مصر: حل أزمة الدواء بأفكار من خارج الصندوق
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
تشهد الساحة المصرية تخبطا واضحا في مواجهة أزمة نقص الدواء والزيادات المتتالية في الأسعار واختفاء عدد من الأصناف الحيوية، وكانت التبريرات هي أن فرق سعر العملة المحلية الرسمي بالنسبة للدولار مقارنة بالسعر في السوق الموازية أو السوق السوداء حسب التعبير الشائع؛ يوجد صعوبة لدى الشركات المنتجة في الاستمرارية بالتصنيع.
وفي يوم 6 آذار/ مارس 2024 أصدر البنك المركزي المصري بيانا أوضح فيه أنه "ملتزم بمواصلة جهوده للتحول نحو إطار مرن لاستهداف التضخم، وذلك من خلال الاستمرار في استهداف التضخم كمرتكز اسمي للسياسة النقدية، مع السماح لسعر الصرف بأن يتحدد وفقا لآليات السوق. ويعتبر توحيد سعر الصرف إجراء بالغ الأهمية، حيث يساهم في القضاء على تراكم الطلب على النقد الأجنبي في أعقاب إغلاق الفجوة بين سعر صرف السوق الرسمي والموازي".
مبشرات انتهاء أزمة نقص واختفاء الأدوية
وبناء عليه، فقد خرجت التصريحات الرسمية مبشرة بقرب انتهاء أزمة الدواء، حيث أن توفير الدولار الأمريكي كانت هي المشكلة الأساسية لاستيراد المواد الخام الدوائية ومستلزمات الإنتاج والتي تشكل 95 في المئة من مكونات الدواء المصنع محليا في مصر؛ وأعلنت هيئة الدواء المصرية عن فتح باب استقبال طلبات شركات تصنيع الدواء المحلية لتعديل الأسعار لتعويض فرق الخسائر التي تسببت في توقف تصنيع الأدوية.
انتهت مهلة الثلاثة أشهر، وما زال المرضى يعانون من أزمة نقص أدوية واختفاء أصناف أخرى رغم زيادات الأسعار، وهنا خرج وزير الصحة ليطلب مهلة جديدة لمدة شهرين إضافيين
ومن جانبه، فقد أعلن وزير الصحة عن السماح بمهلة ثلاثة أشهر لحل أزمة الدواء، والتي يلزمها 350 مليون دولار شهريا للإفراج الجمركي ودخول شحنات المواد الخام ومستلزمات الانتاج وتجميعها لبدء التصنيع والتوزيع.
وجاء تصريح رئيس الوزراء في منتصف شهر تموز/ يوليو 2024 الماضي بأنه يوجد نقص في 3000 صنف دواء من جملة الأدوية الأكثر تداولا والتي تضم 4000 صنف دواء يكثر عليها الطلب من المرضى سواء للأمراض المزمنة أو المسكنات وبعض المضادات الحيوية، وأعلن عن الاحتياج لـ250 مليون دولار شهريا ولمدة ثلاثة أشهر، وبشر المصريين بقرب انتهاء المشكلة.
ولأن فترة الثلاثة أشهر كانت موحدة في جميع التصريحات؛ فقد أعلن متحدث رسمي الصحة بأن تلك المهلة قد بدأت بالفعل من شهر حزيران/ يونيو 2024، وهذا يعنى أنها تنتهي بنهاية شهر آب/ أغسطس من العام نفسه. ومن جانبها فقد بدأت هيئة الدواء المصرية في إصدار بيان أسبوعي يشمل عددا من الأدوية التي تمت زيادة أسعارها بنسب تتراوح بين 25 إلى 50 في المئة تلبية لمطالب الشركات المنتجة، معلنة أن تلك الزيادات بهدف توفير الأصناف واستمرارية تلبية احتياجات المواطنين..
ولكن يبدو أن الرياح قد أتت بما لا تشتهى السفن؛ حيث انتهت مهلة الثلاثة أشهر، وما زال المرضى يعانون من أزمة نقص أدوية واختفاء أصناف أخرى رغم زيادات الأسعار، وهنا خرج وزير الصحة ليطلب مهلة جديدة لمدة شهرين إضافيين..
