« نعمل من أجل هجرة منظمة، منتظمة، آمنة، وإنسانية ». بهذه الطريقة، دافع وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، عن إدارة حكومة بلاده في هذا المجال، بما في ذلك في سبتة، وأوضح أنه إذا تم تطبيق التدابير التي يقترحها حزب « فوكس » اليميني المتطرف، فإن إسبانيا ستدخل في نزاعات مع جيرانها.

وفي الجلسة العامة للكونغرس، رد ألباريس على النائب من المجموعة البرلمانية لفوكس، كارلوس فلوريس، بعد استجواب مستعجل حول سياسة التعاون التي تنتهجها الحكومة مع الدول المجاورة فيما يتعلق بالدفاع عن الحدود.

وفي هذا الصدد، شدد ألباريس على أن « الحاجز الوحيد الذي نعرفه ونقبله هو الحاجز الذي يجب أن يوحد جميع الديمقراطيين، والذي يفصلنا تحديدًا عن ذلك، عن الكراهية، عن الانقسام، عن المواجهة التي يسعى إليها اليمين المتطرف وحلفاؤه من اليمين المتطرف في أوروبا لإحضارها إلى مجتمعنا ».

من جانبه، ركز فلوريس على سياسة إيطاليا في مجال الهجرة، ووصف الإجراءات المنفذة بأنها « إجراءات ناجحة ». كما نقل إلى ألباريس بعض « القناعات » التي من شأنها أن تساعد إسبانيا على « تقليل تأثيرات الهجرة بشكل كبير »، بما في ذلك « الطرد الفوري للمهاجرين الذين يتخذون من الجرائم الجسيمة أسلوبًا لحياتهم ».

« هل تعتقد أن وجود القوات المسلحة على الحدود سيكون من أجل قصف القوارب؟ (…) إن القول بأن حدودنا آمنة لا يتماشى مع الواقع، فحدودنا تعد ممراً سهلاً، والمسؤولية الرئيسية تقع على عاتق وزير الداخلية، ولكن لديك الكثير لتقوله والمزيد لتفعله بهذا الشأن »، هكذا خاطب فلوريس وزير الخارجية.

وقد رد ألباريس على هذه الكلمات بتعداد مهمات التعاون التي تقوم بها إسبانيا في جميع أنحاء العالم، وخاصة في إفريقيا.

وأكد الوزير مجددًا قائلاً: « نعمل من أجل هجرة منظمة، منتظمة، ولكن نعم، أيضًا آمنة وإنسانية »، مضيفًا أن الأمر يتعلق « بهجرة تستند إلى السيطرة على حدودنا، وتنمية تلك الدول، واحترام حقوق الإنسان، والنضال بلا هوادة ضد الاتجار بالبشر ».

تسليط الضوء على التعاون مع المغرب

وفقًا لما أشارت إليه وكالة الأنباء « إيفي »، خلال النقاش، أعرب ألباريس أيضًا عن أسفه لاختيار حزب فوكس هذا اليوم لطرح علاقة إسبانيا بالمغرب، مشيرًا إلى أن « هذه الأيام، نرى » التعاون بين الشرطتين على السياج الحدودي في سبتة ومليلية.

وبهذا الصدد، أشاد بتعاون المغرب في هذا المجال، الذي ظهر جليًا في الأحداث الأخيرة في سبتة.

وقال: « ليس فقط أنكم تديرون ظهوركم لمن هم في أمس الحاجة إلى المساعدة، ممن يعانون من الجوع والفقر والحرب والتغير المناخي، بل تتجاهلون أيضًا الشعور الساحق للأغلبية من الإسبان. الإسبان يدعمون هذا لأنه واضح للجميع، باستثناء التطرف الأعمى، أنه لا يمكن التعامل مع التحديات العالمية مثل ظاهرة الهجرة ».

وأطلق وزير الشؤون الخارجية، الاتحاد الأوروبي والتعاون تحذيرًا بالنظر إلى المبادرات التي يقترحها حزب فوكس لمواجهة الهجرة غير النظامية. وأكد أنه إذا تم أخذ هذه المقترحات في الاعتبار، « ستكون إسبانيا غارقة في نزاعات مع الدول المجاورة ».

وأضاف: « حدودنا ستكون أقل أمانًا بكثير، وسنكون في نزاع مع جيراننا الرئيسيين ». وأوضح ألباريس أن اتباع ما يدعو إليه فوكس يعني أن التعاون مع موريتانيا، السنغال، غامبيا أو المغرب في مجال الأمن سيكون مستحيلاً.

وأصر الوزير على أنه « بفضل التعاون مع المغرب يتم منع دخول آلاف الأشخاص بشكل غير قانوني إلى إسبانيا »، ما دفع فلوريس للتساؤل: « ما هو ثمن هذا التعاون؟ لأن المغرب لا يقوم بأي شيء دون مقابل »، مؤكدًا أن « المغرب يستخدم الهجرة كسلاح ضغط ».

 

مارلاسكا: « الهجرة غير النظامية تُدار بشكل مثالي »

أدلى وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، بتصريح حول هذه المسألة، وأكد أن « الهجرة غير النظامية مُدارة بشكل مثالي ».

وشدد الأربعاء، على أن « المشكلة ليست في الهجرة غير النظامية التي تديرها هذا الحكومة بشكل مثالي، بل في إدارة القُصّر ».

