بوابة الوفد:
2024-09-19@14:04:14 GMT

صفقة البيجر المشبوهة

تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT

هل تغيرت قواعد الحرب فى المنطقة؟ ما حدث فى لبنان الثلاثاء الماضى من تفجيرات متتالية ومتوازية فى آن واحد لأجهزة البيجر التى يستخدمها أعضاء من حزب الله، أثار العديد من التساؤلات، وفتح باب التكهنات حول الحادث المفاجئ، وكيفية تفخيخ هذه الأجهزة، والأهم من ذلك مصدرها بعدما راح ضحيتها 9 شهداء وما يقرب من 3000 مصاب حتى كتابة هذه السطور.

البيجر جهاز مخصص لاستقبال الرسائل النصية القصيرة والإشارات وانتشر فى السبعينيات قبل ظهور الهواتف المحمولة، وكان يستخدم فى المجال الطبى والعسكري، والسبب وراء استخدامه حاليًا هو الهروب من الاختراقات والتتبع والهجوم السيبرانى على أجهزة الاتصالات الحديثة، ويستخدمها حزب الله حلقة تواصل بين القيادات والأعضاء للاجتماعات والتكليفات.

الانفجار المفاجئ والمتزامن لهذه الأجهزة كارثة كبيرة أصابت مستخدميها فى مقتل وحققت الأهداف المرجوة وتناثرت الدماء والأعضاء البشرية فى الأسواق والمنازل والمحلات فى أكبر استهداف لحزب الله، وما زال أعداد الشهداء والمصابين مرشحين للارتفاع.

الجريمة نفذت بدون استخدام وسائل الحرب الحديثة وبدون طلقة واحدة، لكن كيف حدث ذلك؟ والأهم من يقف خلف هذه الجريمة؟

أجهزة البيجر تعمل على شبكة اتصالات قديمة غير متطورة وتعتمد على بطاريات ليثيوم التى تحدث آثارًا تدميرية عند انفجارها.. وقد تمت عملية هجوم سيبرانى على الشبكة كما قيل عبر تكثيف الترددات التى تصل الجهاز بشكل مضاعف يؤدى إلى سخونة البطارية بشكل كبير وانفجارها.

حزب الله كان قد استورد منذ خمسة أشهر تقريبًا شحنة كبيرة من جهاز البيجر من الخارج، وفقًا لبعض الأخبار المتداولة، بعد تعميم الحزب على أعضائه عدم استخدام أجهزة الاتصال الحديثة، وقد تم توزيع هذه الأجهزة على الأعضاء الأمر الذى يثير الشكوك حول الشحنة واحتمالية تفخيخها أو ربطها بسيستم تحكم معين يستطيع تفجيرها أو إرسال إشارات معينة تتمكن فى التحكم فيها عن بعد.

الحقيقة العلمية أن أجهزة البيجر لم يسجل بسببها حوادث مماثلة منذ استخدامها حتى الانفجار الأخير والذى يعد الأول من نوعه، وهذا التحول الخطير والمتزامن يعنى أنه تم التلاعب بها بصورة أو بأخرى، قبل وصولها إلى حزب الله.

الأمر الأهم أن الانفجار وقع فى أماكن متفرقة مما يتنافى مع فكرة القرصنة التقليدية التى تستهدف جهازًا معينًا فى مكان محدد يستخدمه شخص بعينه مما يرجح أن تكون تمت عبر الأقمار الصناعية.

جميع أعضاء حزب الله يحملون جهاز البيجر وكل من يستخدم هذا النوع الجديد تعرض للانفجار، أما الذين يستخدمون أنواعًا أخرى أو غير المدرجة ضمن الشحنة الأخيرة فقد نجوا من الموت أو الإصابة وفروا من تكنولوجيا المراقبة المتطورة للعدو الصهيونى.

باختصار.. الجريمة البشعة التى نفذتها إسرائيل بتفجير أجهزة البيجر سواء تم تفخيخها بوضع عبوات ناسفة بداخلها أو التلاعب بها عن طريق البرمجيات الخبيثة قبل وصولها إلى حزب الله ترتقى إلى جريمة الحرب، وتعيق جهود التسوية فى المنطقة، وتؤدى إلى تأجيج المعارك.

