لجريدة عمان:
2025-01-22@19:18:49 GMT

عزلة نتنياهو وخيار الحرب الإقليمية

تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT

ما حدث يوم الثلاثاء الماضي لكثيرين من منسوبي حزب الله في لبنان وسوريا عبر انفجار مفاجئ لأجهزة اتصال محمولة من طراز قديم (البيجر) راح ضحيته جرحى بالمئات من عناصر الحزب؛ يعتبر مدخلًا لمرحلة جديدة باتجاه حرب إقليمية محتملة جدًا، لاسيما بعد نفي وزارة الدفاع الأمريكية في الولايات المتحدة علمها بتلك العملية السيبرانية الخطيرة لإسرائيل، وورود أنباء عن أن الحكومة الإسرائيلية لم تبلغ أصلًا الولايات المتحدة بهذه العملية، بحسب ما أورد موقع «أكسيوس» الإخباري الأمريكي.

بطبيعة الحال هذا التطور الجديد قد يدفع حزب الله إلى تحرك هجومي سريع ضد إسرائيل، خصوصًا وأن الأخيرة وضعت قواتها على الحدود اللبنانية شمال إسرائيل على أهبة استعداد أقصى لهكذا احتمال.

ومن الواضح جدًا أن نتنياهو يقرأ الكثير من الرسائل الإقليمية، ويستثمرها في اتجاه تطور الحرب على نحو تصعيدي بات يدرك معه تمامًا أنه المخرج الوحيد للمأزق الذي وضع نفسه فيه منذ بداية ردود الفعل العسكرية الإسرائيلية على عملية طوفان الأقصى. فقيادات الحكومة الإسرائيلية التي يهيمن عليها اليمين الديني المتطرف تدفع نتنياهو باتجاه الحرب في الشمال، وهو أيضا لم يعد أمامه سوى التصعيد نحو الحرب على حزب الله؛ لأنه أدرك أن الحزب بات اليوم مدركًا أكثر من أي وقت مضى؛ إلى أي مدى كشفت له مفاعيل هذه الحرب عن عدم تحمله لأعباء تفوق طاقته، بل تفوق طاقة دول الإقليم جميعها؛ نظرًا لأن الجميع يدرك الإعلان الواضح للولايات المتحدة التزامها بالدفاع عن إسرائيل متى ما دخلت إيران في حرب كبيرة مع الأولى.

جملة من المعطيات الإقليمية والدولية باتت اليوم تسمح لنتنياهو باستثمار اللحظة الإقليمية والدولية الراهنة من أجل الدفع باتجاه الحرب الواسعة.

فبعد مرور أكثر من شهر ونصف على اغتيال اسماعيل هنية في طهران، وصمت إيران عن الرد الذي توعدت به، ثم بعد عملية مصياف التي قامت فيها اسرائيل قبل أيام بضرب مخبأ سري لصنع الصواريخ الإيرانية في الأراضي السورية؛ يأتي هذا التطور الخطير للهجوم السيبراني الإسرائيلي على الأجهزة المحمولة للآلاف من عناصر حزب الله، كما لو أنه استثمار في تلك الرسائل الإقليمية والدولية التي بدت أكثر من واضحة بالنسبة لنتنياهو.

دوليًا يأتي قرب الانتخابات الأمريكية الوشيكة كموعد مثالي لساعة الصفر التي طالما ظل ينتظرها نتنياهو، فيما هو الآن ينتظر ردود فعل حزب الله، أو حتى إيران لكي تنطلق شرارة الحرب المحتملة في المنطقة.

فبعد انشغال الإدارة الأمريكية بحدث الانتخابات الكبير، لا أحد اليوم في وسعه كبح نتنياهو وحكومته المتطرفة عن جماحها باتجاه إشعال حرب إقليمية في المنطقة، ولعل الخلاف بين قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل، الذي بلغ درجات حادة مع نتنياهو، من ناحية، والأنباء التي تشير إلى نية نتنياهو إقالة وزير دفاعه جالانت ورئيس هيئة الأركان هرسي هاليفي؛ كلها مؤشرات تصب في اتجاه التصعيد.

وإذا كانت تظاهرات الشعب الإسرائيلي الداعية إلى استكمال الصفقة التي عرضتها الولايات المتحدة من أجل عودة الأسرى والمخطوفين الإسرائيليين في سجون حماس بقطاع غزة (وهي تظاهرات بلغ عدد المتظاهرين فيها مئات الآلاف) لم تحل دون مضي بنيامين نتنياهو وفريق حكومته المتطرفة نحو تصعيد الأمور مع إيران وحزب الله باتجاه الحرب الواسعة، فإن كل المؤشرات الإقليمية والدولية تنبئ بانفجار حرب في المنطقة.

وكل التحليلات الاستراتيجية تدل بوضوح على أن خيار نتنياهو هو خيار وحيد باتجاه حرب إقليمية تخلط الأوراق وتكون سبباً في خروجه من المأزق الذي سينتظره - حال لم يشعل حربًا في المنطقة.

