حزب الله قبل أشهر من انفجار البيجر: ادفنوا هواتفكم
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
لا يزال الغموض يلف تفاصيل الهجوم الواسع الذي شهده لبنان، أمس الثلاثاء، بعد أن تفجرت مئات أجهزة النداء اللاسلكية "بيجر" التي يستعملها على نطاق واسع عناصر حزب الله. إلا أن تلك الحادثة أعادت إلى الأذهان كل التوصيات السابقة التي أوصى بها الحزب لعناصره من ضرورة تجنب التكنولوجيا الحديثة والالتزام بالتعليمات منعاً لأي اختراق.
ولعل أحد أبرز الأمثلة على ذلك كان خطاب الأمين العام لجماعة حزب الله حسن نصرالله في شباط الماضي، حينما أعدت الجماعة خطة حرب تهدف إلى معالجة الثغرات في بنية الحزب التحتية الاستخباراتية التي خسرت نحو 170 مقاتلا في هجمات إسرائيلية استهدفت لبنان، وقتلت أيضا قائده العسكري البارز فؤاد شكر فضلا عن القيادي في حركة حماس صالح العاروري في بيروت، بسبب الاختراقات.
ففي خطاب ألقاه في 13 شباط حذر الأمين العام للحزب حسن نصر الله أنصاره بشدة من أن هواتفهم أكثر خطورة من جواسيس إسرائيل.
وقال يومها: "أغلقوها وادفنوها وضعوها في صندوق من حديد واقفلوها، افعلوا ذلك من أجل الأمن وحماية دماء الناس".
وبدلا من الهواتف المحمولة، اختار الحزب توزيع أجهزة البيجر على أعضائه عبر فروعه المختلفة من المقاتلين إلى المسعفين العاملين في خدمات الإغاثة. وجاء هذا الاختراق بعدما ذكرت مصادر لبنانية مطلعة قبل أشهر أن حزب الله بدأ باستخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل، بهدف تفادي محاولات الاغتيال التي طالت عدداً من كبار قيادييه في الفترة الماضية. (العربية)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
تقريرٌ عن حزب الله.. هكذا تمكّن من إعادة ترميم صفوفه
ذكر موقع "سكاي نيوز عربية" أنه "رغم الصدمات المتتالية التي طالت قيادة حزب الله منذ أيلول الماضي بدا الحزب وكأنه استعاد كثيرا من قدرته على المواجهة لا سيما مع استمرار قصف العمق الإسرائيلي بوتيرة شبه يومية.
هذه المعطيات تشي بأن إيران استطاعت خلال الأسابيع الماضية إعادة ترميم هذه القيادة. وقد قال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إن إعادة بناء حزب الله قد تمت ولا خوف على إيران. في حين، اعتبر المرشد الإيراني أن حزب الله قوي ويواصل كفاحه، وأنه سيهزم إسرائيل في نهاية المطاف. ومن الواضح أن طهران عملت بالدرجة الأولى على إعادة هكيلية القيادة في الحزب، والتي نتج عنها تعيين نعيم قاسم أمينا عاما جديدا بعد اغتيال حسن نصرالله وخلفه المحتمل هاشم صفي الدين.
وجاء الإعلان عن اختيار نعيم قاسم بعد إرسال قائد فيلق القدس إسماعيل قآني إلى بيروت على رأس وفد عسكري إيراني كبير مؤلف من قيادات إيرانية ميدانية لترميم قدرات حزب الله والحد من تكرار موجة الاغتيالات.
أما بالنسبة للأصول العسكرية، فبرغم الضربات الكبرى التي تعرض لها الحزب لمخازنه، والتصريحات الإسرائيلية بتدمير الجزء الأكبر من منظومته الصاروخية، من الواضح أنه لا يزال لدى الحزب ما يقاتل به نتيجة لتخزين كميات كبيرة جدا من هذه الأصول قبل الحرب، وبأماكن متفرقة، إضافة إلى التقارير التي أشارت إلى أن عمليات التهريب عبر سوريا لا تزال تحصل، وإن بوتيرة أقل. في المقابل، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، إن الجيش لن يسمح بإعادة بناء البنى التحتية التابعة لحزب الله.
هذه التصريحات والتطورات توحي بأن الحرب قد تطول كثيرا، وقد يكون الميدان اللبناني ساحة المواجهة غير المباشرة بين إسرائيل وإيران. في هذا الصدد، قال المحلل الخاص لـ"سكاي نيوز عربية"، بشارة شربل: "يوحي سلوك حزب الله في الأسبوعين الأخيرين بأنه أعاد ترميم صفوفه". وأشار إلى أن "القدرات الصاروخية التي ظهرت تشي بأن حزب الله على المستوى العسكري يعوض الخسائر التي تعرض لها". ورأى أن "الحرس الثوري الإيراني يدير المعركة في جنوب لبنان"، مضيفاً أن "حزب الله استطاع أخذ نفس في الأيام الماضية ونجح في إعادة ترميم بعض قواته وعلاقاته الاجتماعية والدبلوماسية". ولفت إلى أن "مجال الإنجاز الدبلوماسي لحل سياسي لوقف إطلاق النار صار ضيقا"، مضيفاً أن "انتخاب دونالد ترامب غيّر المشهد كليا، وهناك بعض الآمال في مرحلة ما بعد استلامه للبيت الأبيض".