بوابة الوفد:
2024-09-19@14:12:52 GMT

نصف معاشى لـ فاتورة الكهرباء!

تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT

اتصل بى «هاتفيًا» غير مرة شاكيًا ومستغيثًا لإنقاذه من لهيب فاتورة كهرباء منزله والتى تسلمها من «محصل الكهرباء» عن شهر أغسطس والتى يتم تحصيلها فى منتصف سبتمبر وبلغت 1664 جنيهًا.

قال لي: ماذا أفعل؟ جاءت الفاتورة الشهر الماضى بمبلغ 1150 جنيهًا، بعد أن كانت فى العام الماضى وفى عز الصيف 450 أو 500 جنيه على الأكثر، وعندما تسلمت الفاتورة يوم 13 أغسطس «الشهر الماضى» أغلقت «التكييف» بالضبة والمفتاح، وأقسم لك «التكييف» فى الصالة وليس فى غرفة النوم، حيث افتحه لمدة ساعتين فقط «ساعة الذروة» للترطيب والتخفيف من حدة نيران حيطان الشقة ثم أغلقه خوفا من سداد مبلغ كبير، وأكتفى بالمروحة فى غرفة النوم، ورغم حرصى وبعد إغلاقه تماما قبل منتصف أغسطس الماضى صدمتنى الفاتورة بمبلغ «1664 جنيهًا» وكأننى فاتح شركة أو مول!

وكنت أتصبب عرقًا، وأهرب تحت المروحة أنا وأسرتى للتخفيف من وطأة النار والصهد والرطوبة المرتفعة، وأشعر أن أنفاسى يمكن أن تنقطع خلال نومى المتقطع لعدم الاستجابة للنوم بسبب الحر الشديد!

قلت له: لا تنسَ أن الزيادة على بعض الشرائح زادت الشهر الحالى، قال الزيادة ضربتنى فى الصميم قبل أن تطبق أصلًا وزادت بعدها حوالى خمسمائة جنيه! والكل يشتكى جيران وغيرهم من غول الفواتير!

قلت له: ربما يكون هناك سرقة من عداد الكهرباء، قال: جاء متخصصون وكشفوا ووجدوا كل شىء على ما يرام.

والشهر الماضى انتويت عدم السداد وخشيت من الغرامة ودفعتها قهرًا بمساعدة «قريب لى»، والشهر الحالى جاءت 1664 جنيهًا وأتقاضى «معاشًا» بعد تقاعدى قدره 3222 جنيهًا.. أى أن الفاتورة تساوى تقريبا نصف معاشى، فكيف أعيش بقية الشهر؟ والمعاش أصلًا لو زاد 300 % لن يغطى النفقات الشهرية، وأفكر فى بيع التكييف حيث بات «ديكورًا» ولا أستفيد منه لا صيفًا ولا شتاء!

قلت له أنا مثلك تمامًا وأسير بنفس طريقتك فى الترشيد ودفعت نفس المبلغ تقريبًا، فبادرنى ممكن تتصل بوزير الكهرباء للنظر فى فاتورتى؟!

قلت له لا وزير ولا حتى لو اتصلت بسكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش..! ياصديقى، فى النهاية الفيصل القراءة، ولا أحد يملك تخفيضها ولو مليمًا واحدًا طالما القراءة صحيحة والعداد سليم دون عطب.

قال الديون تتكالب عليّ خاصة السنوات الثلاث الماضية بسبب ارتفاع أسعار كل شىء، قلت له حاول تبيع شقتك وتسكن فى شقة أقل سعرًا وتستفيد بالفرق فى سداد ديونك ومواجهة الأسعار النارية التى احترق بها الجميع، قال شقتى إيجار قديم، استأجرتها فى منتصف التسعينات وبعت ما أملكه من 7 قراريط زراعية فى قريتى وقتها لاستئجارها، ولا أستطيع التصرف فيها الآن، ولا أملك أرضًا أو ميراثًا كنت تصرفت فيه لحل أزمتى، وليس أمامى سوى أن اشترى خيمة وأصبح ضمن اللاجئين.!

انتهى كلام الصديق «المسكين» وأخشى ألا يمنحه القدر رؤية فاتورة الكهرباء الشهر المقبل خوفا من جلطة–لا قدر الله- فلا يرى، أو يسمع، أو يتكلم.! حيث يُصاب باكتئاب كلما اقترب منتصف كل شهر ويشعر وقتها أن عزرائيل يقترب منه..!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تسلل ساعة الذروة الغرامة خمسمائة جنيه قلت له جنیه ا

إقرأ أيضاً:

«عمر أفندى»

يشعر الفرد بالأمان النفسى والراحة والاطمئنان بالعيش فى الماضى الذى يألف أحداثه وأشخاصه، وقد تجسد ذلك بوضوح على مدار خمسة عشر يوما عشنا جميعا فيها حالة من الغموض والترقب المرتبطة بأحداث مسلسل «عمر أفندي» التى تدور بين حقبتين زمنيتين؛ عكست الأولى عالمنا المعاصر الضاغط بكل ما قد تحمله طياته من قسوة، بينما عكست الثانية الماضى فى حقبة الأربعينيات وزمن قصص الحب الأفلاطونية وبدايات عديد من الفنون الاستعراضية والحياة ذات الإيقاع الهادئ المتزن، حيث يبدو كل شيء ذا رونق خاص وجذاب.

