أفاد مراسل الجزيرة بوقوع عشرات الانفجارات في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي عدد من المناطق اللبنانية، بعد يوم من وقوع هجمات واسعة عبر أجهزة الاتصال اللاسلكية (بيجر) استهدفت الآلاف من عناصر حزب الله.

وفي حصيلة أولية تحدثت "الوكالة الوطنية للإعلام" في لبنان عن 9 قتلى في انفجار الأجهزة، بينما تحدث مصدر أمني عن مئات المصابين.

وقال مراسل الجزيرة إن الانفجارات التي جرت في مناطق بلبنان كانت على نطاق واسع لكن انفجار الأجهزة لم يكن كبيرا.

وأضاف المراسل أن الأجهزة التي جرى تفجيرها ليست من نوع بيجر وإنما أجهزة لاسلكية، مشيرا إلى أن الأجهزة التي جرى تفجيرها في مناطق بلبنان من نوع "ووكي توكي أيكوم".

ونحاول في النقاط التالية أن نقترب أكثر من المشهد ونفسر بعض جوانبه:

1- متى وقعت الانفجارات؟

تأتي انفجارات الأربعاء بعد يوم من تفجيرات واسعة النطاق وغير مسبوقة استهدفت أجهزة البيجر التي يحملها عناصر من حزب الله أمس الثلاثاء.

وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض -اليوم الأربعاء- إن عدد القتلى ارتفع إلى 12 بينهم طفلان، وأن نحو 2800 جريح توافدوا إلى المستشفيات، وأن عدد الإصابات الخطرة بلغ نحو 300، بينهم أطفال ونساء وليس فقط عناصر حزب الله.

2- كيف وقعت الانفجارات؟

نقل موقع أكسيوس عن مصدرين قولهما إن هجوم اليوم هو المرحلة الثانية من العملية الاستخباراتية الإسرائيلية ضد شبكة اتصالات حزب الله.

وذكر مراسل الجزيرة أن الانفجارات التي جرت في مناطق بلبنان كانت على نطاق واسع لكن انفجار الأجهزة لم يكن كبيرا.

وأفادت مصادر صحفية بوقوع الانفجارات أثناء تشييع جثمان نجل أحد نواب حزب الله. وأوضحت هذه المصادر أن الانفجارات استهدفت أجهزة اللاسلكي التي يحملها عناصر حزب الله، وبعضها في منازل سكنية.

وقال مصدر مقرب من حزب الله إن "عددا من أجهزة الاتصال اللاسلكية انفجرت في الضاحية الجنوبية لبيروت"، فيما أكدت هيئة اسعاف تابعة لحزب الله انفجار أجهزة اتصال في سيارتين في الضاحية الجنوبية. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن انفجار لأجهزة "بايجرز" وأجهزة اتصال لاسلكية في الضاحية وفي الجنوب وفي البقاع في شرق لبنان.

وقالت مصادر أمنية للجزيرة إن 5 انفجارات وقعت في مدينة صيدا ومحيطها جنوبي لبنان.

كما نقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني وشاهد عيان أن أجهزة الاتصالات التي انفجرت بعدد من مناطق لبنان اليوم الأربعاء هي أجهزة لاسلكي محمولة ومختلفة عن أجهزة البيجر التي انفجرت أمس.

وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن الموجة الثانية من تفجير أجهزة الاتصالات في لبنان استهدفت الشبكة البديلة للحزب بعد انفجار أجهزة الاستدعاء أمس.

كما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن انفجارات وقعت بأنظمة الطاقة الشمسية في عدد من البيوت تزامنا مع انفجار الأجهزة اللاسلكية.

3- ما أجهزة الوكي توكي؟ ولماذا تستخدم؟

أفاد مراسل الجزيرة بأن الأجهزة التي جرى تفجيرها في مناطق بلبنان من نوع "ووكي توكي أيكوم".

