انزعاج في بريطانيا وأمريكا من اتفاق نووي محتمل بين إيران وروسيا
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
سلط دان صباغ، محرر شؤون الدفاع والأمن في صحيفة "ذي الغارديان" البريطانية، الضوء على المخاوف التي أثارتها واشنطن ولندن بشأن زيادة التعاون العسكري بين طهران وموسكو، خاصة في المجالات النووية والصاروخية.
أي مشاركة للتكنولوجيا النووية من شأنها أن تزيد بشكل كبير من المخاطر العالمية
وفي قمة عُقدت في واشنطن العاصمة، ناقش زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر والرئيس الأمريكي جو بايدن هذه التطورات، وأشارا إلى قيام البلدين بتعميق علاقاتهما وسط التوترات العالمية المستمرة.الأسرار النووية والتعاون العسكري
وقال صباغ في تقريره بموقع الصحيفة البريطانية أن المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين، يخشون أن تكون روسيا قد شاركت التكنولوجيا النووية مع إيران في مقابل الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تستخدمها في حربها مع أوكرانيا.
Alarm in UK and US over possible Iran-Russia nuclear deal https://t.co/Cp0mh771Fj
— Guardian politics (@GdnPolitics) September 14, 2024وحذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين خلال قمة عقدت مؤخراً في لندن من أن روسيا وإيران تتاجران في التكنولوجيا، بما في ذلك المعلومات النووية والفضائية، مما يؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار العالمي، مؤكداً أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب قد نما بشكل كبير، بما يكفي لإنتاج أسلحة نووية، رغم أن طهران تنفي سعيها لبناء مثل هذه الأسلحة.
في حين تظل القدرة التقنية لإيران على بناء قنبلة نووية بسرعة غير واضحة، فإن التعاون مع الخبراء الروس يمكن أن يسرّع العملية. ويثير هذا التبادل قلق الدول الغربية وإسرائيل بوجه خاص، بالنظر إلى العداء الإيراني الطويل الأمد تجاه إسرائيل ودعمها للجماعات المسلحة مثل حماس وحزب الله.
كان البرنامج النووي الإيراني مصدر قلق دولي لسنوات. وافقت إيران في عام 2015على وقف طموحاتها النووية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية، لكن الرئيس السابق دونالد ترامب تخلى عن هذه الاتفاقية في عام 2018. ومنذ ذلك الحين، انتهكت إيران شروطاً رئيسة، مثل تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز الحدود المتفق عليها.
أعربت دول أوروبية مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا عن قلقها إزاء مخزونات اليورانيوم المتزايدة لدى إيران، مشيرة إلى أن طهران تفتقر إلى "مبرر مدني موثوق" لمثل هذه الأنشطة. ويؤدي التوتر المستمر المحيط بالبرنامج النووي الإيراني إلى تفاقم الصراعات القائمة في الشرق الأوسط، خاصة مع إسرائيل، التي تنظر إلى تطوير إيران النووي بوصفه تهديداً مباشراً.
ولفت التقرير إلى تزايد التعاون العسكري بين إيران وروسيا بعد غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا، حيث زودت إيران روسيا طائرات بدون طيار طراز شاهد. واستخدمت روسيا هذه الطائرات على نطاق واسع لقصف المدن الأوكرانية. كما ورد أن إيران ساعدت روسيا في إنشاء مصانع لتصنيع المزيد من الطائرات دون طيار محلياً.
Alarm in UK and US over possible Iran-Russia nuclear deal https://t.co/Ipwmwgb8zx
— The Guardian (@guardian) September 14, 2024وأكدت الاستخبارات الأمريكية مؤخراً أن إيران سلمت دفعة من صواريخ فتح 360 الباليستية إلى روسيا، وهو التطور الذي أدى إلى إعادة تقييم دراماتيكية في الاستراتيجية الغربية وعقوبات اقتصادية جديدة. ويمكن استخدام هذه الصواريخ عالية السرعة، التي يصل مداها إلى 75 ميلاً، لمزيد من تدمير المدن الأوكرانية التي تتعرض بالفعل لقصف كثيف.
المناقشات الدبلوماسيةوشملت زيارة ستارمر إلى واشنطن اجتماعاً رفيع المستوى مع بايدن ومستشاري السياسة الخارجية الرئيسيين لمناقشة آثار التحالف المتزايد بين إيران وروسيا.
وبحث الزعماء ومستشاريهم قضايا جيوسياسية مختلفة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، والتهديد النووي بين إيران وروسيا، والمنافسة الأوسع مع الصين.
ودار أحد الموضوعات المهمة للمناقشة حول الاستخدام المحتمل لصواريخ ستورم شادو الأنغلو-فرنسية من قِبَل أوكرانيا. تتطلب هذه الصواريخ بعيدة المدى، التي تحتوي على مكونات مصنعة في الولايات المتحدة، موافقة أمريكية قبل أن يتم نشرها ضد أهداف روسية.
