اختراقات تكنولوجية واستهدافات أمنية.. أبرز العمليات الشبيهة بعملية "البيجر"
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
شهد العالم العديد من العمليات الأمنية المعقدة التي تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة والتكتيكات الاستخباراتية لاستهداف الأعداء وتعطيل قدرتهم على التواصل والعمليات. تأتي عملية "البيجر" التي وقعت مؤخرًا في لبنان، حيث انفجرت أجهزة اتصال لاسلكية يستخدمها عناصر حزب الله، كواحدة من هذه العمليات التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة في استهداف الخصوم.
عمليات السيبرانية الإسرائيلية ضد إيران (2020)
في إطار الحروب الإلكترونية، استهدفت إسرائيل أيضًا البنية التحتية لإيران من خلال هجمات سيبرانية معقدة. من أبرز هذه العمليات، استهداف منشأة نطنز النووية عبر فيروس "ستوكسنت" الذي تسبب في تدمير أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.
التقنية المستخدمة: هجوم سيبراني وبرامج ضارة. الهدف: تعطيل البرنامج النووي الإيراني. النتيجة: نجحت العملية في تأخير البرنامج النووي الإيراني لعدة أشهر.تفجير أجهزة اتصالات فلسطينية (2018)
في قطاع غزة، استهدفت إسرائيل بعض القادة العسكريين لحركة حماس باستخدام تقنيات مشابهة لتلك التي استُخدمت في عملية "البيجر". فقد قامت إسرائيل بتفجير أجهزة اتصال يستخدمها القادة عبر برامج ضارة تم زرعها في هذه الأجهزة، ما أدى إلى شلل مؤقت في الاتصالات داخل الحركة.
التقنية المستخدمة: تفجير عن بُعد باستخدام برامج ضارة. الهدف: تعطيل قدرة حماس على التواصل وتنفيذ عمليات عسكرية. النتيجة: أضعفت العملية قدرة حماس على التواصل بشكل مؤقت، لكنها لم تؤدِ إلى خسائر كبيرة في الأرواح.عملية "أنصت واكشف" (2015)تعد عملية "أنصت واكشف" واحدة من أبرز العمليات التي اعتمدت على زرع أجهزة تنصت متقدمة داخل مناطق سيطرة حزب الله في جنوب لبنان. في هذه العملية، زرعت إسرائيل أجهزة تنصت واستخبارات إلكترونية قادرة على رصد تحركات وتواصلات الحزب لفترات طويلة. هذه الأجهزة صُممت لتكون غير قابلة للاكتشاف بسهولة، واستخدمت لاستهداف تحركات القادة العسكريين وتحديد مواقعهم.
التقنية المستخدمة: زرع أجهزة تنصت متطورة في مناطق معادية. الهدف:رصد وتحليل تحركات وتواصلات قادة حزب الله. النتيجة: استمرار العملية لفترات طويلة قبل أن يتم اكتشاف بعض الأجهزة وتفكيكها من قبل الحزب.عملية اختراق "الهاتف الخلوي" (2010)في هذه العملية، كشفت السلطات اللبنانية أن شبكة الاتصالات الهاتفية التابعة لحزب الله تعرضت لاختراق واسع النطاق من قبل المخابرات الإسرائيلية. هذا الاختراق سمح لإسرائيل بمراقبة المكالمات والتواصلات الداخلية للحزب لفترة طويلة دون اكتشافه.
التقنية المستخدمة: اختراق الشبكات الهاتفية. الهدف: مراقبة تحركات حزب الله والتجسس على اتصالاته الداخلية. النتيجة: استفادت إسرائيل من المعلومات التي تم جمعها عبر هذا الاختراق قبل أن يتم اكتشافه.عملية "أوبرون" (2007)
استهدفت هذه العملية الشهيرة عماد مغنية، أحد القادة البارزين في حزب الله، حيث تم اغتياله عبر تفجير سيارة مفخخة في دمشق. يُعتقد أن إسرائيل استخدمت تقنية تتبع متطورة بالإضافة إلى اختراق الاتصالات لتحديد مكانه بدقة وتنفيذ العملية.
