جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-19@13:28:02 GMT

"خريف ظفار 2024": نجاح استثنائي

تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT

'خريف ظفار 2024': نجاح استثنائي

 

د. بدر بن أحمد البلوشي

baderab_2000@hotmail.com

 

"إذا غامرت في شرفٍ مروم ** فلا تقنعْ بما دون النجوم"

بهذا البيت الشعري نبدأ الحديث عن الحدث الاستثنائي الذي شهده موسم خريف صلالة لعام 2024، حيث تجاوز عدد زوار الموسم حاجز المليون زائر، ليشكل هذا الإنجاز شهادة حقيقية على النجاح الكبير الذي حققه. هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة جهود جبارة بذلتها جميع الجهات المعنية، وعلى رأسها معالي المحافظ، الذي أدار هذا الحدث بمهارة وحكمة جعلت من صلالة وجهة سياحية رائدة على مستوى المنطقة.

ولا يُمكن الحديث عن نجاح موسم خريف ظفار دون الإشادة بالدور القيادي لمعالي المحافظ، الذي كان له بصمة واضحة في توجيه الجهود وتنسيقها لتحقيق هذا النجاح. إدارته الاستراتيجية للموسم جسدت التزامه بتقديم تجربة استثنائية للزوار، حيث شملت الفعاليات العديد من البرامج الترفيهية والثقافية التي تلبي تطلعات جميع الفئات العمرية.

نجح موسم خريف صلالة 2024 في تقديم مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة التي جذبت الزوار من مختلف أنحاء العالم. من بين هذه الفعاليات:

1- البرامج الثقافية والفنية: قدم الموسم عروضًا ثقافية وتراثية مميزة، شملت عروضًا شعبية من الفرق المحلية والعربية، مما أضاف أجواء احتفالية ممتعة للجمهور. كما أقيمت ورش عمل للفنون والحرف اليدوية، ما أتاح للزوار فرصة للتفاعل مع التراث العماني بشكل مباشر.

2- المعارض والحرف اليدوية: لم تخلُ الفعاليات من معارض الحرف اليدوية التي تبرز الصناعات التقليدية في محافظة ظفار، حيث تمكن الزوار من مشاهدة وشراء منتجات مثل البخور، الفضة، والسجاد اليدوي. كما أتيحت الفرصة لتذوق المنتجات المحلية مثل العسل واللبان والمنتجات الزراعية المميزة في المنطقة.

3- الأنشطة الترفيهية للأطفال: حرص الموسم على تقديم برامج تلائم جميع أفراد الأسرة، من خلال تخصيص مناطق للأطفال تحتوي على ألعاب ومسابقات تعليمية وترفيهية، إلى جانب عروض السيرك والدمى المتحركة التي أمتعت الصغار وأضفت جوًا من البهجة على الموسم.

4- المسابقات والجوائز الكبرى: لإضفاء مزيد من الحماس والتفاعل بين الجمهور، أُقيمت مسابقات يومية تتيح للزوار فرصة الفوز بجوائز قيمة، ما جعل التجربة أكثر إثارة وتشويقًا.

5- العروض الجوية والرياضية: من بين الفعاليات البارزة، كانت هناك عروض جوية مبهرة للطائرات الشراعية والمظلات، مما وفر للزوار تجربة فريدة تجمع بين الإثارة والمغامرة. كما شهد الموسم بطولات رياضية محلية وإقليمية في كرة القدم والشطرنج، مما جذب عشاق الرياضة من مختلف الأعمار.

6- الفعاليات البيئية والطبيعية: تم تنظيم جولات سياحية استكشافية للزوار في جبال وأودية ظفار الخلابة، ما أتاح لهم فرصة الاستمتاع بالطبيعة الساحرة والمناخ الرائع الذي تتميز به صلالة في موسم الخريف.

7- الحفلات الموسيقية: شارك عدد من الفنانين المحليين والعرب في إحياء حفلات موسيقية ضمن فعاليات الموسم؛ حيث اجتمع الآلاف للاستمتاع بألوان مختلفة من الموسيقى الطربية والمعاصرة، ما أضاف بُعدًا فنيًا رائعًا للحدث.

