بريطانيا تخلي طالبي لجوء من إحدى العوامات بسبب بكتيريا خطيرة
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
أعلنت وسائل إعلام بريطانية إجلاء طالبي اللجوء بشكل مؤقت من العوامة "بيبي ستوكهولم" في منطقة دورست بعد العثور على بكتيريا "ليجيونيلا" في المياه داخل العوامة، في حين أظهرت أرقام رسمية نُشرت اليوم الجمعة أن أكثر من 100 ألف مهاجر غير نظامي عبروا منذ 2018 بحر المانش على متن قوارب صغيرة.
ومن المتوقع أن تنقل السلطات هؤلاء اللاجئين إلى أماكن إقامة جديدة كإجراء احترازي.
وقالت وسائل الإعلام إنه لم تظهر حتى الآن أعراض مرضية على أي من طالبي اللجوء، ويتم حاليا إجراء فحوص جديدة على المياه، وفي حال خلوها من البكتيريا فسيتم إعادتهم إليها.
وكانت السلطات البريطانية بدأت بداية الأسبوع نقل الدفعة الأولى من طالبي اللجوء إلى البارجة الراسية جنوبي البلاد، في إطار خطة الحكومة لنقل طالبي اللجوء إلى سفن وقواعد عسكرية سابقة.
وانقسمت الآراء حول هذه السياسة، فيقول وزراء إنهم يريدون توفير إقامة أساسية، لا إقامة فاخرة، للمساعدة في تقليل النفقات، في حين قال مدافعون عن حقوق الإنسان إن العرض غير إنساني.
وتقول الحكومة البريطانية إن تلك الخطة تهدف إلى تقليل فاتورة إيواء طالبي اللجوء، إذ إن إبقاءهم في فنادق يكلفها 6 ملايين جنيه إسترليني يوميا (7.63 ملايين دولار).
ووفقا لصحيفة التايمز البريطانية، فإن تكلفة استئجار البارجة تبلغ 15 ألف جنيه إسترليني (19 ألف دولار) يوميا، بالإضافة إلى تكلفة رسوم رسوها في الميناء 4500 جنيه إسترليني يوميا، أي أن تكلفة إقامة اللاجئ يوميا تكون 39 جنيها إسترلينيا في المتوسط، إلى جانب بعض النفقات الإضافية اليومية من خدمات أمن ومطاعم.
ويمكن أن تتسبب البكتيريا المكتشفة في إمدادات المياه على البارجة في "حمى الفيلق"، وهي عدوى بالرئة تصفها خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا بأنها غير منتشرة، لكنها "خطيرة للغاية".
أعداد متزايدةوفي سياق متصل، أظهرت أرقام رسمية نُشرت اليوم الجمعة أن أكثر من 100 ألف مهاجر غير نظامي عبروا منذ 2018 بحر المانش على متن قوارب صغيرة، رغم وعود الحكومة البريطانية بمكافحة الهجرة غير النظامية.
وأمس الخميس، أبحر باتجاه السواحل الإنجليزية في هذه الرحلة الخطرة 755 مهاجرا غير نظامي، حسب ما أعلنته وزارة الداخلية البريطانية. وهذا أعلى رقم يومي يسجّل منذ مطلع العام.
وحسب إحصاء أجرته وكالة الصحافة الفرنسية اليوم الجمعة، استنادًا إلى بيانات الحكومة البريطانية؛ فقد بلغ العدد الإجمالي للمهاجرين غير النظاميين الذين حاولوا منذ عام 2018 الوصول بحرًا إلى السواحل الإنجليزية 100 ألف و715 مهاجرًا.
وبدأ احتساب أعداد المهاجرين الذين يحاولون الوصول على متن قوارب صغيرة عبر المانش إلى إنجلترا -وأغلبهم انطلاقا من السواحل الفرنسية القريبة- في 2018 بعد إغلاق السلطات الفرنسية المداخل المؤدّية إلى ميناء كاليه ونفق القناة.
ومع إغلاق هذه المداخل أمام المهاجرين بات عبورهم القناة إلى إنجلترا على متن شاحنات أمرًا بالغ الصعوبة إن لم يكن شبه مستحيل، الأمر الذي دفع المهرّبين للاستعاضة عن هذا الطريق البرّي الآمن بالطريق البحري الخطر.
والقناة الإنجليزية أحد أكثر المضائق ازدحامًا في العالم، وتشهد غالبًا غرق قوارب تضيق بالمهاجرين بعد أن يدفعوا أموالا باهظة لمهرّبيهم.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، لقي 27 شخصا مصرعهم خلال محاولتهم عبور القناة. وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي غرق 4 أشخاص على متن مركب مهاجرين في القناة.
