يقول أنطوان أكزوبيري في كتابه الأمير الصغير: "للناس نجوم يختلف بعضها عن البعض الآخر، فمن الناس من يُسافر فتكون النجوم مرشدات له، ومن الناس من لا يرى في النجوم إلا أضواء ضئيلة"، ولعل ما تفعله حلقات الكتابة أمر مماثل، إنّها تُريك في النجوم شيئا آخر يتجاوز كونّها مضيئة، تماما كما قد تفعل الكلمات والشخصيات والأحداث.

في الورشة التي قدمتُها بالتعاون مع وزارة الإعلام تحت عنوان: "خيالٌ يصطادُ القصص"، للأعمار التي تتراوح بين 12-16سنة، عبر أيقونات مُمغنطة صممتها الرسامة بيان العبري، لتعلم أساسيات الكتابة بطريقة مبتكرة ومختلفة، حاولنا استثارة هذا الخيال الخصب، وطرق التفكير المُغايرة تجاه القص. حيث صُنعت عشر شخصيات مختلفة، وعشر حبكات متباينة، وعشر صور للنهاية المتوقعة، وطُلب من كل طفل أن يخلق الروابط الخفية بين الشخصية والحدث والنهاية.

في هذه المرحلة الغضة يبدو واضحا التأثر الذي يتجلى في استدعاء دلالات اكتمال القمر والتحول بفعل القوى السحرية أو مختبرات العلم، كما تتضح تلك الرغبة في السفر عبر الزمن، جوار الامتثال للحكمة عندما يتعلم أبطال القصّة درسا من تجاربهم. قد لا يتجلى أثر ما تعلمناه في نصوصهم الأولى، لكنها تجربة نُراهن أن تختمر مع الوقت بالدأب والمثابرة وانفتاح أذهانهم على طرق جديدة في التفكير ومعالجة في القصّ.

لوحة الأحلام

مرام يحيى الرئيسية - 12 سنة

نورة هي طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات، بسيطة وهادئة، تهوى الرسم والقراءة. تسكن في منزل صغير مع والديها، والدها مهندس ووالدتها طبيبة. لم تكن نورة تقضي وقتا مع عائلتها وأصدقائها ومستواها الدراسي منخفض، لأنّها كانت تقضي معظم وقتها في الرسم، ولذا كانت تحاول عندما ترسم أن لا يراها أحد، ولكن في يوم من الأيام ذهب والدا نورة إلى عملهما فأخرجت أدوات الرسم لتكمل رسمتها. لكن ما لم تكن تعرفه أنّ والداها سوف يخرجان من عملهما مُبكرا بسبب الأمطار الغزيرة، ولذا عندما دخلا إلى المنزل انصدما بمشاهدة ابنتهما وهي ترسم!

ثمّ أخذا دفتر الرسم الخاص بها، ووبخاها لأنّهما ظنا أن الرسم مجرد خربشات، ومضيعة للوقت وهو السبب في انخفاض مستواها الدراسي وعدم اندماجها مع عائلتها وأصدقائها، "لن تصبحي شخصا ناجحا بالرسم". شعرت نورة بالحزن الشديد. وفي اليوم التالي ذهبت إلى المدرسة وهي مفطورة القلب، فرأتها معلمتها خولة فسألتها: "ماذا حل بكِ يا نورة، أنتِ تأتين إلى المدرسة سعيدة دائما؟ "، فأخبرتها عن الذي حدث الليلة الماضية، وقالت المعلمة لها: "لدينا مسابقة رسم ولكن لن أجعلك تُشاركين إلا إذا أصبح مستواكِ الدراسي جيدا، يجب عليكِ الموازنة بين الدراسة والعائلة والرسم"، فوافقت نورة وذهبت إلى فصلها وقد قررت أن تُركز.

كانت واثقة من نفسها هذه المرّة، لذا وبعد انتهاء دراستها ذهبت إلى منزلها لتحل واجباتها المتراكمة التي لم تلمسها لأيام عدّة!

بعد أسبوع، قررت المعلمة سارة أن تقدم للطلاب اختبارا مفاجئا، انصدم الجميع باستثناء نوره، كانت واثقة أنّها ستحصل على الدرجة النهائية، فبدأت الإجابة بهدوء واسترخاء. وعندما حصلت على أعلى درجة كانت في قمة السعادة.