التقنية المستخدمة: تتبع إلكتروني وتفجير عن بُعد. الهدف:اغتيال عماد مغنية، القائد العسكري لحزب الله. النتيجة: نجاح العملية ومقتل مغنية، مما شكل ضربة قوية لحزب الله.عملية "سيراكيوز" (2006)خلال حرب تموز عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، ركزت إسرائيل على تعطيل شبكات الاتصال الخاصة بحزب الله في ساحات القتال. اعتمدت إسرائيل في هذه العملية على تقنية التشويش على الاتصالات اللاسلكية بالإضافة إلى محاولات اختراق أنظمة الاتصالات وتفجير بعض الأجهزة.
التقنية المستخدمة: التشويش الإلكتروني واختراق الاتصالات. الهدف: تعطيل تواصل حزب الله خلال المواجهات العسكرية. النتيجة: أثرت العملية بشكل محدود على عمليات الحزب، لكنها ساعدت إسرائيل في تقليص قدرة الحزب على التواصل في ساحة المعركة.المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اتصال لاسلكي أجهزة اتصال البرنامج النووي التكنولوجيا المتقدمة التجسس السيبرانية العمليات الأمنية الطرد المركزي هجوم سيبراني هجمات سيبرانية تخصيب اليورانيوم حرب حركة حماس شبكات الاتصال عمليات استهداف مراقبة المكالمات على التواصل هذه العملیة حزب الله فی هذه
إقرأ أيضاً:
لكل مسعف قصة.. قافلة رفح التي قتلتها إسرائيل بدم بارد
لم يكن المسعف الفلسطيني رفعت رضوان يعلم، حين ارتدى بزته الطبية وحمل حقيبته الإسعافية فجرًا، أن هذه المهمة ستكون الأخيرة في حياته، برفقة زملائه، لإنقاذ عددٍ من المواطنين الفلسطينيين الذين تعرضوا للقصف الإسرائيلي في حيّ تلّ السلطان، غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة فجر يوم 23 مارس/آذار الماضي.
فعند الساعة 05:20 صباحًا، تحرك فريقٌ مشترك من الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني وإحدى الوكالات الأممية، استجابةً لنداءات استغاثة أطلقها جرحى فلسطينيون كانوا محاصرين.
انطلقوا بنية إنسانية خالصة، لا يحملون سوى الضمادات وقلوبٍ مخلصة، لكنهم -دون أن يعلموا- كانوا الهدفَ القادم لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
ولكن ما بدأ كمهمة إنقاذ انتهى بمجزرة دامية، فبعد وقت قصير من انطلاق الفريق انقطع الاتصال به، وبعد ساعات أعلنت قوات الاحتلال أن المنطقة أصبحت منطقة عسكرية مغلقة.
المسعف رفعت رضوان كان يوثق تفاصيل المهمة بهاتفه النقال دون أن يدرك أنه سيوثق أيضًا الجريمة النكراء التي هزت العالم، تلك كانت اللحظات الأخيرة في حياة مجموعة من المسعفين الفلسطينيين الذين قُتلوا على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد.
الهاتف الذي كان بحوزة رفعت رضوان عُثر عليه مع جثمانه، موثقًا المشاهد الأخيرة التي تكشف أبعاد المجزرة، وكان رفعت في سيارة الإسعاف الثالثة ضمن قافلة ضمت سيارة إطفاء انطلقت للبحث عن سيارة إسعاف أخرى تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني فقدت الاتصال بقاعدتها، وضُعت علامات واضحة على جميع المركبات في القافلة، مع وميض أضواء الطوارئ.
إعلانوفي عملية البحث، رصد الطاقم السيارة المفقودة على جانب الطريق. قال أحد المسعفين في الفيديو الذي وثقه رفعت: "إنهم مبعثرون على الأرض! انظروا، انظروا!" نزل رفعت مع مسعفين آخرين من سيارتهم للاطمئنان على زملائهم الذين سقطوا، ولكن حين يتحول المنقذ إلى هدف، انطلق صوت الرصاص من رشاشات وبنادق جنود الاحتلال الذين نفذوا المجزرة بحق المسعفين.