وخلال جلسة المراقبة في الكونغرس، وفي رده على أسئلة حزب الشعب (PP)، أشار غراندي مارلاسكا إلى رحلة زعيم الحزب، ألبرتو نونيز فيخو، إلى اليونان، حيث « تم الاعتراف بأن إسبانيا تمثل مرجعًا في مكافحة الهجرة غير النظامية ».

وفقًا لتقرير وكالة الأنباء « أوروبا بريس »، دعا مارلاسكا أيضًا إلى « التوقف عن تكرار خطاب اليمين المتطرف أو دعم الخطابات العنصرية الصريحة »، وذلك ردًا على تعليق أدلى به عمدة بادالونا، خافيير غارسيا ألبيول.

عندما حان دور النائبة عن حزب الشعب، صوفيا أسيدو، استخدمت مصطلح « التجاهل » لوصف تصرف الحكومة « أمام الهجرة غير المنضبطة في جزر الكناري ومع سبتة ومليلية ».

وقالت النائبة من حزب الشعب: « كل شيء يفشل، لا شيء يعمل »، وانتقدت الحكومة على « رسائلها المتهورة » التي تشجع وصول المهاجرين غير النظاميين، بالإضافة إلى « رفضها لمساعدة فرونتكس » أو وصولها إلى « أدنى مستوى في تنفيذ عمليات العودة ». وأشارت إلى أن « إسبانيا هي بوابة الدخول غير النظامية إلى أوروبا ».

وحذرت البرلمانية من حزب الشعب أيضًا قائلة: « يتم التحضير هذا الأحد لاقتحام جماعي لسبتة من قبل المغرب ».

كلمات دلالية المغرب حدود سبتة لاجئون هجرة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: المغرب حدود سبتة لاجئون هجرة

إقرأ أيضاً:

اتفاقية لإنتاج فيلم وثائقي عن تمر “المجهول” المغربي

وقعت الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي والشركة المغربية “رحاب برود” للإنتاج السينمائي، مذكرة تفاهم لإنتاج فيلم وثائقي عن صنف تمر “المجهول”، وذلك على هامش الدورة ال13 للملتقى الدولي للتمور بالمغرب بأرفود.

وجرت مراسم التوقيع بجناح دولة الإمارات العربية المتحدة بالملتقى الدولي للتمور، بحضور عبد الوهاب زايد، أمين عام الجائزة، وعبد الواحد المهتاني مدير عام شركة الإنتاج المذكورة.

و أكد زايد، في تصريح للصحافة، أن “هذا الفيلم الوثائقي يهدف إلى توثيق 100 عام من رحلة صنف تمر المجهول، التي انطلقت من منطقة تافيلالت في المملكة المغربية عام 1927، عابرة المحيط الأطلسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث حققت نجاحا كبيرا”.

وأوضح أن هذا الفيلم الوثائقي سيسلط الضوء على البعد العلمي للعمل والبحث في هذا الصنف من التمور، من خلال إجراء لقاءات مع الخبراء والمختصين.

من جانبه، قال المهتاني إن مشروع الفيلم مستوحى من كتاب “المجهول، درة التمور”، الصادر عن جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، والذي يتتبع أصل وتاريخ هذا الصنف.

“وأوضح أن هذا الكتاب الذي تمت ترجمته إلى عدة لغات سيتم دمجه مع أعمال علمية أخرى، لاسيما تلك التي قدمتها الأمانة العامة للجائزة، لإنتاج سيناريو دقيق من حيث المحتوى العلمي.

وحسب الطرفين، فإن هذا الفيلم الوثائقي سيتم إنتاجه وفق المعايير الدولية وسيساهم في إبراز صنف “المجهول” المغربي للمتابعين من جميع أنحاء العالم.

وتنظم هذه الدورة من الملتقى الدولي للتمور بأرفود، المنظمة تحت شعار “الواحات المغربية : من أجل أنظمة قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية”، بمشاركة حوالي 230 عارضا من الفاعلين الرئيسيين في سلسلة نخيل التمور.

وتسلط هذه الدورة الضوء على النظم البيئية للواحات والتحديات التي تواجهها، وكذا التقدم المحرز في مجال استدامة هذه المجالات.

ويحظى الملتقى، الذي تنظمه جمعية الملتقى الدولي للتمور بالمغرب، تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بمكانة مهمة في السياسة الفلاحية للمملكة، حيث تم وضع برنامج شامل يضم تأهيل وإعادة هيكلة الواحات ومواصلة غرس مساحات جديدة بهدف مواصلة تنمية السلسلة وضمان استدامتها، بما يجعل منه منصة حقيقية للتواصل وتسويق التمر المغربي.

مقالات مشابهة

  • «الخفيفي» يلتقي وفدا إسبانيا لبحث جهود التصدي للهجرة غير النظامية
  • عبد العاطي يستقبل وزير الدولة الألماني للتعاون الاقتصادي والتنمية
  • دياز: حلمي كتابة التاريخ مع المنتخب المغربي
  • ما ظاهرة دانا التي أغرقت إسبانيا؟ وهل تطال دول البحر المتوسط؟
  • دعوات لإحياء سوق الصياغ في الموصل القديمة
  • "بيت مال القدس" تؤكد استمرار الدعم المغربي للقدس وفلسطين
  • دعوات يمنية وعربية إلى نصرة فلسطين ولبنان
  • اتفاقية لإنتاج فيلم وثائقي عن تمر “المجهول” المغربي
  • أسرار الدعاء في وقت نزول المطر: دعوات مستجابة بإذن الله
  • بينهم 82 إسبانيا و94 جزائريا و5 إسرائيليين... 1643 معتقلا أجنبيا في سجون المغرب