الجزيرة:
2024-12-26@22:08:40 GMT

هل ينجح ذكاء آبل الاصطناعي في تسهيل حياتنا حقًا؟

تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT

هل ينجح ذكاء آبل الاصطناعي في تسهيل حياتنا حقًا؟

كشفت "آبل" عن خططها لدمج الذكاء الاصطناعي مع منتجاتها للمرة الأولى ضمن حدث المطورين في يونيو/حزيران الماضي ثم أتبعته بعرض لمزايا إضافية ضمن حدث الإعلان عن هواتف "آيفون 16" في مطلع سبتمبر/أيلول الجاري.

وفي كلا الحدثين، ركزت "آبل" على مزايا هذه التقنية بشكل مفصل، وأشارت في عدة مواضع إلى الأثر الذي تملكه هذه التقنية على حياتنا اليومية، وذلك عبر ذكر سيناريوهات استخدام واقعية وحقيقية لتقنية الذكاء الاصطناعي قد تمر علينا بدءًا من مشاركة مجموعة من الصور بعينها مع أحد الأشخاص أو تلخيص الرسائل والصفحات والنصوص الطويلة فضلًا عن مزايا الذكاء الاصطناعي التوليدي بدءًا من توليدا النصوص وحتى توليد الصور.

تبرع "آبل" في تقديم العروض التقنية والكشف عن التقنيات الجديدة، إذ تنجح في كل مرة في إعادة تقديم التقنيات القديمة على أنها شيء مبتكر للغاية وفريد من نوعه، وقد نجحت الشركة في فعل ذلك مع تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها رغم أن غالبيتها متاح في بقية نماذج الذكاء الاصطناعي المنافسة وحتى الهواتف الذكية المنافسة، وهذا يدفعنا للتساؤل، هل تنجح "آبل" حقًا في تقديم تقنية يكون لها أثر إيجابي على تيسير الحياة؟ أم أنها مجرد مبالغة دعائية أخرى من الشركة؟.

آراء أولية متضاربة

لم تطرح "آبل" بعد النموذج النهائي من تقنية "ذكاء آبل" كما تطلق على نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، ورغم ذلك، فإن العديد من هذه المزايا متاحة عبر تحميل النسخ التجريبية لنظام "آي أو إس 18″، وهو ما قام به العديد من خبراء التقنية حول العالم.

نقل هؤلاء الخبراء تجاربهم مع التقنية الجديدة بشكل مكثف بعد مؤتمر الشركة الأخير، وذلك كون الشركة ركزت كثيرًا على هذه المزايا في المؤتمر وأشارت مرارًا لكون هذه المزايا كفيلة للترقية للجيل الجديد من هواتف "آيفون" الرائدة.

تراوحت آراء الخبراء حول التقنية الجديدة بين كونها "غير منتهية" و"غير مفيدة على الإطلاق"، إذ وصف خبراء موقع "إيه آي سوبريماسي" (Ai Supremacy)  التقنية بأنها خرقاء وغير مفيدة، في حين أن جيفري أ. فاولر الخبير التقني في موقع "واشنطن بوست" يرى بأن التقنية تعاني من أخطاء تقنية لا يجب أن تحدث مع تقنية اقترب موعد طرحها للعامة، وهو الرأي الذي اتفق معه آدم كلارك إستس الخبير التقني في موقع "فوكس" (Vox) الذي وصف التقنية بأنها متواضعة في أفضل الأحوال.

ينظر كل خبير إلى تقنية "آبل" الجديدة بشكل مختلف، وهو الأمر الذي جعل الآراء المتضاربة عنها تغطي كافة ألوان الطيف، فبينما يتحدث مايكل سبنسر من "إيه آي سوبريماسي" عن التقنية مقارنةً مع تقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى، فإن فاولر ينظر إليها بعين الاستخدام اليومي، وكذلك إستس الذي وصف التقنية بأنها تغير طريقة تعامله مع أجهزة "آبل" دون أن تؤثر في حياته بشكل إيجابي على وضعها الحالي.