أصيب رفعت، وفي لحظاته الأخيرة صلى ودعا الله مرارًا وتكرارًا ليغفر له وطلب المسامحة من والدته لاختياره طريق الإسعاف الذي وضعه في طريق الأذى. توقفت بعدها صلواته مع توقف نبض حياته، وبعد العثور على جثامين الضحايا، تبين أن قوات الاحتلال قتلت 8 من عمال الهلال الأحمر الفلسطيني في تلك الليلة، إضافة إلى 6 من العاملين في الدفاع المدني الفلسطيني كانوا في المهمة نفسها. وتم القبض على مسعف تاسع يُدعى أسعد النصاصرة.
هؤلاء المسعفون لم يكونوا مجرد أرقام، بل كانوا أشخاصًا لهم حياة وعائلات وأحلام، ولكل منهم صفات مميزة أحبها من حوله، وفي هذا التقرير نسلط الضوء على الجانب الإنساني لهؤلاء الشهداء من خلال شهادات معارفهم وزملائهم الذين عاشروهم وأحبوهم. المسعف إبراهيم أبو الكاس، الذي رافق الشهداء خلال سنوات خدمتهم، تحدث للجزيرة نت عن حياتهم وعملهم الإنساني ضمن طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، مشيرًا إلى 16 شهرًا من حرب الإبادة المستمرة على غزة.
رفعت رضوان: الحفيد الطيب الذي وثق الجريمة بهاتفهفرفعت، ابن الـ24، كان روحًا لطيفة. "لقد حرص على مساعدة أي امرأة مسنة يصادفها"، يقول أبو الكاس. "كان يسعى للحصول على دعواتهن الصادقة عندما يقدم لهن المساعدة، ثم يودعهن برقة تجعلك تعتقد أنها جدته".
بوجهه الجاد ونظارته، كان حضور أشرف، ذو الـ32 عامًا، مطمئنًا لزملائه، بدأ التطوع عام 2021 ومنذ ذلك الحين كان يحرص على تقديم وجبات الإفطار لزملائه في رمضان، سواء بإعدادها بمركز الهلال الأحمر أو بجلب الطعام من منزله.
عُرف عز الدين (51 عامًا) بهدوء النفس المطمئنة وروح الدعابة، وكان شعاره: "سنعود إن كُتب لنا، وإن لم نعد فهي أقدارنا".
إعلانويقول أبو كاس إن عزالدين كان أبا جميلا.. وأخا عزيزا.. هدوء النفس المطمئنة.. كان يمازح الجميع.. وكان شعاره.. سنعود إن كتب لنا.. وإن لم نعد فهي أقدارنا..
قبل أن ينتقل إلى مركز إسعاف رفح بعد أن كان يعمل في مركز إسعاف خانيونس.. يقوم خلال الليل بعمل ساعة راحة لكل طاقم.. ويطمئن أن جميعها قد تناول العشاء.. حتى كان يكتب أسماء العاملين خوفا من أن ينسى أحدهم.
كان محمد (36 عامًا) شغوفًا بمساعدة الناس، ويُعرف بقدرته على إيجاد الحلول للنازحين، رغم التحديات.
أب لطفل يبلغ 15 عامًا، مكث في المقر أيامًا متتالية، يتفانى في عمله، ابنه هو النور الذي يضيء له الطريق.
ويروي عنه أبو كاس إحدى القصص بالقول ذات يوم ماطر.. كانت هناك سيدة طاعنة في السن تريد قطع الطريق، ولا تستطيع.. حديث الشركاء قد دار بين محمد ومصطفى.. هل نحن شركاء بالطبع.. مهما كانت المهمة؟ بالتأكيد.. قم ننقذ تلك السيدة وننقلها للجانب الآخر من الطريق.. وبالفعل يضعون لها كرسيا ومن ثم يجلسونها.. ويحملونها إلى الجانب الآخر من الطريق.. وسط ابتسامات جميلة وهم يزفون العجوز وكأنها عروس.. وتقوم هي بالزغاريد والدعاء لهم..
