بوابة الوفد:
2024-09-19@14:10:15 GMT

الثانوية الدولية والتفرقة الطبقية

تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT

تناولت الأسبوع الماضى جانبا من ردود أفعال أولياء أمور طلاب الثانوية الدولية البريطانية والأمريكية والمعروفة باسم iG  ونقلت مشاعر غضبهم من إضافة مادتى العربى والتاريخ، ليدرسوا 12 مادة بدلا من عشر، بحجة تعميق الانتماء للوطن، وكأن هؤلاء غرباء ولا ينتمون لبلد ولدوا فوق ترابه ودرسوا اللغة العربية والتاريخ منذ نعومة أظفارهم فى مراحل متقدمة قبل الثانوية.

وتساءل أولياء الأمور لماذا هذه التفرقة بين أبناء وطن واحد، شاء الله أن تكون فئة منهم مقتدرة تحرص على تعليم أبنائها تعليما جيدا ولا تحمل الدولة جنيها واحدا، وأصبحوا مجبرين على دراسة مادتين فى آخر سنة ثانوية، ليسوا فى حاجة إليهما فى مسار علمى اختاروه طريقا لمستقبلهم العملى؟! وتعجب الطلاب وآباؤهم من إصرار وزارة التعليم على هذه الخطوة الفجائية المكلفة والمربكة.

الغريب أن بعض الردود حملت ما صدمنى بالفعل، ومنها أن أحدهم طلب منى التوقف عن دعم ومساندة هؤلاء؛ لأنهم قادرون وأثرياء ولا ينتمون إلى طبقات الشعب الكادحة على حد تعبيره، فيما هددنى آخر بأنه لن يتابعنى وسيتوقف عن قراءة مقالاتى؛ طالما أننى أتبنى وجهة نظر هؤلاء، فيما قال آخر «صدمتنى يا استاذ أحسبك تدافع عن قضايا الفقراء غير القادرين على دفع الرسوم البسيطة لتعليم أبنائهم حكوميا، وإذا بك تخصص قلمك لمناصرة أصحاب الملايين والذين لا يفرق معهم ألف ولا حتى مئة أو خمسمائة ألف» بل تجاوز أحدهم وطالبنى بالعودة إلى طريق الصواب، بترك هؤلاء يدفعون للبلد فاتورة الثراء.

هكذا تكشف القرارات غير المدروسة جيدا مدى ما وصلنا إليه من انهيار مجتمعى، أصبحنا نصنف فيه بعضنا بعضا، وفقا لنوع التعليم وما نملك من أموال وسيارات وعقارات، فمن لديه كل هذه الأشياء ليس منا ولا من بلدنا ولا يستحق أن نقف معه فى أى أزمة.. (تخيلوا كيف افتقرنا فكريا واجتماعيا) نتلذذ بمعاناة وعذاب وظلم أبناء مصريين مثلنا شاء القدر أن يكونوا مرفهين؛ وبالتالى ليس من حقهم دخول الجامعات المصرية ولا كليات القمة طب وهندسة إلا بنسبة محدودة جدا لا تزيد عن 5% حتى ولو حصلوا على الدرجات النهائية؟!.

أعود لمن يتهمنى بأننى من الأثرياء، وأقول: هذا شرف لا أدعيه، علما بأننى لست ثريا، وأنتمى إلى الطبقة المتوسطة الشقيانة، نشأت عصاميا، صعدت إلى ما أنا فيه بفضل ربى، ثم بفضل ما غرسه والدى يرحمه الله من حب للعمل والكفاح والاعتماد على الذات، فقد كان موظفا بسيطا جدا، لا يملك إلا كرامته، شريفا نزيها، يدافع عن المظلومين وينتصر للحق مهما كلفه ذلك من عناء ومال، فتربيت وجميع إخوانى ومنهم مذيعين وإعلاميين على مبادئه وسأظل عليها حتى ألحق به فى الدار الآخرة حيث يتساوى الجميع، فقراء وأغنياء ولا تنفع شهادات ثانوية دولية ولا حكومية.

إن دفاعى عن طلاب الثانوية الدولية وآبائهم ينطلق من كونى مواطنا مصريا، تخيلت نفسى مكانهم، أعيش معاناتهم ومخاوفهم وشعورهم بالظلم والتفرقة والإجحاف، داخل وطنهم أو حتى خارجه، ثم ما ذنب طلاب ولدوا أثرياء؟ هل نذبحهم أو نمتص دماءهم ونثقلهم بمواد درسوها فى سنوات سابقة ونعيدها مرة أخرى فى السنة النهائية بحجة تعميق الهوية!؟

لا تظلموا مصريين مثلنا وانزعوا فتيل التفرقة الطبقية؛ لأن التعليم عبر الشهادات الدولية لم يعد نوعا من الترف والرفاهية والمنظرة كما يعتقد البعض، بل ضرورة حتمية لمواكبة العصر ومتطلبات سوق العمل داخليا وخارجيا. وربنا يوفق جميع أبنائنا.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأسبوع الماضي

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم: 85% من المدارس الثانوية مزودة بكاميرات

أكد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن 85% من المدارس الثانوية مزودة بكاميرات، ولا توجد أى أمور تتم حاليا لتركيب كاميرات فى باقى المدارس والنوعيات الأخرى.

وعلق محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، على تدريس اللغة العربية والتاريخ وتخصيص 20% من الدرجات وإضافتها إلى درجات الطالب بالمدارس الدولية، قائلا: مش معقول يكون حد مولود فى مصر ومش يعرف مين الرئيس جمال عبد الناصر أو تاريخ بلده، متابعا: ممكن تحرم ابنك أنه يشتغل حاجة معينة هو موهوب فيها زى الصحفى أو الأديب، ومن ثم تدريس اللغة العربية والتاريخ سوف يعزز الهوية الوطنية والثقافية ويرسخ الانتماء والولاء.

اقرأ أيضاًماعدا الشهادة الإعدادية والثانوية العامة.. وزير التربية التعليم: أعمال السنة مقررة على جميع الصفوف الدراسية

تفاصيل تأجيل الدراسة بعدد من المعاهد الأزهرية لمدة أسبوع

وزير التربية والتعليم يبحث مع مؤسسة «حياة كريمة» تعزيز أوجه التعاون

مقالات مشابهة

  • فريق طلاب جامعة أسيوط يصعد للتصفيات النهائية للمسابقة الدولية للبرمجة بكازاخستان
  • نتائج قبول طلاب الثانوية العامة والشهادات الفنية بالجامعات والمعاهد لعام 2024
  • وزير التعليم: 85% من المدارس الثانوية مزودة بكاميرات
  • بـ«50 جنيها».. وزير التعليم يمنح هؤلاء المعلمين فقط العمل بالحصة (تفاصيل)
  • وزير التعليم يكشف سبب هيكلة المرحلة الثانوية
  • وزير التعليم: الواجب المنزلي موحد لكل طلاب الجمهورية
  • التعليم تعلن توقيع اتفاقية التعاون التقني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • وزير التعليم: نسبة حضور طلاب المرحلة الثانوية كانت بين 10 إلى 20%
  • وزير التعليم: أتوقع تراجع المقبلون على السناتر من طلاب الشهادة الثانوية بنسبة 10%