ألباريس يُثني على التعاون المغربي في صد الهجرة إلى سبتة منتقدا "دعوات إلى خلق نزاعات بين مدريد وجيرانها"
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
« نعمل من أجل هجرة منظمة، منتظمة، آمنة، وإنسانية ». بهذه الطريقة، دافع وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، عن إدارة حكومة بلاده في هذا المجال، بما في ذلك في سبتة، وأوضح أنه إذا تم تطبيق التدابير التي يقترحها حزب « فوكس » اليميني المتطرف، فإن إسبانيا ستدخل في نزاعات مع جيرانها.
وفي الجلسة العامة للكونغرس، رد ألباريس على النائب من المجموعة البرلمانية لفوكس، كارلوس فلوريس، بعد استجواب مستعجل حول سياسة التعاون التي تنتهجها الحكومة مع الدول المجاورة فيما يتعلق بالدفاع عن الحدود.
وفي هذا الصدد، شدد ألباريس على أن « الحاجز الوحيد الذي نعرفه ونقبله هو الحاجز الذي يجب أن يوحد جميع الديمقراطيين، والذي يفصلنا تحديدًا عن ذلك، عن الكراهية، عن الانقسام، عن المواجهة التي يسعى إليها اليمين المتطرف وحلفاؤه من اليمين المتطرف في أوروبا لإحضارها إلى مجتمعنا ».
من جانبه، ركز فلوريس على سياسة إيطاليا في مجال الهجرة، ووصف الإجراءات المنفذة بأنها « إجراءات ناجحة ». كما نقل إلى ألباريس بعض « القناعات » التي من شأنها أن تساعد إسبانيا على « تقليل تأثيرات الهجرة بشكل كبير »، بما في ذلك « الطرد الفوري للمهاجرين الذين يتخذون من الجرائم الجسيمة أسلوبًا لحياتهم ».
« هل تعتقد أن وجود القوات المسلحة على الحدود سيكون من أجل قصف القوارب؟ (…) إن القول بأن حدودنا آمنة لا يتماشى مع الواقع، فحدودنا تعد ممراً سهلاً، والمسؤولية الرئيسية تقع على عاتق وزير الداخلية، ولكن لديك الكثير لتقوله والمزيد لتفعله بهذا الشأن »، هكذا خاطب فلوريس وزير الخارجية.
وقد رد ألباريس على هذه الكلمات بتعداد مهمات التعاون التي تقوم بها إسبانيا في جميع أنحاء العالم، وخاصة في إفريقيا.
وأكد الوزير مجددًا قائلاً: « نعمل من أجل هجرة منظمة، منتظمة، ولكن نعم، أيضًا آمنة وإنسانية »، مضيفًا أن الأمر يتعلق « بهجرة تستند إلى السيطرة على حدودنا، وتنمية تلك الدول، واحترام حقوق الإنسان، والنضال بلا هوادة ضد الاتجار بالبشر ».
تسليط الضوء على التعاون مع المغرب
وفقًا لما أشارت إليه وكالة الأنباء « إيفي »، خلال النقاش، أعرب ألباريس أيضًا عن أسفه لاختيار حزب فوكس هذا اليوم لطرح علاقة إسبانيا بالمغرب، مشيرًا إلى أن « هذه الأيام، نرى » التعاون بين الشرطتين على السياج الحدودي في سبتة ومليلية.
وبهذا الصدد، أشاد بتعاون المغرب في هذا المجال، الذي ظهر جليًا في الأحداث الأخيرة في سبتة.
وقال: « ليس فقط أنكم تديرون ظهوركم لمن هم في أمس الحاجة إلى المساعدة، ممن يعانون من الجوع والفقر والحرب والتغير المناخي، بل تتجاهلون أيضًا الشعور الساحق للأغلبية من الإسبان. الإسبان يدعمون هذا لأنه واضح للجميع، باستثناء التطرف الأعمى، أنه لا يمكن التعامل مع التحديات العالمية مثل ظاهرة الهجرة ».
وأطلق وزير الشؤون الخارجية، الاتحاد الأوروبي والتعاون تحذيرًا بالنظر إلى المبادرات التي يقترحها حزب فوكس لمواجهة الهجرة غير النظامية. وأكد أنه إذا تم أخذ هذه المقترحات في الاعتبار، « ستكون إسبانيا غارقة في نزاعات مع الدول المجاورة ».
وأضاف: « حدودنا ستكون أقل أمانًا بكثير، وسنكون في نزاع مع جيراننا الرئيسيين ». وأوضح ألباريس أن اتباع ما يدعو إليه فوكس يعني أن التعاون مع موريتانيا، السنغال، غامبيا أو المغرب في مجال الأمن سيكون مستحيلاً.
وأصر الوزير على أنه « بفضل التعاون مع المغرب يتم منع دخول آلاف الأشخاص بشكل غير قانوني إلى إسبانيا »، ما دفع فلوريس للتساؤل: « ما هو ثمن هذا التعاون؟ لأن المغرب لا يقوم بأي شيء دون مقابل »، مؤكدًا أن « المغرب يستخدم الهجرة كسلاح ضغط ».
