جسد 76عملًا فنيًا، ما بين نحت بأنواعه ولوحات تشكيلية، روح التعاون الثقافي بين سلطنة عمان ومملكة البحرين في المعرض العماني البحريني للفنون التشكيلية الذي افتتح اليوم في مقر جمعية الفنون في غلا. هذا الحدث الفني، الذي نظمته وزارة الثقافة والرياضة والشباب بالتعاون مع السفارة البحرينية وجمعية الصداقة العمانية البحرينية، شكل منصة إبداعية لـ 14 فنانًا من كلا البلدين، وقد رعى المعرض سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، بحضور من الدبلوماسيين والمهتمين بالشأن الثقافي.

يبرز المعرض (الذي يهدف إلى تعزيز أواصر العلاقات الثنائية وترسيخ مفهوم التبادل الثقافي بين البلدين الشقيقين) تنوع الأعمال الفنية، حيث قدم الفنانون العمانيون إبداعات في مجال النحت باستخدام مواد متنوعة كالخشب والرخام والحديد، بينما تميزت مشاركة الفنانين البحرينيين باللوحات الفنية والتصوير الفوتوغرافي حيث شارك في المعرض فنانو النحت خليل الكلباني، يوسف الرواحي، وعبدالكريم الرواحي. وفي اللوحات الفنية: حليمة البلوشية، مريم الوهيبية، نادية البلوشية، محمد الراشدي، سيف العامري، محمد عبدالكريم، ودليلة الحارثية، كما شارك الفنانون البحرينيون: زهير السعيد، نور الصيرفي، إبراهيم الغانم، وحرز البنكي في التصوير الفوتوغرافي.

وفي كلمة له أكد سعادة الدكتور جمعة بن أحمد الكعبي، سفير مملكة البحرين لدى سلطنة عمان، على أهمية هذا المعرض كجزء من إستراتيجية الدبلوماسية الثقافية التي تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين. وأشار إلى أن هذا الحدث الفني السنوي يعكس عمق العلاقات التاريخية بين عمان والبحرين، ويسلط الضوء على الإرث الحضاري المشترك لحضارتي مجان ودلمون.

من جانبها، أشارت ردينة بنت عامر الحجرية، رئيسة جمعية الصداقة العمانية البحرينية، إلى أن هذا المعرض يمثل باكورة سلسلة من الفعاليات الثقافية المزمع تنظيمها خلال العام الجاري، معربة عن تطلعها لمزيد من التعاون في مختلف المجالات.

وضمن الفعاليات عُقدت عقب افتتاح المعرض جلسة حوارية بعنوان «تاريخ الفنون التشكيلية العمانية - البحرينية» أدارتها أميمة العجمية، وشارك فيها من مملكة البحرين الفنانة التشكيلية نور الصيرفي والفنان التشكيلي زهير السعيد، ومن سلطنة عمان الفنان التشكيلي خليل الكلباني والفنانة التشكيلية حليمة البلوشية.

افتتح الفنان خليل الكلباني النقاش بالحديث عن «تطور الحركة التشكيلية» في كل من سلطنة عمان ومملكة البحرين خلال العقود الأخيرة، مشيرًا إلى أن الحراك التشكيلي في البلدين مر بعدة محطات رئيسية ساهمت في تطورهما. مؤكدًا أن هذا التطور جاء نتيجة الانفتاح الثقافي وتبادل الخبرات بين الفنانين من مختلف الأجيال، بالإضافة إلى دعم المؤسسات الثقافية.

من جانبها، أوضحت الفنانة نور الصيرفي الدور الكبير الذي لعبته «المؤسسات الثقافية والمعارض الفنية» في دعم الفنانين التشكيليين في عمان والبحرين، حيث ساعدت هذه المنصات على إبراز المواهب المحلية ونشر أعمالهم على نطاق أوسع، مما أسهم في تعزيز حضورهم على المستوى الإقليمي والدولي.

