صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-19@13:52:03 GMT

قلق وتخوف!!

تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT

قلق وتخوف!!

أطياف

صباح محمد الحسن

قلق وتخوف!!

طيف أول:

علق ذاته ما بين حبل الاشتعال الذي نتجت عنه الحرب والانطفاء الذي أمعن بعده أن حلمه مجرد وهم، عندها ناجى كل هلع غمسه الريح في زيف الشعور وحصد سراباً

ويبدو أن الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش حمل قلقه وخوفه من التدخل الذي يطرحه المجتمع الدولي كخيار لوقف الحرب إلى رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت حيث لم يكن الترتيب لقمة ثلاثية تجمع بينهما والرئيس الإريتري أسياس أفورقي الهدف منها مناقشة قضايا روتينية سياسية أو اقتصادية أو ما خلفته الحرب من آثار على هذه الدول فقط،

وعلى رأسها قضايا تتعلق بتدفق البترول وإزاحة العقبات التي تعترضه وما وضعته الحرب وأثرت به على دولة جنوب السودان

فمن خلال مخاطبته القمة الرئاسية الإفتراضية “النداء العالمي لقمة المستقبل” كشف البرهان النقاب عن هذا الخوف والقلق ويرى أن هذه القمة فرصة لإعادة الثقة في منظومة الأمم المتحدة لتعزيز التعاون الدولي

وقال: (إن ميثاق المستقبل الذي نسعى لصياغته اليوم يجب أن يكون بمثابة خارطة طريق للدول التي تعاني من النزاعات بسبب تدخل بعض الدول في شؤونها الداخلية ونحتاج إلى إلتزام دولي قوي لمنع ذلك التدخل وتجريم ومحاسبة من يقوم بذلك)

وقد يرفض البرهان التدخل من قبل بعض الدول التي يتهمها بتغذية ميدان الحرب بالسلاح

لكنها رسالة واضحة ومباشرة لكل من سلفا وأفورقي بدعم موقف البرهان الرافض لخيار المجتمع الدولي الذي يحاصر البرهان الآن ويلوح له بالتدخل كحلٍ بديل

والخوف ليس لما سبق لأن الدول التي اتهمها جبريل بدعم الدعم السريع بالسلاح عاد وقال إنها ايضا دعمت الجيش، إذن هذه ليست قضية البرهان التي تبعث فيه شعور القلق!!

وفي الحقيقة أن علاقة سلفا واسياس هي فقط ما تبقى للبرهان من صلات إفريقية وأن منصة جوبا أضحت هي المنبر الوحيد الذي يمنحه الشعور بالقيادة،

صلات على قلتها، ولكن ربما يجد في حضورهما سندا لدعمه في مشروعه الفاشل (مشروع البقاء على رفاة الوطن الذي تخيم عليه سحب العزلة الدولية بعيدا عن المجتمع الدولي) وهو مشروع لا مستقبل له ولا أساس فالبرهان اجتمع بسلفا بالرغم من أن الأخير غادر المنطقة التي كان يدعمه منها وانضم إلى الدول التي تدعم الحل عبر التفاوض لكن جوبا لم تغلق أبوابها دونه للتشاور في مثل هكذا هموم

كما فعلت معه مصر التي أوضحت له موقفها الداعم لوقف النار فقط عبر التفاوض فجلوس مصر على مقعد الوساطة الرباعية أفقد البرهان ثقته فيها، ولم تعد مصر قبلته المفضلة كما كان في السابق

لكنه لم يفقد هذه الثقة بعد في كير ودولة الجنوب

أما إريتريا هي الدولة التي لم تفلت يدها عنه وفتحت معسكراتها لتدريب قواته وكانت ولازالت على عهدها معه

ولا يضيرها إن شاركته العزلة

والبرهان يخشى التدخل القادم لا يقلقه الذي يحكي عن دعم الميدان بالسلاح والذي استمر لـ 17 شهرا

ولهذا كان محور حديثه في هذه القمة الثلاثية التحذير من خطر قادم

ولكن الغريب في الأمر انه رغم ذلك قال: إنه يجب أن يتضمن الميثاق آليات فعالة لمحاسبة الدول التي تثير النزاعات واتخاذ إجراءات لحماية الدول من استفحالها، وأضاف إننا نؤكد على أهمية العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية والتعاون الإقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وان هذه التحديات لا تعرف حدوداً، ونحن بحاجة إلى جهد عالمي منسق لمواجهة الإرهاب العرقي المتعالي الذي يستهدف الدولة والبنى التحتية والمرافق الخدمية والصحية في بلادنا).

