دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— تبدو فكرة وجود سماعات رأس قارئة للأفكار وكأنّها مستوحاة من فيلم خيال علمي، وكاختراع بعيد المنال في الوقت ذاته.

ولكن هذا بالضبط ما عملت عليه شركة "Neurable" الناشئة، ومقرها بوسطن، خلال السنوات التسعة الماضية، وسيتم طرحها للبيع هذا الخريف.

وتحتوي سماعات الرأس، التي تُدعى "MW75 Neuro"، على أجهزة الاستشعار ذاتها الموجودة في مخطط كهربية الدماغ الضخم (EEG)، والذي يُستخدم لقياس النشاط الكهربائي في الدماغ.

 

وتعمل سماعات الرأس التي تستعين بالذكاء الصناعي على ترجمة هذا النشاط إلى معلومات قابلة للاستخدام لمرتديها، وتشاركها عبر تطبيق.

تأتي سماعات "MW75 Neuro" بأربع ألوان، ومنها الفضي.Credit: Photo illustration by Woojin Lee/CNN/Neurable

وعادةً ما يتم استخدام مخطط كهربية الدماغ لتشخيص الحالات الطبية مثل الصرع، أو السكتات الدماغية، أو إصابات الدماغ المؤلمة.

ولكن هدف "Neurable" يكمن في صنع "واجهة دماغ وحاسوب يومية" يمكنها مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الإرهاق، ومشاكل في الإنتاجية، وفقًا لما قاله الرئيس التنفيذي للشركة والمؤسس المشارك لها، رمسيس الكايد.

وأفاد الكايد أنّ سماعات الرأس الذكية هذه تشبه "جهاز فيت بيت (Fitbit) لعقلك" يمكنه تتبع الصحة المعرفية والكشف عن العلامات المبكرة للأمراض التنكسية العصبية.

ويمكنها أن تكون الأولى في خط جديد من أجهزة قراءة الدماغ القابلة للارتداء والصديقة للمستهلك.

التخلص من الإجهاد سماعات "MW75 Neuro" عبارة عن واجهة دماغ وحاسوب غير اجتياحية، فهي ترصد نشاط الدماغ من فروة الرأس. وتُظهر هذه الصورة نموذجًا أوليًا من عام 2020.Credit: Neurable

تأسست شركة "Neurable" في عام 2015، وهي نتاج عمل الكايد في مختبر واجهة الدماغ المباشرة (Direct Brain Interface Laboratory) بجامعة "ميشيغان"، حيث أكمل درجة الدكتوراه.

وتلتقط مستشعرات "Neurable" موجات دماغية مختلفة، ويقوم الذكاء الصناعي بتفسير أنماط الإشارات، والتي يمكن أن تشير إلى ما إذا كان الشخص يركز أم لا، وهو أمر يقول الكايد إنّه قد يغير قواعد اللعبة فيما يتعلق بالإنتاجية.

ويُشجِّع تطبيق "Neurable" المستخدمين على زيادة قوّتهم العقلية من خلال جمع "نقاط التركيز" على مدار اليوم. 

وأوضح قائلاً: "إذا كنت في حالة تركيز عميق، فيمكنك اكتسابها خلال 50 دقيقة تقريبًا، ولكن إذا كنت مشتت الذهن، فسيكون من الصعب اكتساب النقاط".

وأضاف أنّه من خلال الكشف عن الإرهاق العقلي أثناء حدوثه، يمكن لسماعات الرأس أن تحثّ المستخدمين على أخذ قسط من الراحة، ما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية لساعات دون "الشعور بالإرهاق في نهاية اليوم".

ويبلغ سعر السماعات 699 دولارًا، وهي متاحة حاليًا للطلب المسبق، وستُطرح للبيع في وقتٍ لاحق من هذا الخريف (رفضت الشركة الكشف عن الأرقام المتعلقة بالمبيعات).

أدوات اجتياحية وغير اجتياحية مثال على واجهة دماغ وحاسوب اجتياحية، وهي شريحة تُزرع في الدماغ. Credit: Blackrock Neurotech

تواجدت واجهات الدماغ والحاسوب (BCIs) منذ عقود، ويتم الحديث عن هيئتها الاجتياحية بشكلٍ شائع، أي الشرائح المزروعة في الدماغ.

وبينما يمكن لشرائح الدماغ هذه مساعدة الأشخاص على استعادة القدرة على الحركة بعد معاناتهم من السكتات الدماغية، وإصابات النخاع الشوكي، وغيرها من الأمراض العصبية، إلا أنّها تأتي مع مخاطر لا تستحق العناء في كثير من الأحيان للمرضى الذين لا يعانون من الشلل النصفي المزمن، بحسب ما ذكره الأستاذ الفخري لعلم الأحياء العصبية بجامعة "ديوك"، ميغيل نيكوليليس، وهو ليس جزءًا من شركة "Neurable".

