أدانت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، وبأشد العبارات عملية الاختراق التي نفذت في لبنان، أمس الثلاثاء الموافق 17 سبتمبر 2024، وتحديدًا بالضاحية اللبنانية ببيروت.

وأكدت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، أن موسكو تعتبر عملية الاختراق للجهاز اللاسلكي «بيجر» هو عمل آخر من «أعمال الحرب الهجينة» ضد لبنان.

وأفادت زاخاروفا، بأن روسيا تدين هذا الهجوم غير المسبوق على لبنان ومواطنيه، إذ تمثل تلك العملية انتهاك صارخ وواضح للبنان وسيادته، وتحديًا خطيرًا للقانون الدولي باستخدام أسلحة محظورة دوليًا.

وأضافت المسؤولة الروسية: «على خلفية التوتر المتزايد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فإن مثل هذه التصرفات غير المسؤولة محفوفة بعواقب خطيرة للغاية لأنها تثير جولة جديدة من التصعيد».

وتشهد الساحة اللبنانية حالة من الرعب والقلق جراء التفجيرات التي أصابت الأجهزة اللاسلكية التي يحملها عناصر من حزب الله، بعد أن اخترق الكيان الصهيوني تلك الأجهزة من طراز «بيجر» والتي انفجرت جراء تسخينها، الأمر الذي أدى إلى وقوع عشرات القتلى والمصابين.

وبعد مباحثات لمعرفة ملابسات الحادث، تبين أن الانفجارات أصابت الأجهزة اللاسلكية من طراز «بيجر» التي يحملها عناصر حزب الله بسبب اختراقها من قبل الكيان الإسرائيلي.

وقعت الانفجارات فى مناطق متفرقة من لبنان، وأجزاء من الأراضى السورية، إذ تعتبر هذه العملية من أكبر عمليات الاختراق الأمني الذي حدثت بمنطقة الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاًالحرس الثوري ينفي مقتل أحد من عناصره في عملية تفجير أجهزة «البيجر» في لبنان

أول تعليق من هيفاء وهبي بعد انفجارات لبنان (صورة)

رشقة صاروخية من لبنان.. صافرات الإنذار تدوي في عدد من مستوطنات الجليل الغربي شمال إسرائيل

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قوات الاحتلال لبنان موسكو اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي وزارة الخارجية الروسية الخارجية الروسية حزب الله الحدود اللبنانية حزب الله اللبناني حزب الله في لبنان المقاومة اللبنانية اسرائيل ولبنان أخبار لبنان حزب الله لبنان الحدود مع لبنان حزب الله بلبنان لبنان واسرائيل صراع لبنان واسرائيل صراع اسرائيل ولبنان أخبار لبنان اليوم لبنان حزب الله أنصار حزب الله انصار حزب الله مقاومة لبنان المقاومة في لبنان مسيرات حزب الله مسيرات لبنان بيجر أجهزة بيجر

إقرأ أيضاً:

محمد مغربي يكتب: كيف تم تفجير أجهزة اتصالات بيجر في لبنان؟

11 قتيلا و4 آلاف جريح منهم 400 في حالة حرجة، هكذا وصل عدد الضحايا من اللبنانيين بعد 5 ساعات فقط من تفجير أجهزة الاتصالات "بيجر" وهي أجهزة يستخدمها أعضاء حزب الله والعاملين في مؤسساته، وفوجئ الكثير منهم بانفجارها في أيديهم ما أدى إلى إصابة قيادات في الحزب بجانب السفير الإيراني في بيروت.

واستغل المهاجمون ثغرات في أنظمة الرسائل اللاسلكية لأجهزة البيجر، ويُشتبه أن مخترقين إسرائيليين تلاعبوا عن بُعد عبر إشارات تردد الراديو ما تسبب في ارتفاع حرارة البطاريات وانفجارها، ليكون ذلك بحسب تصريحات قيادات لبنانية أكبر اختراق أمني لحزب الله خلال السنوات الماضية.