ذهبت مُسرعة إلى المعلمة خولة لتخبرها بالمفاجأة السارّة، فكانت فخورة بها جداً، ولكن قررت أولا أن تسأل والدا نورة عن مشاركتها في المسابقة. في البداية لم يتقبلوا الفكرة ولكن عندما أخبرتهما عن حصولها على أعلى درجة وافقا على مضض.

بدأت نورة تخصص وقتا للرسم وآخر للدراسة والتزمت بهما، كانت ترسم رسمة بألوان مشرقة وزاهية كشروق الشمس، وحين انتهت من رسمتها ذهبت لتعطيها إلى معلمتها خولة فاندهشت من جمالها.

وبعد أسبوعين، عُرضت نتائج المسابقة، فدهشت بحصولها على المركز الأول. عادت إلى البيت فرحة لتخبر والديها، ففرحا بها ونبهاها على أهمية تخصيص وقت للرسم وآخر للدراسة وللعائلة أيضا فوافقت نورة.

دبّ الغابة محشو بالقطن !

كتبت: يارا هلال البادي- 13 سنة

كان هنالك دبٌّ اسمه "ديدو"، محشوٌ بالقطن، كان يبدو ككيس البطاطا، لونه يشبه لون البشرة السمراء، شعره كثيف ويعيش في متجر الدمى مع الكثير من الألعاب.

‏في يوم من الأيام أتى أحمد برفقة والده ليشتري "ديدو". ‏كان سعيدا به، لعب بصحبته طوال النهار. في الليل لاحظ الأب أن ابنه أحمد ارتفعت درجة حرارته وقلّ تركيزه. أعطى الوالد ابنه الدواء، لكنه نسي علبة الدواء مفتوحة، فانسكب الدواء فوق الدبّ اللعبة، فتحول إلى دبّ حقيقي، شرس وكبير، وأصبح قادرا على الكلام. فتفاجأ أحمد وسأله: كيف لديك القدرة على الكلام؟ فقال بعد أن خفّ الغضب: لقد أُخذتُ من الغابة وتمّ إجراء العديد من التجارب عليّ! ثمّ تابع الدبُّ قائلا: "نسيتُ أن أقول لك أنا لا أستطيع أن أتحكم بنفسي بسبب التجارب التي أُجريت عليّ ولذا تنتابني نوبات غضب". كان أحمد خائفا من الدبّ بعد أن وصف له العذاب الذي مرّ عليه في مختبرات التجارب. كان ‏ ‏يبكي بلا دموع ويده ترجف وجسمه يهتز بالكامل، ولكن لا أحد يشعر به، فعائلته بقيت بالغابة. "وبعد المزيد من التجارب عليّ تحولتُ إلى دمية، كانت عيني تلمع كأنّها تبكي ولكن لم يفهم أحد السبب". ثمّ سأل الدبّ أحمد: "لماذا اخترتني أنا خصيصا من بين الدمى؟" فقال ‏أحمد: "لأنّ لونك مختلف عن الجميع وشعرك كثيف للغاية"، وبينما أحمد يشرح أسباب إعجابه بالدبّ، صرخ الدبّ بصوت عالٍ إلى أن ‏اهتزت الأرضية، فسأله أحمد: "لماذا صرخت؟". فقال: "قلتُ لك أنا لا أتحكم بنفسي، فلهذا السبب أنا الآن أصرخ وفي نفس الوقت أنا أتكلم مع إنسان لأول مرة"!

‏سأل أحمد الدب: "هل تريد أن تأكل؟" قال: "بالتأكيد لأنّي لم أكل شيئا منذ شهرين، لكنك تعلم الآن أنّ التجارب حولتني إلى دبّ دمية!".

‏ قرر أحمد إعطاءه بعض النباتات، لأنّه درس في مادة العلوم أن الدببة تأكل اللحوم أو النباتات. فقال الدبّ: "هذه النباتات تذكرني بطبخ أمّي. أنا مشتاق لها وأيضا مشتاق لأبي وللغابة التي نسكن فيها". أسرع أحمد إلى أمّه قائلا: "هيا بنا إلى الغابة". قالت الأمّ: "لماذا؟"، قال لها: "لأنّ الدبّ مُشتاق إلى أمّه وعائلته.

‏ وفي اليوم التالي اصطحبت عائلة أحمد الدبّ إلى الغابة لكي يرى أهله وأصحابه وكان سعيدا للغاية.