ويبقى التساؤل المهم المفروض أن أى أجهزة يتم استيرادها من الخارج تفحص بدقة متناهية للتأكد من صلاحيتها خاصة إذا كان سيتم استخدامها فى أماكن عسكرية أو عبر أفراد مستهدفين من قبل عدو لا يرحم ويفعل المستحيل لتحقيق أهدافه الاستعمارية.

وأخيرًا لماذا لم يعلن حزب الله حتى الآن عن الدولة التى تم استيراد شحنة البيجر من خلالها؟ هل هى دولة حليفة للحزب وتم اختراقها؟ أو دولة أخرى أم أن هذه الشحنة التى تقف خلفها إسرائيل قد تمكنت من الدفع بها عبر الضفة الغربية إلى جنوب لبنان فى صفقه بين أحد المستوطنين وحزب الله أسوة بما يحدث فى غزة عبر تهريب الأسلحة.

عمومًا أيًا كان مصدر صفقة البيجر المفخخة فقد تغيرت قواعد الحرب وسوف يكون الحادث الأخير انتقالًا لمرحلة نوعية جديدة من الحروب فى المنطقة المشتعلة، كما أنه يهزم الروح القتالية لحزب الله استعدادًا لهجوم إسرائيلى شامل على لبنان.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار قواعد الحرب حزب الله لأجهزة البيجر الرسائل النصية أجهزة البیجر حزب الله

إقرأ أيضاً:

بعد تفجيرات لبنان.. ماذا تعرف عن أجهزة "البيجر"؟

تصدّرت أجهزة النداء أو الاستدعاء "البيجر" عناوين الأخبار العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبح الأكثر بحثاً على غوغل خلال الساعات الماضية، بعد الجريمة التي أصابت الآلاف من عناصر حزب الله في لبنان أمس الثلاثاء.

حصلت على براءة اختراع لأول مرة عام 1949 من قبل ألفريد ج. غروس

اخترقت أجهزة البيجر بعملية مشتركة بين وكالة المخابرات الإسرائيلية الغامضة (الموساد) والجيش الإسرائيلي

لكن الأخبار المتعلقة بالحادثة لم تقتصر على الأبعاد السياسية والأمنية للتفجيرات، بل توسعت وسائل الإعلام الغربية، لاسيما الصحف البريطانية والأمريكية في التعريف عن هذا الجهاز، بداياته، مميزاته، وحتى المخاطر المرتبطة ببطاريته الليثيوم.

كما تركز الاهتمام بين الصحف على تقييم مستوى الأمان عند استخدامه، خاصة أنه كان يعتبر "وسيلة آمنة" للتواصل بين الأفراد والمنظمات، بعيداً عن الاختراق أو التجسس لأنه لا يحتاج إلى شبكة الإنترنت لتشغيله.

شبّهت صحيفة "بيزنيس ستاندرد" البريطانية تفجيرات البيجر بـ "الخيال العلمي"، وألقت فيها بعض الضوء على جهاز "البيجر" وأصوله وطريقة استخدامه.

ما هي أجهزة البيجر؟

هي أجهزة اتصال لاسلكية، حصلت على براءة اختراع لأول مرة عام 1949 من قبل ألفريد ج. غروس.
استخدمت على نطاق واسع في الثمانينيات، لكن بعد ذلك شهد استخدامها انخفاضاً هائلاً في جميع أنحاء العالم، لكنها لا تزال تستخدم على نطاق واسع بين العديد من المرافق الطبية والتجارية ومراكز الإطفاء وخدمات الطوارئ.
ولأنها غير متصلة بشبكة الإنترنت، تستخدمها بعض المنظمات الأمنية الخاصة والعصابات الإجرامية في اتصالاتها الداخلية، لحماية معلوماتها من الاختراق.


طريقة عمل الأجهزة

تصدر "البيجرات" صغيرة الحجم نغمة أو إشارة صوتية أو اهتزازاً لإعلام المستخدمين بالرسائل الواردة، وهو أمر مفيد في البيئات الصاخبة حيث يفضل الصمت، مثل المستشفيات، مما يوضح سبب استمرار بعض المتخصصين الطبيين في استخدامها.
تتمثل الوظائف الأساسية للأجهزة في استقبال وعرض الرسائل الأبجدية الرقمية أو الصوتية عبر ترددات الراديو من محطة أساسية أو إرسال مركزي، بهدف تنبيه المستخدمين.
وتعمل عبر ترددات راديو مخصصة مصممة لإرسال واستقبال الرسائل عبر هذه الترددات.


