شهد لبنان حادثة هزّت الرأي العام وأعادت تسليط الضوء على مخاطر التكنولوجيا المستخدمة كسلاح في عمليات الاغتيال، حيث انفجرت أجهزة بيجر التي كانت تُستخدم من قبل أعضاء حزب الله، مخلّفة ما لا يقل عن تسعة قتلى ومئات الجرحى، والتحقيقات الأولية أشارت إلى أن هذه الأجهزة قد تم تزويدها بمتفجرات دقيقة تم تفجيرها عن بعد باستخدام إشارات إلكترونية.

هذا الهجوم المروّع أثار تساؤلات حول قدرة التكنولوجيا على التحوّل من وسيلة للاتصال إلى أداة قتل، مما يعيد إلى الأذهان العديد من حوادث الاغتيال التي لعبت فيها التكنولوجيا دورًا حاسمًا.

لا يمكن إنكار أن التكنولوجيا قد غيّرت حياة الإنسان بشكل إيجابي بفضل الهواتف الذكية، السيارات الذكية، والطائرات دون طيار، أصبح لدينا حياة أسهل وأكثر راحة ولكن في ظل هذا التطور، ظهرت قدرات خفية وخطيرة يمكن استغلالها لأغراض خبيثة، بما في ذلك الاغتيالات، التكنولوجيا التي تم تصميمها لتسهيل الحياة يمكن أن تتحول، إذا وُضعت في الأيدي الخاطئة، إلى أدوات مميتة.

واحدة من أبرز الأمثلة على استخدام التكنولوجيا في الاغتيال هو حادثة اغتيال الصحفي الأمريكي مايكل هاستينغز في عام 2013 وتوفي هاستينغز في حادث سيارة مفاجئ وغامض، حيث انحرفت سيارته عن الطريق بسرعة فائقة واصطدمت بحاجز قبل أن تنفجر.

وأثيرت شائعات لاحقًا أن سيارته، التي كانت مزودة بأنظمة إلكترونية حديثة، قد تم اختراقها، مما أدى إلى فقدانه السيطرة عليها، التحقيقات لم تثبت هذا الادعاء رسميًا، ولكن هذا الحادث فتح الأعين على إمكانية استخدام الهجمات الإلكترونية لاختراق أنظمة التحكم في السيارات الذكية وتنفيذ عمليات اغتيال سرية.

وتعتبر الطائرات دون طيار الدرونز ليست فقط أداة للرصد والتصوير، بل أصبحت سلاحًا فعالًا في تنفيذ عمليات الاغتيال الدقيقة، يمكن تزويد الطائرات دون طيار بتقنيات تحديد المواقع والذخائر القاتلة، مما يسمح بتنفيذ ضربات قاتلة ضد أهداف بعيدة دون الحاجة إلى وجود ميداني للمنفذين.

وكان اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، في يناير 2020 عبر ضربة بطائرة دون طيار، هو مثال بارز على هذا النوع من الاغتيالات حيث تم تنفيذ العملية باستخدام طائرة مسيّرة كانت تتبع تحركات سليماني بدقة فائقة عبر التكنولوجيا المتقدمة، الحادثة أعادت تسليط الضوء على إمكانية استغلال التكنولوجيا لقتل شخصيات بارزة من دون تدخل بشري مباشر.

الهواتف الذكية، التي نستخدمها يوميًا، قد تتحول أيضًا إلى سلاح قاتل فتكنولوجيا التجسس والاختراق تجعل من السهل على الحكومات أو الجماعات المسلحة اختراق الهواتف الذكية لمراقبة وتحديد مواقع الأهداف، في بعض الحالات، يمكن استخدام هذه المعلومات لتسهيل اغتيالات دقيقة.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: استخدام التكنولوجيا اغتيال الجماعات المسلحة الهواتف الذكي الهواتف الذكية الطائرات بدون طيار دون طیار

إقرأ أيضاً:

القيادة تدين محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس جمهورية القُمر المتحدة

بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية لفخامة الرئيس العقيد عثمان غزالي رئيس جمهورية القُمر المتحدة، أدان فيها محاولة الاغتيال التي تعرض لها.
وقال الملك المفدى:” علمنا بنبأ محاولة الاغتيال التي تعرض لها فخامتكم، وإننا إذ نعرب عن إدانتنا لهذا الاعتداء ورفضنا لجميع أشكال العنف، لنتمنى لكم الشفاء العاجل، والقيام بمهامكم لتحقيق ما يطمح إليه شعبكم وبلدكم الشقيق “.

كما بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقية لفخامة الرئيس العقيد عثمان غزالي رئيس جمهورية القُمر المتحدة، أدان فيها محاولة الاغتيال التي تعرض لها.
وقال سمو ولي العهد :” بلغني نبأ محاولة الاغتيال التي تعرض لها فخامتكم، وإنني إذ أعرب عن إدانتي لهذا الاعتداء، لأتمنى لكم الشفاء العاجل وتمام الصحة والعافية “.

مقالات مشابهة

  • لوباريزيان: هل يمكن أن تتحول هواتفنا الذكية إلى قنابل؟
  • خبير أمن معلومات: لا يمكن إحداث طفرات إلا بالتركيز على التكنولوجيا والابتكار
  • هل يمكن تفجير الهواتف المحمولة مثل “البيجر”؟.. خبير “تكنولوجيا” يجيب
  • بعد تفجير أجهزة ”البيجر” .. هل يمكن تفجير الهواتف المحمولة؟.. خبير ”تكنولوجيا” يجيب
  • أحمد ثابت يكتب.. البنتريت في "البيجر": تكنولوجيا التفجير المدمرة
  • ولي العهد يدين محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس جمهورية القُمر المتحدة
  • القيادة تدين محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس جمهورية القُمر المتحدة
  • بعد انفجار أجهزة بيجر في لبنان.. هل يمكن اختراق الهواتف الذكية وتحويلها إلى قنابل؟
  • من خاشقجي إلى التطبيع: الأجندة الخفية التي تحرك السياسة الأمريكية