء المقرر بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا
أعربت وزارة الخارجية عن ترحيب المملكة العربية السعودية باستضافة اللقاء المقرر بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا الذي سيعقد في جدة الأسبوع المقبل.
وأكدت الوزارة استمرار المملكة في بذل جهودها لتحقيق سلام دائم لإنهاء الأزمة الأوكرانية، حيث واصلت المملكة خلال الثلاث سنوات الماضية هذه الجهود من خلال استضافتها للعديد من الاجتماعات بهذا الخصوص.
جريدة الرياض
إنضم لقناة النيلين على واتساب