لجريدة عمان:
2024-09-19@14:11:19 GMT

المستقبل.. وبناء الثقة بين الشعوب ومؤسساتهم

تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT

المستقبل.. وبناء الثقة بين الشعوب ومؤسساتهم

يخبرنا التاريخ أن أكثر الدول قوة ومنعة تلك التي تكون الثقة المتبادلة فيها بين المواطن ومؤسسات بلده قوية جدا، والشعب يثق بشكل كبيرا في حكومته وفي خياراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. وتتحول هذه الثقة إلى أحد أهم الأعمدة التي يقف عليها استقرار المجتمع وازدهاره ورخاؤه، ويزدهر في ظلها العمل المشترك وتحقيق الأهداف الوطنية ويقوى الترابط المجتمعي.

وعبر هذا التاريخ وتجاربه كانت هذه الثقة أكبر بكثير من مجرد رفاهية سياسية أو مظهر من المظاهر الاجتماعية، فهي على الدوام قوة أساسية للتقدم الاقتصادي والاستقرار المجتمعي.

وعبر التاريخ كانت الحكومات والقيادات المخلصة لشعوبها تحرص بشكل واضح على تعزيز الثقة وتأكيدها عبر العمل من أجل رفاه الشعوب وتطويرها وتجنيبها التحديات التي يفرزها الزمن عبر حركته المستمرة وعبر تفاعل الشعوب نفسها مع تلك الحركة التطويرية التي لا تتوقف أبدا.

لكن حركة الزمن وتفاعل الشعوب معها أظهرت خلال العقود الماضية ثورة تكنولوجية ومعلوماتية نتج عنها أدوات جديدة لم تكن سائدة في المجتمعات، ورغم أهمية تلك الأدوات في تسهيل حياة الناس وحل الكثير من تعقيداتها إلا أنها مع الوقت أظهرت وجها آخر تم به ضرب تلك الثقة المتبادلة في الشعوب وبين مؤسساتها السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية. وفي الكثير من الأحيان كانت هذه العملية تتم بشكل ممنهج ومقصود وهدفه واضح لا مراء فيه. لكن في أحيان أخرى كانت العملية تتم دون قصد واضح أو نية تدميرية وإنما عبر غياب الوعي بالنتيجة أو لأسباب شخصية وفردية.

هذا الأمر يدعو الجميع إلى الحذر من المسارين؛ فنتيجتهما واحدة في الغالب وتأثيرهما خطير، ومجتمعاتنا لا تحتمله ودولنا لا تستحق.

إن نشر المعلومات غير الدقيقة أو المضللة عن مؤسسات الدولة دون التحقق من مصداقيتها يؤدي نفس الهدف الذي عبره يسعى الأعداء إلى النيل من الدول المستقرة التي تقدس فيها المؤسسات علاقتها بالمواطنين والمستفيدين منها وتعمل من أجلهم حتى لو وقعت في بعض الأخطاء أو واجهت بعض التحديات. وهذا الأمر يحتاج إلى وعي مجتمعي قوي بهذا الخطر ونتائجه. قد يكون الدافع وراء ذلك في الغالب هو الرغبة في التعبير عن رأي أو نشر شيء مثير للاهتمام، لكن تلك المعلومات غير المدققة تساهم في خلق صورة سلبية عن المؤسسة، وهي بدورها تعزز الشكوك حول كفاءتها أو نزاهتها.

وإذا كان نشر تلك الأخبار يفعل ذلك في بنية الدول وفي كينونة مؤسساتها فإن التفاعل مع مثل تلك الأخبار يقوم بالأمر نفسه حتى مع اختلاف الأساليب والنوايا.

ومن بين الأساليب المنتشرة في مختلف المجتمعات الشرقية والغربية أسلوب النقد، أو ما يعتقد البعض أنه نقد، ولكنه بعيد عن ذلك؛ لأنه نقد عشوائي أو عاطفي في أفضل الأحوال وهو مبني على تجارب شخصية سلبية دون الأخذ في الاعتبار السياق الكامل أو الحقيقة. وهذا النوع من النقد يمكن أن يؤدي إلى نشر حالة من الإحباط العام وعدم الثقة في المؤسسات.

وانتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة تضخيم بعض التحديات أو المشكلات، حيث يتم التركيز على مشكلة معينة تعاني منها مؤسسة ما، ويتم تداولها بشكل مكثف دون الإشارة إلى الحلول أو التحسينات التي قد تكون قيد التنفيذ وهذا التضخيم يجعل البعض يعتقدون أنه الحقيقة الدقيقة وأن كل المؤسسات تعاني من نفس المشكلات ودون أن تكون هناك جهود لتجاوزها.. وإضافة إلى ذلك هناك توجه غريب سائد في السنوات الأخيرة يتم عبره تجاوز الإيجابيات مهما كانت كبيرة وحاضرة في كل تفاصيل حياتنا والتركيز على السلبيات في حين أن النقد البنّاء الحقيقي يكون منصفا ويرسم الصورة الكاملة.

ومن بين الظواهر التي لا يعي الجميع خطورتها في هذا السياق ظاهرة تكثيف نشر المحتوى الساخر أو التهكمي الذي يزيد من التشكيك العام في جدية وكفاءة المؤسسات. قد تكون السخرية في السياق الفني عندما تكون موظفة بشكل مهني مفهومة ولكن دون أن تكون هي الأساس وما عداها هو الاستثناء.

إن بناء الثقة المجتمعية أمر مهم جدا، وقد يبدأ من فهم حقيقة ما يجري ونتائج هذه التوجهات التي لا يكون هدفها الحقيقي الهدم، رغم أنها قد تقود إلى ذلك مع الأسف الشديد. وعلى المؤسسات من جانب آخر أن تعرف كيف تكون قريبة من الناس، وتدرك آلية التواصل معهم دون إبطاء وتظهر لهم مستوى مرضيا من الشفافية والمصداقية الأمر الذي يساهم مع الوقت في تعزيز الثقة المتبادلة وهذا يتم عبر إشراك المواطن في الرأي وفي آلية التنفيذ.. لكن أيضا لا بد من تعزيز الوعي بطرق النقد وبالتفكير الناقد الذي يسعى دائما للبحث عن الحقيقة وعدم الدخول في دائرة التضليل أو تعميم التجارب الشخصية السلبية للاعتقاد أنها هي التجارب الأساسية في المجتمعات. فمسار المستقبل لا يستقيم أبدا دون ثقة واحترام بين الفرد وبين منظومة المؤسسات التي تشكل حياته ومساراتها.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الموساد نفذها خوفًا من اكتشاف حزب الله الأمر: عن أجهزة "البيجر" التي كانت ورقة خفية في يد إسرائيل

نشر موقع "أكسيوس" مقالًا للصحفي الإسرائيلي باراك رفيد اليوم الأربعاء، أشار فيه إلى أن الموساد قام بتفجير أجهزة الاستدعاء التي يحملها أعضاء حزب الله في لبنان وسوريا يوم الثلاثاء، وذلك خوفًا من اكتشاف الحزب الأمر، بعد أن كشف الذكاء الاصطناعي أن اثنين من ضباط الحزب لديهم شكوك حول الأجهزة.

اعلان

ونقل الموقع عن مصدر أمني إسرائيلي سابق قوله، إن العملية كان يجب أن تُوجه كضربة استباقية في حرب شاملة لشل حزب الله.

لكن في الأيام الأخيرة، شعر القادة الإسرائيليون بقلق من احتمال اكتشاف حزب الله لأجهزة الاستدعاء.

ووفقًا لموقع "المونيتور" الأمريكي، نقلاً عن مصادر استخباراتية إقليمية رفيعة المستوى، نفذت إسرائيل هجوم "البيجر" بعد أن تلقت معلومات استخباراتية تفيد بأن اثنين من أعضاء حزب الله اكتشفا اختراق الأجهزة.

Related12 قتيلا وآلاف الجرحى في انفجار "البيجر" وحزب الله يحمل إسرائيل المسؤولية: "العدو سينال قصاصه"ماذا نعرف عن جهاز "البيجر" الذي اخترقته إسرائيل بلبنان ودمشق وأصاب نحو 2800 مدني ومن عناصر حزب الله؟ما حقيقة تورط شركة "غولد أبولو" التايوانية بتفجير أجهزة "بيجر" التي يستخدمها حزب الله؟

وقال مسؤول أمريكي لموقع "أكسيوس"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار وزرائه وقادة الجيش الإسرائيلي ووكالات الاستخبارات قرروا استخدام النظام وتفجير الأجهزة الآن بدلاً من المخاطرة باكتشاف الأمر.