وعلى النقيض، يمكن العثور على العديد من خبراء التقنية في "يوتيوب" الذين يرون التقنية ثورية وقادرة على تغيير شكل المستقبل واستخدامنا للهواتف بشكل عام، مثل دان باربيرا خبير موقع "ماك رومرز" (MacRumors) الشهير والمختص بأجهزة "آبل" الذي يؤمن بأن التقنية ثورية وقادرة على تغيير المستقبل وطريقة استخدام الهاتف بشكل كامل مؤكدًا أن التحديات الموجودة في النسخ البدائية من التقنية تختفي تمامًا مع التحديث الرسمي عند صدوره.

هاتف مدعوم بالذكاء الاصطناعي يحل مشكلة عدم توافر هاتف ذكي أو إنترنت (شترستوك) تحديات معتادة أمام الذكاء الاصطناعي

تعتمد تقنية "آبل" الجديدة في جوهرها على نموذج "شات جي بي تي" الذي تقدمه شركة "آوبن إيه آي" رائدة الذكاء الاصطناعي، لذا من المتوقع والمنطقي أن تعاني تقنية "آبل" من التحديات ذاتها التي يعانيها "شات جي بي تي".

هذه التحديات كانت واضحةً في تجربة فاولر للنسخة التجريبية من التقنية، إذ كانت العديد من الإجابات التي تأتي من "سيري" أو حتى من ميزة تلخيص النصوص والبحث عن المعلومات خاطئة بشكل كبير، فضلًا عن بعض التحديات الموجودة في ميزة تلخيص الرسائل والتنبيهات، إذ كانت التنبيهات ملخصة بشكل خاطئ يجعل المعلومات المذكورة فيه خاطئة بشكل كامل.

ظهرت بعض المشاكل والتحديات بشكل متسق بين جميع التجارب الموجودة لنموذج الذكاء الاصطناعي، وهي تحديدًا في ميزة تعديل الصور عبر الذكاء الاصطناعي، إذ كان النظام يفشل في تقديم نتائج مناسبة عند استخدام هذه الميزة.

تظل المزايا الأخرى بعيدة عن التجربة وغير واضحة، وذلك مثل ميزة توليد الصور أو بناء الرموز التعبيرية فضلًا عن بعض المزايا المتطورة في نسخة "سيري" المحسنة، ولكن من المنطقي ظهور التحديات ذاتها، كونها تعتمد على البناء ذاته.

استهلاك هائل للبطارية

أشار فاولر في تجربته مع موقع "واشنطن بوست" إلى أن مزايا الذكاء الاصطناعي تستهلك البطارية بشكل أسرع من المعتاد، إذ كانت البطارية تنفد أسرع بـ5 ساعات عند استخدام مزايا الذكاء الاصطناعي في الهاتف، وهو الأمر الذي قد يمثل عقبة كبيرة أمام التقنية، كون البطارية من أكبر التحديات الموجودة في هواتف "آيفون" بشكل عام.

ومن الجدير بذكره أن فاولر اختبر التقنية في نسختها التجريبية عبر نظام تجريبي من "آبل" على هاتف "آيفون 15 برو ماكس"، ومن المعروف أن الأنظمة التجريبية من "آبل" تعاني من مشاكل في أداء البطارية بشكل مستمر، فضلًا عن كون معالج "إيه 18 برو" (A18 Pro) الجديد المستخدم في هواتف "آيفون 16 برو" أقدر على التعامل مع مزايا الذكاء الاصطناعي وتحسين استهلاك البطارية، لذا قد لا تظهر هذه المشكلة معه.

إذا صح هذا الافتراض، فإن مالكي أجهزة "آيفون 15 برو" و"آيفون 15 برو ماكس" سيواجهون تحديات جمة عند تشغيل ميزات الذكاء الاصطناعي، بدءًا من بطء في تشغيل التقنية وحتى استهلاك أعلى للبطارية بشكل ملحوظ.