‏ عندما وصل إلى الغابة كان أحمد يبكي وفي الوقت نفسه شعر بالسعادة لأنّه هو وعائلته يساعدون الدبّ المسكين وفجأة صرخ الدبّ، فارتجف أحمد وعائلته. خرجت الدبّة الأمّ وبقية الدببة، فذهب الدبّ في عناق طويل. جاءت أمّ الدبّ لتسلم على أمّ أحمد فكانت لطيفة وليست شريرة مثلما توقع أحمد.

بطل الزمن "سام"

ميمونة يحيى الرئيسي - ‍13 سنة

في بيت متواضع عاش بطل قصتنا سام، يبلغ من العمر ست سنوات، يحب والديه كثيرا، ليس لديه أخ أو أخت، كانت أمور العائلة تسير على ما يرام، سعداء جدا ببساطة حياتهم، ولم يكن هناك من يعلم بأنّ القاتل المُتسلسل الشهير، قرر العودة إلى عادته القديمة والغريبة، بأن يخرج في وقت يكون البدر فيه مكتملا ليسقط ضحية جديدة.

في يوم الاثنين في الساعة الواحدة و النصف ليلا استيقظ والد سام، ليذهب إلى عمله، بينما تكمل أمّه أعمالها المنزلية، خرج والد سام في الساعة الواحدة و الأربعة والأربعين ليلا ذاهبا إلى العمل الذي يبعد عن المنزل عدّة امتار فقط. حلّت الساعة الثانية و كان القاتل منتظرا بالقرب من مكانه، وعندما رآه تفقد إذا ما كان يوجد شخص آخر بصحبته، ثمّ أمسك بسكينه الحاد و شد قبضة يده و توجه سريعا، ليطعنه بطعنات في كل جسده. خرج الدم منه و كأنّه شلال، ولم يستطع أن ينادي أحدا طلبا للمساعدة.

كان القاتل ذكيا جدا فالشرطة كانت تحاول الإمساك به منذ عدّة سنوات، أخذ القاتل والد سام و رماه أمام بيته. بينما الشرطة تبحثُ عنه في هذا اليوم لأنّ البدر مكتملا، ولكن لسوء الحظ أخذ القاتل اتجاها آخر و هرب.

في الصباح استيقظ سام و أمّه و هما سعيدان، أعدت الأمّ الطعام المفضل لأبنها، فكان سعيدا جدا و الابتسامة تُغطي وجهه حتى قرر أن يستنشق الهواء و يخرج للخارج قليلا ليلعب. خرج من المنزل، فرأى والده مستلقٍ على الأرض و الدم يُغطي جسده، انصدم سام ثم بدأ جسمه في الارتعاش و اختفت ابتسامته كليا، وقف و لم يتحرك من صدمته، ومن شدة خوفه صفع نفسه كثيرا و عندما تأكد بأنّه ليس كابوسا، وقع على الأرض و بدأ يصرخ بشكل هستيري، سمعت أمّ سام صراخ ابنها و أتت مسرعة لترى ماذا حدث، ومن بشاعة المنظر تمنت أنّها لم ترى، سقطت هي الأخرى على الأرض باكية بدون أن تتفوه بكلمة واحده، فقد سام الوعي ولكن أمّ سام قررت أن تتصل بالشرطة و الإسعاف.

فتح سام عينه المتورمتين في المستشفى، رأى الطبيب أمامه يسأله عمّا إذا كان بخير، لم يرد سام على الطبيب و طلب رؤية أمّه. و عندما رأى أمّه بدأ في البكاء من شدة حزنه فقد دخلت والدته في غيبوبة بسبب اصطدام رأسها بالأرض عندما فقدت الوعي. قرر الدكتور بأن يأخذ سام إلى الخارج ليستنشق بعض الهواء، فرأى سام قطة تقترب منه و كان شكلها لطيف جدا، لونها برتقالي ممزوج باللون الذهبي و عيناها تلمعُ كاللؤلؤ، بعدها لمس سام القطة، لكن المفاجأة عندما غرق بالنوم بلا سبب!

استيقظ سام فوجد نفسه في البيت في غرفة والديه. اعترت الصدمة وجهه كان يعتقد بأنّه يحلم ولكن سرعان ما تحرك والداه وهما نائمان، فعرف أنّ القطة كانت سحرية. نظر إلى الساعة فكانت الثانية عشرة ليلا قبل وقوع الجريمة. فكر كثيرا كيف يمنع والده من الخروج، فكانت فكرة صعبه فهو مجرد طفل، ثمّ سرعان ما وجد فكرة. "تمثيل دور المريض". قرر أن يقفل كل أبواب المنزل و يرمي المفاتيح تحت سريره. بعد ساعة و نصف استيقظ والدا سام ليروا بأنّه مريض فانتابهما الخوف عليه، وعندما أراد والد سام الذهاب للعمل لم يستطع أن يجد المفاتيح، ثمّ أدرك سام أنه من الممكن أن يحصل والده على نسخة أخرى من المفاتيح فصرخ قائلا: "أريد أبي.. أين أبي.. لن أشرب الدواء ولن آكل الطعام إذا ذهب أبي اليوم للعمل"، نجح سام في جعل والده لا يخرج من البيت.