وأمس الخميس، أُنقذ 17 مهاجرا بعد سقوطهم في البحر، وفقًا لوزارة الداخلية البريطانية.
ورغم الوعود التي أطلقها الساسة البريطانيون بـ"استعادة السيطرة" على الحدود حالما تخرج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، فإن عدد المهاجرين الذين تمكّنوا من الوصول إلى الأراضي البريطانية على متن قوارب صغيرة ارتفع منذ منذ خروج البلاد رسميا من الاتحاد الأوروبي والسوق الأوروبية الموحَّدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: طالبی اللجوء
إقرأ أيضاً:
اللجوء.. وكرم شعب
على خلفية مشاهدتي لبعض أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولى الذى اختتم فعاليات دورته الخامسة والأربعين يوم الجمعة الماضي، ناقش أحد الأفلام المعروضة قضية اللجوء إلى الدول الأوروبية هربا من الحروب والويلات وعدم الاستقرار فى بعض البلدان، الفيلم الفرنسي "قابل البرابرة" يدور حول اضطرار بلدة فرنسية بقبول عدد من اللاجئين من أوكرانيا، ولما لم يتبق منهم أحد بعد لجوئهم إلى مدن أخرى تبقت أسرة قادمة من سوريا، فاضطر المجلس المحلي للبلدة على التصويت على قبولهم بالرغم من تحفظات البعض.
واجهت الأسرة السورية الكثير من المتاعب والتنمر والاضطهاد الذى كاد أن يتسبب فى طردهم، قبل أن يحدث موقف إنساني لحالة ولادة طارئة تتدخل فيه ابنتهم الطبيبة لتنقذ الأم والوليد، ليضطر رب الأسرة الذى كان كارها لوجود الأسرة السورية، إلى تقبلهم على مضض نزولا على رغبة زوجته وتهديدها له بأن عليه الاختيار بينها وبين بقاء هؤلاء اللاجئين.
ذكرني ما حدث مع هذه الاسرة السورية ومع ما حدث ومازال يحدث من حوادث عنصرية فى بعض البلدان الأوروبية تجاه اللاجئين وحتى بعض المقيمين هناك، وبين ما يحدث فى مصر من فتح ذراعيها لكل لاجئ لها رغبة فى العيش بأمن وأمان للفارين من هول النزاعات والانقسامات والحروب، وإذا كانت مصر الدولة التى لا تتخلى أبدا عن دورها باعتبارها لأخت الكبرى لكل الأشقاء، فإن هذا الدور ينسحب أيضا على الشعب بأكمله، الذى لم يتذمر ولم يتعامل بقسوة مع من اعتبرهم ضيوفه حتى لو تجاوز عددهم 9 ملايبن، وهو ما يعادل تعداد بعض الدول.
قبل سنوات طويلة استقبلت مصر الأشقاء من الكويت عقب الغزو العراقي للكويت فى أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وبعدها استقبلت الأشقاء من العراق، وهم حتى الآن مازالوا جيراننا ويتملكون عقارات، ثم بعد ذلك الأشقاء من اليمن وسوريا، أما بالنسبة للأخوة من فلسطين فهم على مر السنين يعيشون بيننا، وأخيرا هذه الأعداد الكبيرة من النازحين من السودان بعد الاضطرابات التى سادتها منذ عامين تقريبا.
كل من يعيش على أرض مصر فهو آمن، فلا اضطهاد ولا تنمر ولا مضايقات تذكر، وهؤلاء جميعا يعيشون ويعملون ويتعلم أبناؤهم فى المدارس المصرية، بل إنهم لديهم مشروعات استثمارية ومحلات ولنا فى المطاعم السورية المنتشرة فى معظم أحياء القاهرة خير دليل، وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار والتضخم المتزايد الذى يعاني من آثاره المصريون، إلا أنهم لم يضيقوا بالضيوف، الذين تسبب وجودهم فى ارتفاع الإيجارات بشكل غير مسبوق وكذا ارتفاع أسعار العقارات والمواد الغذائية، وكما قال النائب علاء عابد أثناء مناقشة قانون لجوء الأجانب الأسبوع الماضي، فإن العقارات زادت بنسبة كبيرة والشقة التى كان سعرها مليون جنيه أصبح الآن سعرها خمسة ملايين جنيه، ومع ذلك مصر "لا قفلت ولا هتقفل بابها فى وش حد".
سلوكيات الناس فى الشارع مع الأشقاء من السودان الذين نزحوا بأعداد كبيرة، تنم عن كرم وإنسانية، فتجد من يدلهم عن الطريق وعن المواصلات ويساعد كبار السن منهم ويتعاطف مع صغارهم، هذه هى مصر وهذا شعبها.. صدق بها قوله سبحانه وتعالى "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".