تفجيرات البيجر تحطم ميزة تمتع بها حزب الله لفترة طويلة
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
قالت شبكة "سي أن أن" إن تفجيرات أجهزة اتصالات حزب الله أدت إلى "تحطيم ميزة استراتيجية" تمتعت بها الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران منذ فترة طويلة.
وقالت الشبكة إن الأسر في لبنان قد تعيش لسنوات بجوار عضو في حزب الله دون أن تعرف أبدا أنه ينتمي للتنظيم.
ولكن بعد ظهر الثلاثاء، تغير كل شيء عندما انفجرت أجهزة الاتصال "البيجر" التي ينتشر استخدامها بين عناصر حزب الله.
وقتل 9 أشخاص على الأقل وأصيب ما يقرب من 3 آلاف، عندما انفجرت بشكل متزامن.
وأظهرت مقاطع فيديو جرحى ممددين في الشارع وعلى الأرض في أحد المستشفيات. ونُصبت خيام لاستقبال المتبرعين بالدم في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتقول "سي أن ان" إن "تكتيكات حرب العصابات" التي طورها حزب الله أثناء احتلال إسرائيل لجنوب لبنان لمدة 18 عاما جعلت من حزب الله عدوا بعيد المنال.
وتستمر ممارسة الاختباء إلى حد كبير حتى يومنا هذا، رغم دخول أعضاء من الجماعة الحياة العامة والبرلمان.
لكن لطالما كان وجود مسلحي حزب الله ينطوي على السرية، على عكس جنود الجيش اللبناني الذين يرتدون الزي المموه، ويقودون عربات همفي، ويحرسون نقاط التفتيش وهم يحملون بنادق هجومية.
وتشير أمل سعد، الخبيرة في الحركات الإسلامية، إلى أنه خلال حرب لبنان عام 2006، وفر حزب الله حماية لخطوط اتصالاته بالاعتماد على شبكة الاتصالات البدائية التي تعتمد على أجهزة النداء وخط داخلي من الألياف الضوئية.
ولكن في ضربة واحدة، "نجحت إسرائيل في إنهاء هذه الميزة"، إذ تم تحويل الآلاف من أجهزة الاتصالات هذه إلى أسلحة فتاكة.
يشار إلى أن إسرائيل لم تعلن رسميا مسؤوليتها عن العملية.
ومن غير الواضح ما إذا كان مسلحي حزب الله كانوا يحملون هذه الأسلحة أثناء التفجيرات. وقد يكون بعض هذه الأجهزة وصل إلى أيدي أشخاص عاديين غير تابعين للتنظيم.
وقال مايكل يونغ، من مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت: "بالنسبة لأعضاء الحزب، فإن حقيقة اختراق إسرائيل لحزب الله بسهولة على مدى أشهر لابد أن يكون له تأثير مدمر على الروح المعنوية".
وفي حين تعهد حزب الله بالرد "فإن هناك أمرا واحدا مؤكدا، وهو أنه سيحاول على الأرجح إخفاء مدى الضرر لتجنب مشاركة المزيد من الأسرار مع عدوه".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
قيادي بحماس: التخطيط للطوفان استغرق أعواما طويلة والسنوار كان دوره الأبرز
وفي حلقة (2025/3/1) من البرنامج، يتحدث نعيم عن أول لقاء جمعه برئيس المكتب السياسي للحركة الشهيد يحيى السنوار، والذي كان عقب خروجه من السجن عام 2011 في صفقة "وفاء الأحرار"، ويتحدث عن سماته الشخصية، ويذكر أنه "كان مقاتلا شرسا مع الإسرائيليين لطيفا مع إخوانه وحريصا على علاقات طيبة معهم".
وما عرف عن السنوار (أبو إبراهيم)، أنه كان واسع الثقافة وعميق التدين، وكان يحمل بكالوريوس في اللغة العربية وبكالوريوس في الأدب العبري، واستغل فترة سجنه (22 عاما) للقراءة والاطلاع على كل ما يقع بين يديه من مؤلفات سواء بالعربية أو بالعبرية.
كما كان يحرص على أوراده الخاصة، قراءة القرآن الكريم والذكر وغيرها، ويشهد نعيم أنه سمعه (أي السنوار) مرة يقول: "وقت الأوراد حان وإذا لم أنجز أورادي الليلة فقد لا أصبح".
ومن جهة أخرى، يكشف ضيف برنامج "شاهد على العصر" أن الشهيد كان يعتبر أن الحكم الذي يمارسه الفلسطينيون تحت الاحتلال هو حالة استثنائية اضطروا إليها في ظل اتفاق أوسلو، و"كان حريصا على إنجاز مصالحة للتحلل من أعباء الحكم والتفرغ لمشروع المقاومة"، بالإضافة إلى سعيه للفصل الكامل بين مشروع حركة حماس ومشروع الحكم.
كما قضت رؤية أبو إبراهيم أن العمل الحكومي يجب أن يصبح أحد ملفات المكتب السياسي للحركة وليس همه الأكبر، كما يقول نعيم، والذي يوضح أن حماس سلمت الحكومة في 2014 من أجل التفرغ للمشروع، لكنها فشلت، لأن "حكومة الوحدة الوطنية لم تصبح واقعا في قطاع غزة".
إعلانوفي السياق نفسه، تميز الشهيد بقدرة غير عادية على احترام الآخر حتى لو كان مختلفا معه سياسيا واجتماعيا، ومن الأمثلة التي يذكرها نعيم في شهادته أنه كان يشيد بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (يسارية)، وتمنى في أحد المجالس لو يكون عناصر التنظيم ضمن كوادر حماس. كما كان دوما يوصي خيرا بحركة الجهاد الإسلامي ويعتبرها من أكثر الشركاء إيمانا بفكرة المقاومة لمسلحة، ومما قاله: "أوصيكم حيا وميتا ممنوع منعا باتا الوصول إلى أي صدام مع إخواننا في حركة الجهاد الإسلامي".
وانعكست رؤية الشهيد الراحل في غرفة العمليات المشتركة بين الفصائل في معركة "سيف القدس" عام 2021، وفي "مسيرات العودة" بين عامي 2018 و2019، حيث حرص على إظهار الحالة الوطنية وتقدير الآخر.
تحييد المعركة
وعن نظرة الشهيد السنوار للسلطة الوطنية الفلسطينية، يوضح القيادي في حركة حماس أنه كان ينظر لحركة التحرير الوطني (فتح) على أنها "حركة وطنية أصيلة لا يمكن إلغاؤها أو إلغاء تاريخها"، ولأن السلطة جسمها حركة فتح فيجب تحييد المعركة مع فتح. وكان يعتقد أن ضرب العدو هو الذي سيضعف الاتجاهات المناوئة لحماس داخل فتح.
كما كان يعتقد أن المعركة الأساسية هي التجهيز للمعركة الحاسمة (طوفان الأقصى)، وأي انشغال إعلامي وسياسي سيصب من مصلحة الاحتلال الإسرائيلي، لأنه المستفيد الوحيد من حالة الانقسام والفرقة بين الشعب الفلسطيني.
وحسب نعيم -الذي عمل وزيرا للصحة في حكومة الشهيد إسماعيل هنية– فإن "التخطيط لطوفان الأقصى استغرق أعواما طويلة، فهناك 600 من الأنفاق استغرق حفرها نحو 20 عاما"، مشيرا إلى أن السنوار كان له الدور الأبرز في المحطات الأخيرة من معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي إطار رؤية رئيس مكتبها الشهيد، حافظت حركة حماس على علاقتها متميزة واستثنائية مع تياري فتح في غزة، تيار ممثل حركة فتح في غزة سابقا، محمد دحلان، وتيار السلطة في رام الله، وكانت بينهما خلافات جذرية وعميقة حول الرؤية والمستقبل، وكان يركز على تحييد كل نقاط التوتر مع بقية الفصائل الفلسطينية.
إعلانوعن اللقاء السري الذي جمع الشهيد السنوار مع دحلان يقول نعيم إنه جرى بين عامي 2016 و2017، و كان في إطار رؤية الشهيد لتحييد التوتر مع الفصائل والتركيز على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
1/3/2025