سعدت جدًا بنبأ استعداد الحكومة لطرح صفقة استثمارية جديدة كبرى على غرار صفقة رأس الحكمة، وهى منطقة رأس بناس المطلة على البحر الأحمر والتى أعلنت وزارة الإسكان مؤخرًا عن تطويرها وطرحها للقطاع الخاص فى الداخل والخارج.
وتكمن سعادتى فى أننى كتبت فى الاسبوع الماضي، فى المكان نفسه، مطالبا بتوسيع نطاق الفرص الاستثمارية، والاستفادة من الإمكانات المتميزة والفريدة لمصر سواء فيما تتضمنه من فرص واعدة، أو ما تتميز به من استقرار أمنى واستقرار تشريعي، وسعى دءوب لجذب أكبر الاستثمارات فى مختلف المجالات.
ولما تم الاعلان عن إجراءات رأس بناس شعرت بأن هناك من يقرأ ويهتم، أو على الأقل أن هناك مَن يفكر مثلى فى ضرورة الاستثمار وفرصه الممكنة.
وكنت وما زلت أكرر أننا فى حاجة لصفقات شبيهة برأس الحكمة كل عام لصناعة نماذج نجاح مبهرة للقطاع الخاص، قادرة على تحقيق قيمة مضافة عظيمة للاقتصاد، وتوفير فرص عمل مستدامة. لذا فإن حديث الحكومة ومسئوليها بشأن طرح المزيد من الفرص يؤكد قناعة الدولة بكافة وزاراتها وهيئاتها ومسئوليها بأن الاستثمارات الخاصة هى الحل الأمثل لتحقيق التنمية المستدامة، وأن هناك دراسات وأفكارًا غير تقليدية حول كثير من المناطق والفرص بما يُشكل أمانًا اقتصاديًا فى المستقبل.
إن البيانات المتاحة بشأن رأس بناس تشير إلى أنها واحدة من أكبر تجمعات الشعب المرجانية فى العالم، ويمتد لسان شبه الجزيرة بطول خمسين كيلومترًا وتشمل ميناء قديمًا هو ميناء برنيس.
والجميل فى المشروع أنه سيطرح للمستثمرين المصريين والعرب على السواء، وأنه تقرر التعامل مع المستثمرين المصريين بالجنيه المصرى لتقليل سحب السيولة الدولارية من البنوك، بينما سيتم إطلاق منصة إلكترونية للشراكات المصرية الأجنبية وإتاحة الفرص الاستثمارية عبر تحويلات خارجية.
وكما قلت مرارًا فإنه لا يجب النظر إلى أى مشروع استثمار خاص باعتباره بيعًا للأصول العامة، لأن فكرة حق الانتفاع واحدة من أساليب الاستثمار الأساسية التى قامت عليها كثير من الدول الناجحة استثماريا. ولاشك أن الحكومات – مهما بلغت إمكاناتها – لا تصلح بمفردها لتحقيق التنمية المستدامة وقيادة التقدم الاقتصادى المنشود.
إن الأمل معقود على الاستثمارات الخاصة لتحدث الفارق المنتظر فى البناء الاقتصادى لمصر، بعد سنوات اضطرت فيها الحكومة إلى قيادة الاستثمار بسبب بعض الظروف الطارئة، محليًا وإقليميًا.
ومثلما جرى مع صفقة رأس الحكمة، وغيرها من المشروعات الاستثمارية الكبرى، فإننا نتوقع عائدًا كبيرًا لصفقة رأس بناس، وحراكًا كبيرًا فى مجالات الاقتصاد المختلفة، تأثرًا بالصفقة المحتملة، ذلك لأن كل صفقة جديدة فى مجال الاستثمار تمثل شهادة ثقة دولية لمناخ الاستثمار المصري، الذى لا تنقصه سوى قصص النجاح الواعدة، وهو ما نأمل أن تتحقق فى بلادنا.
إن استثمار الأجنبى والمحلى فى المشروعات السياحية والعقارية لا يشكل اعتداءً أو خطرًا على حقوق الدولة أو المواطنين، فلن يحمل المستثمر الفندق أو المنتجع ويغادر به البلاد، بل هى فى النهاية استثمارات على أراض مصرية تخضع للقوانين المصرية، وتشغل أبناء هذا البلد، وتفتح لمصرمجالًا لجذب الملايين من السائحين، ولنا فى أسبانيا وفرنسا وتركيا والبرتغال واليونان أسوة حسنة، فلماذا التخوفات من الإستثمار الخارجى. لا أعلم!!.
