ترامب.. والقادم الأسوأ للفلسطينيين!
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
«القادم أسوأ» للفلسطينيين سواء فى غزة أم الضفة اذا ما فاز الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى الانتخابات. هذا هو ما يمكن استنتاجه فى حدود القراءة المنطقية لمواقف ترامب سواء تلك التى يعبر عنها حاليا أم تلك التى تبناها ونفذ بعضها بالفعل خلال فترة رئاسته السابقة.
طبعًا ما نشير اليه ليس قدرًا لا فكاك منه وإنما هو أمر متوقع فى ضوء علاقات القوى وفى ضوء الطبيعة الشخصية التى يتصف بها ترامب، والتى تجعله يختلف عن أى رئيس أمريكى سابق، والتى يغلب عليها الطابع الشعبوى المتسم بقدر من الهمجية وغياب اللهجة الدبلوماسية وفى ذات الوقت غلبة النظرة البراجماتية فى التعاطى مع مختلف القضايا التى تواجهها.
على مستوى سياساته السابقة يمكن الإشارة إلى نقطتين مهمتين يفخر ترامب بتحقيقهما أمام اليهود فى الولايات المتحدة وأمام اسرائيل. الأولى تلك الخطوة التى لم يستطع أو لم يرغب أى رئيس امريكى سابق فى القيام بها وهى نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، رغم كل المحاذير التى كان من المتصور أن تواجهها بلاده حال تحقق تلك الخطوة. الثانية تلك المتعلقة بتحقيق نقلة نوعية فى عملية التطبيع بشكل جعل له مذاقًا آخر يختلف جذريًا حتى عن ذلك الذى أقدم عليه المطبعون الأوائل، وجرى تغليفه بسياق دينى تحت مسمى الاتفاقات الإبراهيمية وكان يمكن لترامب أن يحقق اختراقات أخرى أكثر جوهرية لو طال به الحكم ومن المتصور أنه سيسعى لاستكمال مهمته حال عودته للرئاسة مرة أخرى.
المهم أنه من الواضح أن ترامب يعلق الكثير من الآمال على استخدام الشرق الأوسط كرأس حربة له للعودة إلى البيت الأبيض. نرصد فى هذا الصدد عدة مؤشرات على مواقف ترامب تشير إلى النمط الذى سيلتزمه حال وصوله الحكم. الأول يتعلق بذلك الاستقبال الحافل الذى لقيه نتنياهو معه، على العكس بشكل نسبى من ذلك مع بايدن ونائبته. وكان من اللافت للنظر اتخاذ ترامب مواقف متشددة على يمين تلك التى تتخذها ادارة بايدن، حيث راح يحث نتنياهو أن يواصل حربه وأن ينتصر كما انتقد مساعى ادارة بايدن لوقف اطلاق النار واعتبرها بمثابة محاولة لتكبيل يد اسرائيل خلف ظهرها. طبعا هذا هو جوهر ما تتبناه ادارة بايدن وربما يكون الاختلاف فى درجة التأييد وفجاجته!
النقطة الأخطر والتى تكشف عن جانب من تفكير ترامب الخفى، تلك التى راح يعلن فيها عن أن مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخريطة ولطالما فكرت كيف يمكن توسيعها. بغض النظر عن كون هذا النوع من التفكير يمثل ضربًا بعرض الحائط لكل قواعد القانون الدولى، بما يعنيه من دعوة للفوضى تتمثل فى أن لكل دولة تشعر بضيق مساحتها لأن تفكر فى توسيعها، فإنه يتبنى منطق الدولة العبرية ذاته القائم على التوسع وعدم الالتزام بحدود معينة للدولة. هل ينعكس ذلك فى سياسات يتم تطبيقها على الأرض اذا ما وصل ترامب إلى الحكم؟
الواقع يشير إلى أن نتنياهو يسعى لتطبيق ملامح هذا السيناريو من خلال ما يجرى حاليا فى الضفة وغزة، ولذلك فربما يكون فيما يشير اليه البعض من أن نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب لحين وصول ترامب للحكم، أمرًا صحيحًا فى ضوء التوافق بينهما على النحو الذى يجب أن تسير فيه الأوضاع فى المنطقة.
قد يرى البعض أن ذلك ربما لا يعد أن يكون جزءًا من حملة ترامب الانتخابية لكسب أصوات اليهود، غير أن تجربة ترامب الأولى، فضلًا عن تطورات أخرى عديدة حدثت بالمنطقة خلال سنوات ما بعد تركه المنصب ربما تعزز نهجه المناوئ للقضية الفلسطينية وتجعل توليه بمثابة فترة بالغة الصعوبة عليها.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات القادم أسوأ للفلسطينيين غزة أم الضفة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الطبيعة الشخصية تلک التى
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: تحدثت مع ترامب عن حاجة اسرائيل إلى النصر في غزة
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إنه أجرى اتصالا هاتفيا “دافئا للغاية” مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تحدثا خلاله عن الحرب الإسرائيلية على حركة حماس في غزة.
وفي بيان بالفيديو، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه ناقش مجموعة من القضايا مع ترامب خلال المكالمة مساء السبت، بما في ذلك موقف إسرائيل بشأن سوريا، والتزامها بمنع حزب الله المتمركز في لبنان من إعادة التسلح، و'الحاجة إلى استكمال انتصار إسرائيل' في سوريا. غزة، حيث قتل ما يقرب من 45 ألف فلسطيني في الهجوم الإسرائيلي على حماس.
وأكد نتنياهو أنهما تحدثا عن ضرورة إعادة الرهائن المتبقين في غزة. ويعتقد أن حماس وفصائل أخرى لا تزال تحتجز 100 رهينة في القطاع – تم أسرهم جميعا باستثناء أربعة خلال هجوم 7 أكتوبر 2023. ويعتقد أن حوالي نصفهم ما زالوا على قيد الحياة.
وقال نتنياهو: “لقد ناقشت كل هذا مرة أخرى الليلة الماضية مع صديقي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب”.
وأضاف'لقد كانت محادثة ودية للغاية ودافئة للغاية ومهمة للغاية. تحدثنا عن ضرورة استكمال انتصار إسرائيل، كما تحدثنا بشكل مطول عن الجهود التي نبذلها لتحرير الرهائن لدينا.