قال أبو كاس أحب رائد الذي كان بلغ من العمر، 25 عاما ، وكان يحب التقاط الصور، سخيفة، جادة، غير رسمية، وكان رائد أعرب عن أمله في أن يرى العالم صوره يوما ما وأن يتمكن من نقل معاناة شعبه من خلال عمله.
بدأ التطوع مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عام 2018، عندما كان عمره 18 عاما، خلال احتجاجات مسيرة العودة الكبرى.
قتلت إسرائيل 214 متظاهرا، بينهم 46 طفلا، خلال هذه المظاهرات، وأصابت 36 ألفا و100، بينهم نحو 8,800 طفل.
إعلانرائد هو الأصغر من بين 5 أشقاء، ولم يتزوج بعد، على الرغم من أن عائلته كانت تأمل في أن يتزوج بعد الحرب. لكن هذا لم يحدث، ويروي والد رائد انتظارا مروعا لمدة 9 أيام لمعرفة ما حدث لطفله الأصغر، ويكافح من أجل كبح اليقين بأنه قد أعدم مع زملائه.
رغم إصابته في مهمة سابقة، أصر صالح (42 عامًا) على العودة للعمل لإنقاذ الأرواح.
وقال شقيقه حسين للجزيرة إن صالح أحب عمله أيضا، وعاد بمجرد تعافيه من الجراحة في عام 2024.
وأوضح حسين أنه في شباط/فبراير الماضي، كان صالح في مهمة لمساعدة الجرحى عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار على المسعفين، على الرغم من إبلاغه بأنهم سيكونون هناك.
أصيب صالح بجروح بالغة في الكتف والصدر، وانتهى به الأمر إلى قضاء بعض الوقت في المستشفى لإجراء عملية جراحية، وبعد ذلك عاد مباشرة إلى العمل.
أبو الكاس تحدث عن شجاعته: "لقد كان مكرسا للمساعدة، وكان يقول إنه أينما كان الناس يصرخون طلبا للمساعدة، فهذا هو المكان الذي يجب أن نكون فيه، للرد عليهم".
قال أبو الكاس إن أسعد البالغ من العمر 47 عاما كان أبا لـ6 أولاد كما أنه أبدى دائما صبرا لا نهاية له للتفاوض مع الأطفال. كلما رأى أطفالا يلعبون في الشارع، كان يذهب إلى القيادة والتعامل معهم، ويقدم لهم الحلوى للخروج من الطريق والذهاب للعب في مكان آمن، سرعان ما اكتشفه الأطفال، وسيلعبون في الشارع مرة أخرى في المرة القادمة، يضحكون ويقولون: "لقد خدعناك!"، لكن أسعد لم يمانع قط، واستمر ببساطة في تسليم الحلويات.
لم تكن جثته من بين أولئك الذين تم العثور عليهم عندما ذهبت بعثة دولية للبحث عن عمال الطوارئ المفقودين، تم القبض عليه وتقييده وأخذه بعيدا، وفقا للشاهد الوحيد الناجي، منذر عابد.
تحدث الأب البالغ من العمر 47 عاما إلى عائلته آخر مرة في المساء الذي اختفى فيه، وأخبرهم أنه في طريقه إلى مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لتناول الإفطار مع زملائه، وفقا لابنه محمد.
إعلانعندما حاولوا الاتصال به في وقت قريب من السحور، لم يستجب واكتشفوا من المقر الرئيسي أنه لا أحد يستطيع الوصول إليه أو إلى عمال الطوارئ الآخرين.
وقال ابنه إنه كان دائما يحذر عائلته من أنه كلما توجه في مهمة قد لا يعود، لكن مع استمرار أسعد في أعمال الإنقاذ لصالح جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، حاولوا دائما تجنب التفكير في ذلك.
هذا التقرير، الذي أعده فريق الجزيرة نت، سلط الضوء على الجانب الإنساني لبعض الشهداء الأبطال من فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني، الذين قدموا أرواحهم في سبيل مساعدة أهالي غزة الذين يتعرضون للقصف والقتل الممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ 18 شهرًا، من خلال كلمات المسعف إبراهيم أبو الكاس، الذي عاشر هؤلاء الأبطال وعايش تفاصيل حياتهم.