وأجهزة اللاسلكي "أيكوم" هي مجموعة متنوعة من الأجهزة التي تستخدم تقنيات مختلفة للاتصال عبر الراديو. وتتنوع هذه الأجهزة لتلبية احتياجات مختلفة، بما في ذلك الاتصالات البحرية، والاتصالات في الطوارئ، والاتصالات المتنقلة.

وعند الضغط على زر "التحدث"، يتم تحويل الصوت إلى إشارة لاسلكية وإرسالها، ويمكن استقبال إشارة الصوت من الطرف المقابل في الحال.

وتعمل هذه الأجهزة على ترددات لاسلكية محددة، غالبا في نطاقات الترددات العالية جدا وهي "في إتش إف" ((VHF أو "يو إتش إف" (UHF)، لضمان اتصال واضح.

وتحتوي أجهزة الاتصال اللاسلكي على قنوات متعددة لتجنب التداخل، ويجب أن يكون المستخدمون على نفس القناة للتواصل.

ويعتمد المدى على العوامل البيئية مثل التضاريس والعقبات، وقوة إرسال الجهاز نفسه ومداه، وهو يعمل بنظام البطاريات التي يمكن إعادة شحنها أو استبدالها.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدر أمني لبناني قوله إن الأجهزة اللاسلكية أقل استخداما من أجهزة البيجر وتم توزيعها على منظمي التجمعات.

ويعد البيجر والووكي توكي أكثر أمانا في التواصل من الخليوي والهواتف المحمولة.

لحظة انفجار جهاز اتصال لاسلكي خلال تشييع جنازة شهيد في #لبنان#حرب_غزة pic.twitter.com/1S9ad2BbPT

— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 18, 2024

4- ما طرازها؟ والشركة المصنعة لها؟

تشير التقارير إلى أن جهاز "ووكي توكي أيكوم" المستخدم من طراز "أيكوم في 82" (icom v82). وتعتبر هذه الأجهزة نسخة متطورة نسبيا من أجهزة "أيكوم"، وهي فعالة في المناطق المفتوحة وعلى مسافات طويلة.

ويوفر هذا الطراز قنوات متعددة، مما يسمح للمستخدمين بتبديل الترددات لتجنب التداخل والتواصل بوضوح.

كما يتمتع بإعدادات طاقة قابلة للتعديل، مما يتيح للمستخدمين الحفاظ على عمر البطارية أو توسيع النطاق حسب الحاجة.

وصُممت النسخة الجديدة لتكون قوية ومقاومة للعوامل الجوية، ومناسبا للاستخدام في الهواء الطلق، كما يساعد الهوائي الخارجي في إرسال واستقبال الإشارات بشكل أكثر فعالية.

ويمكن تشغيل هذا النوع من الأجهزة بدون استخدام اليدين، وذلك عبر اختيار نطاق التردد للقناة التي يعمل عليها الجهاز.

ومن المعروف أن بطارية هذا الجهاز ضخمة بما يسمح بوضع كمية متفجرات أكبر الأمر الذي يفسر دوي الانفجارات وسقوط عدد من الجرحى.

وقال مصدر أمني إن حزب الله اشترى أجهزة الاتصال اللاسلكي قبل 5 أشهر في الوقت نفسه تقريبا الذي اشترت فيه الجماعة أجهزة البيجر.

و"أيكوم" هي شركة تصنيع عالمية لمعدات الاتصالات المتقدمة، بما في ذلك أنظمة الراديو ثنائية الاتجاه، وإلكترونيات الطيران، وأنظمة الملاحة البحرية، والشبكات القائمة على بروتوكول الإنترنت.

وتأسست الشركة في أوساكا باليابان عام 1954. بدأت كمستورد للمعدات الإلكترونية الأميركية الصنع قبل أن تنتقل إلى التصنيع، وكان المنتج الأول عبارة عن مذبذب بلوري لأجهزة الراديو، وتوسعت خطوط الإنتاج لتشمل أجهزة الراديو البحرية والطيران، وأجهزة الراديو المتنقلة البرية للسلامة العامة والصناعات التجارية.

