يعتبر العلاج بالفن أحد الأساليب الفعّالة في تنمية الشخصية وتعزيز الاتزان العاطفي لدى الأفراد، خاصة المراهقين. 

وأشارت سارة نصار، أخصائية العلاج بالفن، خلال حديثها في برنامج "عايشة الحياة" المُذاع عبر قناة "هى"، إلى أن الفن يُعرف بالقوة الناعمة، حيث يستطيع الوصول إلى الأفراد بطرق غير تقليدية، سواء من خلال تعزيز المواهب أو مساعدة الشخص في تطوير أسلوبه وشخصيته.

أهمية الفن كأداة علاجية

تحدثت سارة نصار عن خصائص المراهقة والتحديات التي يواجهها المراهقون في هذه المرحلة. من بين أبرز التحديات التي ذكرتها هو التفكير الأحادي، الذي يُعد أحد خصائص هذه المرحلة العمرية. 

يتميز المراهقون بالعناد والاندفاع والتمرد، وهو ما قد يكون طبيعيًا لدى البعض، لكنه قد يؤدي إلى التطرف الفكري لدى البعض الآخر.

وهنا تأتي أهمية الفن كوسيلة غير تقليدية لتهذيب هذا النوع من التفكير ومنع انحرافه إلى مسارات سلبية.

دور الأسرة وتكامل الأدوار التربوية

أوضحت نصار أن الأسرة لم تعد المصدر الوحيد للتربية والتنشئة في العصر الحديث. 

فقد بات هناك العديد من الوسائل التفاعلية التي تساهم في توجيه الشباب وتربيتهم، ومنها العلاج بالفن، الذي يتيح للشباب فرصة التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بطرق إبداعية.

وتهدف نصار من خلال مبادرتها في ورشة "اسمع فنك"، المقامة في متحف "محمود خليل"، إلى جذب الشباب بعيدًا عن التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي ومساعدتهم على توجيه طاقتهم الإبداعية نحو تحسين ذاتهم والابتعاد عن التطرف الفكري.

العلاج بالفن كأداة لمكافحة التطرف

أشارت نصار إلى أن ورشة "اسمع فنك" تهدف إلى محاربة التطرف الفكري الذي قد يتعرض له الشباب، وذلك من خلال توجيه طاقاتهم نحو الفن والإبداع. 

وتعد هذه الورشة نموذجًا على كيفية استثمار الفن كأداة فعّالة للتواصل مع الشباب وتعليمهم مهارات الاتزان العاطفي والانفعالي. 

هذا الأسلوب يساعد المراهقين على فهم مشاعرهم والتعبير عنها بطريقة سليمة بعيدًا عن العنف أو التطرف.

تفاعل الشباب مع العلاج بالفن

أوضحت نصار أن العلاج بالفن لا يزال مفهومًا غامضًا لدى المجتمع المصري، خاصة بين الشباب. 

ومع ذلك، شهدت الورشة التي نُظمت في متحف "محمود خليل" إقبالًا كبيرًا من المراهقين والشباب، مما يدل على حاجة هذه الفئة إلى وسائل جديدة للتعبير عن الذات.

وأشارت إلى أن قوة العلاج بالفن تكمن في قدرته على التواصل مع الشباب بطرق غير تقليدية، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد بالفنون الحديثة مثل التصوير والإيديتنج والموسيقى. 

وأكدت أن الفنون أصبحت جزءًا من الصناعات الصغيرة في المجتمع المصري، مما يعزز من دورها كوسيلة تربوية وتعليمية مهمة.

التأثير الإيجابي للانفتاح الثقافي على العلاج بالفن

أكدت نصار أن الانفتاح الثقافي العالمي قد ساهم بشكل كبير في تعزيز دور العلاج بالفن في المجتمع المصري.

فالدمج الثقافي وتبادل الأفكار بين مختلف الثقافات أسهم في انتعاش الفن المصري، حيث أصبح الشباب المصري أكثر وعيًا بأهمية الفنون في حياتهم. 