ويعتقد نيكوليليس، وهو أحد علماء الأعصاب الأوائل الذين بدأوا البحث في واجهات الدماغ والحاسوب منذ 25 عامًا، أنّها النسخ غير الاجتياحية منها يمكن أن "تصل إلى عدد كبير من الأشخاص في المستقبل"، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بالإنتاجية، والتغلب على عوامل التشتت، والمساعدة في تشخيص وإدارة مجموعة من اضطرابات الدماغ.

أمن البيانات صورة للموسسان المشاركان للشركة، أدم مولنار (في اليسار) ورمسيس الكايد (في اليمين).Credit: Neurable

لا تزال واجهات الدماغ والحاسوب تجريبية إلى حدٍ كبير، وهي تثير الكثير من الأسئلة الأخلاقية، خاصةً فيما يتعلق بموضوع استخدام البيانات وأمنها.

وأكّد الكايد أنّ إدارة البيانات بشكلٍ أخلاقي هي في "جوهر" الشركة.

والشركة متوافقة مع " HIPAA" بالفعل، وهو معيار حماية البيانات الصحية الحساسة، كما أنّها تعمل على الامتثال للقانون العام لحماية البيانات (GDPR)، وهو قانون حماية البيانات الخاص بالاتحاد الأوروبي.

ومثل العديد من الشركات الأخرى في هذا المجال، تقوم شركة "Neurable" أيضًا بتشفير البيانات التي تجمعها عن المستخدمين، وذكر الكايد أنّ جميع البيانات مجهولة المصدر أيضًا.

كشف الأمراض مبكرًا صورة لمراسلة CNN، آنا ستيوارت، وهي تجرب نسخة مبكرة من سماعات الرأس في عيادة "Healthspan Digital" بدبي.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: ابتكارات اختراعات الذكاء الاصطناعي تقنية وتكنولوجيا ذكاء اصطناعي سماعات الرأس

إقرأ أيضاً:

3000 ورقة علمية نشرتها «جامعة الإمارات» في قاعدة البيانات العالمية

دينا جوني (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة "بلدية عجمان".. مبادرات مبتكرة لترسيخ الاستدامة وحماية البيئة 4 أهداف استراتيجية لـ «علوم الفضاء» تضمن الاستدامة والريادة

