بالفيديو.. "الوفد" تحلل الفارق بين تفجيرات لبنان وانفجارات بطاريات الأجهزة.. سر الموعد والمتورط

 هز لبنان أمس الثلاثاء انفجار أجهزة "البيجر" التي يحملها عناصر "حزب الله"، ما أصاب العديد من المتابعين بالذهول من غرابة العملية غير المسبوقة.

وارتفعت حصيلة قتلى تفجير أجهزة البيجر التي يحملها عناصر "حزب الله" إلى 12 بمقتل أحد عناصر الطاقم الطبي في مستشفى "الرسول الأعظم"، إضافة إلى طفل.

3 آلاف جريح

وفي وقت سابق أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أن هناك نحو 3 آلاف جريح في المستشفيات نتيجة انفجار أجهزة النداء، وقد نضطر إلى إخلاء بعضها إلى المستشفيات التخصصية للعلاج في الخارج.

 

موعد رد حزب الله على "عملية البيجر" (فيديو) كيف انفجرت أجهزة البيجر في جيوب أعضاء حزب الله بوقت واحد

وانتاب العديد من المتابعين القلق والخوف من حدوث انفجار في هواتفهم أو أية بطاريات أخرى للأجهزة المستخدمة نتيجة اختراق سيبراني أو تسخين حراري غير عادي.

تحليل فيديوهات تفجيرات لبنان

وحققت “الوفد” من مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل الإعلام لتفجيرات “البيجر” التي حدثت في لبنان أمس، والتي أحدثت استغرابا وتعجبا كبيرا، وقارنتها بالمقاطع المصورة التي يبلغ عددها العشرات والمنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي لانفجار بطاريات أجهزة الهواتف والدراجات الكهربائية والمكانس وغيرها أو ما تعرف ببطاريات الليثيوم أيون.

ويتضح من الفيديو الأول لتفجيرات “البيجر" في لبنان رجل ملقى على الأرض في الطريق وحوله أشخاص يسيطر عليهم الحيرة والاستغراب مما يشاهدوه، وقد تمزق لباس الرجل المصاب التي يرتديها من ناحية الجانب الموازي للسرة، حيث يتضح أنه كان يحمل الجهاز المتفجر في حزام البنطال.

وفي الفيديو الثاني، يحدث انفجار في نفس منطقة جسم الرجل في الفيديو السابق، لكن مع اختلاف المكان، حيث كان الرجل منهمكا في تسوق الخضراوات من أحد محال البقالة، وسقط على الأرض ثم سمعت صراخه التي تنم عن ألم شديد.

وفي فيديو آخر اشترك مع المقطعين السابقين في نفس مكان حدوث الانفجار في الجسم، ومع المقطع السابق في محال بقالة، لكن كان الرجل الضحية مشغولا في دفع الحساب للكاشير عندما انفجر الجهاز وتطايرت محتوياته، ليسقط الرجل على الأرض وتنطلق الشظايا في وجه سيدتين أمامه.

وفي فيديو رابع، أحدث الجهاز المتفجر ثقبا واسعا بدون حروق وكأنها طلقة كبيرة في طبقات منضدة مرآة حيث وضع ثم وصل إلى الأرض.

وأما الصور المنتشرة والتي التقطت في بداية الواقعة ركزت على البطاريات التي ظن المتابعون أنها السبب، لكن يتضح أنها لم يحدث بها أي حروق نتيجة اشتعال.

وتجمع الفيديوهات السابقة، في كونها انفجارات بسيطة دون اشتعال، حيث يتطاير من الأجهزة محتوياتها وتتحول إلى شظايا تنطلق بسرعة، مما تسبب ألما شديدا للضحية، أو تتسب في جروح خطيرة أو بتر للأصابع أو فقأ للعيون أو كدمات لا تطاق وربما كسور أو جروح تشبه جروح الطلقات النارية وهو ما أفادت به التقارير الصحية حول الوفيات أو حالات الإصابات.

فيديوهات انفجارات البيجر..

