بدأت مجموعة دول غرب أفريقيا المعروفة باسم "إيكواس" حشد قوات من أجل تدخل عسكري محتمل في النيجر، وسيجتمع قادة أركان جيوش غرب أفريقيا في غانا الأسبوع المقبل لوضع الخطط اللازمة لذلك، وفي حين حذرت روسيا من أن مثل هذا التدخل "سيزعزع الاستقرار بقوة" في المنطقة، دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمفوضية الأفريقية إلى إنقاذ حياة الرئيس المحتجز محمد بازوم.

وكان مسؤول نيجيري ومصدر في جيش ساحل العاج قد ذكرا أن اجتماع قادة جيوش غرب أفريقيا سيُعقد غدا السبت في غانا، لكن متحدثا باسم إيكواس قال في وقت لاحق إنه سيُعقد الأسبوع المقبل.

وكان اجتماع الإيكواس الاستثنائي الذي عقد أمس الخميس في العاصمة النيجيرية أبوجا، قد انتهى إلى الإعلان عن اللجوء إلى الخيارات الدبلوماسية لحل الأزمة، مع الإبقاء على كل الخيارات مطروحة على الطاولة، كما طالب بتفعيل القوة الاحتياطية لإيكواس على الفور.

ولم يتضح بعد حجم القوة المحتمل ولا الفترة التي يمكن أن يستغرقها حشدها ولا ما إذا كانت ستتدخل بالفعل.

وقال محللون أمنيون إن تشكيل قوة إيكواس قد يستغرق أسابيع أو أكثر، مما قد يترك مجالا للمفاوضات، مشيرين إلى أن الجهود التي بذلت في السنوات القليلة الماضية لتشكيل قوة من غرب أفريقيا قوامها آلاف الجنود تعثرت بسبب قيود التمويل والأمور اللوجستية.

وساحل العاج هي الدولة الوحيدة حتى الآن التي حددت عدد القوات التي سترسلها. ووعد رئيسها الحسن واتارا أمس الخميس بأن تشارك بلاده في القوة الاحتياطية بكتيبة قوامها 850 جنديا.

وقال المتحدث باسم جيش بنين اليوم الجمعة إن بلاده ستساهم بقوات لكنه لم يذكر عددها. وقالت السنغال الأسبوع الماضي إنها ستساهم بقوات إذا حدث تدخل.

وامتنع معظم دول إيكواس الأخرى عن التعليق حتى الآن، بما في ذلك نيجيريا ذات الثقل العسكري الإقليمي والتي تمثل أكثر من نصف سكان الكتلة وتتولى رئاستها الدورية.

وقال وزير الدفاع في غامبيا ووزير الإعلام في ليبيريا لرويترز اليوم الجمعة إن البلدين لم يتخذا بعد قرارا بإرسال قوات.

وقالت الحكومتان العسكريتان في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين، وكلتاهما عضو في إيكواس، إنهما ستدافعان عن المجلس العسكري في النيجر.

في غضون ذلك، دعا رئيس المفوضية الأفريقية موسى فكي المجتمع الدولي إلى توحيد جهوده بشكل ملموس، لإنقاذ حياة رئيس النيجر المحتجز محمد بازوم وضمان سلامته المعنوية والجسدية.

وطالب فكي بالإفراج الفوري عن بازوم وجميع أفراد عائلته وحكومته المحتجزين معه بشكل وصفه بغير القانوني، معربا عن قلقه العميق من تدهور ظروف اعتقاله.

كما أعرب عن دعمه القوي لقرارات الإيكواس بشأن ما سماه التغيير المناهض للدستور في النيجر، ودعا قادة الانقلاب في النيجر إلى وقف التصعيد مع دول المنطقة.


قلق دولي وتحذير

دوليا، حذرت روسيا من أن أي تدخل عسكري في النيجر "سيزعزع الاستقرار بقوة" في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نعتقد أن حلا عسكريا للأزمة في النيجر يمكن أن يؤدي إلى مواجهة طويلة الأمد في هذا البلد الأفريقي وإلى زعزعة حادّة للاستقرار في منطقة الصحراء والساحل بأسرها"، مشيرة إلى أن موسكو ترحب بجهود الوساطة التي تقوم بها مجموعة إيكواس لإنهاء الأزمة.

من جهتهما عبرت الولايات المتحدة وفرنسا عن دعمهما لجهود الإيكواس الرامية إلى استعادة النظام الدستوري في النيجر، ووجهت واشنطن تحذيرا لقادة الانقلاب محملة إياهم المسؤولية عن سلامة الرئيس محمد بازوم، وذلك بعد أنباء عن تهديد الانقلابيين -أمس الخميس- بقتله إذا تدخلت دول الجوار عسكريا.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده ستحمّل المجلس العسكري -الذي استولى على السلطة بالنيجر- المسؤولية عن سلامة الرئيس المنتخب ديمقراطيا (بازوم) وعائلته وأعضاء حكومته.

كما طالب الاتحاد الأوروبي بالإفراج الفوري عن بازوم وعائلته وأعضاء حكومته المحتجزين، وجدد التعبير عن القلق العميق إزاء تدهور ظروف اعتقاله.

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل إن آخر المعطيات تشير إلى أن هؤلاء المحتجزين حُرموا من الطعام والكهرباء والرعاية الصحية عدة أيام، مطالبا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن بازوم وعائلته.