في هذا السياق، قال مسؤول أمني للموقع إنه بعد ظهر يوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي، وقبل بضع دقائق من بدء انفجار أجهزة الاستدعاء في جميع أنحاء لبنان، اتصل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بنظيره الأمريكي لويد أوستن وأخبره أن إسرائيل على وشك تنفيذ عملية في لبنان قريبًا، لكنه رفض تقديم أي تفاصيل محددة.

في أحدث التطورات بشأن هجوم "البيجر"، أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أن عدد القتلى وصل إلى 12 شخصًا، بينهم طفلان، بينما تجاوز عدد المصابين 2700، منهم حوالي 300 حالة حرجة.

وأضاف الأبيض أنه تم إجراء 460 عملية جراحية حتى الآن، معظمها في العيون والوجه. وأوضح أن من بين المصابين في التفجيرات نساء وأطفال، وليس فقط عناصر من حزب الله.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية انطلق في العالم المثير للساحة الأدبية في قطر، بمكتباتها الحديثة واستخدامها الفريد للخط العربي أنباء عن إحباط محاولة اغتيال أفيف كوخافي على يد حزب الله اللبناني ماذا سيحقق الرئيس الإيراني بزشكيان من زيارته الأولى إلى العراق؟ استخبارات أمن لبنان الموساد حزب الله اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next حرب غزة: قصف إسرائيلي يستهدف مدرسة نازحين بالشجاعية وهجوم "البيجر" يدفع المنطقة نحو حرب شاملة يعرض الآن Next ما حقيقة تورط شركة "غولد أبولو" التايوانية بتفجير أجهزة "بيجر" التي يستخدمها حزب الله؟ يعرض الآن Next غوغل تفوز بدعوى إلغاء غرامة مكافحة الاحتكار بقيمة 1.49 مليار يورو في محكمة الاتحاد الأوروبي يعرض الآن Next الولايات المتحدة تحرك جنودا وعتادا إلى جزيرة مهجورة في ألاسكا بعد اقتراب طائرات وسفن روسية يعرض الآن Next عاجل. 12 قتيلا وآلاف الجرحى في انفجار "البيجر" وحزب الله يحمل إسرائيل المسؤولية: "العدو سينال قصاصه" اعلانالاكثر قراءة ماذا نعرف عن جهاز "البيجر" الذي اخترقته إسرائيل بلبنان ودمشق وأصاب نحو 2800 مدني ومن عناصر حزب الله؟ ظهرت في 15 دولة.. هذا ما نعرفه عن سلالة فيروس كوفيد-19 الجديدة مقتل 11 وإصابة آلاف بتفجير أجهزة اتصال تابعة لحزب الله في لبنان وسوريا.. وإسرائيل تحذر من عاقبة الرد مصر تراقب "العبث" الإثيوبي في سد النهضة ولن تتنازل عن متر مكعب واحد من المياه بعد دعمها لفلسطين.. منظمة أوقفوا معاداة السامية تختار غريتا تونبرغ كشخصية معادية لليهود لهذا الأسبوع اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلحزب اللهروسيافيضانات - سيولقوات عسكريةإعصارانفجارقطرالصينالاتحاد الأوروبيالصحةقطاع غزة Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • باحث: المؤسسات الدولية لا تؤدي دورها في تأمين الشعوب المستضعفة
  • ارجاء جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة بعد ظهر اليوم (صورة)
  • جوتيريش: التحديات القادمة تتطلب آليات فعالة وشاملة لحل النزاعات في العالم
  • الموساد نفذها خوفًا من اكتشاف حزب الله الأمر: عن أجهزة "البيجر" التي كانت ورقة خفية في يد إسرائيل
  • «بيئة» تحتفل بأول دفعة من «قادة المستقبل»
  • السعد: نأمل أن تكون الدماء التي سقطت اليوم مدخلا لتمتين الوحدة الوطنية
  • مصدر لبناني: أجهزة الاتصال التي انفجرت كانت مفخخة بشكل مسبق
  • قادة و أعضاء في السياسي الأعلى.. العدو الإسرائيلي سيرى ما يذهله بشكل أكبر في المستقبل
  • حمدان بن محمد: نتطلع أن تكون دبي مركزاً عالمياً لتصميم مستقبل الإعلام