وأسهمت بلدية ظفار بدور كبير جدًا في إنجاح الموسم، حيث أظهرت قدرة استثنائية على تقديم خدمات مبتكرة وتطوير البنية التحتية للموسم، مما جعل زيارة صلالة تجربة مريحة وممتعة لكل زائر. كما كانت البلدية شريكًا فاعلًا في تقديم الفعاليات المتنوعة التي أضفت على الموسم جوًا من الحيوية والتفاعل.

وأدى أهالي محافظة ظفار دورًا أساسيًا في نجاح الموسم من خلال استقبالهم الحار للزوار من مختلف الدول. لقد أظهر أهل المحافظة كرمهم وأصالتهم المعروفة، حيث كانوا في مقدمة المرحبين بالزوار، وجعلوا الجميع يشعرون وكأنهم في ديارهم. هذه الضيافة الطيبة أضافت لمسة إنسانية وساهمت في تعزيز التجربة السياحية للموسم، حيث كان لتفاعل الزوار مع سكان المنطقة أثر إيجابي كبير، ما دفع الكثيرين للتخطيط للعودة مرة أخرى في السنوات القادمة.

لم يكن النجاح الإعلامي بعيدًا عن هذا الحدث الكبير، حيث ساهمت جريدة الرؤية بدور محوري في تغطية الموسم. من خلال تنظيمها فعالية "ملتقى الإعلام الجديد والعصر الرقمي"، جمعت الجريدة نخبة من الإعلاميين والمختصين لمناقشة دور الإعلام في تعزيز السياحة المحلية ودعم الفعاليات الكبرى مثل موسم خريف صلالة.

كما أطلقت جريدة الرؤية حملة إعلامية موسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ركزت فيها على تقديم محتوى بصري جذاب من خلال الصور والفيديوهات التي أظهرت أجواء الموسم وجمال فعالياته. هذه التغطية لم تقتصر فقط على الإعلام الرقمي، بل شملت النسخة المطبوعة للجريدة التي خصصت مساحات واسعة لتغطية فعاليات الموسم.

الجريدة قدمت تقارير حصرية وحوارات مع شخصيات بارزة من القائمين على الموسم، بالإضافة إلى لقاءات مع الزوار، لتسليط الضوء على التجربة الفريدة التي يقدمها الموسم. وبتنظيم مسابقات تفاعلية عبر منصاتها الرقمية، نجحت الجريدة في تعزيز التفاعل مع الجمهور، حيث منحت الفائزين فرصة حضور فعاليات الموسم والمشاركة في الأنشطة المختلفة، مما زاد من انتشار الموسم ورفع الوعي به على مستوى محلي وإقليمي.

ووفقًا للإحصائيات الرسمية، تجاوز عدد زوار موسم خريف صلالة لعام 2024 حاجز المليون زائر، ليشكل هذا الرقم شهادة عملية على النجاح الكبير الذي حققه الموسم. هذا الرقم القياسي لم يكن مجرد إحصاء، بل هو تتويج لجهود مضنية بذلها كل موظف وكل مسؤول من أصغر عامل إلى أعلى مسؤول.

كل الشكر والتقدير نرفعه لكل من أسهم في إنجاح هذا الحدث، من معالي المحافظ الذي قاد هذه المسيرة بنجاح، إلى بلدية ظفار التي أظهرت تفانيها في خدمة الزوار، وأهالي المحافظة الذين جعلوا كل زائر يشعر وكأنه في منزله، وصولاً إلى كل موظف ومسؤول. أنتم جميعاً فخر لهذا الوطن، وجهودكم أثمرت إنجازاً نفخر به جميعاً.

موسم خريف صلالة لعام 2024 سيبقى محفوراً في الذاكرة كواحد من أنجح المواسم السياحية في المنطقة. المليون زائر ليس إلا بداية لطموحات أكبر، وتحقيق إنجازات مستقبلية تُرفع لها القبعات. طموح المحافظة والإصرار على تقديم الأفضل دائمًا يجعلنا نتطلع إلى مستقبل مشرق لهذا الحدث الذي يزداد تألقًا عامًا بعد عام.