السبب المحتمل لتفجيرات لبنان

من جهتها، قدّمت صحيفة ديلي ميل نظريتها حول سبب تفجيرات البيجر، مشيرة إلى أن أجهزة البيجر الخاصة بحزب الله اخترقت بعملية مشتركة بين وكالة المخابرات الإسرائيلية (الموساد) والجيش الإسرائيلي، حيث تمكنوا عبر عملائهم من حشو أجهزة الاستدعاء الخاصة بالحزب الله بمواد متفجرة مع مفتاح تفجير قبل تسليمها.
وفي تصريح نقلته الصحيفة، رجّح محلل الاستخبارات السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية ديفيد كينيدي أن "يكون لدى إسرائيل عملاء داخل حزب الله تمكنوا من تفخيخ أجهزة النداء بمتفجرات".

 

نظريتان للتفجير

وفي تقرير آخر تحت عنوان "انفجارات أجهزة حزب الله: كيف يمكن لإسرائيل أن تتسبب في انفجار أجهزة حزب الله، قدّمت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية نظريتين رئيسيتين حول حدوث التفجيرات.
تعتبر النظرية الأولى أن أجهزة الاستدعاء كانت مليئة بالمتفجرات، وجرى تفعليها عن بُعد، بينما تفسر النظرية الأخرى حدوث خرق للأمن السيبراني تسبب في ارتفاع درجة حرارة بطاريات الليثيوم أيون الخاصة بأجهزة الاستدعاء وانفجارها.
ورغم أن بطاريات الليثيوم أيون تُستخدم بشكل شائع في الأجهزة الإلكترونية، إلا أنها يمكن أن ترتفع درجة حرارتها وتشتعل فيها النيران، بل وتنفجر بعنف في بعض الحالات.
يرجع ذلك إلى ظاهرة تسمى "الهروب الحراري"، وهو تفاعل كيميائي يحدث عندما تتعرض البطارية لتغير سريع في درجة الحرارة، والذي يتم تشغيله عند ارتفاع درجة حرارة البطارية أو ثقبها أو شحنها الزائد.
مع تقدم هذا التفاعل الكيميائي، يمكن أن يؤدي إلى إطلاق مفاجئ للطاقة مما قد يتسبب في انفجار الأجهزة بقوة وحرارة شديدة.

المصنّعون يتبرّأون

على وقع تفجيرات لبنان، سارعت شركة "غولد أبولو" التايوانية المصنّعة لأجهزة "بيجر" إلى نفي أن يكون نموذج أجهزة النداء المستخدمة في التفجيرات من صنعها.
وقال مؤسس ورئيس شركة "غولد أبولو" هسو تشينغ كوانغ للصحافيين من مكاتب الشركة في مدينة نيو تايبيه بشمال تايوان: "المنتج ليس منتجنا. كل ما في الأمر هو أنه كان يحمل علامتنا التجارية".
وأكد في تصريح نقلته وكالة رويترز، أن هذا النموذج تصنّعه شركةBAC Consulting ومقرها مدينة بودابست عاصمة المجر، موضحة أنها رخصت علامتها التجارية فقط للشركة المجرية، ولم تشارك في إنتاج الأجهزة.

مقالات مشابهة

  • كيف ستؤثر تفجيرات البيجر على حزب الله؟
  • إعلام: أجهزة الاتصالات التى انفجرت في لبنان اليوم مختلفة عن أجهزة البيجر
  • بعد تفجيرات لبنان.. ماذا تعرف عن أجهزة "البيجر"؟
  • انفجار أجهزة البيجر لعناصر حزب الله.. هذا ما قالته إيران عن إسرائيل
  • كيف سقط حزب الله في فخ "البيجر" أمام إسرائيل؟
  • أول رد من حزب الله عقب انفجارات الأجهزة اللاسلكية البيجر
  • مقتل نجل النائب عن "حزب الله" علي عمار في انفجارات أجهزة "البيجر" اللاسلكية
  • بعد "تفجيرات البيجر".. كشف حالة حسن نصر الله
  • أول بيان من حزب الله بعد "تفجيرات البيجر"