كما عبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم الجمعة، عن قلقه بشأن رئيس النيجر المعزول وعائلته، قائلا إن ظروف احتجازهم تشهد "تدهورا متسارعا".

وقال تورك في بيان "تلقيت تقارير موثوقة تشير إلى أن ظروف الاحتجاز يمكن أن تصل إلى درجة المعاملة غير الإنسانية والمهينة وهو ما يخالف القانون الدولي لحقوق الإنسان".


في هذه الأثناء، قالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور إن سيطرة الجيش على السلطة بالنيجر يجعل تقديم المساعدات أمرا مستحيلا.

وأكدت باور في مقابلة مع الجزيرة على استمرارية الجهود الأميركية لتقديم المساعدات الإنسانية والغذاء لشعب النيجر.

وقد أعلن قادة المجلس العسكري في النيجر تشكيل حكومة جديدة، بالتزامن مع مظاهرات خرجت في العاصمة نيامي، تأييدا لهم وتنديدا بقرارات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (الإيكواس).

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غرب أفریقیا فی النیجر إلى أن

إقرأ أيضاً:

محافظ قنا يترأس اجتماع مجلس الصحة الإقليمي لبحث تطوير الخدمات الطبية بالمحافظة

ترأس الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، اجتماع مجلس الصحة الإقليمي للمحافظة لمناقشة الأوضاع الطبية وتعزيز التنسيق بين المستشفيات الحكومية بمختلف جهاتها، بالإضافة إلى بحث إنشاء مجموعة لإدارة الأزمات، وتفعيل نقاط إسعاف جديدة، وتحسين حركة سيارات الإسعاف، بهدف رفع كفاءة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.

كما تم خلال الاجتماع مناقشة نقل موقع إسعاف مدينة قفط إلى موقع كمين قفط القديم، وسد العجز في عدد المسعفين، بالإضافة إلى بحث سبل تفعيل دور المحليات في تحسين الصحة البيئية، وتنسيق حالات الطوارئ بين مستشفيات مديرية الصحة وجامعة جنوب الوادي، ووضع بروتوكول موحد للتعاقد مع الأطباء في التخصصات الحيوية، لا سيما بمركز الأورام.

شارك في الاجتماع الدكتور أحمد عكاوي، رئيس جامعة جنوب الوادي، والدكتور حازم عمر، نائب المحافظ، واللواء حسام حمودة، سكرتير عام المحافظة، والدكتور محمد يوسف، وكيل وزارة الصحة، والدكتور أحمد هاشم عبد اللاه، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، والدكتور حجاجي منصور، المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية، والدكتور مصطفى كمال، مدير عام فرع هيئة التأمين الصحي بقنا، والدكتور أشرف الهواري، وكيل نقابة الأطباء، بالإضافة إلى مديري المستشفيات والإدارات الصحية بالمحافظة.

وأكد محافظ قنا، خلال الاجتماع، أهمية توفير بيئة صحية متكاملة تبدأ بنشر الوعي الصحي وتعزيز الترابط بين الصحة النفسية والجسدية، مشددًا على ضرورة إعداد خريطة صحية شاملة للمحافظة تعرض جميع الخدمات الطبية، بما يسهم في تحسين التخطيط وإدارة قطاع الصحة.

كما وجّه المحافظ بضرورة استمرار العمل بروح الفريق الواحد بين جميع الجهات الطبية، مؤكدًا امتلاك المحافظة قاعدة بيانات متكاملة عن الوضع الطبي، تشمل أعداد الأطباء، طواقم التمريض، الأسرّة، وأسرّة العناية المركزة، مما يساهم في تسهيل تقديم الخدمات الطبية.

من جانبه، أكد الدكتور أحمد عكاوي أهمية التكامل بين مستشفيات جامعة جنوب الوادي ومديرية الصحة والقطاع الخاص لتحقيق أهداف مشتركة تخدم أهالي المحافظة.

وأشار وكيل وزارة الصحة بمحافظة قنا، إلى التطور الملحوظ في مستوى التنسيق بين مستشفيات مديرية الصحة والمستشفيات الجامعية خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما انعكس إيجابًا على الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، في ختام الاجتماع، تم الاتفاق على عرض المؤشرات الصحية العالمية والمحلية، ووضع خريطة صحية شاملة تضم جميع المنشآت والمرافق الصحية بمحافظة قنا.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية إيران يحذّر من التدخل المدمّر في مستقبل سوريا
  • رئيس وزراء العراق: بشار الأسد لم يطلب من بغداد التدخل العسكري وشقيقه ماهر لم يدخل أراضينا
  • بكين تحذر واشنطن من التدخل في شؤون هونغ كونغ عقب تصريح أمريكي
  • اجتماع استثنائي للوزاري الخليجي لبحث مستجدات الأوضاع في سوريا ولبنان وغزة
  • قادة الاتحاد الأوراسي يعطون الضوء الأخضر لاتفاقية التجارة الحرة مع إيران
  • مدبولي يترأس اجتماع الحكومة لبحث عدد من الملفات
  • اجتماع وزاري خليجي لبحث تطورات سوريا
  • اجتماع وزاري خليجي الخميس لبحث التطورات في سوريا
  • رئيس جهاز العاشر يجتمع بسكان المدينة لبحث المشكلات التي تواجههم
  • محافظ قنا يترأس اجتماع مجلس الصحة الإقليمي لبحث تطوير الخدمات الطبية بالمحافظة