إننى أتصور أن مصر قادرة على تخطى كافة التحديات الاقتصادية التى تواجهها فى ظل وعى متكامل بأهمية الفرص التى تمتلكها البلاد، وفى ظل إصرار من القيادة السياسية على تحسين حياة المواطنين وتوفير ظروف معيشية أفضل لهم، تمهيدًا لتنفيذ مشروعات رائدة فى قطاع التعليم، باعتباره قطاعًا واعدًا ومشروعًا مؤجلًا تنتظره الأجيال الجديدة.
وسلامٌ على الأمة المصرية
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د هانى سرى الدين وزارة الإسكان للقطاع الخاص الأسبوع الماضي الحكومة رأس بناس
إقرأ أيضاً:
الخطيب: الدولة تعمل على توفير بيئة مواتية لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية
شارك المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية بجلسة "دور الاقتصاديات الناشئة المتزايد في الاقتصاد العالمي" والمنعقدة في إطار فعاليات المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار (WIC) والذي يعقد بالعاصمة الرياض خلال الفترة من 25- 27 نوفمبر الجاري.
وأكد الوزير أن مصر ملتزمة بتهيئة بيئة مناخ استثمارية مواتية بهدف جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية للسوق المصري، مشيرا إلى أن اتفاقيات الاستثمار الدولية تلعب دوراً رئيسياً في توفير إطار لحماية وتعزيز وتسهيل الاستثمار الأجنبي، وتعزيز الثقة ودعم النمو المستدام حيث تعد مصر من أكثر الدول الموقعة على معاهدات الاستثمار الثنائية.
وقال «الخطيب» إن مصر تمتلك كافة الإمكانات والمقومات التي تؤهلها لجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية والتي تشمل الموقع الجغرافي، وشبكة البنية التحتية المؤهلة، وتوافر العمالة المؤهلة، وتنافسية الأجور، لافتا إلى أهمية التجارة والاستثمار في النهوض بالاقتصاد المصري.
وأشار الوزير إلى أن الدولة المصرية تعمل على تحديث إطار معاهدات الاستثمار الثنائية الخاصة بها لمواجهة التحديات الناشئة والتوافق مع الأولويات العالمية، لافتا إلى أن مصر اعتمدت نموذجًا محدثًا لمعاهدات الاستثمار الثنائية يؤكد التنمية المستدامة، والإطار التنظيمي للدولة، وحماية الاستثمار.
وأشار «الخطيب» إلى أن اتفاقيات التجارة التي ترتبط بها مصر مع العديد من دول العالم، تعمل على دفع النمو الاقتصادي في مصر من خلال تعزيز التجارة وتنويع الاقتصاد وجذب الاستثمارات الأجنبية، كما تتيح فتح الأسواق الدولية وخفض التعريفات الجمركية وتنويع صادرات مصر.
وأوضح الوزير أن مصر تمتلك شبكة واسعة من اتفاقيات التجارة على المستويين الثنائي والإقليمي، والتي من شأنها دعم جهودها لتعزيز النمو الاقتصادي، وزيادة الصادرات المصرية، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، فضلا عن تعزيز فرص اندماجها بشكل أكبر في الأسواق العالمية والإقليمية.
وأكد «الخطيب» أن مصر تهدف من اتفاقياتها التجارية تحقيق أولوياتها في مجالات عدة، لا سيما التنمية المستدامة، وحل النزاعات بشكل عادل، والحفاظ على توازن الحقوق والالتزامات، مشيرا إلى أن التنفيذ الناجح لهذه الاتفاقيات من شأنه أن يحفز الاستثمار الأجنبي، ويعزز الشراكات الإقليمية، ويسهم في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
وأشار الوزير إلى أن مصر تمتلك عدداً كبيراً من اتفاقيات التجارة الحرة من بينها اتفاقية الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي واتفاقية التجارة الحرة بين مصر ودول الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة، وكذا اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وتركيا واتفاقية التجارة الحرة بين مصر ودول الميركسور واتفاقية الشراكة بين مصر والمملكة المتحدة، إلى جانب اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، واتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية واتفاقية أغادير وغيرها.