** دكتوراه في الإعلام والعلاقات العامة وباحث في التخطيط الاستراتيجي وعلم النفس في الإدارة الحديثة

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

العمانيون ينعشون موسم صرم الأحساء

الأحساء "عمان": شكل العمانيون حضورا بارز في موسم "صرم الأحساء 2024" ومزاد التمور الذي تستضيفه مدينة الملك عبدالله للتمور. ويأتي موسم هذا العام وسط أجواء تراثية وثقافية فريدة، تقدم تجارب وفعاليات مختلفة لكافة أفراد الأسرة تحتفي بحصاد التمور.

ويهدف الموسم الذي زاره الكثير من العمانيين والمستثمرين إلى إبراز وتوسيع نطاق سوق التمور، وجذب المستثمرين الخليجين وتوفير الفرص الاستثمارية لهم، وتنظيم آلية البيع بصورة أفضل، وأيضًا تشجيع قطاع إنتاج وتصنيع التمور على القيام بدوره في تعزيز تبادل الخبرات وتوثيق الروابط بين المزارعين ومنتجي ومصنعي التمور الخليجيين.

ويعتمد الموسم على تنظيم المزاد من خلال تنفيذ الآليات المتبعة في استقبال المزارعين وكميات التمور الواردة إلى مدينة الملك عبد الله للتمور، كما جرى تنظيم تفويج المركبات ودخولها إلى ساحة المزاد، وتعبئة التمور في العبوات الكرتونية المطابقة لمعايير صحة البيئة، إضافة إلى أخذ عينات عشوائية من التمور إلى مختبر الجودة، وتكليف لجنة متخصصة بفحص التمور وتحديد مستواها.

ويرتكز الموسم الذي نجح في استقطاب مكتشفي السياحة الزراعية والمستثمرين الخليجيين في "اقتصاديات التمور" من دول الخليج، انطلاقًا من كون الأحساء تشتهر بزراعة النخيل وإنتاج التمور منذ آلاف السنين، وتُعد أكبر واحات النخيل في العالم، بـما يقارب 2,5 مليون نخلة، وتنتج سنويًا ما يتجاوز 200 ألف طن من أجود أنواع التمور تشمل 127 صنفاً، فيما تشير الدراسات إلى أن متوسط إنتاج النخلة الواحدة يتفاوت حسب الصنف بين 80 إلى 100 كيلوجرام، إضافةً لامتلاك الأحساء فرصًا استثمارية واعدة خاصة في قطاع التمور، وتقدم تسهيلات مختلفة للمستثمرين والمهتمين من دول الخليج العربي.

ويُسهم مزاد التمور في تحويل التمر من منتجٍ زراعي شعبي إلى منتجٍ اقتصادي واستثماري وسياحي، فضلًا عن كونه من أهم الركائز الأساسية لإبراز أبعاد إنتاج التمور في أهم وأكبر المحافظات السعودية المنتجة للتمور على المستويين المحلي والإقليمي، فيما يُعد موقع الأحساء الإستراتيجي داعماً قوياً للتسويق والتجارة لسهولة إمكانية وصول التمور ومنتجاتها إلى مختلف مناطق المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي.

يذكر أن الأحساء تُعتبر موطن تمور "الخلاص"، وهو من أجود أنواع التمور في السعودية، ويتميز بمذاقه الحلو ونكهته الفريدة، ويليه نوع يُسمى "الشيشي" المميز بشكله وطعمه، فيما تتفرد تمور "الرزيز" عن غيرها من حيث الشكل والطعم، وهي الأشهر في الأحساء قديماً، ومن أفضل أنواع التمور وأغناها غذائياً.

مقالات مشابهة

  • المتحدة للرياضة: بعد أن قدم الأهلي موسمًا استثنائيًا.. حان الوقت للاحتفال بتسليم درع الدوري
  • في خريف عمره بايدن يريد حلا لمشكلة السودان المستعصية التي أعيت الطبيب المداويا
  • 9 ملايين ريال لإنشاء طريق وجسر المغسيل في صلالة بطول 630 مترًا
  • موسم استثنائي.. قرارات هامة من رابطة الأندية في حضور رؤساء الأندية
  • هند صبري تعود بلمسة رومانسية مع "البحث عن علا" في موسم ثانٍ
  • شبانة: الأهلي والزمالك وافقا على نظام استثنائي للدوري بشرط واحد
  • العمانيون ينعشون موسم صرم الأحساء
  • ختام النسخة الثالثة من"ملتقى مسار ظفار"
  • الألوان الداكنة موضة خريف 2024