الغرفة التجارية تطرح أفكارا من خارج الصندوق لآليات حل أزمة الدواء
وهنا جاء دور رئيس شعبة الأدوية في الغرفة التجارية ليدلي بدلوه؛ حيث خرج علينا بأفكار من خارج الصندوق:
الفكرة الأولى: أرسل مسؤول الغرفة التجارية خطابا لرئيس مجلس الوزراء يشمل اقتراحا بتكليف الفريق كامل الوزير بتشكيل لجنة برئاسته لوضع الحلول العاجلة والحاسمة والناجعة لحل أزمة الدواء، بحيث تشمل اللجنة ممثلين عن وزارات الصحة والصناعة وهيئة الدواء وغيرها من الجهات المعنية. ويبدو أن الفكرة كانت ترتكز على قدرات الفريق كامل الوزير المتعددة، حيث أنه يشغل عدة مناصب منها نائب رئيس الوزراء ووزير النقل ووزير الصناعة؛ وله خبرة في جذب التمويلات الداخلية وجلب القروض الخارجية.
كانت الفكرة غريبة وغير مسبوقة، وغير منطقية في الوقت نفسه، وبالتالي فلم يرد عنها أية ردود رسمية من مجلس الوزراء!! واتضح أخيرا أن فكرة قيام الفريق كامل الوزير بإضافة مسئولية حل مشكلة الدواء ضمن مسئوليات وزارتي الصناعة والنقل لم تعد مناسبة، خاصة بعد فشل الوزير الواضح خلال حادث قطاري الزقازيق في منتصف شهر أيلول/ سبتمبر 2024 الجاري، وزيادة عدد ضحايا حوادث القطارات منذ أن تم توظيفه وزيرا للنقل في آذار/ مارس 2019.
الفكرة الثانية: تشمل طلبا من شعبة الدواء في الغرفة التجارية تم تقديمه للحكومة المصرية لطرح مبادرة بقيمة 50 مليار جنيه لتمويل شركات الأدوية العاملة في البلاد، بفائدة منخفضة وميسّرة لحل أزمات القطاع، والذي يعاني من اختناقات في السيولة المالية منذ قرار البنك المركزي المصري بتحرير سعر الصرف مطلع آذار/ مارس 2024 الماضي؛ وهي فكرة بالغة الغرابة لأن المشكلة تكمن في نقص السيولة الدولارية المتاحة من البنك المركزي لاستيراد 95 في المئة من الخامات ومستلزمات تصنيع الدواء في مصر، وبالتالي فإن توفير قروض للشركات بالجنيه المصري ليست ذات جدوى حقيقية لعدم وجود الدولار في الأساس..
نقص الأدوية يعتبر حالة إبادة جماعية للشعب بدون حروب
الحل ليس في تخفيف الزحام مع وجود المعاناة، ولكن الحل الأساسي يكمن في إزالة أسباب المشكلة؛ بمعنى توفير جميع الأدوية في جميع المستشفيات والتأمين الصحي، وأيضا في ضمان توزيع الدواء بمساواة وبصورة عادلة على أكثر من 80 ألف صيدلية خاصة منتشرة في عموم البلاد
عبارة صادمة أطلقها أحد المفكرين المصريين وهو يصف حالة الزحام الشديد لجموع المرضى وذويهم وهم يقفون في العراء أمام 13 فرعا فقط لصيدليات الإسعاف تخدم عموم المصريين؛ وفق شروط وضوابط تعجيزية لم تحدث في مصر من قبل، حيث يتم صرف الدواء بوصفة طبية معتمدة، وتحليلات طبية حديثة، إضافة إلى إبراز بطاقة الهوية بالرقم القومي، في شروط تعجيزية لم تحدث من قبل وتدل على مدى القصور الواضح في مواجهة مشكلة نقص واختفاء الدواء وغلاء أسعاره.
والغريب أن الرد على ظاهرة الزحام جاء من رئيس هيئة الشراء الموحد والتي تتبعها صيدليات الإسعاف؛ حيث أعلن عن خطة إضافة 14 فرعا جديدا في باقي المحافظات لتخفيف الزحام. وهي فكرة ساذجة جديدة تأتي من خارج صندوق العقلانية، لأن الحل ليس في تخفيف الزحام مع وجود المعاناة، ولكن الحل الأساسي يكمن في إزالة أسباب المشكلة؛ بمعنى توفير جميع الأدوية في جميع المستشفيات والتأمين الصحي، وأيضا في ضمان توزيع الدواء بمساواة وبصورة عادلة على أكثر من 80 ألف صيدلية خاصة منتشرة في عموم البلاد.
