لجريدة عمان:
2024-09-19@14:03:13 GMT

منزل الذكريات.. أول اختراق روائي فلسطيني

تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT

منزل الذكريات.. أول اختراق روائي فلسطيني

سأتجرأ وأعلن أن هذه الرواية (منزل الذكريات) الصادرة حديثًا عن دار نوفل في بيروت هي أول رواية فلسطينية تذهب بعناد وثقة إلى مناطق خطرة، وأن محمود شقير هو أول روائي فلسطيني يفاجئنا (وهو الحريص كما عودنا على عدم الخوض عميقًا في الممنوعات عبر أعماله السابقة) وأخيرًا، صدرت الرواية التي انتظرناها، والتي حلمنا بكتابتها نحن كتّاب التسعينيات والتي تعبّر عني وعن أشواق جيلي وهواجسه وجنونه ورغبته في آخر دفء حزين في حياتنا، هكذا قررنا، وكم كنا جهلاء! سنتخيل أننا في الثمانين ونكتب جفافنا، لكننا لم نكن نعرف أن هذه التجربة بالذات تحتاج إلى عيش حقيقي في الثمانين، سألني مرة صديق يحلم برواية يجمع فيها كل أبطال روايات القرن التاسع عشر: من سيكتب رواية (الجميلات النائمات) بسياق فلسطيني؟ أتذكر أني أجبته: (الذي سيكتبها سيكون روائيا ثمانينيا صادقا وشجاعا، ويعرف أن الأدب هو فعل استكشاف، وأنه صديق الضوء والنهار، سيكتبها واحد من كتّاب التسعينيات، واحد منا، كنا نريد أن نكتب هذه المغامرة، فاكتشفنا أن المغامرة وحدها لا تكفي، محمود شقير أستاذنا الكبير سبقنا لذلك، بحكم عمره وموهبته وخبرته والأهم هو شجاعته، ليس هذا فقط، لقد أقنعني شقير بأن أكف عن حلم كتابتها شخصيًّا، حين كتبها هو كأصدق وأعمق ما تكون الكتابة، كتبها بروح حيوية صادقة وشفافة وحقيقية، تمامًا كما تحتاج بنيتها المعقدة، بنيتها التي تعتمد على فكرة التناص مع هناء نوم الآخرين الهرمين قرب الجمال المدوّي، فقط النوم دون ملابس وحركة، دون كلام، مستلهما هذا الدفء العجيب من شخصيتيّ روايتيّ (الجميلات النائمات) لكواباتا الياباني و(ذكريات عن عاهراتي الجميلات) لماركيز الكولومبي، ثمة تناص رهيب وذكي ومحكم وإبداعي، في هذه (النوفيلا) اللذيذة المخيفة، فلسطينية السياق، أحببت جدًا سياق هذا العمل الشجاع؛ فالأجواء فلسطينية، نحن في القدس، وهناك احتلال الـ67 وشخص اسمه محمد الأصغر، وأسماء كثيرة فلسطينية، أسمهان وجحيمان وسناء وفريال، التقط محمود شقير ثراء الحالة الإنسانية في روايتي كواباتا وماركيز، واستلهم وحشتها وقسوتها واستدعى بردها على عجوز فلسطيني يتشارك مع بطلي الروايتين العالميتين، في الإحساس برغبة في الاستئناس بالنساء، لكن قدرة الجسد وإمكانياته وهشاشة العظام لا تساعد، فيحتار البطل، ويقرر استضافة بطلي الروايتين الشهيرتين في نهاره وليله ويقيم معهما حوارًا هو من أمتع الحوارات وأغناها.

يهرب محمد الأصغر الفلسطيني من واقعه الجاف ومن حواجز المحتلين ومن ظلمهم إلى الروايتين، يذوب فيهما ويصير عجوزًا ثالثًا يفعل ما يفعل الاثنان، الجميل في هذا التناص البديع هو توسع البطل الفلسطيني في الحديث عن سياق بلاد البطلين العجوزين الكولومبي والياباني، ثمة حدث عن قنبلة هيروشيما وعن الكفاح المسلح الكولومبي.