نشرت جامعة الإمارات أكثر من 3000 ورقة بحثية مفهرسة في «سكوبس» للمرة الأولى في تاريخها، وهي قاعدة بيانات عالمية تحتوي على ملخصات ومراجع من مقالات منشورة في مجلات أكاديمية محكمة، كما قدمت حوالي 142 براءة اختراع دولية ومحلية، مما يعزز بصمتها العالمية في الملكية الفكرية. 
وقدمت الجامعة 374 منحة، منها أكثر من 150 منحة بحثية شاملة، و224 منحة بحثية لدعم البحث والابتكار على مستوى برامج البكالوريوس.
تحتفي جامعة الإمارات العربية المتحدة بسلسلة من الإنجازات الاستثنائية التي حققتها في عام 2024، ما يعزز سمعتها مؤسسة رائدة في التعليم والبحث والابتكار والاستدامة.  
وتواصل جامعة الإمارات تقديم إسهامات مؤثرة لمواجهة التحديات العالمية، وتعزيز الابتكار، وتحقيق تقدم ملحوظ في التصنيفات الدولية والإقليمية المرموقة.
وأكد الأستاذ الدكتور أحمد علي الرئيسي، مدير جامعة الإمارات بالإنابة لـ«الاتحاد»، أن هذه الإنجازات الاستثنائية تعكس التزام جامعة الإمارات الثابت بالتميز في التعليم والبحث والاستدامة. وقال: «إن رسالة جامعة الإمارات هي مواصلة العمل على تعزيز البحث العلمي الذي يدعم استدامة بيئتنا، ويعزز من قدرتنا على مواجهة التحديات المستقبلية»، لافتاً إلى أن هذا التفوق يدل على الالتزام الثابت بالمساهمة في تحقيق الأهداف الوطنية، نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة وصناعة أجيال قادرة على مواجهة التحديات العالمية.
تصنيف دولي
حصلت الجامعة على المرتبة الـ261 عالمياً في تصنيف QS العالمي لعام 2025، مما يعكس تأثيرها في الأوساط الأكاديمية والبحثية، كما حصلت على المرتبة الخامسة عربياً ضمن تصنيف QS العربي لعام 2025، مما يعزز ريادتها في العالم العربي. وحصلت على المرتبة الأولى في الإمارات والمرتبة الثالثة في العالم العربي، وفقاً لتصنيف الجامعات العربية الصادر عن اتحاد الجامعات العربية لعام 2024. وحازت المرتبة الأولى في الإمارات والمرتبة الـ 58 في آسيا في تصنيف QS للاستدامة لعام 2025، مما يبرز التزامها بالتنمية المستدامة. 
كما احتلت المرتبة الـ 112 عالمياً لتفوقها في البحث العلمي متعدد التخصصات في تصنيف تايمز للتعليم العالي للعلوم البينية لعام 2025، وحصلت على المرتبة الـ 230 عالمياً في تصنيف تايمز للتعليم العالي لتوظيف الجامعات لعام 2025.
كما حافظت الجامعة على موقعها ضمن الفئة 251 - 300 في تصنيف تايمز للتعليم العالي للجامعات العالمية لعام 2025، مما يعزز مكانتها بين أفضل الجامعات في العالم، علاوة على تحقيقها تصنيفاً مميزاً في 11 هدفاً من أهداف التنمية المستدامة، مع تصنيف عالمي متقدم في الهدف الـ 17 (الشراكات من أجل الأهداف) والهدف الـ4 (التعليم الجيد)، ضمن تصنيف تايمز للتعليم العالي للتأثير لعام 2024.
الريادة في الاستدامة
أطلقت جامعة الإمارات العربية المتحدة برنامجاً شاملاً للبحث في أهداف التنمية المستدامة لتعزيز مشاركة المجتمع والتعاون الدولي. تشمل المبادرات الرئيسية: برنامج البحث في أهداف التنمية المستدامة مع جامعة باكو للهندسة، برنامج البحث في أهداف التنمية المستدامة مع جامعة أذربيجان للنفط والصناعة؛ برنامج البحث في أهداف التنمية المستدامة مع (خدمات)، برنامج البحث في أهداف التنمية المستدامة مع بلدية العين. كما لعبت الجامعة دوراً بارزاً في مؤتمر الأطراف (COP29)، حيث عرضت مبادراتها في الاستدامة ومشاريعها في المرونة المناخية واهتمامها بتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs).
مكانة بحثية 
جامعة الإمارات العربية المتحدة حققت نجاحات لافتة في مجال البحث العلمي والابتكار في عام 2024، شملت نشر أكثر من 3000 ورقة بحثية مفهرسة في «سكوبس» للمرة الأولى في تاريخها، وهي قاعدة بيانات تحتوي على ملخصات ومراجع من مقالات منشورة في مجلات أكاديمية محكمة. 
كما وصلت إلى إجمالي أكثر من 26.600 منشور بحثي مفهرس في سكوبس، مما يبرز ريادتها الإقليمية في البحث العلمي المؤثر. كما أن 72.7% من المنشورات العلمية نشرت في مجلات ضمن الربع الأول (Q1) حسب تصنيف CiteScore.
وتم منح 36 براءة اختراع في عام 2024، معظمها من مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية في الولايات المتحدة (USPTO). كما تم تقديم 56 براءة اختراع دولي، مما يعزز بصمتها العالمية في الملكية الفكرية، وتم تقديم أكثر من 50 براءة اختراع داخل الإمارات، مما يعكس تركيزها القوي على الابتكار المحلي. كما قامت الجامعة بمنح أكثر من 150 منحة بحثية شاملة، ومنح 224 منحة بحثية لدعم البحث والابتكار على مستوى برامج البكالوريوس.
 كما عززت الجامعة بصمتها البحثية العالمية من خلال إطلاق منح بحثية تعاونية مع مؤسسات دولية مرموقة، مثل جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة (NTU)، جامعة التعليم في هونج كونج، جامعة صن يات-سين، جامعة مكغيل، جامعة بيهوانغ.

مقالات مشابهة

  • أخبار التكنولوجيا.. هاتف Galaxy A06 5G بسعر مدهش وهونر تطلق سماعات بمواصفات خيالية
  • Honor Earbuds Open.. سماعة تفوق الخيال | اعرف مواصفاتها
  • المغرب يتوصل رسمياً بطائرات أباتشي الأقوى في العالم (صور)
  • 3000 ورقة علمية نشرتها «جامعة الإمارات» في قاعدة البيانات العالمية
  • عضو بـ"الشيوخ": الحكومة تسعى لوضع سياسات عديدة لزيادة الصادرات في كل القطاعات الإنتاجية
  • مذهلة .. 3 فوائد خارقة لتناول ماء البامية
  • فريق بحثي من صيدلة جامعة الملك سعود يتوصل إلى أسباب صداع الصيام
  • لمزارعي الزيتون.. 9 توصيات هامة يجب مراعاتها لزيادة الإنتاجية
  • بعيدا عن جفاف الشتاء.. 3 أسباب مهمة لظهور قشرة الرأس
  • استكشاف تأثير البيانات الضخمة على تطوير الموارد البشرية في دبي