ليبيا – وصف تقرير تحليلي نشره موقع “عرب نيوز” الإخباري الدولي التحقيق في حادثة اغتيال عبد الرحمن ميلاد أو “البيدجا” بـ”اختبار” لسيادة القانون في ليبيا.

التقرير الذي تابعته وترجمت أهم ما ورد فيه من رؤى تحليلية صحيفة المرصد أكد إثارة اغتيال “البيدجا” مخاوف جديدة بشأن عدم الاستقرار السياسي والفوضى، فضلًا عن تسليطه الضوء على صراعات القوة بين الميليشيات المسلحة وشبكات الجريمة المنظمة والتنافسات السياسية والمؤسسات الحكومية الضعيفة.

ووفقًا للتقرير أثار مقتل “البيدجا” تساؤلات حول آثاره الأوسع على أمن الحدود الأوروبية، ناقلًا عن المحلل السياسي أنس القماطي قوله:” اغتيال ميلاد يرسل موجات صدمة تتجاوز حدود ليبيا وبالنسبة لأوروبا إنه تذكير صارخ بأن سيطرتها الحدودية التي تستعين فيها بمصادر خارجية مبنية على الرمال المتحركة”.

وقال القماطي:” لم تظهر الفوضوية في ليبيا فجأة بل كانت مدبرة ويسلط موت البيدجا الضوء على حقيقة مؤلمة حول الاضطرابات المستمرة فهي ليست مجرد قصة صراع داخلي بل إهمال دولي وسوء تقدير فالانقسام المتبقي والجمود غير قابل للاستمرار وسمح لجهات فاعلة دولية ومحلية بتشكيل الفوضى لصالحها”.

وأضاف القماطي قائلًا:” إن عدم الاستقرار المستمر نتيجة مباشرة لتمكين من يزدهرون على الخلل في البلاد والسؤال الحقيقي هو ما إذا كانت هذه الأزمة ستجبر أوروبا على إعادة التفكير في نهجها لإدارة الهجرة في ليبيا أم ستستمر في الاعتماد على نظام غير مستقر وفاسد لا يؤدي إلا إلى إدامة الفوضى”.

بدورها قالت المتتبعة لأنشطة ميلاد لفترة طويلة الصحفية الإيطالية “نانسي بورسيا”:” كان البيدجا متورطًا في القرارات الاستراتيجية بشأن الأصول البحرية لخفر السواحل الليبيين المرسلة لاعتراض المهاجرين في البحر، فضلًا عن مشاركته في تحديد نقاط الإنزال على الساحل”.

وأضاف “بورسيا” بالقول:”نقاط الإنزال مهمة للغاية عندما يتعلق الأمر بالعمل الرئيسي للاحتجاز وفي الواقع في الوقت الحاضر فإن المكسب الحقيقي من تهريب البشر في ليبيا ليس تنظيم المعابر البحرية بل هو عمل الاحتجاز الذي يموله المجتمع الدولي وكذلك عمل الاعتراضات”.

وتابعت “بورسيا” قائلة:” قُتل البيدجا في سياق الصراع السياسي ففي مدينته ​​الزاوية كانت هناك مواجهات مسلحة منذ أشهر وهي حالة فريدة من نوعها في جميع أنحاء ليبيا وهو إلى جانب محمد بحرون أو “الفار” متنافسان فكلاهما ضابطان فاسدان يمارسان تحت الطاولة الاتجار غير المشروع”.

وقالت “بورسيا”:” من الناحية النظرية يعد البيدجا منافسًا للفار وربما أمر فعلًا بقتله أو قد تم ترتيب أمر الاتهام من قبل مكتب النائب العام لإلقاء لائمة هذه الجريمة ذات العواقب السياسية القوية على شخصية أو لاعب مهم مثل الفار” فيما يرى القماطي أن القتل لا يمكن فهمه إلا في السياق الأوسع للمشهد السياسي والإجرامي.

وقال القماطي:”إن اغتيال ميلاد ليس مجرد إسكات لرجل واحد إنه لعبة قوة ويمكن اعتبار وفاته بمثابة تصفية حسابات أو ضربة استباقية أو رسالة إلى آخرين في شبكته وبالنسبة للبعض كان يُنظر إليه على أنه بطل بنى الأكاديمية البحرية وتصدى لتهريب البشر وبالنسبة لآخرين بالزاوية تهديدا لشبكات التهريب الخاصة بهم”.