وتابعت نصار أن الشباب اليوم باتوا أكثر ثقافة واهتمامًا بالفنون المختلفة، مما يجعل العلاج بالفن وسيلة فعّالة في مساعدتهم على تطوير مهاراتهم الشخصية والاجتماعية.

الفنون كجزء من الصناعات الصغيرة ودورها في التوعية

أوضحت نصار أن الفنون اليوم أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الصناعات الصغيرة في مصر.

حيث يعتمد الشباب بشكل كبير على مواهبهم الفنية في تطوير مشاريع صغيرة أو حتى في بناء مسار مهني يعتمد على الإبداع.

هذا التحول الكبير في نظرة المجتمع للفن جعل من العلاج بالفن أداة مهمة ليس فقط لتحسين الصحة النفسية والعاطفية للشباب، ولكن أيضًا لتعزيز مهاراتهم الحياتية والمهنية.

ورشة "اسمع فنك": نقطة جذب قوية

أشارت نصار إلى أن ورشة "اسمع فنك" قد نجحت في جذب عدد كبير من الشباب، حيث كانت هذه الورشة فرصة لهم للتفاعل مع فنون جديدة واكتشاف إمكانياتهم الإبداعية. 

كما أن الإعلان عن الورشة داخل متحف محمود خليل كان نقطة جذب قوية للشباب، خاصة مع الاهتمام المتزايد بالفنون في المجتمع.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: العلاج بالفن الفن دور الفن القوى الناعمة التطرف الفكري الفن المصري الانفتاح الثقافي الشباب والمراهقين العلاج بالفن نصار أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

جامعة القاهرة تواصل فعاليات معسكر قادة المستقبل لتعزيز الهوية الوطنية

تواصل جامعة القاهرة برعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس الجامعة، فعاليات معسكر قادة المستقبل، والذي يعقد تحت شعار «بناء الإنسان وتعزيز الهوية الوطنية».

وألقى الدكتور محمود السعيد نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، محاضرة حول «الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد».

جهود الدولة في محاربة الفساد

استعرض فيها جهود الدولة في محاربة الفساد من خلال استراتيجية وطنية شاملة تستند إلى تعزيز الشفافية والنزاهة في كافة القطاعات، كما تم تسليط الضوء على المحاور الرئيسية للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، والتي تشمل تعزيز نظم المساءلة، وتفعيل دور المؤسسات الرقابية، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال مكافحة كل أشكال الفساد المالي والإداري.

الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد

وأكد الدكتور محمود السعيد، أنّ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد تهدف إلى بناء مجتمع قائم على النزاهة والشفافية، ما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بمكانة مصر على الصعيدين المحلي والدولي، مشيرًا إلى الدور الحيوي للجامعات في نشر الوعي وبناء كوادر شبابية قادرة على مكافحة الفساد باعتبار أن محاربة الفساد ليست مسؤولية الدولة فقط، بل مسؤولية جماعية تتطلب مشاركة كل أطياف المجتمع.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الأزهر: مناهج الأزهر الشريف تقوم على محاربة التطرف والإرهاب
  • ثالث الشُجعان
  • قيادي بحزب المصريين: الحوار الوطني نجح في لم شمل المجتمع المصري
  • فرقة محاربة العصابات بمراكش تنجح في اعتقال شخصين يروجان الكوكايين
  • محافظ دمياط: مبادرة «بداية» تستهدف بناء شخصية الإنسان المصري
  • وكيل نقابة الصحفيين: المرصد المصري للصحافة والإعلام أكثر المؤسسات تميّزًا في ملف الرصد والتوثيق
  • فعاليات مبادرة "شباب يدير شباب" (YLY) بمجمع دمنهور الثقافي
  • وزارة الشباب تطلق الجلسة الافتتاحية لملتقى «قادرات نحو مستقبل أفضل» غدا
  • جامعة القاهرة تواصل فعاليات معسكر قادة المستقبل لتعزيز الهوية الوطنية