أما الفنان زهير السعيد فتطرق إلى «التأثيرات الثقافية والاجتماعية» على الفنون التشكيلية في البلدين، مؤكدًا أن هناك تشابهات واضحة في أساليب الفنون والمدارس التشكيلية بين عمان والبحرين نتيجة التقاليد والثقافات المشتركة. ورغم ذلك، أشار إلى وجود اختلافات ملحوظة في بعض التفاصيل التي تعكس خصوصية الهوية الفنية لكل بلد.

وفيما يتعلق بـ«العلاقات الثقافية بين عمان والبحرين»، أكد الكلباني أن هذه العلاقات أسهمت بشكل كبير في تعزيز التعاون الفني بين الفنانين التشكيليين من خلال المعارض المشتركة والورش الفنية، مما أتاح فرصًا للتبادل الثقافي والتعاون الإبداعي بين البلدين.

وعن «الهوية الثقافية والتراث المحلي»، ذكرت الفنانة حليمة البلوشية أن الفن التشكيلي في عمان والبحرين يعكس بوضوح الهوية الثقافية للبلدين، مع تأثير ملحوظ للحداثة والعولمة التي أثرت على أساليب الفنانين المعاصرين ولكن دون أن تزيل الطابع التقليدي والتراثي الذي يميزهم.

كما ناقش الفنان زهير السعيد «التحديات» التي تواجه الفنانين التشكيليين في عمان والبحرين، مشيرًا إلى أن نقص الدعم المادي وقلة الفرص للمشاركة في المعارض الدولية تعد من أبرز هذه التحديات. ودعا إلى ضرورة توفير برامج دعم مستدامة تضمن استمرارية تطور هذا الفن. وحول «أهمية المعارض المشتركة»، أكدت نور الصيرفي أن مثل هذه الفعاليات تلعب دورًا حيويًا في تعزيز التبادل الفني والثقافي بين البلدين، مشددة على أهمية استمرار التعاون لإثراء المشهد الفني في عمان والبحرين.

وفي ختام الجلسة، ناقش المشاركون «دور الفن التشكيلي في تعزيز الحوار الثقافي» بين عمان والبحرين، مؤكدين أن هذا الفن يحمل رسالة قوية قادرة على تعميق الفهم المتبادل بين الشعبين، وأعربوا عن أملهم في أن يستمر الفن التشكيلي في لعب دور محوري في ظل التغيرات الثقافية والاجتماعية العالمية مع الحفاظ على خصوصية المشهد الفني في البلدين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی عمان والبحرین التشکیلی فی بین البلدین سلطنة عمان فی تعزیز أن هذا إلى أن

إقرأ أيضاً:

عبدالغفار يناقش مع السيدة الأولى بكولومبيا فرص التعاون بين البلدين في القطاع الصحي

استقبل الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، اليوم الخميس، السيدة الأولى بجمهورية كولومبيا "فيرونيكا الكوسير جارسيا"، لمناقشة فرص التعاون بين مصر وكولومبيا في القطاع الصحي.

ورحب الدكتور خالد عبدالغفار بالسيدة الأولى لجمهورية كولومبيا والوفد المرافق لها خلال زيارتها مصر، مشيرًا إلى العلاقات الدبلوماسية التي تعكس الاهتمام المتبادل بين البلدين في تعزيز التعاون بمختلف المجالات، مؤكدًا التواصل المستمر بين وزارة الصحة والسفارة الكولومبية بمصر.

وثمن الدكتور خالد عبدالغفار مجهودات السيدة الأولى بكولومبيا، في العمل الإنساني والتنمية البشرية، والاهتمام بالأطفال والنساء والشباب، والعمل الكبير في دمج مختلف الفئات بالمجتمع، مشيرًا في هذا الصدد إلى تشارك مصر وكولومبيا في وجهات النظر حول عدد من القضايا العالمية على رأسها التنمية المستدامة.

وناقش الجانبان، فرص التعاون المستقبلية بين مصر وكولومبيا في القطاع الصحي، لاسيما مجالات الصحة العامة ومكافحة الأوبئة والأمراض، والتعليم والتدريب الطبي والتقنيات الطبية الحديثة، كما ناقشا آليات مواجهة التحديات المشتركة في مكافحة الأمراض المزمنة، وذلك انطلاقًا من اهتمام البلدين في تبادل الخبرات مع مختلف الدول.

