في عالم الحروب والتقنيات العسكرية، تلعب المواد المتفجرة دورًا محوريًا في تنفيذ الاستراتيجيات العسكرية والعمليات التكتيكية. من بين المواد المتفجرة المتقدمة، تبرز مادة البنتريت (PETN) كواحدة من أكثر المواد فعالية وقوة. يتميز البنتريت بخصائص تجعل منه خيارًا مفضلًا في العديد من التطبيقات العسكرية، مما يعزز فعالية الأسلحة والأنظمة الأمنية.

البنتريت، المعروف أيضًا باسم تترايترو إيثيلين (Pentaerythritol tetranitrate)، هو مادة متفجرة قوية تستخدم في صناعة المتفجرات بفضل قدرتها العالية على توليد الطاقة عند التفجير. تتكون المادة في شكل مسحوق أبيض أو بلورات، وتتميز بقدرتها على الانفجار عند درجات حرارة منخفضة نسبيًا، مما يجعلها فعالة في مجموعة متنوعة من التطبيقات.

وينفجر البنتريت عند درجات حرارة منخفضة نسبيًا مقارنةً بمواد متفجرة أخرى. يمكن أن تنفجر المادة عند درجات حرارة تصل إلى نحو 190 درجة مئوية (374 درجة فهرنهايت)، مما يتيح استخدامها في مجموعة متنوعة من الظروف البيئية. كما يمكن دمج البنتريت مع مواد أخرى لتطوير أنواع مختلفة من المتفجرات، مثل المواد الحارقة والمتفجرات المركبة، مما يعزز من مرونتها في الاستخدام العسكري.

ويستخدم البنتريت في أنظمة التفجير عن بُعد، حيث يتم تفعيل المواد المتفجرة باستخدام إشارات إلكترونية أو رسائل مشفرة. هذا يتيح للجنود تنفيذ عمليات دقيقة من مسافات بعيدة. كما يمكن دمج البنتريت في تقنيات متطورة تسمح بالتحكم الدقيق في توقيت وشدة التفجير، مما يعزز من فعالية الأسلحة ويزيد من قدرتها على تحقيق أهدافها بدقة. 

في سياق تفجيرات أجهزة البيجر التي حدثت مؤخرًا، أثبتت البنتريت أنها كانت الخيار المفضل لتوليد تأثيرات مدمرة عبر استخدام أجهزة اتصال لا تتوقع أن تحتوي على مثل هذه المواد. حيث تم استخدام البنتريت بشكل غير تقليدي لتفجير أجهزة البيجر، وهي أجهزة اتصال بسيطة تُستخدم عادةً لتلقي الرسائل النصية والإشعارات. كيف تم تنفيذ هذا؟

قبل وصولها إلى المستخدمين في لبنان، تم تعديل أجهزة البيجر بشكل دقيق. تم زرع كمية صغيرة من مادة البنتريت داخل كل جهاز، بجانب بطاريات الجهاز أو في مواقع أخرى يسهل الوصول إليها.تم تجهيز الأجهزة بحيث تنفجر عند تلقي رسالة مشفرة معينة. البنتريت، التي تنفجر عند درجات حرارة منخفضة نسبيًا، تمت برمجته ليكون نشطًا عند تلقي الرسالة. هذا يعني أن الجهاز يمكن أن يتفجر عند درجة حرارة تتراوح بين 190 درجة مئوية إلى 200 درجة مئوية، وهي حرارة يمكن تحقيقها بسهولة عند تسخين البطاريات داخل الجهاز.تم تنسيق العملية بحيث يتم تفعيل المتفجرات في جميع الأجهزة بشكل متزامن. هذا التنسيق الدقيق أدى إلى تفجيرات ضخمة في وقت واحد، مما تسبب في أضرار جسيمة وأعداد كبيرة من الإصابات والوفيات.

في النهاية تجدر الإشارة إلي أن استخدام البنتريت في هذا السياق يعكس تكنولوجيا متقدمة في تنفيذ العمليات العسكرية والأمنية. التفجيرات التي نجمت عن هذه الأجهزة أظهرت قدرة عالية على تحقيق تأثيرات مدمرة، مما أثار ردود فعل واسعة النطاق على المستوى الدولي والإقليمي.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المتفجرات البيجر لبنان الإصابات عند درجات حرارة

إقرأ أيضاً:

ضمن جهودها لتعزيز الصحة العامة.. “الغذاء والدواء” تطلق حملة للتوعية بالتسمم الغذائي ومخاطره والوقاية منه

