11 قتيلا و4 آلاف جريح منهم 400 في حالة حرجة، هكذا وصل عدد الضحايا من اللبنانيين بعد 5 ساعات فقط من تفجير أجهزة الاتصالات "بيجر" وهي أجهزة يستخدمها أعضاء حزب الله والعاملين في مؤسساته، وفوجئ الكثير منهم بانفجارها في أيديهم ما أدى إلى إصابة قيادات في الحزب بجانب السفير الإيراني في بيروت.

واستغل المهاجمون ثغرات في أنظمة الرسائل اللاسلكية لأجهزة البيجر، ويُشتبه أن مخترقين إسرائيليين تلاعبوا عن بُعد عبر إشارات تردد الراديو ما تسبب في ارتفاع حرارة البطاريات وانفجارها، ليكون ذلك بحسب تصريحات قيادات لبنانية أكبر اختراق أمني لحزب الله خلال السنوات الماضية.

وللتوضيح أكثر، فإن أجهزة البيجر تعمل عبر ترددات معينة لاستقبال الرسائل القصيرة، ومن المحتمل أن يكون المهاجمين قد استغلوا هذه الترددات وإرسال إشارات مشفرة لاستهدافها من خلال تقنيات مثل التداخل اللاسلكي "jamming" لإجبار تلك الأجهزة على العمل بشكل غير طبيعي أو حتى إصدار أوامر خاطئة تجعل الأجهزة تتلف أو تنفجر.

كما تشمل الاحتمالات استخدام الهندسة العكسية للأجهزة، والتي تعني دراسة الجهاز من الداخل لاكتشاف نقاط ضعفه، بعدها يتم زراعة برامج ضارة "malware"، وهذه البرامج تدفع الجهاز للانفجار في حالة استقبال إشارة معينة، خاصة أن الثغرات في البرمجيات القديمة أو التي لا تحظى بحماية جيدة، يمكن استخدامها لتدمير الدوائر الكهربائية للجهاز.

أما السيناريو الثالث، هو احتمالية أن يكون تفجير الأجهزة جزء من هجوم سيبراني مركب، جمع بين تقنيات متعددة مثل استغلال أنظمة التحكم عن بعد، أي الأنظمة التي ترسل التحديثات أو تستقبل الاوامر، وفي حالة الوصول إلى النظام المركزي المعني بإدارة الأجهزة كلها، يتم منح تعليمات ضارة أو أوامر مباشرة لتفجير الأجهزة، وقد يكون التفجير تم من خلال استغلال البطاريات والدوائر الكهربائية فبعض الأجهزة تحوي مكونات يمكن التلاعب بها لتسبب انفجار عن تسخينها أو حدوث قصور كهربائي "short circuit" كما ان بعض البطاريات تكون مصممة بطريقة قابلة للإنفجار في حالة استقبال إشارة معينة.

أما السيناريو الأخير فهو أن تكون تلك الأجهزة بها متفجرات صغيرة يمكن تفجيرها عن بعد باستخدام إشارات معينةـ لكن هذه التقنية تحتاج أجهزة اتصال متقدمة وموجهة قريبا من مواقع التفجير.

وبجانب هذه السيناريوهات، فالحقيقة أن تفجير "البيجر" لم يكن الأول في الحرب السيبرانية بين حزب الله وإسرائيل والتي تصاعدت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وباتت الهجمات المتقدمة والمتبادلة بين الطرفين تستهدف البنية التحتية والتكنولوجيا والاتصالات، ففي عام 2019 نفذت إسرائيل هجمات سيبرانية استهدفت قناة المنارة التابعة لحزب الله وغيرها من قنوات الاتصال مما أدى إلى تعطيل البث والخدمات خلال عمليات حاسمة.

وقد شملت الهجمات "DDOS"  أي "Distributed Denial of Service" والتي أغرقت خوادم القناة بحركة مرور كثيفة مما جعلها غير قادرة على البث، وقد يكون الهجوم قد تضمن أيضًا "malware" لتعطيل الاتصالات الداخلية والمعدات.