وفي هذا الصدد، استعرض نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة، برامج واستراتيجيات العمل التي تتبناها الدولة المصرية في المجال الصحي والتي تستهدف جميع جميع فئات المجتمع بمختلف المراحل العمرية بداية من مرحلة المهد وحتى سن الشيخوخة، مؤكدًا اهتمام مصر ببرامج الصحة التي ركزت على تحسين المؤشرات الصحية للمواطن المصري لأول مرة، وذلك ضمن مبادرات الصحة العامة 100 مليون صحة، تتمة مع ما يُقدم من خدمات داخل وحدات الرعاية الأساسية والمستشفيات.

كما تناول اللقاء، استعراض مجهودات الدولة المصرية في دعم المصابين والجرحى من الأشقاء الفلسطينيين منذ اندلاع الأحداث في قطاع غزة، والجانب الإنساني الكبير الذي تقوم به مصر في إنقاذ أرواح المصابين والمرضى لاسيما النساء والأطفال وتقديم كافة أوجه الرعاية لهم من خدمات طبية واجتماعية.

وثمنت السيدة السيدة الأولى بكولومبيا المجهودات المصرية في هذا الشأن، معبرة عن تعاطفها الكبير مع ضحايا ومصابي غزة واصفة إياه بما يمثل "آلام الإنسانية"، مؤكدة إصرارها على زيارة هؤلاء النساء والأطفال بالمستشفيات المصرية خلال تواجدها في مصر.

كما أعربت السيدة الأولى بجمهورية كولومبيا، عن سعادتها بزيارة مصر، وما تلقاه من حفاوة استقبال واهتمام تعاوني يستند إلى المجالات ذات الاهتمام المشترك، مشيرة إلى حرصها الدائم على التواصل مع مختلف الشعوب التي تتشابك جميعها في احتياجات إنسانية واحدة بغض النظر عن سياسات الدول المختلفة، مؤكدة أهمية الاتحاد والترابط بين الشعوب في مواجهة أي مخاطر ينتج عنها أزمات أو حروب، معربة استعداد بلادها لفتح آفاق تعاون مشتركة مع مصر في المجال الصحي والاستفادة من الدروس  التجارب المختلفة.

حضر اللقاء  سفيرة كولومبيا بالقاهرة "أنا ميلينا مونوز دى جافيريا"، والدكتور محمد الطيب نائب وزير الصحة والسكان، والدكتور محمد حساني مساعد وزير الصحة لشئون مشروعات مبادرات الصحة العامة، والدكتور  حاتم عامر معاون وزير الصحة والسكان للعلاقات الدولية، والدكتورة سوزان الزناتي مدير عام الإدارة العامة للعلاقات الصحية الخارجية.

 

1000255576 1000255560 1000255569

مقالات مشابهة

  • الرياض: الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) توفر وظائف شاغرة
  • طلبة عمانيون وسعوديون يشعلون أجواء جامعة مصرية بالرقص والغناء باليوم الوطني العماني.. فيديو
  • عبدالغفار يناقش مع السيدة الأولى بكولومبيا فرص التعاون بين البلدين في القطاع الصحي
  • “الثقافي البريطاني” يعزز العلاقات الثقافية بين الإمارات وبريطانيا
  • وزير الإعلام: معرض الكويت الدولي للكتاب من أهم التظاهرات الثقافية
  • السعودية والبرازيل تبحثان تعزيز التعاون المشترك بين البلدين
  • خطم ملاحة يحتفي باليوم الوطني العماني
  • السفير العماني بالقاهرة: رؤية «السلطان» مكنتنا من تحسين الأداء وخفض الديون وزيادة الناتج
  • سفير عمان بالقاهرة: العلاقات المصرية العُمانية تنمو وتزدهر بفضل قيادة البلدين
  • رئيس مجلس القضاء الأعلى يبحث مع سفيرة اسبانيا التعاون بين البلدين في المجال القضائي