ناقشوا الفكرة وادرسوها! (2)
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
عشرات المواهب تسبح كالأسماك فى النيل من الجنوب إلى الشمال، لعلها تتمكن من الوصول إلى البحر، أقصد القاهرة.. لترى نور العلم والثقافة والفنون التى لا زالت محرومة منها فى الصعيد.. وفى هذه الرحلة الخطرة تضيع معظم، إن لم تكن كل المواهب، وهى تحاول النفاذ من السدود والقناطر والجسور.. وكذلك من الصيادين الصغار على حافة الترع!
وفى الوقت الذى اهتمت فيه الدولة بافتتاح الجامعات التى ضمت عشرات الكليات فى الصعيد لم تهتم وزارة الثقافة بافتتاح فرع واحد لأكاديمية الفنون للصعايدة، وكأن المواهب فى القاهرة وحدها وما دونهما من معدومى الموهبة والإبداع!
ومنذ انشاء اكاديمية الفنون عام 1969 ومقرها فى القاهرة لم ينشأ سوى فرع واحد لها بالإسكندرية سنة 1989.
وإن كنت لا أعيب على كل وزراء الثقافة إغفال أو إهمال إن شئنا الدقة، افتتاح بعض من معاهد أكاديمية الفنون فى الصعيد، حتى الوزراء الصعايدة منهم، فإننى كنت أتمنى من فاروق حسنى (12 اكتوبر 1987- 28 يناير2011)، وهو أبرز وأذكى من جاء وزيرًا للثقافة، أن يواصل التوسع فى انشاء فروع لأكاديمية الفنون كما فعلها مع أكاديمية الإسكندرية وينشأ واحدة على الأقل فى الصعيد.. ولكن لم يحدث!
وسواء قصد أو لم يقصد المخرج خالد منصور الذى شارك بفيلمه الطويل الأول فى دورة مهرجان فينيسيا الدولى الأخيرة «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» واستقبله النقاد والجمهور بحفاوة وتقدير، أى رسائل عتاب للمسئولين عن الثقافة بقوله «إنه لم يحالفه الحظ لدراسة السينما بشكل أكاديمى فى مصر، لأنه قدم 3 مرات فى معهد السينما وتم رفضه».. فالحقيقة المرة أنه ما أكثر المواهب فى الأقاليم التى ضاعت فى محاولة الالتحاق بأحد معاهد أكاديمية الفنون بالقاهرة التى تكاد تكون حكرًا على سكان القاهرة ومدن المحافظات القريبة جدًا منها، بالإضافة إلى أبناء المخرجين والممثلين وغيرهم من فنانين!
وإذا كان عدد سكان مصر ارتفع 5 أضعاف من الخمسينات حتى الآن، حيث كان فى عام 1950 حوالى 21 مليون نسمة وبلغ 105 ملايين نسمة فى عام 2023، حسب تقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وإنه من المتوقع أن يصل العدد إلى 119.7 مليون نسمة عام 2030.. فهل هذه الزيادة المستمرة لا تحتاج فى المقابل زيادة فى عدد معاهد اكاديمية الفنون؟.. يعنى المفروض كان لدينا على الأقل 5 اكاديميات للفنون وليس 2 فقط بالقاهرة والإسكندرية!
وأقول لوزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، إنه مهما ستحقق من إنجازات عظيمة فى الثقافة فلن تكون أعظم من انشاء أكاديمية فنون بالصعيد، فهذا هو العمل الذى سيبقى ويذكر لك، ولو تمكنت من انشاء أكاديمية رابعة فى مدن القناة وخامسة فى قلب الدلتا سوف تدخل تاريخ الثقافة من أوسع أبوابها.. وصدقنى دهاليز الوزارة لا نهاية لها ومليئة بما لا تحب أن تواجهه، ومهما فعلت وبذلت مجهودًا فى قطاعات الوزارة فان المحصلة ستكون واحدة طالما تعمل بنفس الموظفين والميزانية والسياسات.. ولا تنتظر نتائج مختلفة من مقدمات غير مختلفة، وأدعوك التفكير فيها ودراستها ومناقشتها.. ولن تندم. وللحديث بقية!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الناصية عشرات المواهب القاهرة الصعيد أکادیمیة الفنون المعهد العالى فى الصعید
إقرأ أيضاً:
أبرز فاعليات برنامج «السيما 36» في متحف الجزيرة.. منها «16 مللي» و«آخر شتا»
وقع اختيار وزارة الثقافة على أفلام «16 مللي» من إخراج عبدالله جاد، «فالس الأحلام» من إخراج ليلى رزق، «عين تالته» من إخراج دينا رفاعي، «آخر شتا» من إخراج ساندرا نشأت وجميعها من إنتاج المعهد العالي للسينما التابع لأكاديمية الفنون لعرضها في أولى فاعليات برنامج «السيما 36»، والذي سيتمّ إطلاقه من سينما متحف الجزيرة «الحضارة سابقًا» في السادسة من مساء يوم الأربعاء الأول من شهر يناير 2025.
عرض الأفلام الوثائقية والقصيرة والتسجيلية والتحريك والتجريب في سينما الجزيرةوكان الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة قد أعلن أنَّه مع بداية العام القادم سيتم؛ تخصيص قاعتي السينما بمتحف الجزيرة «الحضارة سابقًا»، لعرض الأفلام الوثائقية والقصيرة والتسجيلية والتحريك والتجريب والأعمال الأولى لشباب المخرجين من مصر والعمل على إتاحتها لأكبر قدر من الجمهور المصري والمنتجين، ضمن خطته لدعم صناعة السينما في مصر، والعمل على توفير أماكن عرض سينمائي جديدة لشباب المخرجين.
وأعربت الدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون في بيان صحفي عن سعادتها أن تكون أولى الأفلام المعروضة في «السيما 36» هي أفلام طلبة المعهد العالي للسينما التابع لأكاديمية الفنون، والتي تأتي أيضًا، ضمن المسؤولية التنويرية والمجتمعية التي تحرص الأكاديمية على القيام بها لدعم الصناعات الإبداعية وتقديم محتوي ثقافي متميز باعتبارها أحد المؤسسات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة إلى جانب كونها صرح تعليمي متخصص في الفنون.
وقالت الدكتورة إيمان يونس عميد المعهد العالي للسينما التابع لأكاديمية الفنون إنَّ جميع الأفلام التي تمّ اختيارها للمشاركة في «السيما 36» هي من أفلام الطلبة الحاصلة على جوائز خلال مشاركتها في مهرجانات محلية ودولية، كما سيتاح للمهتمين بصناعة السينما والهواة، أن يلتقوا مع مخرجي هذه الأفلام للحديث معهم حول كيف نجحوا في إخراج وإنتاج أفلامهم الأولى بإمكانيات بسيطة، وكيف شاركوا في المهرجانات الدولية، وما هي خطتهم المستقبلية.
سينما متحف الجزيرةجدير بالذكر أنَّ سينما متحف الجزيرة هي أحد المواقع التابعة لقطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش، والذي توفير كل الدعم لاستضافة هذا المشروع وإتاحته لأكبر قدر من الجمهور، ضمن استراتيجية تكامل الأدوار بين المؤسسات الثقافية التي تتبناها وزارة الثقافة حاليًا.