حلت الساعة 1:50 دقيقة ولم يخرج الأب. كانت الشرطة آنذاك تنتظرُ الوقت المناسب للإمساك بالقاتل، لم يرَ القاتل شخصا فقرر التحرك عدّة مترات ولم يعلم أنّ الشرطة كانت متخفية وتنتظره في المكان التي سوف يذهب إليه. كان القناص مستعدا ويرى القاتل كلما اقترب، قال رئيس الشرطة للقناص: "أطلق النار على قدمه" فأصاب هدفه، فبدأ القاتل في الزحف على أمل الهروب، لكن الشرطة ألقت القبض عليه أخيرا بعد محاولات لسنوات طويلة. وتمّ إعلان خبر الإمساك بالقاتل. وبينما كان وسام يتابع الأخبار، سمع بأنّه تمّ القبض على القاتل فنهض من مكانه و بدأ في البكاء و حضن والديه، فاستغرب والداه لأنّ سام لم يكن يبدو مريضا، و لكنهما شعرا بالسعادة لأنّ القاتل الذي كان يهدد حياة أهل القرية تمّ الإمساك به. وفي رمشة عين رجع سام إلى المستقبل مرة أخرى و رأى والداه و الأخبار في كل مكان، فلمعت عيناه من شدة الفرح لأنّه بطل من هذا الزمان.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

نجوم النعائم

لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمينها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.

واليوم أيضا لن نتحدث عن نجم مفرد، بل سنتحدث عن مجموعة من النجوم وقد أطلق عليها العرب اسم نجوم النعائم، وقسموها إلى النعائم الشمالية وهي أربعة نجوم تشكل جزءًا من «إبريق الشاي» الشهير في كوكبة القوس، والنعائم الجنوبية وهي أربعة نجوم في الكوكبة نفسها، وفقًا للمعاجم اللغوية ف«النَّعائِم» هو جمع لكلمة «نَعامة»، ويشير إلى مجموعة من النجوم التي تشكل منزلة من منازل القمر، تُصور على هيئة النعامة، وقد كانت النعامة أحد الحيوانات التي تعيش في الصحراء العربية، وقد وصفها الشعراء في معلقاتهم وقصائدهم، فلا غرابة حين يقومون بتسمية النجوم المتناثرة في السماء بقطعان النعام.

وفقًا للتقويم الفلكي العربي، تُعتبر «النعايم»، المنزلة الرابعة من منازل فصل الشتاء، وتبدأ في 15 يناير وتستمر لمدة 13 يومًا خلال هذه الفترة، يكون الطقس شديد البرودة، خاصة في الليل والصباح الباكر، وقد اعتمد العرب القدماء على منازل القمر والنجوم، بما في ذلك «النعائم» لتحديد مواعيد الزراعة والأنشطة الفلاحية، خلال هذه الفترة، وكان المزارعون يجهزون أراضيهم للزراعة، حيث تُزرع خلالها الكثير من المحاصيل، كما استخدم المغاربة «المنازل» لتحديد مواعيد الزراعة، وحصاد المحاصيل، وغرس الأشجار، وجني الغلات، بالإضافة إلى تحديد مواسم الصيد البري وقنص الطيور.

ولأن «النعائم»، تشير إلى مجموعة من النجوم وليس نجمًا واحدًا، فإن خصائصها الفلكية التي أثبتتها الدراسات الحديثة تشير إلى أنها تختلف من نجم لآخر من حيث القطر ودرجة الحرارة، والبعد عن الأرض، ولكن تتراوح أحجام النجوم بين حوالي 5% من حجم الشمس إلى حوالي عشرة أضعاف قطر الشمس، أما درجات الحرارة السطحية للنجوم، فتتراوح بين 3,500 درجة كلفن للنجوم الحمراء الصغيرة إلى 30,000 درجة كلفن أو أكثر للنجوم الزرقاء الكبيرة.