الكتابة الروائية الفلسطينية لم تقترب قط من هذه العوالم الجسورة، ولم تحاول أن تكسر نمط العلاقة مع المرأة، حتى في قصصه السابقة نفسها، ينقلب شقير على ذاته، ويمنحنا هذا الانفجار الجمالي الجميل الذي يحسب له ولرصيده ويسجل في تراثه السردية كتجديد مبهر، والواقع أن المتأمل في تجربة شقير يكتشف كم هو مهووس بالتجدد والتنقل من تكنيك لآخر، وكم هو رافض للبقاء في ذات البقع، لكن هذا التجديد كان عالي النبرة وواسع الأفق وغير مسبوق.

في مقالته المهمة عن رواية (منزل الذكريات) يكتب الناقد الأردني محمد عبيدالله في جريدة الدستور: هذه رواية قصيرة وجميلة من فرائد محمود شقير، تتظاهر بالبساطة، وتعطي درسًا في عبقريتها وجماليّاتها المختلفة.

وردًا على سؤال للكاتب محمود شقير عن ظرف كتابة هذه الرواية أجاب: (حين وصلت بي رحلة العمر سن الثمانين عدت إلى قراءة رواية كاواباتا ورواية ماركيز، وشعرت بالرغبة في التناص معهما في رواية فلسطينية).

وبالفعل بدأت بحشد مواقف ومشاهد وتأملات ولم أتمكن من الشروع في الكتابة إلا حين ظهرت أسمهان وشقيقها جحيمان، آنذاك انفتح الأفق وتمكنت من الكتابة بشغف وانتباه).

هنيئًا للأدب الفلسطيني بهذا الاختراق الروائي.

الكاتب في سطور

محمود شقير كاتب فلسطيني من مواليد جبل المكبّر، القدس (1941)، حيث يقيم حاليًّا بعدما تنقّلَ بين بيروت وعمّان وبراغ. تضم كتبه الـ80 اثنتي عشرة مجموعة قصصية للكبار وعشرات القصص والمجموعات القصصية والروايات للفتيات والفتيان، وأربع روايات للكبار. تُرجمت بعض كتبه إلى 12 لغةً من بينها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والسويدية. حاز جوائز عدّة، من بينها جائزة «محمود درويش للحرّيّة والإبداع» (2011)، و«جائزة فلسطين للآداب» (2019)، و«جائزة الشرف من اتّحاد الكتّاب الأتراك» (2023). وجائزة «فلسطين العالمية للآداب» لعام 2023. كما اختيرت روايته للفتيات والفتيان «أنا وصديقي والحمار» ضمن أفضل مائة كتاب من العالم عام 2018.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

خبير تكنولوجي يقدم رواية جديدة عن طريقة تفجير إسرائيل أجهزة “بيجر” حزب الله

#سواليف

علق #نضال_ظريفة، خبير تكنولوجيا الاتصالات، على حادث #انفجار أجهزة ” #البيجر ” التي يحملها عناصر في ” #حزب_الله ” في #لبنان باحتمال حشو مواد أثناء التصنيع أو النقل تنفجر لاسلكيا عن بعد .

وخلال مداخلة على قناة “القاهرة الإخبارية”، قال نضال ظريفة: “بات من الواضح وجود دفعة محددة من أجهزة الإضاءة و”البيجر” التي تم تفجيرها عن بعد، عن طريق #التدخل_الفيزيائي وكذلك الكيميائي”.ا

وأشار “ظريفة” إلى أن “هذه الدفعة من الأجهزة كان بها تلاعب فيزيائي، إما قبل التصنيع عن طريق موردين للشركة المصنعة، أو موردين لبعض القطع الإلكترونية في أثناء التصنيع أو خلال نقلها”.

مقالات ذات صلة ما هو الووكي توكي “أيكوم” السبب في موجة الانفجارات الثانية في لبنان؟ / فيديو 2024/09/19

وأكد الخبير التكنولوجي أن “التدخل الفيزيائي في أجهزة البيجر كان عن طريق إضافة #مواد_متفجرة للبطارية بشكل كيميائي أو بطريقة لا يمكن كشفها”.

وأردف: “خلال الاستلام تم فحص الأجهزة ما يؤكد أنه تم إخفاء المواد المتفجرة، بحيث يمكن تفعيلها عن بعد بإشارة لاسلكية”.