وأضاف القماطي بالقول:”كان لدى بحرون وهو شخصية رئيسية في عالم التهريب في الزاوية كل الأسباب لإبعاد ميلاد وكان التنافس بينهما واضحًا وإذا كان بالفعل يعطل عمليات الفار فإن وفاته قد تعيد تنظيم توازن القوى في المدينة ما يمنح فصائل التهريب المتنافسة مساحة للتوسع”.

وتابع القماطي قائلًا:” لقد أرسلت جريمة القتل رسالة مفادها أن أولئك الذين يتحدون الوضع الراهن لا يبقون على قيد الحياة وقد يتسبب اعتقال بحرون في تعطيل مؤقت في طرق الاتجار بالبشر لكن التاريخ يُظهر أن اللاعبين الجدد سوف يملأون الفراغ بسرعة”.

وقال القماطي:” هذه القضية هي اختبار حاسم لمفهوم سيادة القانون في دولة ممزقة فهل يمكن لها حيث القوة تصنع الحق أن تحقق فجأة عدالة نزيهة إن التعامل مع قضية ميلاد سيكون إما نقطة تحول أو مسمارًا آخر في نعش المؤسسات القانونية الليبية”.

وأضاف القماطي قائلًا:” إن الحقيقة هي أن أقوى الجماعات المسلحة تفلت من المساءلة رغم شن الحرب والاغتيالات ما يؤكد العيوب العميقة في نظام العدالة في ليبيا وستكشف تصرفات طرابلس ما إذا كانت قادرة على فرض نظام عادل حقيقي هذه المرة أم لا”.

وبحسب التقرير أكد القماطي إن النموذج القديم للتعامل مع ليبيا من قبل القوى الأجنبية، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا وتركيا وغيرها لا بد أن يتغير فالبلاد بحاجة لتتحرر من هذه الدورة عبر تحول جوهري في كيفية مشاركة المجتمع الدولي”.

وتابع القماطي بالقول:” إن هذا يتطلب أكثر من مجرد عقوبات انتقائية ومبادرات معاد تدويرها بل إعادة التفكير في خريطة طريق الأمم المتحدة للانتخابات والالتزام بمحاسبة جميع اللاعبين عن دورهم في تعطيلها ويحتاج لعواقب حقيقية لمن يستغلون بؤس البلاد التي ستبقى ملعبا للأقوياء وسجنا لشعبها حتى تتغير قواعد اللعبة”.

وقالت “بورسيا”:” جريمة قتل البيدجا تؤكد تقييمي القاتم بأن ليبيا دولة فاشلة تديرها ديناميكيات شبكة المافيا وبعد اغتياله لم أعد أشعر بأمان أكبر فيما يتصل بالقدرة على العودة إلى البلاد لأن المشكلة لا تكمن فيه بل في النظام نفسه وأشعر بالأسف لحقيقة عدم قدرتها على التعافي من الفوضى في أي وقت قريب”.

ترجمة المرصد – خاص

 

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

الفوضى تضرب صفوف حزب الله بعد تفجيرات "البيجر"

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن تنظيم حزب الله اللبناني، الذي يُعد منضبطاً للغاية، أصبح يواجه فوضى وضعفاً، بعد إصابة عدد كبير من أعضائه، بسبب انفجار أجهزة الاتصال التي يحملونها.


وقالت جيروزاليم بوست في تحليل، تحت عنوان "كابوس حزب الله الأسوأ.. الفوضى في صفوفه"، إن التنظيم اللبناني يُعرف جيداً بأنه جماعة منضبطة، وبفضل التدريب العالي، يستثمر حزب الله في عناصره بشكل كبير، ومن غير المعروف عنه أنه "يُهدر مجنديه كوقود"، لأن التنظيم ينظر إلى نفسه كتنظيم نخبوي، وداخل بنيته الخاصة توجد مراكز متميزة، مثل كتائب الرضوان.
وقالت الصحيفة إن حزب الله استثمر في عناصره منذ عقود، وتمكن من ضبط قدراته، وبنى نفسه ببطء، بداية من الثمانينيات، وفي العقدين الماضيين أصبح يهيمن على لبنان، ولكن الآن يواجه أسوأ كابوس "الفوضى".