وكان من المتوقع أن يستكمل ستارمر وبايدن هذه الموافقة خلال القمة، على الرغم من عدم وجود إعلان رسمي بعد الاجتماع، ربما لضمان عدم وصول معلومات محددة إلى الكرملين.
التداعيات الجيوسياسية يُنظر إلى التعاون بين إيران وروسيا على أنه جزء من تحالف أوسع نطاقاً مناهض للغرب يضم أيضاً الصين وكوريا الشمالية. وتذكرنا هذه التحالفات بالمنافسة بين الدول في حقبة الحرب الباردة وتشير إلى مرحلة جديدة محتملة من التوتر الجيوسياسي. وتعكس الشراكة بين إيران وروسيا - التي تحركها المعارضة المتبادلة للنفوذ الغربي - هذه الديناميكية الجديدة، مما يثير المخاوف بشأن إمكانية زيادة عدم الاستقرار العالمي.وفي حين يظل المدى الكامل لدعم روسيا لطموحات إيران النووية غير واضح، فإن أي مشاركة للتكنولوجيا النووية من شأنها أن تزيد بشكل كبير من المخاطر العالمية. وتنظر إسرائيل إلى القدرة النووية الإيرانية باعتبارها تهديداً خاصاً، نظراً لدعم طهران لحماس وحزب الله، وكلاهما معادي للدولة اليهودية. ويؤكد تصعيد حرب أوكرانيا، إلى جانب التوترات في الشرق الأوسط، تعقيد إدارة هذه الأزمات المترابطة. تعاون مثير للقلق
ولفت التقرير النظر إلى أن التعاون النووي المحتمل بين إيران وروسيا أثار قلق الدول الغربية، خاصة مع تقدم إيران في برنامج الصواريخ الباليستية وتعزيز العلاقات العسكرية مع موسكو. وتشكّل التبادلات العسكرية والتكنولوجية بين البلدين تهديداً متزايداً للاستقرار العالمي، خاصة في أوكرانيا والشرق الأوسط.
ويعمل الزعماء الغربيون، بما في ذلك بايدن وستارمر، على إعادة تقييم الاستراتيجيات والاستجابة للمشهد الجيوسياسي المتطور، لكن تظل مخاطر المزيد من التصعيد في مستوى مرتفعاً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية بین إیران وروسیا
إقرأ أيضاً:
روسيا: ننتظر رد أوكرانيا على الهدنة والمباحثات
عواصم (وكالات)
أخبار ذات صلةقال الكرملين، أمس، إن أوكرانيا لم ترد على العديد من العروض التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبدء مفاوضات سلام مباشرة، وإنه لم يتضح بعد ما إذا كانت ستنضم إلى وقف إطلاق النار الذي أعلنه بوتين لمدة ثلاثة أيام الشهر المقبل.
وذكر دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، للصحفيين، أن «الرئيس بوتين هو مَن أكد مراراً أن روسيا مستعدة، دون أي شروط مسبقة، لبدء عملية المفاوضات».
وقال: «لم نتلق أي رد من كييف حتى الآن.
وأضاف: «من الصعب للغاية فهم ما إذا كانت أوكرانيا تنوي الانضمام إلى وقف إطلاق النار».
وكان بوتين قد أعلن، أول أمس، وقفَ إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في الحرب في أوكرانيا، من الثامن إلى العاشر من مايو، وهو الموعد الذي تخطط فيه روسيا لإقامة احتفالات بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وردت أوكرانيا بالتساؤل عن سبب عدم موافقة موسكو على دعوتها لوقف لإطلاق نار يستمر 30 يوماً على الأقل ويبدأ على الفور. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «نقدر حياة الناس لا المسيرات».
وفي سياق متصل، حذر زيلينسكي، أمس، من تقديم أي أرض «كهدية» إلى روسيا بهدف إنهاء الحرب، وقال خلال قمة إقليمية: «نريد جميعاً أن تنتهي هذه الحرب بشكل عادل، ومن دون هدايا لموسكو، وخصوصاً الأراضي».
وضمت روسيا جزئياً أربع مناطق في جنوب وشرق أوكرانيا، وأعلنتها مناطق روسية في عام 2022، وهي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون.
وكانت قد ضمت في عام 2014 شبه جزيرة القرم، ونظمت فيها استفتاءً جاءت نتائجه المعلنة لصالح الانضمام إلى روسيا.
وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أول أمس، على أن الاعتراف الدولي بعمليات الضم هو شرط ضروري لإنهاء العملية العسكرية في أوكرانيا، والتي بدأت في عام 2022.
وتسعى إدارة دونالد ترامب إلى إنهاء الحرب في أسرع وقت. وذكرت وسائل إعلام أن ثمة توجهاً لديها للاعتراف بسيادة روسيا على القرم ودفع أوكرانيا إلى التخلي عنها.
وميدانياً، قال حاكم منطقة سومي في شمال شرق أوكرانيا، أمس، إن القوات الروسية تحاول إنشاء «منطقة عازلة» في سومي، لكنها لم تنجح في ذلك.