تغيطة صحفية | اندلاع حرائق في عدد كبير من المنازل والسيارات، عقب انفجار أجهزة الاتصالات اللاسلكية بعدة مناطق في لبنان pic.twitter.com/mV5l7pimwo

— شبكة رصد (@RassdNewsN) September 18, 2024

5- ما حجم الخسائر في الأرواح والممتلكات؟

لم يتضح حجم الخسائر البشرية والمادية بعد بشكل كامل، لكن وزارة الصحة اللبنانية أكدت مقتل 9 أشخاص وإصابة أكثر من 300 آخرين

وفي مؤشر على اتساع نطاق الحرائق، أعلن الدفاع المدني اللبناني أنه أخمد النيران في 60 منزلا ومتجرا نتيجة انفجار أجهزة اللاسلكي في النبطية جنوبي البلاد.

وأكدت مصادر أمنية للجزيرة وقوع 5 انفجارات في مدينة صيدا ومحيطها جنوبي لبنان.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بانفجار أجهزة "بايجر" وأجهزة اتصال لاسلكية في الضاحية وفي الجنوب وفي البقاع بشرق لبنان.

وقال مصدر طبي إن مستشفى في مدينة بعلبك استقبل 25 جريحا جراء انفجار أجهزة لاسلكية.

6- إلى أين تشير أصابع الاتهام؟

على الرغم من عدم تعليق إسرائيل على العملية المخابراتية التي أدت إلى وقوع انفجارات متزامنة -أمس واليوم- في الآلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر، وأيكوم في 82) التي يستخدمها عناصر حزب الله، إلا أن مؤشرات عديدة تشير إلى مسؤولية تل أبيب عن التفجيرات.

وقبل قليل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن "مركز الثقل ينتقل شمالا (لبنان) ونحن في بداية مرحلة جديدة في الحرب".

ونقلت صحيفة هآرتس عن مصادر أمنية أن التعامل مع التصعيد مع حزب الله نوقش بدائرة محدودة دون إطلاع أعضاء المجلس الوزاري المصغر.

من جانبها، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر مطلعة أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة أنها ستنفذ عملية في لبنان، لكنها لم تقدم أي تفاصيل.

كما نقل موقع أكسيوس عن مصدرين تأكيدهما أن إسرائيل فجّرت آلاف أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها أعضاء حزب الله في لبنان.

وأمس الثلاثاء، اتهم حزب الله إسرائيل بالمسؤولية، وتوعدها بالرد. كما اتهمت إيران -على لسان الرئيس مسعود بزشكيان ومسؤولين آخرين- إسرائيل أيضا بالمسؤولية عن "المذبحة والقتل الجماعي".

وقال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر لوكالة رويترز إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع متفجرات داخل أجهزة البيجر التي استوردها حزب الله قبل أشهر من تفجيرات أمس الثلاثاء.

وقالت عدة مصادر لرويترز إن المخطط استغرق تحضيره على ما يبدو عدة أشهر.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر رفيعة أن الهدف الإستراتيجي "إعادة سكان الشمال وتكليف حزب الله ثمنا باهظا واستعادة الردع".

كما يسلط الهجوم الضوء على الوحدة 8200، وهي وحدة الحرب الإلكترونية السرية والمعروفة في إسرائيل باسمها بالأرقام العبرية "شموني ماتايم"، وهي جزء من شعبة المخابرات العسكرية.

ووحدة 8200 هي الوحدة الموازية أو الشبيهة بوكالة الأمن القومي الأميركية أو مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية، وهي أكبر وحدة عسكرية مفردة في الجيش الإسرائيلي. وتعود أصولها إلى الوحدات المبكرة لفك الرموز والشفرات ووحدات المخابرات التي تشكلت عند قيام دولة إسرائيل في 1948.

وغالبا ما تكون أنشطتها شديدة السرية وتتنوع من اعتراض الإشارات إلى تصنيف البيانات وفهم دلالاتها وهو ما يطلق عليه التنقيب في البيانات والهجمات التكنولوجية.

