«حكماء المسلمين» يناقش الحوار الإسلامي في «بغداد للكتاب»
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
أبوظبي (وام)
نظم جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض بغداد الدولي للكتاب في دورته الـ25، أمس ندوة ثقافية بعنوان «الحوار الإسلامي-الإسلامي في ضوء مقاصد الشريعة»، قدمها كل من الدكتور سعدي الجميلي، أستاذ أصول الفقه والعميد السابق لكلية الشريعة بالجامعة العراقية في بغداد، والدكتور محمد جمال، الباحث في مكتب تحقيق التراث بمشيخة الأزهر.
وتناولت الندوة سُبل تعزيز الحوار الإسلامي - الإسلامي بين مختلف المذاهب والمدارس الفكرية الإسلامية، من منظور شرعي يسعى إلى تحقيق المصلحة العامة، ودرء المفاسد، وحفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال، ويركز على المشتركات التي تجمع بين المسلمين والاستفادة منها فيما يخدم الأمة.
وأعرب الدكتور سعدي الجميلي، عن تقديره للدعوة التي وجهها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، لتعزيز الحوار الإسلامي الإسلامي، مؤكداً أنها تهدف إلى تعزيز الشأن الإسلامي ووحدة صف الأمة، وتأكيد أن الأخوَّة الدينية هي الباعثة للأخوة الإنسانية، حيث تحمل في طياتها رؤية صادقة لوحدة المسلمين، وتوجه مستنير نحو تعزيز الحوار بين المذاهب كافة ومدارس الفكر الإسلامي.
وأوضح أن الحوار الإسلامي-الإسلامي يجب أن يقوم على أساس مقاصد الشريعة الإسلامية التي تمثل الركيزة الأساسية للوحدة بين أبناء الأمة، موضحاً أن أهم هذه المقاصد يتمثل في العدل والمساواة.
من جانبه أكد الدكتور محمد جمال أن الأمة الإسلامية بحاجة ملحَّة وماسة إلى لم الشمل ورأب الصدع، ووحدة الصف، وإجماع الكلمة، ما من شأنه استعادة أمجادها، وإبراز الصورة المثلى للمجتمع الإسلامي، التي ترتكز على قيم الرحمة والتسامح والتفاهم والتعايش. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: حكماء المسلمين الحوار بغداد الحوار الإسلامی حکماء المسلمین
إقرأ أيضاً:
ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش دور القبلة في وحدة الأمة الإسلامية
قالت الدكتورة روحية مصطفى، أستاذة الفقه بجامعة الأزهر، أن القبلة تُعتبر رمزًا عظيمًا لوحدة المسلمين في شتى بقاع الأرض، حيث تتجاوز كونها مجرد اتجاه للصلاة لتصبح تعبيرًا عميقًا عن وحدة القلوب والأرواح في طاعة الله، كما أن توجيه المسلمين نحو الكعبة، التي تعتبر البعد الديني والروحي للقبلة، يعزز من الخشوع وتجديد النية في العبادة، ويُعتبر تحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة حدثًا تاريخيًا يحمل دروسًا عظيمة عن الطاعة والهوية والاستقلال الديني، فهذا التحول لم يكن مجرد تغيير في الاتجاه، بل كان بمثابة امتحان لكل الطوائف، بما في ذلك المسلمين والمشركين واليهود.
وأضافت أستاذة الفقه بجامعة الأزهر، خلال الملتقى الأسبوعي الذي ينظمه الجامع الأزهر ضمن البرامج الموجهة للمرأة، أن القبلة دورًا محوريًا في ترسيخ وحدة الأمة الإسلامية، حيث يتجه إليها المسلمون من مختلف الثقافات واللغات في صلاة موحدة تُعبر عن الأخوة والتلاحم بينهم، ولا تقتصر هذه الوحدة على البعد الروحي فحسب، بل تمتد لتشمل الأبعاد الجغرافية والعلمية، حيث ساهمت القبلة في تطوير علوم مثل الفلك والجغرافيا لتحديد اتجاهها بدقة، مما انعكس على تخطيط المدن والمساجد، كما أن للقبلة بعدًا جغرافيًا وعلميًا مهمًا، حيث ساهمت في تعزيز العلوم التي تتعلق بتحديد الاتجاهات، مما انعكس على بنية المجتمع المسلم. القبلة تُعبر عن قيم التلاحم والتعاون بين الأفراد، لتظل مصدر إلهام للأجيال القادمة في تعزيز الروابط الروحية والاجتماعية.
من جانبها أشارت الدكتورة فاطمة عبد المجيد، أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الأزهر، إلى أن تحويل القبلة كان توحيداً للأمة من كل اتجاه في أنحاء الأرض جميعاً، حيث وحد الله أمة الإسلام في رسولها ودينها وقبلتها، وهذا التوحيد لم يكن مجرد مناسبة دينية، بل كان حدثًا فارقًا في تاريخ الأمة الإسلامية.
وتابعت أستاذة البلاغة والنقد: ويُستفاد من حادث تحويل القبلة دروسًا كثيرة، أهمها توضيح مكانة المسجد الأقصى والبيت الحرام، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التربية الإيمانية لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد أظهر هذا الحدث تسليمهم المطلق لتوجيهات رب العالمين، مما يعكس عمق إيمانهم ووحدتهم في طاعة الله، ولقد ساهم هذا الحدث في تميز الصف المسلم، وكشف عن سرائر الحاقدين والمُرجفين.
واختتمت حديثها بقولها: إن القبلة ستظل رمزًا خالدًا لوحدة المسلمين، وتُعبر عن قيم التلاحم والتعاون بين الأفراد، مما يُعزز من روح الأخوة والانتماء في قلوبهم في عالم مليء بالتحديات، وستظل القبلة نقطة التقاء المسلمين في عبادة إله واحد، مما يُعزز من وحدة الأمة الإسلامية في كل زمان ومكان.