وهنا يكشف البرهان أنه محاصر بكل هذه الإتهامات التي تشير إلى ارتكابهم لإنتهاكات في الحرب، ويحصر نفسه في دائرة التناقض الواضح لأنه يعلم أن بلاده واحدة من الدول التي تثير النزاعات وان ارض المعركة بها مجموعات إرهابية لا تخفي نفسها، والرجل بلا حياء يطالب بتطبيق العدالة الانتقالية وهو واحد من المعرقلين لها فالبرهان لو قال حديثه هذا على منصات المنابر الدولية والعدلية لسخر الحضور منه لكنه يعلم انه يخاطب فقط سلفا كير وافورقي وكلاهما قد يظن وهماً أن البرهان يمكن أن يحقق العدالة في بلاده بعد ان ينتصر

وقلق البرهان يتجلى أيضا في انه طالب بضرورة أهمية احترام سيادة الدول مع تعزيز المسؤولية المشتركة، وقال: نحن في السودان نتطلع إلى دعم دولي يحترم خياراتنا الوطنية ويساعدنا على النهوض من جديد، وتحقيق السلام المستدام عبر الملكية الوطنية)

وهي مطالبة تؤكد مما لا شك فيه أنه بدأ يتحسس موقعه، عبر تغليفه بخوف التعدي على السيادة الوطنية للبلاد وهذا الحديث لا يأتي إلا عندما يحاصرك الفقد الثلاثي (فقد القرار، وفقد الميدان، وفقد المنصب) وهو أيضاً نوع من القلق الذي لا يحدث في قمة تناقش قضايا (البحبوحة) والرفاهية كتدفق البترول وانسيابه، لكنه يأتي كمطالبة واضحة للدولتين بالدعم والمناصرة له لما سيواجهه قريبا من اصطدام بالجدار،

فالجنرال قد لا يحتمي بواجهتي جنوب السودان وإريتريا لكنه قد يبحث عن سبل وكيفية التعاطي مع أمر قد يكون على عتبة الواقع، فأحيانا ما يقلقك ليست الضربة التي تقع عليك ولكن القلق قد يساورك في كيفية وقعها عليك!!

طيف أخير:

#لا_للحرب

الناطق باسم منسقية النازحين واللاجئين آدم رجال: بسبب نقص الطعام بعض النازحين اضطروا إلى الاعتماد على الأعشاب ومخلفات الطعام التي تستخدم محلياً كعلف للمواشي)

وهذا مالا نستطيع التعليق عليه بالحروف!! الله المنتقم

الوسومأسياس أفورقي إريتريا الأمم المتحدة البرهان الجيش الدعم السريع السودان المجتمع الدولي جنوب السودان سلفا كير ميارديت عبد الفتاح البرهان مصر

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أسياس أفورقي إريتريا الأمم المتحدة البرهان الجيش الدعم السريع السودان المجتمع الدولي جنوب السودان سلفا كير ميارديت عبد الفتاح البرهان مصر المجتمع الدولی جنوب السودان الدول التی

إقرأ أيضاً:

في خريف عمره بايدن يريد حلا لمشكلة السودان المستعصية التي أعيت الطبيب المداويا

في خريف عمره بايدن يريد حلا لمشكلة السودان المستعصية التي أعيت الطبيب المداويا ... ولولا مخازيك في غزة وأوكرانيا لصدقناك ... فهلا تركتنا وشاننا ولاتقلب علينا المواجع فحلولكم مردودة اليكم لأن معيارها كم نصيبكم من الصفقة أما موت شعب بأسره ودمار بلد بحاله
يا ايها البايدن كيف تضع راسك في المخدة وتنام مليء جفونك عن شواردها لتسهر حرائر غزة وأطفالها وشيوخها في ليل طويل وكواببس مرعبة وقد فقدوا من الاعزاء واحد وأربعين ألفا راحوا ضحية القصف بالطائرات والضرب بالمدافع التي وفرتهاللقاتل المجرم نتنياهو ووقفت تسانده اقتصاديا وسياسيا وأمنيا علي المكشوف في حين أن بني جلدته ثاروا عليه ومازالوا وطالبوا بالفم المليان إزاحته من دست الحكم ورميه في غياهب السجن لفساده وكنكشته غير العادية في الكرسي ورفضه لإيقاف الحرب وتحرير اسراه لدي حماس وذلك كله من أجل مجده الشخصي وحفاظه علي منصبه السياسي !!..
لقد اجتهدت يابايدن ومازلت تؤجج الصراع في اوكرانيا الجميلة الوادعة المنتجة لأهم سلعة استراتيجية في العالم وهي القمح تصدره ويدر عليها من الثروة مما يدعم من دخلها القومي وتتكرم بجزء مقدر من هذه الحبوب الذهبية لكثير من دول العالم الثالث التي يقل فيها الغذاء ويخنقها الفقر .
اوكرانيا غير جمالها وأرضها الساحرة كم قصدها الطلاب من شتي بقاع العالم للدراسة في جامعاتها الراقية مكتملة البنيان حيث الدراسة شبه مجانية مع التعرف علي شعب مضياف كريم الخصال ... ولكن بايدن لا يعجبه أن يعيش بني الإنسان في هدوء وسلام فحرك دمية من الدميات قصيرة النظر لا تري ابعد من ارنبة أنفها ورمي الطعم لهذه الدمية المسماة زيلينيسكي ووعدوه بدخول قلعة حلف شمال الأطلسي... لماذا لا أدري وقد كان في أمن وامان مع الروس أبناء عمومته ولكن الشيطان بائع الأسلحة بالمليارات الساعي لينفرد بحكم العالم بعيدا عن أي منافسة ظل يزن مثل الحشرة في اذن المسكين ابن كييف ويمنيه بالسعادة بتحوله معهم دولة غربية مغيرا جلده الشرقي ليرتمي في احضان أمريكا وأوروبا العجوز ...
والآن بعد مضي سنتين من الحرب الضروس التي لم ينهزم فيها الروس كما كانوا يؤملون وأوروبا العجوز بدأت ترتجف من البرد بسبب نقص الطاقة وقد تعبت من إرهاق خزائنها بإرسال المال الكثير لجبهة القتال ولا نصر يلوح في الأفق وترسانتهم كادت أن تنضب وشعوبهم كرهوا حكوماتهم الذليلة الخانعة لأمريكا ام المصائب التي لم يجني منها العالم غير الخراب ...
انا ما عارف يا مستر بايدن بعد أن حدث ما حدث بالسودان لماذا في هذه الأيام بالذات تتذكرنا وتريد أن تزيد غلتك من الأصوات الانتخابية لصالح حزبك وقد كنت طيلة ٥٠٠ يوم والحرب فعلت مافعلت وانت مشغول بقتل وتشريد اهلنا في غزة وصب مزيد من الزيت في حرب اوكرانيا ...
مستر بايدن لا نريد منك اي مساعدة ولاحتي مجرد حديث عاطفي من النوع الذي تخدعون به الشعوب ونحن نعرف أن مصلحتكم فوق كل شيء وانتم حكام من غير قلب وانتم أنفسكم تديركم حكومات عميقة تسيركم بالريموت كنترول ونحن المغفلون كنا نعتقد انكم حكام لهم شخصية وكلمة ( رجال ) لكن وجدناكم اطفال اطفال لا حيلة لكم إلا اللعب علي دقون العالم الثالث ...
مشكلتنا واضحة مثل الشمس سببها الانقلابات العسكرية التي يهندسها الغرب وينصب حكاما يخدمونه برموش عيونهم علي شريطة أن يكون هؤلاء الحكام قساة القلب لايابهون بشعوبهم ويعتبرونهم مجرد جمادات يحركونها هنا وهنالك دون أن تحرك ساكنا ودون أن تتالم أو تتأوه وهذا الاحتجاج الصامت هو في حد نفسه جريمة يعاقب عليها قانونهم قانون الغاب ...
قلنا الف مرة ومرة أن بلدنا المنكوب اي جهة في العالم كبيرة أو صغيرة تريد لنا حلا ولو كان عند كل هؤلاء أقل قدر من المصداقية لتم ايقاف الحرب ولعم السلام الربوع ولكن بصراحة بصراحة تدفق السلاح لبلادنا يأت للطرفين المتحاربين والطرفان يتفننان في قتل الشعب هذا بطائراته وذاك براجماته والعالم مبسوط وبيع السلاح سوقه رائجة عندنا وشركات السلاح تربح المليارات وهي مع بريق المال لاتري المواطن الذي تنهش جثته الكلاب بين النيلين وفي الجزيرة ودارفور وبقية أنحاء البلد الحبيب ...
والإغاثة التي تتحدث عنها أمريكا وأوروبا تذهب للطرفين المتحاربين وقد رأينا أفراد الحكومة والمجلس السيادي في أجمل حلة وآخر أناقة والجنود بعد أن شبعوا من الإغاثة الحرام صار للجيش بها سوق في صابرين والدعم السريع سوقه أطلقوا عليه اسم سوق دقلو .
الخلاصة أن الشكوي لغير الله سبحانه وتعالى مذلة وقد انسدت أمامنا كل الابواب ولكن ابواب السماء مشرعة وان الدعاء والتضرع الي الله سبحانه وتعالى هو سلاحنا ولاسلاح سواه فالنرفع جميعنا اكفنا الي من رفع السماء بلا عمد الواحد الاحد الفرد الصمد أن يفرج همنا وينصرنا نصرا مؤزرا علي أعدائنا بحوله وقوته وعظمته وجبروته ... اللهم آمين ... اللهم آمين وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • في خريف عمره بايدن يريد حلا لمشكلة السودان المستعصية التي أعيت الطبيب المداويا
  • في أعقاب زيارة البرهان لجوبا: هل يتدفق نفط جنوب السودان من جديد؟
  • البرهان يرد برسائل على بايدن بشأن الحرب والوضع في السودان
  • حسن إسماعيل: هذا هو السبب الذي اشعل الحرب في السودان(….)
  • البرهان: تجاوز السودان مرحلة الحرب يمثل إختبارًا حقيقيًا لفعالية التعاون الدولي
  • «البرهان» يخاطب القمة الرئاسية الافتراضية «النداء العالمي لقمة المستقبل»
  • السودان يحترق والقوى الأجنبية تستفيد.. ما المكاسب التي تجنيها الإمارات من الأزمة؟
  • البرهان يوافق على مبادرة من سلفاكير بشأن الحرب مع الدعم السريع
  • جنوب السودان: البرهان يوافق على مبادرة سلفا كير لحل النزاع