العواقب الخفية للتوغل الأوكراني في كورسك
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
ترى أستاذة العلوم السياسية كاثرين ستونر، في مقال تحليلي جديد، أن الاستيلاء الأوكراني الأخير والمفاجئ في كورسك يجب أن يؤخذ في سياق أوسع، مشيرة إلى أنه ربما كان ضمن خطة تكتيكية حكيمة، تؤدي في النهاية إلى تحقيق أهداف استراتيجية أوسع لأوكرانيا.
وتقول ستونر، في مقالها بمجلة "ناشونال إنتريست"، إن الاستيلاء الأوكراني على الأراضي الروسية في منطقة كورسك في 6 أغسطس (آب) الماضي، والمستمر الآن لأكثر من 500 ميل مربع من الأراضي الروسية، يجب أن يؤخذ في سياق أوسع.
"The Kursk incursion has been spectacular, but it remains a dangerous diversion from the strategy Kyiv should be pursuing," argues Thomas Graham. https://t.co/zN5DaBDpwq
— National Interest (@TheNatlInterest) September 17, 2024 تقييم الهجومويعتمد تقييم ما إذا كان الاستيلاء الجريء على الأراضي الروسية في أوكرانيا قراراً حكيماً على الهدف من القيام بذلك، فقد اعتبر معظم المحللين ذلك محاولة يائسة لتحويل القوات الروسية إلى المنطقة، وبعيداً عن الاستيلاء الوشيك على بلدة بوكروفسك الاستراتيجية في جنوب شرق أوكرانيا.
ولكن ستونر ترى أنه إذا كان هذا هو الهدف الوحيد لأوكرانيا، فإن هجوم كورسك لم يكن ناجحاً، فقد واصلت روسيا مسيرتها البطيئة ولكن الثابتة نحو بوكروفسك، ويقال إنها تقع على بعد أميال قليلة من المدينة أثناء كتابة هذا التقرير.
ومع ذلك، لم تحرز القوات الروسية تقدماً أسرع بكثير نحو بوكروفسك منذ أن بدأت العملية الأوكرانية في كورسك قبل أكثر من شهر. لذا، فإن تحويل بضعة آلاف من قوات النخبة الأوكرانية من تلك المنطقة إلى كورسك لم يكن كارثياً للدفاع عن بوكروفسك أيضاً.
وقد تقع المدينة في يد روسيا قريباً، لكن ذلك لن يكون لأن أوكرانيا حولت جزءاً صغيراً من قواتها التي تدافع عنها للاستيلاء على أراضي في كورسك. والحقيقة هي أن القوات الروسية لديها بالفعل ميزة ساحقة بعدد جنودها في بوكروفسك، الذين كانوا يتحركون نحو المدينة قبل هجوم أوكرانيا في 6 أغسطس (آب) الماضي على كورسك، واستمروا في القيام بذلك، بنفس الوتيرة المتزايدة تقريباً.
Planet data leveraged in this latest @nytimes piece “How Russia’s Steady Advance Threatens Ukraine’s East”: https://t.co/yUUqBIh9vC
— Planet (@planet) September 12, 2024 استراتيجية أوكرانيةوبدلاً من التركيز على توغل كورسك كمحاولة فاشلة لتحويل أنظار الروس، يجب أن ينظر إلى الهجوم بدلاً من ذلك على أنه خطوة جريئة في استراتيجية أوكرانية الأكثر شمولاً، لجلب الحرب إلى الأراضي الروسية.
فقد منعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن القوات الأوكرانية، من استخدام معظم الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة لمهاجمة أهداف في روسيا. ومع ذلك، لا يوجد سبب لعدم تمكن القوات الأوكرانية من إيجاد طرق أخرى لمهاجمة روسيا بشكل مباشر.
كما أثر توغل كورسك واحتلاله على معظم الروس العاديين الذين لم يتأثروا حتى الآن بشكل مباشر بالحرب، وهو جزء لا يتجزأ من خطة فلاديمير بوتين لضمان السلام الاجتماعي داخل روسيا مع استمرار الحرب. لكن غزو كورسك شرد حوالي 150 ألف مواطن روسي، مما أجبرهم على الخروج من منازلهم وقطع سبل عيشهم، لكن مع الحد الأدنى من الخسائر في الأرواح.
كما أن هناك ورقة رابحة لكييف، وهي المجندين الروس الذين كانوا متمركزين هناك، فقد أصبحوا الآن أسرى حرب لدى أوكرانيا، وبالتالي فهذه الورقة متاحة لأوكرانيا للمساومة لأسرى الحرب الأوكرانيين في روسيا.
ويأتي ذلك فيما لا تزال الحكومة الروسية متخبطة، لمحاولة جادة لتحرير الأراضي في كورسك، وهو ما يجعل بوتين يبدو ضعيفاً وغير مستعد للدفاع عن وطنه. وعلاوة على ذلك، دعمت أوكرانيا توغل كورسك بضربات الطائرات بدون طيار المستمرة في عمق روسيا.
Rubber band red lines: Ukraine's incursion into Kursk exposes Russian vulnerabilities
The Insider highlights 10 key takeaways from the AFU's Kursk campaign.https://t.co/gSyGFDY2ZV
فهذا الأسبوع، على سبيل المثال، أطلقت أوكرانيا مئات الطائرات بدون طيار التي أصابت أهدافاً في ضواحي موسكو، ودمرت عشرات الشقق، وقتلت امرأة، وأجبرت 3 مطارات في جنوب شرق المدينة على الإغلاق المؤقت. وبهذه الطريقة، لم تصل الحرب إلى عتبة روسيا فحسب، بل من خلال الأبواب الأمامية لمنازل الآلاف من مواطنيها على بعد مئات الأميال من كورسك.
وتشير الكاتبة إلى أنه لا أحد يعلم ما إذا كان هذا سيضع أي ضغط على بوتين للتفاوض لإنهاء الصراع، لكن الحرب تتسرب الآن أعمق من أي وقت مضى في روسيا نفسها.
وبغض النظر عن تأثيره على الرأي العام الروسي، فإن توغل واحتلال الأراضي الروسية يوفر لأوكرانيا بعض النفوذ إذا كانت المفاوضات مع روسيا ستجري في أي وقت قريباً. وبهذه الطريقة، يعد توغل كورسك بمثابة مرقة مساومة على مستقبل قادة أوكرانيا في حال كسب دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وأوقف المساعدات الدفاعية.
Ukrainian leaders almost certainly recognized the futility of launching endless assaults against Russia's defense in depth—with its minefields, drone overwatch, and artillery superiority. So they targeted Kursk and have re-enabled maneuver warfare. https://t.co/P5W5bWrCCU
— Modern War Institute (@WarInstitute) September 13, 2024 الدعم الأمريكيوأخيراً، يجب فهم توغل كورسك على أنه جزء من استراتيجية أوكرانية أوسع، لضمان بقاء دفاعهم ضد الهجوم الروسي في دائرة إخبارية مزدحمة، ويظل في صدارة اهتمام صانعي السياسة الأمريكيين على وجه الخصوص، إذ إنه لا يمكن لأوكرانيا أن تقاتل خصمها بدون دعم أوروبي وخاصة الأمريكي.
واختتمت الكاتبة مقالها بالقول إن "مكر وشجاعة المقاتلين الأوكرانيين في الهجوم المضاد على الأراضي الروسية مباشرة، بأسلحة أمريكية أو بدونها، هو تذكير لحلفاء أوكرانيا بأنه على الرغم من الانتكاسات في الأشهر الـ 12 الماضية، فلا يزال الأوكرانيون مكرسين بشدة للنصر".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الاستيلاء الأوكراني كورسك الحرب الأوكرانية كورسك الأراضی الروسیة توغل کورسک فی کورسک إذا کان
إقرأ أيضاً:
الدفاع الروسية: القضاء على 150 عسكريًا أوكرانيًا في كورسك خلال 24 ساعة
أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن مقتل 150 عسكريًا أوكرانيًا في 24 ساعة، في إطار العمليات العسكرية الجارية في مقاطعة كورسك الواقعة على الحدود الروسية-الأوكرانية، وأكدت الوزارة أن حصيلة القتلى في صفوف الجيش الأوكراني في المنطقة قد بلغت حتى الآن 34,540 جنديًا، بالإضافة إلى تدمير مئات الدبابات والمدرعات والأسلحة الغربية.
وذكرت الوزارة أن القوات الروسية التابعة لمجموعة "الشمال" تواصل تكثيف عملياتها العسكرية في عدة قرى وبلدات على الحدود المتطرفة في كورسك، من بين هذه المناطق: فيكتوروفكا، دارينو، ليبيديفكا، ليونيدوفكا، مالايا لوكنيا، نيكولسكي، نوفو إيفانوفكا، وسفيردليكوفو، وتم القضاء على العديد من فلول الجيش الأوكراني في هذه الأماكن.
وفي إطار التصعيد العسكري، شنت القوات الروسية هجمات على تجمعات للجيش الأوكراني في العديد من المدن والبلدات المحاذية لمقاطعة سومي شمال شرق أوكرانيا، ومن بينها أغرونوم، ألكسندرية، بوغدانوفكا، كروغلينكويه، كوريلوفكا، وليبيديفكا، كما تم تدمير العديد من المواقع العسكرية الأوكرانية في مدن أخرى مثل مارتينوفكا، مالايا لوكنيا، ميلوفي، نيكولايفكا، وسفردليكوفو.
وأضافت وزارة الدفاع الروسية أنه تم أسر 5 عسكريين أوكرانيين خلال هذه العمليات، وأن الخسائر في صفوف قوات كييف منذ بدء الهجوم على كورسك في 6 أغسطس الماضي قد بلغت نحو 34,540 قتيلًا، بالإضافة إلى تدمير 215 دبابة، مئات المدرعات، مدافع، راجمات صواريخ، منظومات دفاع جوي، وأكثر من 60 محطة حرب إلكترونية ورادار.
تستمر العمليات العسكرية الروسية في استهداف مواقع الجيش الأوكراني، في وقت تصاعد فيه التوتر على جبهة كورسك، حيث تتواصل المعارك في محاولة لتغيير موازين القوى في المنطقة.
المحكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق محمد الضيف ونتنياهو وغالانت
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الخميس، أوامر اعتقال بحق القيادي في حركة حماس محمد الضيف، وذلك في إطار التحقيقات المتعلقة بالجرائم المزعومة التي ارتكبت في الأراضي الفلسطينية، هذه الخطوة تأتي في وقت متزامن مع إصدار المحكمة أوامر اعتقال أخرى بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع المقال يوآف غالانت بتهم مشابهة تتعلق بجرائم حرب في غزة.
في بيان صادر عن المحكمة، تم التأكيد على أن محمد الضيف متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في الفترة التي تلت الهجمات العسكرية في غزة، وتضمنت الاتهامات إشراف الضيف على هجمات استهدفت المدنيين، ما يرفع من حدة الصراع في المنطقة.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد وجهت أيضًا أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت بسبب تورطهم في هجمات ضد المدنيين الفلسطينيين منذ 8 أكتوبر 2023، وأشارت النيابة العامة إلى أن هناك "أسبابًا منطقية" للاعتقاد بأن كلا من نتنياهو وغالانت قد ارتكبا جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل والاضطهاد وجرائم غير إنسانية أخرى.
فيما أكدت المحكمة على أن "قبول إسرائيل باختصاص المحكمة غير ضروري"، وأشارت إلى أن الكشف عن أوامر الاعتقال يأتي في مصلحة الضحايا، وذلك في محاولة لضمان المحاسبة الدولية على الجرائم التي ارتكبت في سياق النزاع المستمر، هذه الخطوة تمثل تطورًا كبيرًا في مساعي المحكمة الجنائية الدولية لتوسيع نطاق التحقيقات في الجرائم المرتكبة خلال النزاعات المسلحة في المنطقة.