مارلاسكا: « الهجرة غير النظامية تُدار بشكل مثالي »
أدلى وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، بتصريح حول هذه المسألة، وأكد أن « الهجرة غير النظامية مُدارة بشكل مثالي ».
وشدد الأربعاء، على أن « المشكلة ليست في الهجرة غير النظامية التي تديرها هذا الحكومة بشكل مثالي، بل في إدارة القُصّر ».
وخلال جلسة المراقبة في الكونغرس، وفي رده على أسئلة حزب الشعب (PP)، أشار غراندي مارلاسكا إلى رحلة زعيم الحزب، ألبرتو نونيز فيخو، إلى اليونان، حيث « تم الاعتراف بأن إسبانيا تمثل مرجعًا في مكافحة الهجرة غير النظامية ».
وفقًا لتقرير وكالة الأنباء « أوروبا بريس »، دعا مارلاسكا أيضًا إلى « التوقف عن تكرار خطاب اليمين المتطرف أو دعم الخطابات العنصرية الصريحة »، وذلك ردًا على تعليق أدلى به عمدة بادالونا، خافيير غارسيا ألبيول.
عندما حان دور النائبة عن حزب الشعب، صوفيا أسيدو، استخدمت مصطلح « التجاهل » لوصف تصرف الحكومة « أمام الهجرة غير المنضبطة في جزر الكناري ومع سبتة ومليلية ».
وقالت النائبة من حزب الشعب: « كل شيء يفشل، لا شيء يعمل »، وانتقدت الحكومة على « رسائلها المتهورة » التي تشجع وصول المهاجرين غير النظاميين، بالإضافة إلى « رفضها لمساعدة فرونتكس » أو وصولها إلى « أدنى مستوى في تنفيذ عمليات العودة ». وأشارت إلى أن « إسبانيا هي بوابة الدخول غير النظامية إلى أوروبا ».
وحذرت البرلمانية من حزب الشعب أيضًا قائلة: « يتم التحضير هذا الأحد لاقتحام جماعي لسبتة من قبل المغرب ».
كلمات دلالية المغرب حدود سبتة لاجئون هجرةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب حدود سبتة لاجئون هجرة
إقرأ أيضاً:
سفارة إسبانيا بالقاهرة تنظم مؤتمر «علم المصريات والسياحة» لتعزيز التعاون الثقافي
تنظم سفارة إسبانيا في مصر، بالاشتراك مع معهد الدراسات المصرية القديمة في مدريد، النسخة الرابعة من مؤتمر «محاضرات في علم المصريات والسياحة» لعام 2024، وهو عبارة عن سلسلة من المحاضرات التي يتم تقديمها باللغة الإسبانية عبر الإنترنت خلال يومي 20 و21 نوفمبر.
تعزيز الجسر الثقافي بين علم المصريات والسياحةوأشار بيان صادر عن سفارة إسبانيا، اليوم الثلاثاء، فإن المحاضرات تُعقد حول علم المصريات والسياحة سنويًا منذ مارس 2021، وقد لاقت النسخ الثلاث الأخيرة إقبالا كبيرا في الأعوام الماضية، لافتة إلى هذا النشاط يستهدف الطلاب الذين يدرسون في سنواتهم الجامعية الأخيرة، ويهدف إلى تعزيز الجسر الثقافي بين علم المصريات والسياحة، بالإضافة إلى الحفاظ على شبكات المعرفة وتعميقها وتعزيز تعلم اللغة الإسبانية.
تلبية متطلبات السائحين في العصر الرقمي الجديدوأكد البيان أن التعاون بين الجامعات المصرية والإسبانية يتيح للطلاب تعميق معارفهم ومهاراتهم في مجال السياحة وعلم المصريات، حيث يتم تزويدهم بالمواد السمعية والبصرية والوثائق التي تنتجها البعثات الأثرية الإسبانية المصرية العاملة في مصر، وكذلك المؤسسات والمتاحف والمؤسسات العامة في مصر وإسبانيا، موضحًا أن تلك الحلقات الدراسية تركز على الجانب العملي وتهدف إلى تزويد المرشدين السياحيين المستقبليين بالأدوات اللازمة لتقديم خدمة عالية الجودة وتلبية متطلبات السائحين في العصر الرقمي الجديد، كما تتضمن أيضًا بعض المحاضرات عن التقنيات الجديدة والشبكات الاجتماعية.
وأضاف البيان: «في نسخة هذا العام سيتم تناول موضوعات مختلفة ذات أهمية، مثل خلق الكون وفقًا للنصوص المصرية القديمة، ومدينة الإسكندرية والآثار الموجودة تحت الماء، بالإضافة إلى عرض مواقع أثرية غير معروفة بشكل كبير، مثل الآثار الموجودة في مناطق دلتا النيل، كما سيتم إلقاء محاضرة عن المرأة في مصر القديمة (الآلهة، الملكات، الزوجات)».