وإذا أتينا إلى الشعر العربي وورود هذه النجوم فيه فنجدها في كل العصور الأدبية في الشعر العربي، كما نجد لها شواهد في المنظومات والقصائد العمانية، فنجد مثلا الشاعر العماني سليمان النبهاني يصف قوم ويمدحهم بأنهم وصلوا في العلو والرفعة مكانة لم تصل لها نجوم النعائم فقال:

همُ القوم سادوا كلَّ حيٍ وشيَّدوا مراتبَ لم تبلغ مداها النَّعائمُ

ليوثٌ صناديد غُيوث هواطل جبال منيفات بحار خضارمُ

كما أن البحار العماني أحمد بن ماجد ذكرها في منظوماته الفلكية فقال:

والقَلبُ والشولَةُ والنَعَائِم

وَبَعدَهَا البَلدَةُ تَطلُع دائِم

ثُمَّ السعُودُ الأَربَعَة والفَرغُ

يا طال ما فُصِّل عليها الشُّرعُ

حتى أننا نجد أبو طالب بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر النعائم في مقطوعة شعرية وهو يصف أن بني هاشم بلغوا في المجد مكان نجوم النعائم، وذلك بفضل محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول:

لَقَدْ حَلَّ مَجْدُ بَني هاشمٍ

مَكانَ النَّعائِمِ وَالنَّثْرَةْ

وَخَيْرُ بَنِي هاشمٍ أَحْمَدٌ

رَسولُ الْإِلَهِ عَلَى فَتْرَةْ

ونجد الشاعر الجاهلي عامر بن الظرب العدواني يذكر النعائم في إحدى قصائده ويقرنها مع نجم النسر فيقول:

سَمَوْا فِي الْمَعالِي رُتْبَةً فَوْقَ رُتْبَةٍ

أَحَلَّتْهُمُ حَيْثُ النَّعائِمُ والنَّسرُ

أَضاءَتْ لَهُمْ أَحْسابُهُمْ فَتَضاءَلَتْ

لِنُورِهِمُ الشمْسُ الْمُنِيرَةُ وَالْبَدْرُ

في حين نجد أن الشاعر الأموي أبو طالب المأموني يذكر نجوم النعائم مقرونة بنجم السهى فيقول:

سيخلف جفني مخلفات الغمائم

على ما مضى من عمري المتقادم

بأرض رواق العز فيها مطنب

على هاشم فوق السهى والنعائم

ونرى الشاعر العباسي أبو العلاء المعري في لزومياته يذكر هذه النجوم في معرض مدح أحدهم ويذكر الصوم أيضا فيقول:

وَرِثتَ هُدى التَذكارِ مِن قَبلَ جُرهُمٍ

أَوانَ تَرَقَّت في السماءِ النَعائِمُ

وَما زِلتَ لِلدَينِ القَديمِ دِعامَةً

إِذا قَلِقَت مِن حامِليهِ الدَعائِمُ

وَلَو كُنتَ لي ما أُرهِفَت لَكَ مُديَةٌ

وَلا رامَ إِفطاراً بِأَكلِكَ صائِمُ

وإذا أتينا إلى الشاعر العباسي الشريف المرتضى نجده يشبه النوق وهي تمشي في الليل مثل نجوم النعائم التي تنتثر في السماء فيقول:

ركبوا قلائصَ كالنّعائمِ خرّقَتْ

عنها الظّلامَ بوَخْدِها تَخرِيقا

يَقطَعن أجوازَ الفَلا كمعابِلٍ

يمرُقن عن جَفْنِ القِسيِّ مُروقا

مقالات مشابهة

  • [ ترامب الإرهابي السفاح ]
  • رحلة البرنامج مع صندوق النقد بدأت... ولكن بأيّ شروط؟
  • بيراميدز يهزم إنبي في الوقت القاتل ويتأهل لنصف نهائي كأس مصر
  • نجوم النعائم
  • انطلق من ألمانيا.. شاب تركي يشق طريقه إلى مكة على دراجة هوائية
  • هل يجوز للمرأة وضع العطر؟.. علي جمعة: جائز ولكن بشرط
  • مفاوضات غزة - "مقترح مُحدث" لاستئناف المفاوضات ولكن..
  • القبض على الطبيب القاتل في أربيل
  • الإنصرافي انتهى .. ما بسببنا ولكن بجهله وسفاهته وتطاوله على الناس
  • عدن: سائق أجرة يدهس رجل مرور ويحاول الفرار.. ولكن النهاية غير متوقعة!