أثار انفجار أجهزة "البيجر" اللاسلكية التي استخدمها حزب الله اللبناني للتواصل تساؤلات عديدة حول طبيعة هذه الأجهزة وكيفية اختراقها، رغم عدم ارتباطها بالإنترنت. تعتبر أجهزة "البيجر" أدوات إلكترونية صغيرة تُستخدم لتلقي الرسائل النصية والإشعارات، واشتهرت في التسعينيات وبداية الألفية كوسيلة اتصال رئيسية قبل انتشار الهواتف المحمولة.

تعتمد أجهزة "البيجر" على نظام بسيط، حيث يتم إرسال رمز من المستخدم إلى مركز استقبال يقوم بدوره بإرسال إشعار إلى الجهاز. يمكن لهذه الأجهزة عرض رسائل نصية قصيرة أو إشعارات، وفي بعض الأنواع يمكن حتى الرد على الرسائل أو الاتصال بأرقام محددة. ورغم تراجع استخدامها بشكل كبير مع ظهور الهواتف المحمولة، لا تزال تُستخدم في بعض المجالات المتخصصة مثل المستشفيات، حيث تكون الحاجة إلى إشعارات سريعة وموثوقة.

وبحسب تقارير لبنانية، يبدو أن اختراق أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله تم عبر استهداف بطارية الجهاز، مما أدى إلى زيادة حرارتها وانفجارها. وأفادت قناة "ال بي سي" اللبنانية بأن الاختراق قد يكون ناجمًا عن تحميل "سكريبت" على الخادم المرتبط بهذه الأجهزة، ما تسبب في زيادة الحمل على بطاريات الليثيوم الموجودة في الأجهزة، مما أدى إلى انفجارها.

وأشارت التقارير إلى أن الأضرار الجسدية الناتجة عن هذا الانفجار قد تختلف من حالة لأخرى بناءً على مدى قرب الجهاز من المستخدم.

يشكل هذا الاختراق تحديًا أمنيًا جديدًا، ويطرح تساؤلات حول أمان استخدام مثل هذه الأجهزة في المستقبل، خاصة في ظل تطور وسائل الاختراق الإلكتروني والتهديدات المتزايدة التي تستهدف أنظمة الاتصال التقليدية والحديثة على حد سواء.

قتلى و2750 مصاب

وأعلن وزير الصحة اللبناني مقتل 8 أشخاص بينهم طفلة، وإصابة نحو 2750 أغلبهم من عناصر حزب الله في جنوبي لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت بعد انفجار أجهزة اتصال لاسلكي يستخدمونها.

وأعلن حزب الله -في بيان-أن ما وصفها بـ"الانفجارات الغامضة" أدت حتى الآن إلى استشهاد طفلة وشخصين وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة، مؤكدا أن الأجهزة الطبية تعالج الجرحى في عدد من المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية.

وأكد البيان أن "الأجهزة المختصة في حزب الله تجري تحقيقا واسع النطاق أمنيا وعلميا لمعرفة سبب الانفجارات المتزامنة".

ودعا الحزب إلى "الانتباه من الشائعات والمعلومات المضللة بما يخدم الحرب النفسية لمصلحة العدو". 

 

 

 

 

 

