إذا جاز لنا أن نسمى حزمة القرارات التى أصدرها وزير التعليم الجديد بعد أيام من توليه المنصب بأنها تجربة، فمن الطبيعى أن تخضع هذه التجربة للتقييم.. والتقييم هنا يتعلق بالمضمون وليس بالنتائج.. ولنبدأ من حيث انتهى الوزير، وأقصد هنا آخر قرار أصدره والذى أحدث ضجة واسعة وتسبب فى حالة من الارتباك ربما تطول مع بدء التطبيق.
والقرار هنا هو قرار إضافة درجات مادتى اللغة العربية والتاريخ للمجموع وذلك بالنسبة لطلاب الـig وغيرهم من طلاب الشهادات الدولية والعربية.
بداية لا أدرى ماذا يريد الوزير من هذا القرار؟ فالتبريرات التى جاءت على لسان مساعديه غير مقنعة بالمرة، وكان عليه أن يظهر ويواجه ويتحدث.. لكنه آثر أن يبتعد خاصة بعد الضجة التى صاحبت دخوله الوزارة واللغط الذى تردد حول حصوله على الدكتوراه من جامعة وهمية لا وجود لها.
فات الوزير أن يطرح هذا القرار للحوار المجتمعى خاصة أن الأمر يتعلق بمصير ومستقبل عدد غير قليل من الطلاب.
ويبدو أنه كان يدرك حجم الأزمة لذلك قرر أن يكون هذا القرار هو آخر القرارات المتعلقة بتعديل منظومة المناهج والامتحانات، وهو يدرك أن البدء بهذا القرار كان يمكن أن يعرقل باقى قراراته.
لم ينجح نائب الوزير الذى تولى مهمة الدفاع عن القرار من خلال التصريحات الصحفية والحوارات التليفزيونية فى تهدئة أولياء الأمور وإقناعهم.. فقد أرجع تطبيق القرار إلى المادة 24 من الدستور التى تؤكد على أن اللغة العربية والتاريخ الوطنى من المواد الأساسية التى يجب تدريسها فى مرحلة التعليم قبل الجامعى، وهذا أمر لا جدال فيه.. لكن الذى غاب عن النائب أن الدستور لم يحدد ما إذا كانت المادتان من المواد الأساسية التى تضاف للمجموع أم من المواد الأساسية التى فيها نجاح ورسوب.. الدستور لم يتطرق إلى هذا، وما كان للمشرع أن يدخل فى هذه التفاصيل.. وهذا يعنى أن المادة الأساسية ليس لها تعريف محدد فى الدستور ليكون ملزماً.. لكن جرى العرف على أن المواد الأساسية هى مواد نجاح ورسوب، ويمكن أن تضاف للمجموع أو تبقى كما هى، وهو ما يعنى أن الوضع الحالى لم يكن مخالفاً للدستور خاصة إذا أخذنا فى الاعتبار الاختلاف الكبير بين النظامين المصرى والدولى.
أما المحور الثانى الذى تحدث فيه نائب الوزير فيتعلق بمسألة المساواة فقد أرجع صدور القرار إلى تحقيق المساواة بين طلاب الـig والشهادات الدولية الأخرى وبين طلاب الثانوية المصرية ولا أدرى عن أى مساواة يتحدث.. هل تخفيض مواد الدراسة لطلاب الثانوية العامة إلى 5 مواد وزيادتها على طلاب الشهادات الدولية إلى 11 مادة يعنى المساواة!
ثم إن تحديد نسبة المادتين فى المجموع يعد أمرًا غريبًا ليس له مثيل فقد حدد القرار نسبة كل مادة بـ10% وهو يعنى أن نسبة المادتين تصل إلى 20% فهل فى هذا منطق؟ هل من المعقول أن تمثل 9 مواد علمية ثقيلة 80% ومادتا اللغة العربية والتاريخ 20%؟
الغريب أن الوزير الجديد يعلم أن طلاب الـig يدرسون اللغة العربية من خلال منهج أقوى من المنهج المصرى وبطريقة أيسر وأسهل فلماذا أصدر هذا القرار؟
إن ما فعله الوزير الجديد بطلاب الـig والشهادات الدولية يحتاج إلى إعادة نظر وهذا ليس عيباً، لأن الرجوع للحق فضيلة، فهل يتراجع الوزير أم ننتظر الوزير الذى سيأتى من بعده ليلغى هذا القرار المعيب؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حزمة القرارات اللغة العربية والتاريخ المواد الأساسیة اللغة العربیة هذا القرار
إقرأ أيضاً:
ترامب يتراجع والصين تفتح الباب لمحادثات تجارية
الجديد برس|
أبدت الصين استعدادها لاستئناف المحادثات التجارية مع أميركا بعد يوم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لا يعتزم التعامل بحزم مع الصين في مفاوضات الرسوم الجمركية، معربا عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق بسرعة كبيرة، ما يعد تطورا لافتا في العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال أن البيت الأبيض يدرس خفض الرسوم الجمركية على الصين إلى ما بين 50 و65%.
ومنذ بدء ولايته الرئاسية الثانية في يناير/كانون الثاني، أطلق ترامب معركة تجارية مع بكين بلغت على أثرها نسبة الرسوم الأميركية المفروضة على العديد من المنتجات الصينية 145%، وردت الصين بفرض رسوم على السلع الأميركية بنسبة 125%.
وهزّت الحرب التجارية الشرسة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم الأسواق، وفاقمت المخاوف من ركود اقتصادي عالمي.
وأقرّ ترامب الثلاثاء بأن مستوى الرسوم الجمركية الأميركية على الصين “مرتفع جدا” حاليا، لافتا إلى أنه “سينخفض بشكل كبير” بعد التوصل إلى اتفاق.
وتأتي تصريحات ترامب بعد تحذير وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت من أن المواجهة الجمركية الحالية غير مستدامة، مشيرا إلى أن الرسوم الجمركية المرتفعة قد تؤثر سلبًا على الاقتصادين الأميركي والعالمي.
من جانبها، ردّت الصين بإبداء استعدادها لاستئناف المحادثات التجارية، مؤكدة أن “الباب مفتوح على مصراعيه” للتفاوض مع واشنطن، لكنها شددت على ضرورة أن تُدار المفاوضات بروح من “الاحترام المتبادل”.
التغير في لهجة ترامب يشير إلى رغبة في تخفيف التوترات التجارية، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة. ومع استعداد الصين للتفاوض، قد تكون هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وشدد الناطق باسم الخارجية الصينية غوو جياكون في مؤتمر صحفي ببكين، اليوم الأربعاء، على أن “أي طرف لن يخرج منتصرا” في الحروب التجارية وحروب الرسوم الجمركية.
وأضاف “لا نرغب بالدخول في معركة لكننا في الوقت ذاته لا نخشى القتال”، مضيفا بأن الصين “ستقاتل حتى النهاية” إذا اضطرت.
لكنه حذّر من أن “القول من جهة إنهم يريدون التوصل إلى اتفاق مع الصين، بينما يواصلون من جهة أخرى الضغوط القصوى ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين”.
في سياق متصل، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم الأربعاء، إن الحروب الجمركية والتجارية تقوض الحقوق والمصالح المشروعة لجميع الدول، وتلحق ضررا بالنظام التجاري متعدد الأطراف وتترك أثرا على النظام الاقتصادي العالمي.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن شي القول خلال اجتماع مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في بكين إن الصين مستعدة للعمل مع أذربيجان لحماية النظام الدولي.