وللتوضيح أكثر، فإن أجهزة البيجر تعمل عبر ترددات معينة لاستقبال الرسائل القصيرة، ومن المحتمل أن يكون المهاجمين قد استغلوا هذه الترددات وإرسال إشارات مشفرة لاستهدافها من خلال تقنيات مثل التداخل اللاسلكي "jamming" لإجبار تلك الأجهزة على العمل بشكل غير طبيعي أو حتى إصدار أوامر خاطئة تجعل الأجهزة تتلف أو تنفجر.

كما تشمل الاحتمالات استخدام الهندسة العكسية للأجهزة، والتي تعني دراسة الجهاز من الداخل لاكتشاف نقاط ضعفه، بعدها يتم زراعة برامج ضارة "malware"، وهذه البرامج تدفع الجهاز للانفجار في حالة استقبال إشارة معينة، خاصة أن الثغرات في البرمجيات القديمة أو التي لا تحظى بحماية جيدة، يمكن استخدامها لتدمير الدوائر الكهربائية للجهاز.

أما السيناريو الثالث، هو احتمالية أن يكون تفجير الأجهزة جزء من هجوم سيبراني مركب، جمع بين تقنيات متعددة مثل استغلال أنظمة التحكم عن بعد، أي الأنظمة التي ترسل التحديثات أو تستقبل الاوامر، وفي حالة الوصول إلى النظام المركزي المعني بإدارة الأجهزة كلها، يتم منح تعليمات ضارة أو أوامر مباشرة لتفجير الأجهزة، وقد يكون التفجير تم من خلال استغلال البطاريات والدوائر الكهربائية فبعض الأجهزة تحوي مكونات يمكن التلاعب بها لتسبب انفجار عن تسخينها أو حدوث قصور كهربائي "short circuit" كما ان بعض البطاريات تكون مصممة بطريقة قابلة للإنفجار في حالة استقبال إشارة معينة.

أما السيناريو الأخير فهو أن تكون تلك الأجهزة بها متفجرات صغيرة يمكن تفجيرها عن بعد باستخدام إشارات معينةـ لكن هذه التقنية تحتاج أجهزة اتصال متقدمة وموجهة قريبا من مواقع التفجير.

وبجانب هذه السيناريوهات، فالحقيقة أن تفجير "البيجر" لم يكن الأول في الحرب السيبرانية بين حزب الله وإسرائيل والتي تصاعدت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وباتت الهجمات المتقدمة والمتبادلة بين الطرفين تستهدف البنية التحتية والتكنولوجيا والاتصالات، ففي عام 2019 نفذت إسرائيل هجمات سيبرانية استهدفت قناة المنارة التابعة لحزب الله وغيرها من قنوات الاتصال مما أدى إلى تعطيل البث والخدمات خلال عمليات حاسمة.

وقد شملت الهجمات "DDOS"  أي "Distributed Denial of Service" والتي أغرقت خوادم القناة بحركة مرور كثيفة مما جعلها غير قادرة على البث، وقد يكون الهجوم قد تضمن أيضًا "malware" لتعطيل الاتصالات الداخلية والمعدات.

بعد هذا الحادث بعامين، أي في 2021، نفذت الوكالات الاستخباراتية الإسرائيلية اختراق لأنظمة التحكم بالطائرات بدون طيار التابعة لحزب الله، مما سمح لهم باعتراض الطائرات وتعطيلها قبل أن يتم استخدامها في الهجمات، ومن المرجح أن الهجوم اعتمد على استغلال نقاط ضعف في بروتوكولات الاتصالات واستخدام تقنيات "jamming" التي من شأنها منع الإشارات أو إعادة توجيهها ما أجبر الطائرات على التحطّم أو العودة إلى قاعدتها.

بالطبع لا يُمكن إغفال انفجار مرفأ بيروت في 2020، ورغم أن الحادث مازال قيد التحقيق، لكن هناك شكوك مبكرة في إمكانية حدوث هجوم سيبراني تطلب التسلل إلى أنظمة إدارة الميناء أو التخريب عن بُعد لانظمة السلامة، ما أدى إلى سوء إدارة  المواد الخطرة، ورغم أن ذلك يبقى فرضًا لكن لا يمكن استبعاده.