ويجب على الدولة اتخاذ إجراءات عاجلة بالإعفاء الجمركي للخامات المستوردة ومستلزمات تصنيع الدواء، وتوفير السيولة الدولارية اللازمة للاستيراد، مع وضع تسعيرة واقعية تضمن استمرارية التصنيع، بالتوازي مع مراعاة البعد الاجتماعي وظروف الفقر المنتشر بنسبة 33 في المئة بين المصريين؛ وأعني ضمان وجود دعم حقيقي للدواء من خزينة الدولة بدلا من الاعتماد على موارد صندوق مواجهة الطوارئ الطبية والتي لا تضمن دوام التمويل ولا استمرارية الدعم للدواء، والذي يعتبر شريانا للحياة وليس مجرد سلعة تخضع لآليات السوق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصرية الدواء الدولار الصحة صيدليات مصر الدولار الصحة الدواء صيدليات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة من هنا وهناك صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الغرفة التجاریة أزمة الدواء أزمة نقص فی المئة من خارج
إقرأ أيضاً:
4 تحذيرات جديدة من أدوية مجهولة ومقلدة.. كيف تكتشفها؟
كتب- أحمد جمعة:
أصدرت هيئة الدواء المصرية، تحذيرات جديدة من تشغيلات "مجهولة المصدر ومُقلدة" لبعض الأدوية المتداولة، موجهة بضرورة ضبطها وتحريزها وسحبها من الأسواق.
أولى تلك التحذيرات كانت في خطاب توعوي حذرت خلاله هيئة الدواء من التشغيلة رقم "GM5548" لمستحضر "Enbrel 50 MG".
وأرجعت الهيئة السبب إلى احتمالية وجود عبوات من الدواء مجهولة المصدر، وذلك طبقًا لما أفادت به الشركة المصنعة، مع الإشارة إلى أنه لم يتم رصد تلك العبوات حتى الآن من قِبَل مفتشي الهيئة.
ودواء (إينبريل) يُستخدم لعلاج عدد من الأمراض المناعية والالتهابية، من أبرزها علاج التهاب المفاصل الروماتويدي، وعلاج التهاب المفاصل الصدفي.
كما حذرت الهيئة من التشغيلة رقم "VF402A" لدواء "AZARGA EYE DROPS 5ML"، والذي تنتجه شركة نوفارتس.
وأرجعت الهيئة السبب كذلك إلى احتمالية وجود عبوات من الدواء مجهولة المصدر، وذلك طبقًا لما أفادت به الشركة المصنعة، مع الإشارة إلى أنه لم يتم رصد تلك العبوات حتى الآن من قِبَل مفتشي الهيئة.
وقطرات "أزارجا" تُستخدم لعلاج ارتفاع ضغط العين.
كما أصدرت الهيئة منشورًا دورياً حمل رقم (4) لسنة 2025، بالتحذير من عبوات مُقلدة من كريم "MEBO SEA VITAMIN C HERBAL NATURAL CREAM"، ويحمل رقم التسجيل المدون على العبوات المقلدة رقم "76614/2022".
وقالت الهيئة إن التحذير يأتي طبقًا لإفادة الشركة حول وجود عبوات مقلدة من الصنف المذكور، موجهة بوقف تداول وضبط وتحريز المستحضر المُقلّد.
وحذرت الهيئة في منشور دوري حمل رقم 5 لسنة 2025، من عبوات مقلدة لمكمل غذائي باسم "D.DEP 10000 30 CAPSULES"، برقم التسجيل المدون على العبوات المقلدة "710/2020".
والمستحضر هو مكمل غذائي يحتوي على فيتامين د3، إذ يُعتبر فيتامين د3 أساسيًا للعديد من الوظائف الحيوية في الجسم، خاصةً المتعلقة بصحة العظام والجهاز المناعي.
ماذا تفعل مع تلك التشغيلات غير المطابقة؟
دعت هيئة الدواء الصيدليات ومنافذ التوزيع إلى التوقف عن تداول التشغيلات المذكورة في المنشورات.
وبالنسبة للمواطنين، ففي حالة الشك أو الحاجة إلى المزيد من الاستفسارات، يمكن التواصل مع الهيئة عبر الخط الساخن 15301 أو من خلال الموقع الإلكتروني الرسمي.
وأكدت الهيئة أن هذا الإجراء يقتصر على التشغيلات المحددة في المنشور ولا يمتد ليشمل تداول المستحضر بشكل عام.
ولمعرفة 5 طرق للإبلاغ عن الآثار الجانبية للأدوية والأصناف المجهولة.. اضغط هنا
اقرأ أيضًا:
أمطار وموجة شديدة البرودة.. حالة الطقس خلال الـ6 أيام المقبلة
الجبهة الوطنية يُعزز صفوفه بقيادات شبابية متميزة- تفاصيل
إلغاء استمارة 6 وحظر الفصل التعسفي .. "قوى البرلمان" تنهي مناقشة مشروع قانون العمل الجديد
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
هيئة الدواء المصرية أدوية مجهولة ومقلدة خطاب توعويتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
4 تحذيرات جديدة من أدوية "مجهولة ومقلدة".. كيف تكتشفها؟
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
19 13 الرطوبة: 46% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك