لملس يناقش سير أعمال صيانة وتأهيل الطرق في عدن
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
شمسان بوست / سبأنت:
ناقش وزير الدولة محافظ محافظة عدن، أحمد لملس، اليوم الاربعاء، مع رئيس مجلس إدارة صندوق صيانة الطرق والجسور المهندس معين الماس، سير الأعمال الجارية في سفلتة وصيانة وتأهيل الطرقات في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، والمشاريع المزمع تنفيذها، وجُملة الصعوبات التي تواجه سير عمل الصندوق وسُبل حلها.
واستعرض اللقاء الذي حضره أمين عام المجلس المحلي بدر معاون، ومدير عام مكتب وزارة الاشغال في عدن وليد الصراري، سلسلة من المشاريع المزمع تنفيذها خلال المرحلة القادمة، بتمويل محلي وخارجي، ومنها إعادة تأهيل طريق البريقة – أبو حربة، ودوار البريقة، وشارع الخمسين بالمنصورة، وطريق دوار المدينة الرياضية – السيلة بالشيخ عثمان، وطريق جعولة بدار سعد، والطريق الرابط بين دواري الرحاب والعاقل بخورمكسر، وشارع الصعيدي بالمعلا، وطريق دوار ريجل حتى تقاطع مثلث المطار مرورا بدوار بدر ومنها إلى تقاطع ساحل أبين بخورمكسر، إضافة إلى الطريق الممتد من دوار ريجل إلى دوار هائل بالمعلا، وطريق بئر أحمد – البريقة.
وأقر اللقاء، وقف المغاسل الواقعة على خط كورنيش المحافظ بمديرية المنصورة لما لها من أضرار على البنية التحتية للطريق المحاذية، إضافة إلى تطبيق قوانين الأحمال على القاطرات للمحافظة على جودة الطرق، والتأكيد على الإلتزام بمشاريع تصريف المياه في جميع المشاريع المنفذة، والتركيز على جودة العمل والاستدامة، وتعزيز التنسيق والتعاون بين الجهات ذات العلاقة في الوزارة والسلطة المحلية بالعاصمة الموقتة عدن.
وفي اللقاء أشاد لملس، بنشاط ودور الصندوق في صيانة وتأهيل الطرقات بالعاصمة المؤقتة عدن وبقية المحافظات..مؤكدا في السياق على ضرورة أن تحظى عدن بمزيد من الاهتمام يوازي أهميتها كعاصمة مؤقتة للبلاد وما تقدمه من إيرادات كبيرة لصالح الصندوق.
وأشار لملس إلى أن جهود وبصمات الصندوق واضحة في كثير من الأعمال التي شهدتها مديريات العاصمة المؤقتة عدن..مؤكدا دعم السلطة المحلية لتوجه الصندوق في تقديم المشاريع ذات الأهمية والأولوية.
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
قناة السويس وطريق الحرير والهيمنة الأمريكية
صرّح الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، مؤخرًا بأن السفن الأمريكية، سواء التجارية أو العسكرية، يجب أن تمر مجانًا من قناة السويس وقناة بنما. هذا التصريح لا ينبغي قراءته كتهديد مباشر لمصر أو انتهاك فوري للقانون الدولي، بل يعكس رؤية استراتيجية أعمق ضمن صراع عالمي محتدم على الممرات الحيوية. إنه دليل على اضطراب في موازين القوى الاقتصادية ومحاولة أمريكية للتمسك بمفاتيح النفوذ، في مواجهة صعود قوى أخرى.
قناة السويس، منذ افتتاحها منتصف القرن التاسع عشر، تُعدّ أحد أهم الشرايين التجارية التي تربط آسيا بأوروبا. وقد نصّت اتفاقية القسطنطينية لعام 1888 على بقاء القناة مفتوحة للجميع دون تمييز، مع تأكيد سيادة مصر الكاملة عليها، وفقًا للقانون الدولي.