وتضمنت بعض العمليات التي يُقال إن الوحدة ضلعت فيها هجوم "ستاكس نت" الفيروسي بين عامي 2005 و2010 الذي عطل أجهزة الطرد المركزي النووية الإيرانية، وهجوما إلكترونيا في 2017 على شركة الاتصالات المملوكة للبنان (أوجيرو)، وإحباط هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية على رحلة تابعة لشركة نقل جوي مدنية كانت متوجهة من أستراليا إلى الإمارات في 2018.

وقال قائد الوحدة العام الماضي في مؤتمر في تل أبيب إن الوحدة تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للمساعدة في اختيار أهدافها من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وبالإضافة إلى بقية مؤسسات الدفاع والأمن، تأثرت سمعة الوحدة بسبب الإخفاق العسكري في منع هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول (طوفان الأقصى) على إسرائيل قبل حدوثه، وأعلن قائد الوحدة هذا الشهر أنه سيستقيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أجهزة الاتصال اللاسلکی انفجار الأجهزة أجهزة اللاسلکی عناصر حزب الله مراسل الجزیرة الأجهزة التی انفجار أجهزة أجهزة البیجر فی الضاحیة وقال مصدر مصدر أمنی من أجهزة فی لبنان عن مصدر عدد من

إقرأ أيضاً:

خطرٌ كبير على إسرائيل... من أين يُطلق عناصر حزب الله الصواريخ؟

ذكر موقع "الميادين" أنّ وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن مصادر في المنطقة الشمالية انتقادها بشدة، لعمليات الجيش الإسرائيلي، مطالبةً هيئة الأركان العامة بوقف التوغلات جنوبي لبنان.

ونقل موقع "والاه" الإسرائيلي عن المصادر، أنّه "يجب إيقاف التوغلات لتحقيق الاستقرار في الخطوط التي يوجد فيها الجيش الإسرائيلي للحدّ من إطلاق الصواريخ". 

ووفقاً لمصادر المنطقة الشمالية، "يطلق عناصر حزب الله النار والصواريخ المضادة للدروع من القرى التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي"، مشددةً على أنّ "عودة عناصر حزب الله إلى المنطقة وإعادة بناء البنية التحتية خطر كبير". 

وأشار الموقع إلى أنّ قيادة المنطقة الشمالية "تعترف بأنّه لا يمكن تدمير بنية حزب الله التحتية في جنوب لبنان، والتي تم بناؤها على مدى 20 عاماً". 

كما لفتت المصادر إلى "توتر كبير بين فرقة الجليل وقيادة المنطقة الشمالية على خلفية منع نقل معدات عسكرية إلى عمق الأراضي اللبنانية، لأنّ هيئة الأركان مهتمة بالتسوية، ولا ترغب في رؤية تقدم للقوات في جنوب لبنان". (الميادين)      

مقالات مشابهة

  • رشقات صاروخية من جنوب لبنان ترعب إسرائيل
  • القرار 1701 .. حجر الزاوية لأي هدنة بين إسرائيل وحزب الله
  • إسرائيل.. قتيل بصواريخ أطلقت من لبنان على نهاريا
  • هل تريد إسرائيل فعلًا التوصل إلى تسوية مع لبنان؟
  • إعلام إسرائيلي: تضرر أحد المباني في انفجار طائرة مسيرة تسللت من لبنان
  • هوكشتاين سيُطلع إسرائيل على رد لبنان
  • خطرٌ كبير على إسرائيل... من أين يُطلق عناصر حزب الله الصواريخ؟
  • دوي انفجارات في محيط مدينة تدمر وسط سوريا
  • صواريخ حزب الله أصابت مبنى في إسرائيل... شاهدوا حجم الدمار الذي لحق به (فيديو)
  • ما الذي نعرفه عن هجوم روسيا المضاد في كورسك؟