"الحوسبة السحابية الخاصة"، وهي تتيح للهاتف الاتصال مباشرةً بالخادم واستخدام قدراته الحوسبية الكبيرة دون مشاركة البيانات معه بشكل مباشر.(شترستوك) الخصوصية.. أهم مزايا ذكاء "آبل" الاصطناعي

رغم اعتماد "آبل" على نموذج "شات جي بي تي" في تشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة فإن الشركة فضلت الاعتماد على تقنيتها الخاصة في تأمين بيانات المستخدمين، وهذا عبر آلية مبتكرة لتشغيل التقنية بشكل مباشر من الهاتف دون الحاجة إلى الاتصال بالخادم السحابي إلا في حالات بعينها، وحتى عند ذلك، فإن الشركة بنت تقنية مختلفة أيضًا لحماية بيانات المستخدم، لذا يمكن القول بأن الخصوصية هي الميزة الأهم في تقنية "آبل" الجديدة لتشغيل الذكاء الاصطناعي في هواتفها.

في البداية، قامت "آبل" ببناء نموذج الذكاء الاصطناعي مباشرةً في الهاتف، ورغم أن النموذج المحلي الذي يتم تشغيله مباشرةً من الهاتف لن يحمل كافة المزايا الخاصة بالتقنية، فإنها ستكون كافية للتعامل مع البيانات الحساسة للمستخدمين ومنع وصول خوادم الشركة أو الاطلاع عليها بعيدًا عن المستخدمين.

ومن أجل المزايا التي تحتاج إلى الاتصال بالخوادم السحابية، فقد صنعت الشركة تقنية فريدة ومختلفة تدعى "الحوسبة السحابية الخاصة"، وهي تتيح للهاتف الاتصال مباشرةً بالخادم واستخدام قدراته الحوسبية الكبيرة دون مشاركة البيانات معه بشكل مباشر، وذلك لأن الخوادم التي تعتمد على هذه التقنية تستخدم معالجات "آبل" الخاصة، وإذا أردنا اختصار التقنية بشكل مخل، فيمكن القول بأن الهاتف يسيطر على الخادم ويستخدم قدرته الحوسبية دون أن يكون للخادم نظام تشغيل خاص به أو قدرة على الاطلاع على البيانات الموجودة والتي يتم مشاركتها معه.

تضمن هذه التقنية أن بيانات المستخدمين وكافة العمليات المتعلقة بهم تتم بشكل محلي تحت سيطرة نظام الهاتف المغلق والمؤمن تمامًا، وهو ما يعزز من الخصوصية وتجربة المستخدم بشكل كبير، وقد وصفت نيكول كارينيان نائبة الرئيس للذكاء الاصطناعي الإستراتيجي في منظمة الأمن السيبراني البريطانية "دارك تريس" (Darktrace) أثناء حديثها مع موقع "ذا ستاك" (The Stack) هذه التقنية بأنها ثورية وقادرة على تغيير آلية تعامل الشركات مع الذكاء الاصطناعي بشكل عام فضلًا عن كونها تزيل إحدى أشهر العقبات أمام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتعلقة بالخصوصية.

وضعت "آبل" رهانها الأخير على الخصوصية، إذ لا توجد تقنية ذكاء اصطناعي متاحة للجمهور قادرة على مقارعة "آبل" في الخصوصية، إذ تحتاج جميعًا لتنفيذ الأوامر ومشاركة البيانات مع خوادمها السحابية، ورغم أن الوقت مازال مبكرًا للحكم على جودة هذا النهج وإن كان قادرًا حقًا على حل التحديات المتعلقة بالخصوصية في تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن وجوده في حد ذاته مهم للغاية، إذ إنه يفتح الباب أمام الشركات للتطوير فيه، ويدفعهم للابتكار من ناحية الحفاظ على الخصوصية.

وتظل الإجابة الحقيقية حول جودة تقنيات "آبل" للذكاء الاصطناعي مختبئة خلف ستار موعد الإطلاق النهائي في أكتوبر/تشرين الأول القادم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تقنیات الذکاء الاصطناعی مزایا الذکاء الاصطناعی هذه التقنیة الاصطناعی ا العدید من فضل ا عن

إقرأ أيضاً:

راغب علامة آخرهم..نجوم وقعوا ضحايا الذكاء الاصطناعي

أثار تسجيل "مفبرك" منسوب إلى اللبناني راغب علامة والفنان الإماراتي عبدالله بالخير، الجدل على منصات التواصل الاجتماعين بسبب ما قيل إنه مساس بحسن نصرالله.

