يعجبنى الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف «العالم» الذى يغطى علمه على وظيفته، بل نتابع علمه على الشاشة لنتأكد أنه عالم بحق، وان العمامة الأزهرية ليست مجرد للزينة.. عندما سئل الأزهرى عن فوائد البنوك ومعاملاتها شرعًا سمعنا منه أفانيد شرعية وآراء فقهية ولم يظهر ليقول البنوك حلال حلال حلال وعلى رقبتى.. فهو يعلم تمامًا بطلان مقولة «علقها فى رقبة عالم واطلع سالم» حيث يقولها من يميل إلى هواه ويتبع الباطل، وهو يعلم أنّ هذه الفتوى لا ترضى الله، وأنها مسيسة لتبرير الفساد والظلم!
الأزهرى كشف لنا بكل شفافية ووضوح تغير الفتوى والمراحل التى مرت بها وتحولت من حرام إلى حلال، ليس كما يظن البعض إرضاء للحاكم، وإنما من منطلق فقهى وتغير المعاملات والقوانين والأماكن والأزمنة.
وإن رجعنا الى الماضى القريب سوف نتذكر كيف كان وزير الأوقاف يحتفظ بوظيفته أكثر من علمه، فيختلف الناس عليه، وكثير منهم ما يبتعد عنه وعن فتاواه، حيث أصبح المتعارف لدى الناس أن الفتوى التى ينطق بها وزير الأوقاف هى فتوى الدولة تخرج بناء على توجيهات وتعليمات.. وجاء الأزهرى ليغير تمامًا هذا العرف ليثبت أن العلم الشرعى وبالأدلة الشرعية تخرج الفتوى حتى لو كانت من موظف بالدولة يعتلى أعلى المناصب الدينية..
استطاع الأزهرى على الأقل إعادة ثقة المواطن فى وزارة الأوقاف وفتاويها العلمية المبنية على فقه وشرع ربانى وليس أمرًا وحكمًا
.. وبذلك لن يلجأ المواطن الى تجار الفتاوى والباحثين عن الشهرة، وتلك الفوضى التى من الصعب السيطرة عليها إلا بإعادة الثقة فى المؤسسات الدينية الرسمية فيبتعد المواطن عن هؤلاء أصحاب فتاوى الشهرة..
الفتوى بالفعل صناعة صعبة وثقيلة ولا بد من وجود جبهة علماء للتصدى للفتاوى الشاذة والتى ربما للأسف تخرج من متخصصين فى بعض الأحيان فهذا استاذ جامعى يفتى بجواز سرقة التيار الكهربائى والمياه والغاز طالما أسعارها مرتفعة وهى فتوى تشذ تمامًا عما جاء فى الأديان من تحريم السرقة، بل إن سرقة المال العام أكثر حرمة كون السارق يسرق الناس.. إنها إباحة للباطل وكيف حافظ الاسلام على المال العام.
فقد روى البخارى أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَ عَامِلًا، فَجَاءَهُ العَامِلُ حِينَ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِى. فَقَالَ لَهُ: (أَفَلاَ قَعَدْتَ فِى بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ، فَنَظَرْتَ أَيُهْدَى لَكَ أَمْ لاَ؟). ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَتَشَهَّدَ وَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: (أَمَّا بَعْدُ، فَمَا بَالُ العَامِلِ نَسْتَعْمِلُهُ، فَيَأْتِينَا فَيَقُولُ: هَذَا مِنْ عَمَلِكُمْ، وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، أَفَلاَ قَعَدَ فِى بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَنَظَرَ: هَلْ يُهْدَى لَهُ أَمْ لاَ، فَوَ الَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ يَغُلُّ أَحَدُكُمْ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ)، وروى أبو داود عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَرَزَقْنَاهُ رِزْقًا، فَمَا أَخَذَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ غُلُولٌ)، وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله: (هَدَايَا الْعُمَّالِ غُلُولٌ) رواه الإمام أحمد.
هكذا كان الإسلام حريص على المال العام فكيف يجرؤ هذا المفتى المحسوب على الأزهر بمثل تلك الفتوى التى تبيح المال العام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خالد حسن صكوك الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف حلال حلال حلال المال العام ى الله
إقرأ أيضاً:
محافظ المنوفية يحيل مسئولي إحدى مؤسسات الرعاية الإجتماعية للنيابة العامة
أحال اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية واقعة فساد جديدة للنيابة العامة لإعمال شئونها بشأن قيام مسئولي إحدى مؤسسات الرعاية الاجتماعية بارتكاب مخالفات مالية وإدارية جسيمة من شأنها الاستيلاء علي المال العام، جاء ذلك بناءَ على مذكرة الإدارة العامة للشئون القانونية بالديوان العام وتقرير اللجنة المشكلة بقرار مديرية التضامن الاجتماعي بالمنوفية رقم 87 الصادر بتاريخ 17/9 / 2024.
حيث تبين من خلال دراسة وفحص الأوراق خلال الفترة من 1يوليو 2023 وحتى أكتوبر 2024 ارتكاب مجلس إدارة المؤسسة عدة مخالفات من بينها التلاعب في سجلات الإيرادات والمصروفات وعدم تسجيل التبرعات العينية والنقدية الواردة للمؤسسة في الدفاتر الرسمية، فضلاً عن وجود أخطاء جسيمة في الحسابات الختامية مما ترتب عليه إهدار للمال العام والاستيلاء عليه وتحقيق منافع مالية والتربح بدون وجه حق والإخلال بمستهدفات الجمعية وأغراضها حال كونهم مكلفين و مؤتمنين عليها وذلك بالمخالفة لأحكام القانون والضوابط المنظمة لهذا الشأن.
هذا وأكد محافظ المنوفية على استمرار مكافحة الفساد الإداري واستغلال النفوذ بشتى صوره وملاحقة الفاسدين، مشددا علي عدم التستر علي أي عنصر فاسد ضمن منظومة العمل ومعاقبة المخالفين للحفاظ علي المال العام.