بطل القصة من وجهة نظرى هو الغائب الحاضر «تهامي» الذى برع فى أداء دوره الفنان القدير محسن صبري، وبدأت من خلاله أحداث المسلسل، ف»تهامي» هو الأب الذى يسعى إلى إرضاء ابنه «علي» الذى يريد أن يتزوج فتاة شديدة الثراء، أحبها فاضطر للعمل مع والدها وتوقيع شيكات على نفسه لإثبات عدم طمعه بأموالها، وبسبب رفض «تهامي» بيع منزله لسر ما، ورفضه الزيجة هو الآخر لعدم التكافؤ وأمام إصرار ابنه يقاطع كل منهما الآخر لسنوات، ويتوفى تهامى لتبدأ أحداث المسلسل بعد وفاته، وينكشف السر لعلى.

إذ ينقلب كل شيء رأسا على عقب فور وفاة تهامي، حيث يكتشف «علي» سردابا بمنزل والده يقوده إلى الماضي؛ وتحديدا عام ١٩٤٣، وهناك يتعرّف إلى «زينات» الفنانة الاستعراضية وأمها «دلال» الراقصة المعتزلة زوجة أبيه، و»دياسطي» البوسطجى الذى يحلم أن يكون فدائيا، و»شلهوب» اليهودى البخيل الذى يخشى الألمان ويحاول التخفّى منهم، إضافة إلى شخصيات أخرى، ويكتشف «علي» من خلال معايشته لهذا الزمن بشخصياته أن والده «تهامي» قد سبقه إليه، وحظى بمكانة كبيرة وحُب كل من تعامل معه، ويعرف كيف كان والده يحبه ويفتقده ويراقبه من بعيد للاطمئنان عليه، فيقرر «علي» أن يكمل مسيرة والده خلال تلك الفترة.

وتدور أحداث المسلسل ونعيش معها أجمل لحظات الحنين إلى الماضي، فمثلما أحب «علي» أو عمر أفندى بطل المسلسل فترة الأربعينات بشخصياته الهادئة وتفاصيل الأماكن والديكورات وأشكال السيارات وبساطتها؛ أحبها أيضاً المشاهدون متخيلين أنفسهم ومتمنين جميعا أن يعودوا إلى تلك الفترة ويعيشوا فيها كما فعل «علي» من خلال أحداث المسلسل.

إلا أن الحنين إلى الماضى له أساس سيكولوجي، يطلق عليه مصطلح النوستولجيا أو النوستالجيا (الحنين إلى ماض مثالي) والذى ابتكره طالب الطب «يوهانس هوفر» بعد أن لاحظ أن مجموعة من العمال السويسريين المغتربين عن أوطانهم كانت تظهر عليهم أعراض مشتركة مثل: الأرق، وعدم انتظام ضربات القلب، وتبين فيما بعد أن من أهم أسبابها الشوق والحنين إلى أوطانهم. ويشير علماء النفس أن النولستوجيا هى آلية دفاع يستخدمها العقل لتحسين الحالة النفسية ولتحسين المزاج خاصة عندما نواجه صعوبات فى التكيف، وعند الشعور بالوحدة، كما أن الحنين إلى الماضى مهم للصحة العقلية والنفسية، وله فوائد جسدية وعاطفية؛ فهو أسلوب ناجح فى محاربة الاكتئاب وقتيا ويعزز الثقة بالنفس والنضج الاجتماعى.

وفى النهاية، تبقى الدراما نافذة المشاهدين لعوالم وأزمنة متنوعة نعيش معها تجارب عِدة ونستلهم مشاعر متنوعة.

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب–جامعة المنصورة

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء: تدبير 7 مليارات جنيه لوزارة الكهرباء لضمان استمرارية التيار وتنفيذ مشروعات الطاقة
  • مدبولي: 7 مليارات جنيه لتنفيذ مشروعات في قطاع الكهرباء حتى صيف 2025
  • وزير الكهرباء: تحرير نحو 630 ألف محضر سرقة تيار منذ الشهر الماضي
  • البورصة المصرية تحقق 11 مليار جنيه مكاسب سوقية في منتصف التداولات
  • “كهرباء إربد”: رسائل نصية لمواطنين في اربد بقيمة فاتورة الكهرباء
  • «عمر أفندى»
  • سيدة ترفض دفع فاتورة مطعم بعد تناولها الطعام.. سبب غير متوقع
  • أحمد موسى: قيمة سرقة الكهرباء وصلت إلى 40 مليار جنيه
  • وزير الكهرباء: تركيب 178 ألف عداد كودي وتحرير 99 ألف محضر سرقة بـ396 مليون جنيه