وأوضح نضال ظريفة قائلا: “لا أعتقد أن الليثيوم هو المادة التي تم إضافتها لأجهزة البيجر التي انفجرت، لأن الليثيوم يسبب احتراقا ويرفع من درجة الحرارة، لكنه لا يتسبب في إحداث انفجار عنيف مثل الذي حدث”.

وتساءل: “هل هذه البطاريات كانت مدمجة ضمن الأجهزة التي انفجرت أم لا؟ إن كانت مدمجة بها، فبالتأكيد هناك تلاعب في البطارية عن طريق إضافة المواد المتفجرة داخل البطاريات”.

جدير بالذكر أن لبنان شهد يومي الثلاثاء والأربعاء ، تفجير أجهزة لا سلكية (ووكي توكي وبيجر)، يحملها عناصر في “حزب الله” في مناطق لبنانية مختلفةـ ما ينذر بتصعيد كبير.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، يوم الأربعاء، “استشهاد 20 شخصا وإصابة أكثر من 450 آخرين بجروح”، في موجة التفجيرات الجديدة التي طالت أجهزة لا سلكية (ووكي توكي) في مناطق لبنانية مختلفة.

في حين انفجرت يوم الثلاثاء أجهزة اتصالات من نوع “بيجر” في العديد من المناطق التي تعد معاقل لحزب الله اللبناني، بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت، ومناطق في جنوب لبنان، والبقاع الشرقي، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا بينهم طفلان وإصابة نحو 2800 آخرين.

وصرح مصدر أمني بالقول: “أجهزة الاتصالات التي انفجرت اليوم هي أجهزة لاسلكي محمولة من البيجر أو أجهزة اخرى مختلفة”.

وأوضح المصدر الأمني: “إسرائيل فجّرت اليوم أجهزة اللاسلكي الشخصية (ووكي توكي)”.

وقد حمل “حزب الله”إسرائيل مسؤولية العملية، مؤكدا أن “هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب ‏العسير الذي يجب أن ينتظره العدو المجرم على مجزرته التي ارتكبها بحق شعبنا وأهلنا ‏ومجاهدينا في لبنان، فهذا حساب آخر وآت إن شاء الله”. ‏
إقرأ المزيد
بعد هجوم الـ
بعد هجوم الـ”بيجر”.. ما هي قدرة حزب الله على رد الضربة لإسرائيل؟

ولفت مصدر أمني لبناني رفيع المستوى لوكالة “رويترز” أن جهاز التجسس الإسرائيلي “الموساد” هو من قام بزرع متفجرات داخل 5000 جهاز “بيجر” استوردها “حزب الله” اللبناني قبل أشهر من تفجيرات يوم أمس الثلاثاء، وانفجر منها 3000 فقط.

وفي أول تعليق له بعد هذه التفجيرات، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “قلت سنعيد سكان الشمال الى منازلهم بأمان وهذا بالضبط ما نقوم به”.

في حين أكد رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” اللبناني هاشم صفي الدين أن تفجير إسرائيل للأجهزة اللا سلكية سيكون له عقابه الخاص، مشيرا إلى أن المقاومة قوية ولم يتأثر أداؤها.

مقالات مشابهة

  • خبير تكنولوجي يقدم رواية جديدة عن طريقة تفجير إسرائيل أجهزة “بيجر” حزب الله
  • وسائل إعلام فلسطينية : 4 شهداء وعدد من الجرحى جراء قصف العدو الإسرائيلي منزلًا في منطقة قيزان النجار بخان يونس جنوب قطاع غزة
  • شقير: حماية الشعب اللبناني تبدأ قبل كل شيء بإنتخاب رئيس للجمهورية
  • إلياس خوري روائي لبناني جمع بين هم الأدب ووجع فلسطين
  • مركز أبوظبي للغة العربية يصدر «تاريخ الكتابة»
  • شقير بحث مع الخليل في الشراكة بين القطاع الخاص وجمعية بيروت ماراثون
  • "أبوظبي للغة العربية" يصدر "تاريخ الكتابة"
  • نسخة إيرانية.. صحف إسرائيلية ترد على رواية المليشيات بشأن نوعية الصاروخ الحوثي الذي استهدف تل أبيب
  • لا يشبه ذوقان عبيدات أحدًا في الكتابة