التصريح الأمريكي جاء متزامنًا مع تعاظم النفوذ الصيني من خلال مشروع «الحزام والطريق»، الذي يهدف لربط الصين بالعالم عبر مسارات برية وبحرية. وتُعدّ قناة السويس نقطة ارتكاز مركزية في المسار البحري لهذا المشروع، حيث تختصر آلاف الكيلومترات من طرق الشحن، ما يجعلها لا غنى عنها لنجاح المبادرة الصينية. ولهذا ضخّت بكين استثمارات كبرى في المنطقة الاقتصادية المحيطة بالقناة، لضمان نفوذ دائم وفعّال.
في ذات الاتجاه، أعلنت إيطاليا مؤخرًا عن مبادرة «طريق القطن» الأوروبية، التي تسعى للربط بين أوروبا وأفريقيا وآسيا خارج النفوذ الصيني، وقد اعتبرت مصر محورًا لا يمكن تجاوزه في هذه الخطة. وهو ما يعكس حجم التنافس الدولي على الموقع الجغرافي المصري، واعتراف الغرب بأهمية القاهرة في صياغة خريطة التجارة العالمية الجديدة.
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن ترامب طلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي السماح بمرور السفن الأمريكية مجانًا من قناة السويس دعمًا للعمليات العسكرية في البحر الأحمر، لكن مصر رفضت الطلب، مؤكدة أن أي تحرك يبدأ بوقف الحرب على غزة لا بتجاوز السيادة المصرية. هذا الموقف يعكس صلابة الدولة المصرية وقدرتها على حماية مصالحها دون الدخول في مواجهة مباشرة.
وفي سياق آخر، دعمت الولايات المتحدة وإسرائيل مشروع «قناة بن غوريون» عبر قطاع غزة، الذي سعى لخلق بديل استراتيجي لقناة السويس. المشروع بُني على مخطط لتهجير سكان القطاع قسرًا لشق ممر مائي من البحر الأحمر إلى المتوسط، يُمكّن تل أبيب من التحكم في ممر تجاري عالمي. إلا أن صمود الدولة المصرية أفشل هذا المخطط، وحافظ على مكانة قناة السويس كمسار لا بديل عنه في حركة التجارة بين الشرق والغرب.
اليوم، تفرض الجغرافيا من جديد كلمتها: لا ممر تجاري آمن ومستدام بين آسيا وأوروبا دون قناة السويس. سواء عبر مشروع الحزام والطريق الصيني أو طريق القطن الأوروبي، ظلت القناة نقطة الربط الحاسمة، وهو ما أعاد لمصر زخمها الدولي ورسّخ دورها كقوة جيوسياسية فاعلة.
القوانين الدولية تكفل لمصر إدارة القناة بسيادتها، مع التزامها بحرية الملاحة. كما تؤكد اجتهادات محكمة العدل الدولية أن السيادة على الممرات الدولية تُمارس وفقًا لمبادئ العدل والإنصاف.
وما صرّح به ترامب قد يدخل ضمن مظاهر اليأس الأمريكي، بعد أن استطاعت مصر، بحكمة وهدوء، حصار وتركيع قلب مشروع الشرق الأوسط الجديد دون صدام مباشر. وها هي، رويدًا رويدًا، تكشف عن قوتها الحقيقية، وخصوصًا العسكرية، التي أربكت واضعي المخطط وأدخلتهم في ارتباك جنوني أمام صعود مصري متزن يعيد رسم معادلات النفوذ في المنطقة.
اقرأ أيضاً«وكيل دفاع النواب»: تصريحات ترامب حول قناة السويس عدوان على السيادة المصرية
بكري: قناة السويس ليست إرثا لأجداد ترامب.. ومصر دولة عفية لا تفرط في سيادتها
خبيرا قانون: مطالب ترامب عودة للعقلية الاستعمارية.. والسيادة المصرية على قناة السويس لا تقبل المساومة