إن الاستعصاء الذي وضع فيه نتنياهو اسرائيل وجعل من خلافه مع قادة المؤسسة الأمنية هناك يبلغ تلك الحدة؛ هو في تقديرنا يجسد التناقض الرئيس الذي بات كاشفًا بوضوح عن أن مصلحة أمن اسرائيل -كما يعكسها حرص قادة أجهزة الأمن والجيش في اسرائيل- باتت في جهة، فيما باتت المصلحة الخاصة لنتنياهو وفريق حكومته من اليمين المتطرف في جهة أخرى.

ربما تشهد الأيام والأسابيع المقبلة تطورات غير مسبوقة باتجاه حرب واسعة نتيجة لتداعيات غير متوقعة جراء سياسة حافة الهاوية التي تتورط فيها حكومة نتنياهو وتدفعها للعبث بأمن إسرائيل وأمن المنطقة جميعًا؛ حرصًا على مكاسب شخصية ضيقة لنتنياهو والمجموعة المتطرفة من قادة اليمين الديني في حكومته.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الإقلیمیة والدولیة فی المنطقة حزب الله

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يهنئ ترامب: تدمير حماس وضمان أمن إسرائيل أولويتنا المشتركة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

هنأ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فور تنصيبه في واشنطن، وشكره على مساعدته في تحرير الأسرى الإسرائيليين، ورغم دعوات الرئيس المتكررة لإنهاء الحرب، قال إنه يتطلع إلى العمل معه، "لتدمير القدرات العسكرية لحماس وإنهاء حكمها في غزة".

 وبعد أربع سنوات من العلاقات المتوترة مع الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، قال نتنياهو: "أنا متأكد من أنه تحت قيادتك، أفضل أيام التحالف ما زال أمامنا".

وقال نتنياهو في تحية عبر الفيديو: "تهانينا أيها الرئيس ترامب، نرسل أنا وسارة أحر التهاني لك ولميلانيا وللشعب الأمريكي بمناسبة تنصيبك للمرة الثانية رئيسة للولايات المتحدة".
وأضاف نتنياهو: “ولايتك الأولى كرئيس كانت مليئة باللحظات الرائدة في تاريخ التحالف الكبير بين بلدينا. لقد انسحبت من الاتفاق النووي الخطير مع إيران، واعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقلت السفارة الأمريكية إلى القدس واعترفت بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، وتوسطت في اتفاقيات أبراهام التاريخية التي عقدت فيها إسرائيل السلام مع أربع دول عربية”.

وتفاخر ترامب في الأيام الأخيرة بأنه "أثر" على نتنياهو للتوقيع على اتفاق مع حماس "أكثر من بايدن"، حتى أنه أرسل ستيف ويتكوف، مبعوثه إلى الشرق الأوسط، إلى قطر وإسرائيل تمهيدا لتوقيع اتفاق السلام.

وقال نتنياهو هذا المساء: "أعتقد أنه من خلال العمل معًا، سنقود مرة أخرى التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى آفاق جديدة". 

وتابع "أنا متأكد من أننا سنكمل هزيمة المحور الإرهابي الإيراني ونفتح حقبة جديدة من السلام والازدهار في المنطقة. وبالنيابة عن شعب إسرائيل، أود أيضًا أن أشكركم على جهودكم في المساعدة على تحرير إسرائيل".

وتابع: "إنني أتطلع إلى العمل معكم لإعادة الرهائن المتبقين، وتدمير القدرات العسكرية لحماس، وإنهاء حكمها في غزة، وضمان أن غزة لن تشكل مرة أخرى تهديداً لإسرائيل، أفضل أيام تحالفنا لا تزال أمامنا".

ومنذ انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، تردد في عدة مناسبات أن نتنياهو ينتظر عودته إلى البيت الأبيض لتوقيع اتفاق مع حماس، بل إن أعضاء الائتلاف أعلنوا أنهم ينتظرون عودته إلى البيت الأبيض. 

الأربعاء الماضي، تحدث نتنياهو مع ترامب وبايدن، وفي بيان نشره مكتبه، أمطر نتنياهو ترامب بالمجاملات، حتى أنه لوحظ أن "الرجلين اتفقا على اللقاء قريبا في واشنطن".

مقالات مشابهة

  • ما الذي تحقق من أهداف نتنياهو بعد 15 شهرا من الحرب؟
  • إسرائيل فشلت.. سمير فرج: نتنياهو لم يكن لديه رغبة بوقف إطلاق النار
  • دبلوماسي أوكراني سابق: بوتين يحاول الخروج من عزلة الغرب بالتواصل مع ترامب
  • من البيجرز إلى قصف الأنفاق والمنشآت.. ضابط في حزب الله يكشف تفاصيل الحرب مع إسرائيل
  • ميقاتي استقبل وفدا من اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء العراقي للاشراف على تقديم مساعدات عاجلة الى اللبنانيين
  • سخرية وحزن في إسرائيل من وعد نتنياهو بالنصر المطلق في غزة
  • كتائب القسام: أطلقنا 7 صواريخ على إسرائيل نهاية العام
  • نتنياهو يهنئ ترامب: تدمير حماس وضمان أمن إسرائيل أولويتنا المشتركة
  • كيف تبخرت جثث 2800 شهيد في قطاع غزة؟ وما السلاح الذي استعملته إسرائيل؟
  • حماس : غزة ستنهض من جديد رغم الدمار الذي خلفته الحرب الصهيونية