ويمتلك جيش الاحتلال وحدة تسمى 8200 وهي المسئولة عن شن الهجمات السيبرانية ضد حزب الله، وتمكّنت تلك الوحدة من تطوير برامج ضارة مثل "Stuxnet "وبرمجيات أخرى لتخريب البنية التحتية العسكرية والاتصالات، وغالبًا ما تتضمن عملياتها استغلال "zero-day vulnerabilities" وهي الثغرات الأمنية غير المعروفة لمزودي البرمجيات، وبالتالي غير المُرقعة، كما قد تتضمن أيضًا "backdoor software implants" التي تسمح للمهاجمين بمراقبة الأنظمة والتحكم عن بعد.

على الجانب الآخر لم يقف حزب الله مكتوف الأيدي أمام تلك الحرب المتصاعدةـ، فشن هو الآخر هجمات سيبرانية على شبكات الكهرباء ومحطات المياه لتعطيل الحياة اليومية الإسرائيلية وخلق حالة من الفوضى، ويعتمد حزب الله غاليًا على تقنيات "spear-phishing" لاختراق الشبكات الإسرائيلية حيث يتم خداع المستخدمين بالنقر على روابط خبيثة تقوم بتثبيت برامج ضارة، وبمجرد الدخول يحاولون رفع الامتيازات للتحكم في الانظمة الحيوية.

وبالنظر إلى أدوات الفريقين في الحرب السيبرانية، يمكن القول  إنها متشابهة في الاعتماد على "Man-in-the-Middle Attacks" للتنصت على الاتصالات أو التلاعب بها، كما اعتمد الفريقان على "Social Engineering" و"Spear Phishing" لاستغلال الثغرات البشرية عن طريق إرسال رسائل بريد إلكتروني مزيفة، أو إنشاء مواقع وهمية لخداع الخصوم والكشف عن بيانات دقيقة بمجرد الاعتماد عليها يمكنهم فعل ما يريدون، وكذلك استخدام الجانبان "Encryption Attacks" وهي تقنيات متعددة لكسر تشفير الاتصالات خاصة الإسرائيلية.

لذلك، فمن المحتمل مع تصاعد الصراع بين الطرفين، أن يلجأ كلاهما إلى الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدراتهما السيبرانية، فمن خلال الذكاء الاصطناعي يمكن التعرف على الأنماط واكتشاف الثغرات وشن الهجمات الدقيقة على البنية التحتية الحيوية، إضافة إلى السيطرة على الأنظمة المستقبلة أو تخريبها مثل الطائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع الصاروخي، وفي المجمل يمكن القول أن الحرب السيبرانية بين إسرائيل وحزب الله ستظهر مدى تعقيد الصراعات الحديثة والتي تتقاطع فيها المجالات الرقمية والفيزيائية ما يجعل ساحة المعركة تتعلق بالرموز البرمجية أكثر ما تتعلق بالأسلحة بالتقليدية.

مقالات مشابهة

  • سنودن: عملية تفجير الـ”بيجر” خلقت لإسرائيل أعداء أكثر بمائة مرة
  • بيجر حزب الله.. هكذا تم الاختراق والتفخيخ والضغط على الزر
  • محمد مغربي يكتب: كيف تم تفجير أجهزة اتصالات بيجر في لبنان؟
  • روسيا تدين تفجير أجهزة البيجر في لبنان وتصفه بأنه من أعمال الحرب الهجينة
  • الخارجية الروسية: نعتبر تفجيرات أجهزة بيجر في لبنان كأحد مظاهر الحرب الهجينة
  • ‏الخارجية الروسية تصف هجوم أجهزة الاتصال على حزب الله بأنه عمل من أعمال الحرب الشاملة ضد لبنان
  • حماس تدين تفجير أجهزة الـبيجر في لبنان.. غطرسة وعربدة إسرائيلية
  • مذبحة البيجر.. كيف قرأ اليمنيون تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي لنعاصر حزب الله اللبناني؟
  • عاجل: حزب الله يعلن في بيان جديد مسؤولية إسرائيل عن تفجير أجهزة اللاسلكي ”البيجر” في لبنان