قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن استمرار عملية انفجار أجهزة اتصالات لاسلكية لليوم الثاني تواليا في لبنان يهدف إلى زيادة زرع الكثير من الفوضى المستدامة، وضرب الثقة والمعنويات، وإبقاء حالة اللااستقرار.

وأوضح حنا، للجزيرة، أن إسرائيل تحاول إضعاف حزب الله وزرع الشك في إمكانية خوضه حربا كبيرة ضدها، كما تستهدف ضرب بيئة الحزب وواقعة الميداني، وإظهار عدم قدرته على حماية لبنان مع دفعه للاهتمام بالداخل وعزله عن إسناد غزة.

وأشار إلى أن طريقة القتال الغربية والإسرائيلية تستهدف منظومات القيادة والسيطرة والمراكز اللوجستية والوحدات العسكرية، مضيفا أن إسرائيل صعّدت عسكريا في الأسبوعين الماضيين بضرب مناطق أكثر عُمقا في جنوب لبنان.

واستبعد الخبير العسكري أن تكون هذه الانفجارات مقدمة لحرب برية، مرجحا أن يكون الأمر مرتبطا بحرب جوية مكثفة، خاصة أن أجهزة البيجر تعد وسيلة حزب الله لاستدعاء مقاتليه للجبهة والجهد القتالي "وهو ما يُعيق جهوزية الحزب لأي عمل عسكري".

بدوره، أفاد مراسل الجزيرة أن الأجهزة اللاسلكية التي جرى تفجيرها في مناطق بلبنان من نوع "آيكوم في 82″، في حين نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدر أمني لبناني قوله إن الأجهزة اللاسلكية أقل استخداما من أجهزة البيجر، وتم توزيعها على منظمي التجمعات.

وعن ذلك، يقول الخبير الإستراتيجي إن أجهزة البيجر تخص مباشرة حزب الله ومقاتليه وبيئته، لكنه لم يستبعد أن تكون إسرائيل قد لجأت إلى تفعيل المرحلة الثانية من التفجيرات، "وربما استهدفت أشخاصا آخرين من خارج دائرة حزب الله".

وطالب بضرورة التخلّص من كل أجهزة الاتصالات المستوردة من الخارج "وهو ما يؤخر عملية إعادة التنظيم، وترتيب الأوراق، ويضرب منظومة القيادة والسيطرة لدى حزب الله".

وشدد على أن كل جهاز مستورد يعتبر مشبوها وموضع شك ما لم يثبت العكس، متوقعا أن يتم مساءلة المسؤولين عن الأمر، لكنه استدرك بالقول إن إعادة تشغيل المنظومة يحتاج وقتا طويلا "مما يزيد التحديات على حزب الله ويعيق عمله".

وأشار إلى أن الأجهزة الجديدة التي طالتها التفجيرات تستعمل للمناطق القريبة وحجمها أكبر من البيجر، مما يعني إمكانية زرع متفجرات داخلها بحجم أكبر، ويمكن تفجيرها عن بُعد عبر زرع خوارزميات خبيثة لرفع درجة حرارة البطارية.

وجدد تأكيده أن استمرار عملية انفجار الأجهزة يزعج حزب الله ويزيد قلقه، خاصة أن التفجيرات طالت مناطق جغرافية جديدة مثل صيدا ومحيطها بجنوب لبنان.

وعن الفوائد التي تجنيها إسرائيل من هذه التفجيرات، قال حنا إنها تظهر قدرتها على التدخل في أجهزة الاتصالات، ويمنحها قدرة على جمع المعلومات حول مقاتلي حزب الله، وإخراج عدد كبير منهم من إمكانية القتال في مكان ما.

أما بشأن زيادة الحشد الإسرائيلي مع الحدود مع لبنان، قال الخبير العسكري إن تل أبيب تستهدف الردع والتحضير للسيناريو الأسوأ عبر توفر الوحدات الجاهزة والمعدات والأسلحة والقنابل الذكية التي تمنحها الولايات المتحدة لإسرائيل.

وتساءل في هذا السياق عن إمكانية أن تحمي واشنطن عملية تل أبيب في لبنان، ومدى سماح إيران باستهداف حزب الله الذي ينظر إليه بأنه "درة التاج في وحدة الساحات ومحور المقاومة".

وخلص إلى أن حزب الله مختلف عن عام 2006، وهو ما ينطبق على إسرائيل المنهكة من حرب غزة والخسائر المادية والبشرية التي تكبدتها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: الانتهاكات الإسرائيلية للهدنة في لبنان تتم تحت أنظار لجنة المراقبة

قال العميد طارق العكاري، المتخصص في الشأن الاستراتيجي والاقتصاد العسكري، أثناء اجتماع اللجنة الأمريكية - الفرنسية المراقبة لوقف إطلاق النار في لبنان مع قوات حفظ السلام، كانت الطائرات المسيرة الإسرائيلي على بعد أمتار من الاجتماع الذي عقد في رأس الناقورة، وكان يفجر ويسنف المنازل أثناء عقد الاجتماع.

وأضاف «العكاري» خلال مداخلة هاتفية بقناة «القاهرة الإخبارية»، أن رأس الناقورة لم يستطع جيش الاحتلال الإسرائيلي الدخول إليها أثناء القتال مع حزب الله، ودخلها منذ أيام فقط، إذ دخل إلى البلدات الغربية والقطاع الغربي وطالت الخروقات القطاع الشرقي وتوغلت الدبابات الإسرائيلية إلى بلدة بني حيان.

وأشار المتخصص في الشأن الاستراتيجي والاقتصاد العسكري إلى أن قوات حفظ السلام «اليونيفيل» كانت على بعد أمتار من التفجيرات التي تتم في القرى اللبنانية.

وأوضح أن الأمر الأن لا يتعلق بمسألة الخروقات الإسرائيلية لهدنة وقف إطلاق النار، بل الأمر يتعلق بخلافات غير ظاهرية بين حزب الله والحكومة اللبنانية، إذ أن الأول مستاء من أنه بعده أن ترك الجنوب اللبناني والحدود المتاخمة للأراضي الفلسطينية المحتلة لم يستطع الجيش اللبناني وقف الخروقات بسبب الحالة الضعيفة التي هو عليها.

مقالات مشابهة

  • مفاجأة جديدة عن تفجير البيجر في لبنان.. اكتشفوا ما جرى!
  • تحقيق يكشف تفاصيل يرويها متورطون بتجهيز وتفجير أجهزة البيجر
  • عملاء للموساد يتحدثون ببرنامج أميركي عن إعدادهم لتفجير البيجر في لبنان
  • عملاء الموساد يتحدثون ملثمين عن أسرار تفجير البيجر في لبنان
  • خبير عسكري: الانتهاكات الإسرائيلية للهدنة في لبنان تتم تحت أنظار لجنة المراقبة
  • عميل للموساد الإسرائيلي يكشف تفصيل عملية تفجيرات البيجر في لبنان
  • عميل موساد يكشف معلومات جديدة حول تفجير البيجر
  • لبنان: استمرار الخروقات الإسرائيلية يقوض جهود تثبيت وقف إطلاق النار
  • خبير استراتيجي: انتهاكات إسرائيل للهدنة في لبنان تتم تحت أنظار لجنة المراقبة
  • عن تفجيرات البيجر... هذا ما كشفه عميل في الموساد