شاهد الفيديو بالضغط هنا

شاهد الفيديو الثاني

اللحظات الأولى لانفجار جهاز اتصال لاسلكي في يد أحد عناصر حزب الله #لبنان #قناة_العربية pic.twitter.com/JZUfTmiRdz

— العربية (@AlArabiya) September 17, 2024

وراجعت “الوفد" العديد من مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، لانفجارات بطاريات الهواتف والشواحن والدراجات وغيرها، واتضح أن السمة التي تجمعها هو تصاعد النيران والاشتعال وأن العديد من الأشخاص تداركوا الموقف بسرعة وعمدوا إلى إطفائها دون أن تسبب لهم سقوطا أو ألم وهو ما يفتقد في تفجيرات “البيجرم” في لبنان.

فيديو لانفجار البطاريات…3 جرامات متفجرات في كل جهاز

 

نقلت وكالة "رويترز" عن مصادرها أن كمية صغيرة جدا من المواد المتفجرة تم زرعها في 5000 آلاف جهاز بيجر طلب "حزب الله" اللبناني توريدها لكوادره.

وأشار المصدر إلى أن كمية المتفجرات التي توزعت في كل جهاز "بيجر" على حدة بلغت 3 غرامات فقط.

وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، نفى هسو تشينج كوانغ، مؤسس شركة "غولد أبولو" التايوانية المصنعة لأجهزة البيجر، مسؤولية الشركة عن تصنيع الأجهزة التي انفجرت في لبنان يوم أمس الثلاثاء.

من جهة أخرى، أشار مصدر أمني لبناني رفيع المستوى لوكالة "رويترز" إلى أن جهاز التجسس الإسرائيلي "الموساد" هو الذي قام بزرع متفجرات داخل 5000 جهاز "بيجر" استوردها "حزب الله" اللبناني قبل عدة أشهر من التفجيرات التي وقعت يوم أمس، حيث انفجر منها 3000 جهاز فقط.

كما أفادت وسائل إعلام عبرية يوم أمس بأن التقارير تشير إلى أن نوع المتفجرات المستخدمة في أجهزة النداء اللاسلكية "البيجر" التي انفجرت في لبنان هو مادة "PETN" شديدة الحساسية.

سر موعد التفجير

تقول التقارير إن إسرائيل تخوفت من اكتشاف حزب الله للخدعة، بعدما نشر تقرير صحفي من تشكك عنصرين من الحزب في الأجهزة.

ما البيجر

والبيجر هو جهاز اتصال لاسلكي صغير تم تطويره في الستينيات للاستخدام في حالات الطوارئ. يعتمد هذا الجهاز على إرسال إشارات رقمية عبر موجات الراديو لإبلاغ المستخدم بأن هناك شخصًا حاول الاتصال به، كما يمكنه أيضًا إرسال رسائل نصية قصيرة.

قبل انتشار الهواتف المحمولة، كان البيجر وسيلة شائعة للتواصل، خاصة بين الأطباء الذين يعملون في المناوبات الليلية وموظفي خدمات الطوارئ، بالإضافة إلى استخدامه في المجالات العسكرية والأمنية.

لماذا يستخدمه عناصر حزب الله؟

يعتبر جهاز البيجر من التقنيات القديمة نسبيًا، حيث لا يمكنه الاتصال بالإنترنت، مما يجعله أكثر أمانًا من الاختراقات السيبرانية ومحاولات التجسس والتتبع التي قد تحدث عند استخدام الهواتف المحمولة أو الذكية. لذلك، لا يزال يُستخدم في المجالات العسكرية والأمنية، وهو ما قد يفسر سبب اعتماد عناصر "حزب الله" على هذه الأجهزة.

كيف انفجرت الأجهزة؟

تتوالى التفسيرات حول أسباب انفجار هذه الأجهزة، وأحد أبرزها هو أنه تم زرع شريحة معينة في جميع أجهزة البيجر قبل استيرادها واستخدامها من قبل عناصر "حزب الله"، وقد تم تفعيل هذه الشريحة عبر موجات الراديو المرسلة من طائرات مسيرة.

