الثانوية الدولية والتفرقة الطبقية
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
تناولت الأسبوع الماضى جانبا من ردود أفعال أولياء أمور طلاب الثانوية الدولية البريطانية والأمريكية والمعروفة باسم iG ونقلت مشاعر غضبهم من إضافة مادتى العربى والتاريخ، ليدرسوا 12 مادة بدلا من عشر، بحجة تعميق الانتماء للوطن، وكأن هؤلاء غرباء ولا ينتمون لبلد ولدوا فوق ترابه ودرسوا اللغة العربية والتاريخ منذ نعومة أظفارهم فى مراحل متقدمة قبل الثانوية.
وتساءل أولياء الأمور لماذا هذه التفرقة بين أبناء وطن واحد، شاء الله أن تكون فئة منهم مقتدرة تحرص على تعليم أبنائها تعليما جيدا ولا تحمل الدولة جنيها واحدا، وأصبحوا مجبرين على دراسة مادتين فى آخر سنة ثانوية، ليسوا فى حاجة إليهما فى مسار علمى اختاروه طريقا لمستقبلهم العملى؟! وتعجب الطلاب وآباؤهم من إصرار وزارة التعليم على هذه الخطوة الفجائية المكلفة والمربكة.
الغريب أن بعض الردود حملت ما صدمنى بالفعل، ومنها أن أحدهم طلب منى التوقف عن دعم ومساندة هؤلاء؛ لأنهم قادرون وأثرياء ولا ينتمون إلى طبقات الشعب الكادحة على حد تعبيره، فيما هددنى آخر بأنه لن يتابعنى وسيتوقف عن قراءة مقالاتى؛ طالما أننى أتبنى وجهة نظر هؤلاء، فيما قال آخر «صدمتنى يا استاذ أحسبك تدافع عن قضايا الفقراء غير القادرين على دفع الرسوم البسيطة لتعليم أبنائهم حكوميا، وإذا بك تخصص قلمك لمناصرة أصحاب الملايين والذين لا يفرق معهم ألف ولا حتى مئة أو خمسمائة ألف» بل تجاوز أحدهم وطالبنى بالعودة إلى طريق الصواب، بترك هؤلاء يدفعون للبلد فاتورة الثراء.
هكذا تكشف القرارات غير المدروسة جيدا مدى ما وصلنا إليه من انهيار مجتمعى، أصبحنا نصنف فيه بعضنا بعضا، وفقا لنوع التعليم وما نملك من أموال وسيارات وعقارات، فمن لديه كل هذه الأشياء ليس منا ولا من بلدنا ولا يستحق أن نقف معه فى أى أزمة.. (تخيلوا كيف افتقرنا فكريا واجتماعيا) نتلذذ بمعاناة وعذاب وظلم أبناء مصريين مثلنا شاء القدر أن يكونوا مرفهين؛ وبالتالى ليس من حقهم دخول الجامعات المصرية ولا كليات القمة طب وهندسة إلا بنسبة محدودة جدا لا تزيد عن 5% حتى ولو حصلوا على الدرجات النهائية؟!.
أعود لمن يتهمنى بأننى من الأثرياء، وأقول: هذا شرف لا أدعيه، علما بأننى لست ثريا، وأنتمى إلى الطبقة المتوسطة الشقيانة، نشأت عصاميا، صعدت إلى ما أنا فيه بفضل ربى، ثم بفضل ما غرسه والدى يرحمه الله من حب للعمل والكفاح والاعتماد على الذات، فقد كان موظفا بسيطا جدا، لا يملك إلا كرامته، شريفا نزيها، يدافع عن المظلومين وينتصر للحق مهما كلفه ذلك من عناء ومال، فتربيت وجميع إخوانى ومنهم مذيعين وإعلاميين على مبادئه وسأظل عليها حتى ألحق به فى الدار الآخرة حيث يتساوى الجميع، فقراء وأغنياء ولا تنفع شهادات ثانوية دولية ولا حكومية.
إن دفاعى عن طلاب الثانوية الدولية وآبائهم ينطلق من كونى مواطنا مصريا، تخيلت نفسى مكانهم، أعيش معاناتهم ومخاوفهم وشعورهم بالظلم والتفرقة والإجحاف، داخل وطنهم أو حتى خارجه، ثم ما ذنب طلاب ولدوا أثرياء؟ هل نذبحهم أو نمتص دماءهم ونثقلهم بمواد درسوها فى سنوات سابقة ونعيدها مرة أخرى فى السنة النهائية بحجة تعميق الهوية!؟
لا تظلموا مصريين مثلنا وانزعوا فتيل التفرقة الطبقية؛ لأن التعليم عبر الشهادات الدولية لم يعد نوعا من الترف والرفاهية والمنظرة كما يعتقد البعض، بل ضرورة حتمية لمواكبة العصر ومتطلبات سوق العمل داخليا وخارجيا. وربنا يوفق جميع أبنائنا.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأسبوع الماضي
إقرأ أيضاً:
خونة وعملاء.. مغردون يتهمون إسرائيل برعاية لصوص مساعدات غزة
وقالت تقارير إعلامية إن المنظمات اتهمت الجيش الإسرائيلي بالإخفاق في منع نهب شاحنات المساعدات ومنع العصابات المسلحة من ابتزاز المنظمات الإنسانية.
أما صحيفة واشنطن بوست فقالت إن مذكرة داخلية للأمم المتحدة أكدت أن عصابات سرقة المساعدات "تستفيد من تساهل إن لم تكن حماية الجيش الإسرائيلي".
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 420 قتيلا من لصوص المساعدات في عملية أمنية بغزةlist 2 of 4شهادة من ميدان الحرب: الاحتلال جعل الحياة بغزة بدائية لكن الشعب صامدlist 3 of 4سرقات وتجويع لسكان غزة وحصار مدروس للأونرواlist 4 of 4واشنطن بوست: عصابات تسرق المساعدات بغزة وتعمل بحرية بمناطق سيطرة إسرائيلend of listونقلت كذلك نفي الجيش الإسرائيلي الاتهامات وردّه بأنه "ينفذ إجراءات مضادة ضد لصوص المساعدات، مع التركيز على استهداف الإرهابيين".
وأفادت وكالة الأونروا بأن 98 شاحنة من أصل 109 تم نهبها، في حين قال شهود إنه عندما تتجاوز المساعدات معبر كرم أبوسالم بمحافظة رفح تتوجه للتفريغ في مخزن للأمم المتحدة وسط قطاع غزة، فيعترض طريقها لصوص ينهبون الغذاء ثم يعرضونه في السوق الشعبية بأسعار خيالية.
ورصد برنامج شبكات (2024/11/19) جانبا من تعليقات مغردين، ومن ذلك ما كتبه كريم "اللصوص وقطاع الطرق الذين يسرقون تحت حماية الصهاينة ويعملون معهم هؤلاء عملاء وجواسيس وجبت تصفيتهم".
أما محمد فكتب "يحاربون العدو الإسرائيلي أو يحاربون خونة القطاع وتجار الحرب أو يحاربون الإعلام المتصهين أو يفسرون للناس ويبررون أو يقاومون أو يطبطبون على أهل الأسرى والشهداء مع محافظتهم على هدوئهم".
أما سمير فغرد "هؤلاء ليسوا مجرد لصوص أو عصابات سرقة، هؤلاء نواة للجهاز المدني المرتقب للتعاون مع الاحتلال، وإذا لم يقتلوا فسنجدهم صاروا كيانا مسلحا وسيستقطب الجهلاء والمغفلين، والاحتلال سيوفر لهم الغطاء المالي والأمني والسياسي".
وقال عبد الله "لصوص وخونة ومجرمون، كل هذا بتساهل واضح من جيش الاحتلال، وهو الرابح في كل الحالات".
وغرد راشد "الله يقويهم الأجهزه الأمنية وكل من يحافظ على الأمن العام وتوصيل المساعدات للناس، واللصوص يعني المفروض أهلهم يتبرون منهم.. أنتم في حرب وبأي لحظه رح تموت وتقابل ربك، لا يوجد مبرر لكم أنتم والاحتلال في نفس الكفه في محاربة الشعب".
وتحدثت وسائل إعلام فلسطينية عن تشكيل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قوة شرطية خاصة مهمتها ضبط الأمن في القطاع، ومراقبة مستوى الأسعار في الأسواق، في محاولة للتخفيف من حدة الفوضى التي أحدثتها الحرب.
وقالت وزارة داخلية حكومة قطاع غزة إن أكثر من 20 فلسطينيا ممن سمتهم "عصابات لصوص شاحنات المساعدات" قتلوا في عملية أمنية نفذتها أجهزة الشرطة بالتعاون مع لجان عشائرية.
19/11/2024