بعد هذا الحادث بعامين، أي في 2021، نفذت الوكالات الاستخباراتية الإسرائيلية اختراق لأنظمة التحكم بالطائرات بدون طيار التابعة لحزب الله، مما سمح لهم باعتراض الطائرات وتعطيلها قبل أن يتم استخدامها في الهجمات، ومن المرجح أن الهجوم اعتمد على استغلال نقاط ضعف في بروتوكولات الاتصالات واستخدام تقنيات "jamming" التي من شأنها منع الإشارات أو إعادة توجيهها ما أجبر الطائرات على التحطّم أو العودة إلى قاعدتها.

بالطبع لا يُمكن إغفال انفجار مرفأ بيروت في 2020، ورغم أن الحادث مازال قيد التحقيق، لكن هناك شكوك مبكرة في إمكانية حدوث هجوم سيبراني تطلب التسلل إلى أنظمة إدارة الميناء أو التخريب عن بُعد لانظمة السلامة، ما أدى إلى سوء إدارة  المواد الخطرة، ورغم أن ذلك يبقى فرضًا لكن لا يمكن استبعاده.

ويمتلك جيش الاحتلال وحدة تسمى 8200 وهي المسئولة عن شن الهجمات السيبرانية ضد حزب الله، وتمكّنت تلك الوحدة من تطوير برامج ضارة مثل "Stuxnet "وبرمجيات أخرى لتخريب البنية التحتية العسكرية والاتصالات، وغالبًا ما تتضمن عملياتها استغلال "zero-day vulnerabilities" وهي الثغرات الأمنية غير المعروفة لمزودي البرمجيات، وبالتالي غير المُرقعة، كما قد تتضمن أيضًا "backdoor software implants" التي تسمح للمهاجمين بمراقبة الأنظمة والتحكم عن بعد.

على الجانب الآخر لم يقف حزب الله مكتوف الأيدي أمام تلك الحرب المتصاعدةـ، فشن هو الآخر هجمات سيبرانية على شبكات الكهرباء ومحطات المياه لتعطيل الحياة اليومية الإسرائيلية وخلق حالة من الفوضى، ويعتمد حزب الله غاليًا على تقنيات "spear-phishing" لاختراق الشبكات الإسرائيلية حيث يتم خداع المستخدمين بالنقر على روابط خبيثة تقوم بتثبيت برامج ضارة، وبمجرد الدخول يحاولون رفع الامتيازات للتحكم في الانظمة الحيوية.

وبالنظر إلى أدوات الفريقين في الحرب السيبرانية، يمكن القول  إنها متشابهة في الاعتماد على "Man-in-the-Middle Attacks" للتنصت على الاتصالات أو التلاعب بها، كما اعتمد الفريقان على "Social Engineering" و"Spear Phishing" لاستغلال الثغرات البشرية عن طريق إرسال رسائل بريد إلكتروني مزيفة، أو إنشاء مواقع وهمية لخداع الخصوم والكشف عن بيانات دقيقة بمجرد الاعتماد عليها يمكنهم فعل ما يريدون، وكذلك استخدام الجانبان "Encryption Attacks" وهي تقنيات متعددة لكسر تشفير الاتصالات خاصة الإسرائيلية.

لذلك، فمن المحتمل مع تصاعد الصراع بين الطرفين، أن يلجأ كلاهما إلى الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدراتهما السيبرانية، فمن خلال الذكاء الاصطناعي يمكن التعرف على الأنماط واكتشاف الثغرات وشن الهجمات الدقيقة على البنية التحتية الحيوية، إضافة إلى السيطرة على الأنظمة المستقبلة أو تخريبها مثل الطائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع الصاروخي، وفي المجمل يمكن القول أن الحرب السيبرانية بين إسرائيل وحزب الله ستظهر مدى تعقيد الصراعات الحديثة والتي تتقاطع فيها المجالات الرقمية والفيزيائية ما يجعل ساحة المعركة تتعلق بالرموز البرمجية أكثر ما تتعلق بالأسلحة بالتقليدية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: لبنان حزب الله إسرائيل الاحتلال حزب الله فی حالة

إقرأ أيضاً:

كيف تستخدم نفس رقم WhatsApp على هاتفين ذكيين؟ دليل خطوة بخطوة

أصبح WhatsApp، أحد أكثر تطبيقات المراسلة استخدامًا في العالم، أداة أساسية للتواصل. سواء للدردشات الشخصية أو الاتصالات المهنية، يعتمد المستخدمون بشكل كبير على هذا التطبيق للبقاء على اتصال. بالنسبة لأولئك الذين يمتلكون أجهزة متعددة، فإن القدرة على الوصول إلى WhatsApp على جميع الأجهزة في وقت واحد يمكن أن تكون بمثابة تغيير لقواعد اللعبة. هذا هو المكان الذي تأتي فيه ميزة الأجهزة المرتبطة في WhatsApp، والتي تقدم طريقة سهلة وسلسة لاستخدام نفس الحساب عبر أجهزة مختلفة، سواء كان هاتفًا آخر أو جهازًا لوحيًا أو كمبيوتر محمولًا. العملية بسيطة نسبيًا، لكن المستخدمين بحاجة إلى اتباع خطوات محددة لضمان ربط أجهزتهم بشكل صحيح دون أي مشاكل.

ما هي ميزة "الأجهزة المرتبطة" في WhatsApp؟

تتيح ميزة "الأجهزة المرتبطة" في WhatsApp للمستخدمين الوصول إلى حساب WhatsApp الخاص بهم على ما يصل إلى أربعة أجهزة إضافية في وقت واحد. تعمل الميزة دون الحاجة إلى أن يكون هاتفك الأساسي متصلاً بالإنترنت باستمرار، مما يعني أنه يمكنك إرسال واستقبال الرسائل على أجهزتك المرتبطة حتى إذا كان هاتفك مغلقًا أو غير متصل. هذه المرونة مفيدة بشكل خاص لأولئك الذين يعملون على أجهزة متعددة أو يحتاجون إلى البقاء على اتصال على هاتف وجهاز كمبيوتر محمول أو جهاز لوحي. ومع ذلك، من المهم أن تتذكر أن كل جهاز مرتبط يجب أن يستخدم أحدث إصدار من WhatsApp لتجنب أي مشاكل توافق.

كيفية استخدام نفس رقم WhatsApp على هاتفين محمولين

إذا كنت ترغب في استخدام WhatsApp على هاتف Android ثانوي أو iPhone، فاتبع الخطوات البسيطة التالية:
الخطوة 1: افتح WhatsApp على جهازك الأساسي.
الخطوة 2: في الزاوية العلوية اليمنى من الشاشة، انقر فوق النقاط الثلاث (أيقونة القائمة) لفتح الإعدادات. من القائمة، حدد خيار الأجهزة المرتبطة.
الخطوة 3: بمجرد دخولك إلى قسم الأجهزة المرتبطة، انقر فوق خيار ربط جهاز. سيؤدي هذا إلى تنشيط ماسح رمز الاستجابة السريعة.
الخطوة 4: بعد ذلك، انتقل إلى هاتفك الثانوي وقم بتثبيت WhatsApp إذا لم يكن مثبتًا بالفعل. افتح التطبيق بمجرد تثبيته.
الخطوة 5: إذا كان هاتفك الثانوي يستخدم رقمًا مختلفًا، فقد يُطلب منك تسجيل الدخول بهذا الرقم. لتجنب ذلك، انقر على النقاط الثلاث في الزاوية اليمنى العليا من شاشة الهاتف الثانوي وحدد خيار الارتباط كجهاز مصاحب.
الخطوة 6: سيظهر رمز الاستجابة السريعة على الهاتف الثانوي. استخدم ماسح رمز الاستجابة السريعة على هاتفك الأساسي لمسح هذا الرمز. بمجرد نجاح المسح، ستبدأ محادثات WhatsApp في التحميل، وستتمكن من عرض محادثاتك على كلا الهاتفين.