ضمن جهودها المستمرة لتعزيز الصحة العامة، ورفع مستوى الوعي المجتمعي في إطار استراتيجيتها الرابعة، أطلقت الهيئة العامة للغذاء والدواء حملة توعوية رقمية للتعريف بالتسمم الغذائي وأسبابه وطرق الوقاية منه.
وأوضحت الهيئة أن التسمم الغذائي حالة مرضية، تظهر بعد تناول طعام ملوث، ولا تظهر عليه أي علامات تلف.
وبينت أن التلوث الغذائي يحدث لأسباب مختلفة، منها الميكروبية كالبكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات، أو الكيميائية مثل: السموم الطبيعية والصناعية، إضافة إلى التلوث الفيزيائي، مثل: وجود الزجاج أو الشعر أو الأظافر أو برادة الحديد في الطعام.
وأكدت أن الأعراض الشائعة للتسمم تشمل ارتفاع درجة الحرارة، وآلام في البطن، والقيء، والغثيان، والإسهال المائي أو الدموي، مشددة على أن انتقال الأمراض عن طريق الغذاء يمكن أن يحدث في مراحل متعددة، سواء أثناء الزراعة أو الصناعة أو النقل والتخزين أو أثناء التحضير والطهي.
وفي إطار الوقاية أوصت الهيئة بالحرص على غسل اليدين جيدًا قبل وبعد تحضير الطعام، وحفظ الأطعمة الباردة في درجة حرارة 5 درجات مئوية أو أقل، والطعام الساخن في درجة 60 درجة مئوية أو أكثر، مع تجنب ترك الطعام في درجة حرارة الغرفة لأكثر من ساعتين.
وأكدت ضرورة فصل الأغذية النيئة عن الجاهزة للأكل، وتعقيم الأسطح والأدوات المستخدمة في المطبخ، محذرة في الوقت نفسه من غسل الطعام بالصابون أو المعقمات.
وحذرت الهيئة من التسمم الوشيقي، وهو من أندر وأخطر أنواع التسمم، وينتج عن سموم تفرزها بكتيريا “كلوستريديوم بوتولينوم” في ظروف مناسبة لتكاثرها ونشاطها، مثل: بيئة خالية من الأكسجين كالمعلبات، خاصة المعلبات المنزلية، وتوفر درجات حرارة تتراوح بين 5 و60 درجة مئوية، وخصوصًا درجات حرارة الغرفة بين 25 و37 درجة مئوية.
وأفادت بأن هذا النوع من التسمم له عدة أشكال، منها ما يصيب البالغين بعد تناول طعام ملوث، وآخر يصيب الرضع أقل من 12 شهرًا بسبب تناول العسل أو أطعمة غير آمنة.
ويعد هذا النوع من التسمم خطيرًا، إذ يسبب أعراضًا مثل: القيء، والإسهال، وضعف عضلات الوجه، وصعوبة في البلع والتنفس، إضافة إلى التنميل في الأطراف وجفاف الحلق والفم.
وأكدت الهيئة أهمية الالتزام بالطبخ الجيد، ونظافة اليدين والأدوات، وتعقيم المعلبات المنزلية، وتفقد المعلبات الجاهزة من عدم وجود انتفاخات أو صدأ أو تغير في الشكل الظاهري، إلى جانب الفصل التام بين الطعام النيء والجاهز للحماية من هذا النوع النادر والخطير من التسمم الغذائي.

مقالات مشابهة

  • تتأثر بأنظمة ضغطية سطحية ضعيفة.. اعرف حالة الطقس في الإمارات اليوم
  • “الغذاء والدواء” تطلق حملة للتوعية بالتسمم الغذائي والتحذير من مخاطره
  • ضمن جهودها لتعزيز الصحة العامة.. “الغذاء والدواء” تطلق حملة للتوعية بالتسمم الغذائي ومخاطره والوقاية منه
  • علماء روس يبتكرون بطاريات قادرة على العمل في البرد القارس
  • ركنة تسجل أقل درجة حرارة في الإمارات
  • لتجنب أمراض القلب.. الصحة: تسوية الطعام بالبخار أو السلق هي الأفضل
  • الأرصاد تحذر من حرارة شديدة حتى الثلاثاء المقبل
  • أتربة وارتفاع حرارة.. الأرصاد: موجة حارة جديدة ذروتها الثلاثاء
  • بعد حرارة تصل إلى 30 درجة الأمطار راجعة.. هكذا ما كشفه الأب خنيصر
  • الوطني للأرصاد يكشف عن أقل درجة حرارة سجلت على الدولة