إبراهيم الأمين بعد تفجيرات لبنان: هل فتحت أبواب حرب بلا ضوابط ولا حدود؟
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
شدد رئيس تحرير جريدة "الأخبار" اللبنانية، إبراهيم الأمين، على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي نجحت في توجيه أقسى ضرباتها إلى "المقاومة الإسلامية" من خلال تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية المعروفة باسم "بيجر" لدى عناصر حزب الله.
ووصف الأمين في مقال نشرته "الأخبار" المقربة من حزب الله، الأربعاء، إن الهجوم الإسرائيلي بأنه "عملية أمنية استثنائية من حيث القدرة على الوصول إلى الأهداف، وإلى الوسائط، وفي إظهار عناصر التفوق التكنولوجي والاستخباراتي الإسرائيلي"
وقال إن "ما جرى أمس يضفي كثيرا من الدهشة من قدرة العدو على إيلام خصومه، ومن عدم ارتداعه عن القيام بأي عمل.
وأضاف أن "ما قام به العدو أمس مثّل جرأة في استخدام الشر الذي يسكن في عقل وقلب من فكّر وخطّط وبرمج وقرّر ونفّذ أكثر العمليات لؤماً وخبثاً. وهو شر لم يسبقه أحد إليه".
بناء على ذلك، شدد الكاتب على أن "العملية شكلت تحولا في مقاربته (الاحتلال الإسرائيلي) للحرب مع لبنان، خصوصاً أنه أقدم، عن سابق تصور وتصميم، على توجيه ضربة يعرف مسبقا أنها ستصيب مدنيين".
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، "أكد أنه لا يريد التقيد بقواعد الاشتباك التي تمنع الاقتراب من المدنيين أو المنشآت المدنية، وأنه لن يميز بعد اليوم بين مقاتل على الجبهة أو حزبي يعمل في مكتب بعيد، وأنه لم يعد يهتم بحصر القتال بين عسكريين. وهو يقول بوضوح إنه ضاق ذرعاً بحرب الاستنزاف التي تخوضها المقاومة ضده، ويريد تغيير المعادلة"، حسب تعبير الكاتب.
واعتبر إبراهيم الأمين، أن الاحتلال "يعرف جيدا أنه دفع المقاومة، مرة واحدة، إلى الخروج من مربع القواعد التقليدية للحرب القائمة منذ نحو عام، وأننا بتنا أمام وضع جديد".
وأشار إلى أن الاحتلال "يحاول إفهامنا بأنه مستعد بصورة كبيرة لمواجهة جبهتنا. وكل ما قام به حتى الآن، بما في ذلك عملية أمس، يؤكد أنه يبرز عضلاته حيث يظهر تفوّقه الأمني والتقني وقوته النارية، لكنه لم يظهر بعد استعداده لحرب تصيبه في عنقه".
ولفت الأمين، إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي، "لا تزال تخشى من أمرين، الأول الخوف من إقدام قوة الرضوان (وحد عسكرية لحزب الله) على شن هجوم بري على المستعمرات الشمالية أو حتى أبعد من ذلك".
والأمر الثاني، وفقا للكاتب، هو أن يلجأ حزب الله إلى "استخدام ترسانة من الصواريخ النوعية في قصف منشآته العسكرية أو حتى الاستراتيجية".
واعتبر الكاتب في ختام مقاله، أن "إسرائيل تدفع المقاومة إلى البحث عن رد وفق قاعدة التماثل. والأمر هنا، يكون من خلال لجوء المقاومة إلى استخدام ما تتفوق به، بما يجبي من العدو، جيشا ومؤسسات ومستوطنين، ثمن الجريمة".
واعتبر أن العملية الإسرائيلية الأخيرة "تثبت الحاجة إلى عقل وشجاعة، لكنه قد يفتح الباب أمام بعض الجنون الذي يفيد أحيانا في إيقاظ حواس من لم يعد لديه أي نوع من الإحساس"، حسب تعبيره.
والثلاثاء، سقط عدد من الشهداء وأصيبت أعداد كبيرة من أعضاء حزب الله اللبناني ومن المدنيين، جراء تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي التي بحوزتهم في لبنان.