 

حزب الله وإسرائيل يستعدان لـ "حرب وجودية"https://t.co/AgjowPtfVG pic.twitter.com/b1kVM7hB3e

— 24.ae (@20fourMedia) September 15, 2024

 


فوضى

ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية، يواجه حزب الله الفوضى لأن عدداً كبيراً من أعضائه أصيبوا، أمس، من خلال تفجير أجهزة الاتصال الخاصة بهم، مشيرة إلى أن التفاصيل الكاملة لهذه الحادثة غير معروفة حتى الآن، ولن تُعرف إلا بمرور الوقت، ولكن مقاطع الفيديو والصور من لبنان تُظهر رجالاً، منهم في الأربعينيات من العمر، مصابين بجروح في أيديهم ووجوههم نتيجة لانفجار أجهزة الاتصال.
وأشارت جيروزاليم بوست إلى أن أحد مقاطع الفيديو أظهرت رجلاً يسحب جهاز الاتصال من جيبه لينفجر في يده، فيما ظهرت أيضاً مقاطع فيديو مروعة من مستشفيات في لبنان لرجال فقدوا أجزاء من أيديهم أو أصيبوا بجروح في أرجلهم أو بطونهم أو وجوههم.
وذكرت الصحيفة أن تعرض العديد من الأعضاء الرئيسيين في تنظيم حزب الله لإصابات بالغة قد لا يكون أمراً مدمراً، ولكن من الواضح أنه سيلحق الضرر بمجموعة من الأعضاء الرئيسيين في التنظيم، حيث سيقيم عدد منهم في المستشفى لفترة من الوقت، ويمكن لبعضهم العودة إلى خدمة حزب الله.
إلى ذلك، إذا ظهر أي رجل مع  ضمادات، سيكون من المعروف أنه يعمل لصالح تنظيم حزب الله، كما أن أيديهم التي يستخدمونها للإمساك بالبندقية والضغط على الزناد لن يكونوا قادرين على استخدامها.
ووفقاً للصحيفة، فإن التحدي الشامل الذي يواجه حزب الله لا يقتصر على تعويض المقاتلين الجرحى والقتلى، بل إن التنظيم سوف يواجه تحدياً يتمثل في طرح طريقة أخرى للتواصل مع رجاله بسرعة، مشيرة إلى أن حزب الله اختار على ما يبدو استخدام هذا النظام لأنه افترض أن الشبكة لا يمكن اختراقها.

 

حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.. السيناريو الأسوأ يقتربhttps://t.co/uJRM1VHERn pic.twitter.com/mUOMXOJPbF

— 24.ae (@20fourMedia) September 17, 2024

 


إعادة ترتيب الصفوف

وذكرت الصحيفة، أن حزب الله نجح خلال السنوات السابقة في تأسيس بنية عسكرية أكثر نجاحاً في المنطقة، وهذا واضح في التهديد الذي يشكله على إسرائيل، وقدرته في تكوين ترسانة تشمل صواريخ وقذائف وطائرات مسيرة كثيرة، ولكن الفوضى التي ستتبع تفجير أجهزة الاتصال واضحة في لبنان.
ونقلت جيروزاليم بوست، أن التنظيم سارع إلى إخبار عناصره بعدم استخدام أجهزة الاتصالات، و إعادة تنظيم صفوفه، لأن مثل هذا التنظيم يحتاج إلى تعبئة وتنسيق الهجمات التي لا يمكن أن تتم بدون وسيلة للاتصال بالمقاتلين، مستطردة: "حزب الله يحتاج إلى الإسراع في استبدال أجهزة الاتصال".
وتابعت: "حزب الله يواجه تحدياً صعباً الآن، فهو يعيش في حالة من الفوضى، وربما يرغب في الرد بقوة، ولكنه عانى من نكسة كبرى، وهذه أيضاً نكسة محرجة، فهو  يعتمد على جاذبيته، وشعوره بأنه جماعة نخبوية ليست معُرضة للخطر، ولكنه الآن يشعر بالضعف".

مقالات مشابهة

  • ميتا تواجه غرامات ضخمة بسبب المنافسة في السوق
  • وزارة العمل تنظم ورشة تثقيفية لمكافحة الاتجار بالبشر في المنوفية
  • الفوضى تضرب صفوف حزب الله بعد تفجيرات "البيجر"
  • «مياه المنوفية» تنظم حملات توعية لتعليم السباكة في المحافظات
  • صحيفة العرب اللندنية: مقتل البيدجا اختبار لسيادة القانون في ليبيا ويثير المخاوف حول استقرارها
  • ليبيا.. يوم غير مسبوق في سبها الغارقة بالمياه
  • روسيا تدعو إلى سرعة تعيين مبعوث أممي جديد في ليبيا
  • وزير الخارجية المصري: ناقشت مع نظيري الروسي الوضع في السودان وليبيا
  • بركان: عمليات تنظيف مجاري الأودية كانت سبباً في تغير مسارات السيول