مفخخة من المصدر

وكشفت مصادر أمنية لبنانية أن أجهزة البيجر التي انفجرت أمس الثلاثاء كانت مفخخة من المصدر، وأن المواد المتفجرة فيها لا يمكن الكشف عنها عند أي فحص عبر الأجهزة المتعارف عليها.

حسب المصادر فإن بطارية الأجهزة لم تكن هي من سبب الموجة الانفجارية بل كانت مادة الليثيوم التي تغذي البيجر عند استقبال الرسالة المتسببة في التفجير، موضحة أن التفجير نفذ عبر الرسالة بتكنولوجيا متطورة أيقظت المادة المخفية المتفجرة".

انفجار بعد تلقي رسالة

وذكرت أنه "بحدود 4 ثوان بعد تلقي صوت الاتصال برسالة خطية انفجرت الأجهزة تلقائيا سواء في وجه من فتحها أو من لم يفتحها"، مبينة أن "الأجهزة المطفأة والموجودة في المناطق الخالية من الإرسال كلها لم تنفجر تماما كما الأجهزة من الأنواع القديمة".

وشددت على أنه "لم يكن في الإمكان لأجهزة الكشف المتوفرة وحتى لدول ومطارات عالمية كشف المادة المفخخة المزروعة وبتقنيات مركبة لخوارزميات خاصة بهذه العملية"، مؤكدة أن "جهازي أمان والموساد الإسرائيليين وراء تفجير الأجهزة".

شركة مشبوهة

قال مسؤولون أمريكيون إنه تم زرع كميات صغيرة من المتفجرات في أجهزة البيجر التي طلبها "حزب الله" من الشركة التايوانية "غولد أبولو" قبل وصولها إليه.

وأشار المسؤولون إلى أن إسرائيل نفذت عمليتها ضد "حزب الله" بعد إخفاء المواد المتفجرة داخل دفعة جديدة من الأجهزة التي طلب الحزب استيرادها إلى لبنان.

وأضاف مسؤول: "تم العبث بالأجهزة قبل وصولها إلى لبنان، ومعظمها من طراز AR924 من الشركة على الرغم من تضمين 3 طرازات أخرى من طراز غولد أبولو في الشحنة.

وقال اثنان من المسؤولين إن المواد المتفجرة، التي لا يتجاوز وزنها 1 إلى 2 أونصة، تم زرعها بجوار البطارية في كل جهاز نداء. كما تم تضمين مفتاح يمكن تشغيله عن بعد لتفجير المتفجرات.

في الساعة 15:30 في لبنان، تلقت أجهزة النداء رسالة بدت وكأنها صادرة عن قيادة "حزب الله"، بحسب مسؤولين اثنين. وبدلا من ذلك، قامت الرسالة بتنشيط المتفجرات.

تم برمجة الأجهزة لإصدار صوت تنبيه لعدة ثوان قبل الانفجار، وفقا لثلاثة من المسؤولين.

الشركة تتبرأ

أكدت شركة "غولد أبولو" التايوانية أنها سمحت بظهور علامتها التجارية على أجهزة بيجر التي انفجرت في لبنان وسوريا، ولكنها كانت من صنع شركة مقرها في عاصمة هنغاريا بودابست.

وقالت الشركة إن أجهزة النداء "أيه آر-924 بيجرز" التي يستخدمها "حزب الله" تم إنتاجها وبيعها من قبل شركة "باك" التي تم تفويضها لاستخدام العلامة التجارية لشركة "غولد أبولو" في بعض المناطق.

الشرطة تحقق

بدأت الشرطة التايوانية التحقيق مع شركة "غولد أبولو" المصنعة لأجهزة الاتصال "بيجر" والتي انفجرت في لبنان أمس وأوقعت قتلى ومصابين معظمهم من كوادر "حزب الله" اللبناني.

ونقلت بوابة الأخبار Zhongshi أن الشرطة ستقوم بتوضيح التفاصيل في التحقيقات التي تجريها، وخصوصا فيما يتعلق بإنتاج أجهزة "بيجر".

وطلبت الشرطة من الشركة تفاصيل حول إنتاج أجهزة الاتصال المذكورة والطرق التي تتبعها في بيع منتجاتها.

المصدر: بوابة الوفد