وحملت الحكومة اللبنانية وحزب الله دولة الاحتلال المسؤولية عن موجة انفجارات أجهزة الاتصالات اللاسلكية "بيجر"، التي وقعت على نطاق واسع في لبنان، وامتد صداها إلى العاصمة السورية دمشق، حيث وقعت إصابات في صفوف عناصر حزب الله هناك.
وشدد حزب الله، في بيان، على أن "هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد".
وبحسب السلطات الصحيفة اللبنانية، فإن هناك 9 شهداء بينهم طفلة ونحو 2750 جريحا، وذلك جراء انفجار أجهزة لاسلكية في مناطق مختلفة بالبلاد.
وتوافدت أعداد كبيرة من المصابين إلى المستشفيات، والإصابات ناتجة عن انفجار أجهزة الاتصالات، في حين ناشدت الصحة اللبنانية المواطنين التوجه إلى المستشفيات للتبرع بالدم للمصابين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية اللبنانية الاحتلال حزب الله لبنان فلسطين حزب الله الاحتلال صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی حزب الله
إقرأ أيضاً:
خروقات للهدنة واستمرار الانتهاكات على الحدود.. لبنان يقدم شكوى لمجلس الأمن ضد الاحتلال الإسرائيلي
في خطوة دبلوماسية جديدة، تقدمت الحكومة اللبنانية بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، وذلك احتجاجًا على الخروقات الإسرائيلية المستمرة للهدنة التي تم الاتفاق عليها في نوفمبر الماضي.
هذه الخروقات تشمل عمليات خطف لجنود لبنانيين وقتل مدنيين، إضافة إلى التلاعب بخط الحدود الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة.
شكوى لبنان
أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية أنها تقدمت عبر البعثة الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك بشكوى ضد إسرائيل تتعلق بانتهاكها الصريح للقرار 1701 وخرقها لإعلان وقف الأعمال العدائية.
وتشير الشكوى إلى سلسلة من الاعتداءات البرية والجوية التي شنتها إسرائيل منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، والتي تضمنت تدمير المنازل والاعتداء على المدنيين العائدين إلى قراهم الحدودية، مما أسفر عن مقتل نحو 24 شخصًا وإصابة أكثر من 124 آخرين.
الاعتداءات على الجيش اللبناني وإزالة علامات الحدود
كما شملت الشكوى الإشارة إلى استهداف إسرائيل لدوريات الجيش اللبناني ومراسلي الصحف، فضلًا عن إزالة خمس علامات مرجعية على "الخط الأزرق"، الذي يمثل الحدود المعترف بها دوليًا بين لبنان وفلسطين المحتلة.
هذا الإجراء يعد خرقًا فاضحًا للقرار 1701 ويشكل تهديدًا مباشرًا للسيادة اللبنانية.
دعوة لبنانية لعمل دولي حازم
وفي إطار هذه الانتهاكات المتواصلة، طالبت الحكومة اللبنانية من مجلس الأمن، وخاصة من الدول الراعية لترتيبات وقف الأعمال العدائية، اتخاذ موقف حازم ضد هذه الخروقات.
كما دعت إلى تعزيز الدعم للجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل)، لضمان حماية السيادة اللبنانية وسلامة المواطنين في الجنوب.
تمديد الهدنة وارتفاع التوترات
وكان من المقرر أن تنسحب إسرائيل من جنوب لبنان في 26 يناير 2025، بعد مرور 60 يومًا على بداية سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
ولكن البيت الأبيض أعلن في وقت لاحق عن تمديد الاتفاق حتى 18 فبراير.
وفي وقت متزامن، أعلن الجيش اللبناني عن انتشار واسع في بلدة الطيبة جنوبي لبنان، في محاولة لفرض الاستقرار على الأرض، وسط التصعيد الإسرائيلي المستمر.
التوتر المستمر على الحدود
تستمر الخروقات الإسرائيلية على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة في إثارة القلق الدولي، ويزداد الوضع تعقيدًا مع تزايد التوترات، مما يهدد استدامة اتفاقات وقف إطلاق النار ويضع المنطقة في دائرة الخطر المستمر.