وسارع علامة وبالخير لنفي ما ورد في التسجيل، مؤكدين تزييف صوتهما عبر وسائل تقنية إلا أن النفي وحده لم يكن كافياً مقابل حملة شرسة شنها أنصار حزب الله ضد النجم اللبناني، مع توجيه تهديده إذا سافر إلى بيروت، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل امتد لتحطيم وتكسير وحرق مدرسة لعلامة في لبنان.

تُسلط هذه الواقعة الضوء على "تزييف" أصوات وصور الفنانين والمشاهير واستخدامها في الاحتيال أو شحن الرأي العام في اتجاهات سياسية أو دينية.
في هذا السياق، لم يكن علامة وبالخير، أول فريسة هذه الطرق الاحتيالية، فقد تعرض كثيرون لذلك وهو ما يرصده 24.

توم هانكس

نشر توم هانكس، عبر إنستغرام، صورة مزيفة مأخوذة من فيديو  بواسطة الذكاء الاصطناعي، يُستخدم في إعلان خادع للترويج لعلاج الأسنان، لافتاً إلى تزييف شكله وتوظيفه دون موافقته.

      View this post on Instagram      

A post shared by Tom Hanks (@tomhanks)

  تايلور سويفت

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، انتشرت صور إباحية مزيفة للمغنية تايلور سويفت عبر الإنترنت، ومنصات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.
وأثارت الواقعة الجدل، ما دفع مُحبي سويفت، إلى شن هجوم كبير على إكس، لسماحها بانتشار الصور  دون التصدي لها، حيث اطلقوا وسماً حمل اسم "#ProtectTaylorSwift"، للدفاع عنها.

بدورها، أصدرت نقابة ممثلي الشاشة، وفق موقع "Cbs news"، بيانا عن القضية، وصفت في صور سويفت بـ "مزعجة ومضرة ومثيرة للقلق العميق".

سكارليت جوهانسون

واجهت الممثلة والمغنية الأمريكية سكارليت جوهانسون، تحديات التزييف العميق بعد توظيف وجهها في أفلام مُخالفة.

ورغم  العقبات القانونية والاعتداءات، أعربت الممثلة عن صعوبة اتخاذ إجراءات ضد هذه الفيديوهات التي تصنع بالذكاء الاصطناعي.

ضحايا آخرين

واجه مشاهير ونجوم آخرين أمثال، الهندية راشميكا ماندانا، والبريطانية كاترينا كايف، وروبرت باتينسون، ومورغان فريمان، وجيمي دونالدسون، وكريستين بيل، نفس المشكلة مع التزييف العميق وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وحسب نتائج دراسة نشرتها "الغارديان" البريطانية في 21 مارس (آذار) الماضي، وقع 250 من المشاهير والنجوم ضحايا للمواد الإباحية المزيفة، حيث أظهر تحليل للقناة الرابعة لأكثر خمسة مواقع ويب مزيفة زيارة، أن هناك ما يقرب من 4000 شخصية مشهورة مدرجة في القائمة، بينهم 255 بريطانيا.



مقالات مشابهة

  • من الوكلاء إلى الهلوسات.. هكذا تطور الذكاء الاصطناعي في 2024
  • تحديات تواجه اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي.. قراءة
  • راغب علامة ضحية الذكاء الاصطناعي.. وزوجته تدافع عنه: "عيب"
  • قيمة أبل تقارب 4 تريليونات دولار بفضل الذكاء الاصطناعي
  • مترجمون يناقشون مستقبل الترجمة في عصر الذكاء الاصطناعي
  • 3 اكتشافات تمت بفضل الذكاء الاصطناعي في 2024
  • الشيف ChatGPT..وصفات من الذكاء الاصطناعي
  • راغب علامة آخرهم..نجوم وقعوا ضحايا الذكاء الاصطناعي
  • د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي
  • موظفو البنوك.. أين أنتم من الذكاء الاصطناعي؟