كيفية ربط WhatsApp على الكمبيوتر المحمول

يسمح WhatsApp أيضًا للمستخدمين بربط حساباتهم بجهاز كمبيوتر محمول أو كمبيوتر مكتبي، وهو أمر مريح للغاية لأولئك الذين يقضون الكثير من الوقت في العمل على الكمبيوتر. إليك كيفية ربط WhatsApp بالكمبيوتر المحمول الخاص بك:

الخطوة 1: على الكمبيوتر المحمول أو الكمبيوتر المكتبي، افتح متصفح الويب وانتقل إلى web.whatsapp.com. سترى رمز الاستجابة السريعة معروضًا على الشاشة.
الخطوة 2: الآن، عد إلى تطبيق WhatsApp على هاتفك الأساسي. انقر على النقاط الثلاث في الزاوية اليمنى العليا لفتح قسم الأجهزة المرتبطة.
الخطوة 3: في قسم الأجهزة المرتبطة، حدد ربط جهاز. ثم استخدم هاتفك لمسح رمز الاستجابة السريعة المعروض على صفحة ويب WhatsApp.
الخطوة 4: بمجرد مسح رمز الاستجابة السريعة، ستتم مزامنة محادثات WhatsApp الخاصة بك مع إصدار الويب، ويمكنك البدء في استخدام WhatsApp على الكمبيوتر المحمول.

أشياء يجب وضعها في الاعتبار عند استخدام WhatsApp على أجهزة متعددة

على الرغم من أن العملية واضحة إلى حد ما، إلا أن هناك بعض الأشياء التي يجب تذكرها لضمان تجربة سلسة:

اتصال إنترنت نشط: لاستخدام WhatsApp على الأجهزة المرتبطة، يجب توصيل الجهاز الأساسي بالإنترنت، ولكن يمكن للأجهزة المرتبطة العمل بشكل مستقل.
الحد من عدد الأجهزة: يسمح لك WhatsApp بربط ما يصل إلى أربعة أجهزة في وقت واحد. هذا مفيد للأشخاص الذين يحتاجون إلى استخدام WhatsApp على أجهزة متعددة دون التبديل بينها باستمرار.
اعتبارات الأمان: كن حريصًا على الأمان. تأكد دائمًا من ربط أجهزتك بالأجهزة الموثوقة فقط. إذا لم تعد ترغب في استخدام WhatsApp على جهاز معين، فيمكنك إزالة الجهاز من قسم الأجهزة المرتبطة.
التوافق بين الأنظمة الأساسية: تعمل ميزة الأجهزة المرتبطة في WhatsApp بسلاسة بين Android وiOS. يمكنك ربط جهاز iPhone بجهاز يعمل بنظام Android أو العكس، طالما أن كلا الجهازين يعملان بأحدث إصدار من التطبيق.
لا يوجد دعم لمكالمات الهاتف: على الرغم من أنه يمكنك إرسال واستقبال الرسائل على أجهزة متعددة، إلا أن إجراء مكالمات صوتية أو مكالمات فيديو غير مدعوم حاليًا على الأجهزة المرتبطة. تتوفر هذه الميزات فقط على الهاتف الأساسي.

مقالات مشابهة

  • كيف تستخدم نفس رقم WhatsApp على هاتفين ذكيين؟ دليل خطوة بخطوة
  • تصالح سوزي الأردنية في واقعة صفعها بمركز اتصالات بالأميرية
  • إبراهيم شعبان يكتب: نظرية العصر الإسرائيلي
  • تحقيق يكشف تفاصيل يرويها متورطون بتجهيز وتفجير أجهزة البيجر
  • عملاء الموساد يتحدثون ملثمين عن أسرار تفجير البيجر في لبنان
  • رئيس «اتصالات النواب»: تعديلات قانون تقنية المعلومات تتضمن عقوبات مشددة لمروجي الشائعات ومواجهة المراهنات
  • عميل للموساد الإسرائيلي يكشف تفصيل عملية تفجيرات البيجر في لبنان
  • مليشيا الحوثي تبني برج اتصالات في موقع أثري بالجوف وسط إدانات واسعة
  • لبنان: استمرار الخروقات الإسرائيلية يقوض جهود تثبيت وقف إطلاق النار
  • ‏إيران: الهجمات الإسرائيلية على موانئ ومنشآت للطاقة في اليمن "انتهاك صارخ للقانون الدولي"