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

النظريّات الأقرب لكيفيّة تفجير أجهزة البيجر الخاصّة بـحزب الله

كتبت" النهار": على الرغم من مرور أكثر من 36 ساعة على تفجّر أجهزة النداء الآلي "بيجر" الخاصة بعناصر "حزب الله"، لم تقدّم أي جهة تفسيراً نهائياً وواضحاً عن كيفية عملية التفجير وكيف جرت فعلياً.
قدّمت منظمة "سمكس"، المعنية بحماية حقوق الإنسان في الفضاءات الرقمية، تحليلاً للحادثة، موصية بالتوقف عن استخدام هذه الأجهزة في لبنان.
وقالت المنظمة في بيان عبر موقعها الإلكتروني، إن تفاصيل الواقعة غير واضحة في ظل عدم صدور أي بيان رسمي توضيحي عن الجهات المعنية، مضيفة أنها توصلت إلى ثلاث نظريات تفسّر ما حدث فعلياً من وجهة نظر رقمية وتقنية.
وحسب النظرية الأولى، يُحتمل أن تكون أجهزة النداء التي انفجرت جزءاً من شحنة جرى تسلّمها وتشغيلها بعد العبث بها خلال عملية الشحن، فزُرعت فيها، على سبيل المثال، عبوات متفجرة صغيرة، ليتم تفعيلها عن بعد أو بواسطة جهاز توقيت.
والنظرية الثانية تفيد بعدم تعرّض أجهزة النداء لأيّ اعتراض، إلا أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت على دراية بطبيعة الأجهزة، فطوّرت طريقة لبثّ ثغرة يمكن استغلالها فيها. ويُحتمل أن تكون الثغرة تسبّبت برفع حرارة الأجهزة، ما أدّى إلى انفجار بطارياتها.
أما النظرية الثالثة فتفيد بإمكان أن يكون جرى التلاعب بأجهزة النداء التي انفجرت خلال عملية الشحن ضمن "هجمات سلاسل التوريد" (supply chain attack) لتُفعَّل لاحقاً عن طريق موجات راديو تطلق من محطة أرضية أو جهاز استخباراتي مثل "نظام الإنذار المبكر والتحكم" (AWACS)، لتفجير الأجهزة.
و في هذا الإطار نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين ومن جنسيات أخرى قولهم إن الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت من اعتراض أجهزة الاتصال قبل وصولها إلى لبنان ووضعت كمّيات صغيرة من المتفجرات وصاعقاً إلى جانب البطارية.
وقالت هذه المصادر إن حزب الله اشترى أكثر من ثلاثة آلاف جهاز من طراز "إي آر924" من شركة غولد أبولو في تايوان.إلا أن شركة غولد أبولو التايوانية أكدت الأربعاء أن أجهزة الاتصال من صنع شريكها المجري.
وبحسب مصادر إعلامية مقربة من "حزب الله" فإن أجهزة "البيجر" التي انفجرت كانت مفخخة من المصدر عبر قطعة "آي سي" في جهاز "البيجر" واحتوت المواد المتفجرة بحدود 4 ثوانٍ، بعد تلقي صوت الاتصال برسالة خطية، انفجرت الأجهزة تلقائياً، سواء في وجه من فتحها أو من لم يفتحها.
الى ذلك وعلى الرغم من عدم التعليق الإسرائيلي على الموضوع كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن تفاصيل تفجير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" أجهزة "البيجر" الخاصة بـ"حزب الله"، إذ فخّخ جهاز الموساد بطاريات الآلاف بالمتفجرات ثم رفع درجة حرارتها عن بعد لتفجيرها، لافتاً إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية أوقفت الأجهزة قبل تسليمها إلى الحزب، إذ حشتها بمادة PETN الشديدة الحساسية ثم عمدت إلى تفجيرها عن بعد.
نقل المحلل السياسي في موقع "والا" الإلكتروني، باراك رافيد، عن ثلاثة مسؤولين أميركيين كبار، قولهم إن إسرائيل "قررت تفجير مئات أجهزة الاتصال التي كان يستخدمها مقاتلو حزب الله في لبنان وسوريا، خوفاً من اكتشاف الحزب للثغرات الأمنية في هذه الأجهزة".
ونقل عن مسؤول أميركي رفيع، وصف الأسباب التي قدّمتها إسرائيل للولايات المتحدة في ما يتعلق بتوقيت الهجوم، أن "إسرائيل كانت أمام خيارين: إما استخدام أجهزة الاتصال المزروعة أو فقدان الفائدة منها".
ونقل رافيد عن مسؤول إسرائيلي سابق أن "أجهزة المخابرات الإسرائيلية خططت لاستخدام أجهزة الاتصال المفخخة التي زُرعت بنجاح لدى مقاتلي حزب الله كضربة افتتاحية مفاجئة في حرب شاملة، بهدف شلّ حركة الحزب مؤقتاً ومنح إسرائيل أفضلية كبيرة في الهجوم".
 

مقالات مشابهة

  • النظريّات الأقرب لكيفيّة تفجير أجهزة البيجر الخاصّة بـحزب الله
  • لماذا يفضل حزب الله اللبناني استخدام جهاز البيجر؟
  • ما هو جهاز البيجر الذي انفجر في عناصر (حزب الله)؟
  • ماذا تعرف عن أجهزة "البيجر" التي انفجرت في عناصر حزب الله؟
  • تفجيرات البيجر… ما الذي جرى في لبنان؟ 8 نقاط تشرح الحدث
  • ما هو جهاز البيجر الذي فجرته إسرائيل في عناصر حزب الله؟
  • ما هو جهاز بيجر "Pagers" وكيف يعمل؟
  • ما هو جهاز البيجر الذي فجّرته إسرائيل... وكيف يعمل؟
  • ماذا نعرف عن جهاز "البيجر" الذي اخترقته إسرائيل وأصاب العشرات من عناصر حزب الله؟