سودانايل:
2024-12-23@00:57:24 GMT

الأعراس الباذخة.. الغواية في زمن الحرب

تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT

كتب الأستاذ الجامعي د.محمد عبد الحميد

لن يكون المرء سوداويا بحيث يطالب الآخرين بأن يوقفوا سير الحياة المعتاد من أعراس وعزاءات وميلاد وختان وغيرها من المناسبات الإجتماعية بذريعة الحرب.. فذلك أمر لا تقبله طبيعة الأشياء، فالحياة سمتها المسير ولن ترتهن بحالة حرب أو فوضى شاملة.
من الطبيعي والحالة هكذا أن تعتري الإنسان أطوار الحياة من فرح وكآبة.

وقد يكون مفهوما أيضاً أن يكون الفرح مباحاً بليلة الفرح، ولن يكون من الشذوذ - مع رهق الحياة الدائم - أن يتكأ الإنسان على لحيظات ينشد فيها حظه من السعادة والفكاك من أسر عقابيل الحياة الثِقال... غير أن الأمر في كثير من الأحيان قد يختلط بالغواية وهذه الأخيرة هي ما تزينه النفس بأن ما يفعله هو ممارسة "السعادة" في حين أنها وهم أو مجرد أمنيات مخادعة لحاجات تحيك في النفس تكشف عن عقد راسخة في الأغوار، أو تستجيب لمُركبات نقص حاقت بالنفس في الطفولة الباكرة. أو ربما إتجاه تعويضي نحو تأكيد ذات إستعصت عليها مهمة إبراز قدرات فذة مما تجود به الطبيعة من ذكاء أو معارف للنفع العام.
ليس من الظلم بأي حال إذا زعم المرء أن المرأة التي تُحظى بالزواج من رجل ثري، قد تكون فريسة للغواية عندما تعتقد أنها حققت السعادة أو مهدت الطريق إليها بإقامة فرح باذخ، فذلك ضرب من ضروب الخداع الناجم عن الغواية.. وقد يكون الأمر نفسه منطبق على عريس يخادع نفسه بأنه قد ظفر "بالعروس الحسناء" لإتخاذها ذريعة إما لمجد مستعصي أو تتويجاً لثراء ناله في غفلة من الزمان. وفي كلٍ تتجلى الغواية في أتم تمظهراتها عندما يعتقد العرسان أنهم قد حققوا سعادتهم بإجراء مراسم عرس يظل حديث المجتمع لحين مقدر من الدهر، ويزاحم ما عداه من الأخبار في وسائط التواصل الاجتماعي بإعتبار ما أُنفِق فيه من أموال، أو مَن حضره مِن معازيم، أو مَن أحياه مِن المغنين. بينما الحقيقة التي لا مراء فيها أن كل حدث من هذا النوع ستجرفه تيارات النسيان في محيط الحياة اللجب.. لتظل أوهام السعادة منصوبة على أعواد الخيال المخادع، فكما يقول الأديب العالمي تلستوي(إن ميولنا نحو السعادة الإيجابية ليست مغروسةٌ في نفوسنا إلا لتبقى غير مُشبَعة وبالتالي لتعذبنا).. والحق أن السعادة لا تُدرك إلا في ظرف ينتفي فيه الحرمان عن الآخرين المحرومين من السعادة أو من أسبابها.
ففي واقع الحرب عادةً لا تُدرك السعادة الحقيقية، إلا بتقاسم هموم الآخرين الذين لم تبقِ لهم الحرب إلا شعرة بينهم وبين الجنون. إن أؤلئك التعساء - ضحايا الحرب- للمفارقة المحزنة ليسوا من الذين قضت عليه الحياة في إنتخابها الطبيعي فدمغتهم بميسمها المُسمى ب (الفقر). وإنما هم أناس من ذات مشرب مثل هؤلاء العِرسان المصابون بالغواية. أو إنهم بالأحرى أبناء نفس الطبقة من بُرجوازيي المُدن الذين صارت أسمى غايات سعادتهم في ظل الحرب تكمن في كسرة خبز، و جرعة ماء، أو لحاف للنوم، أو حبة دواء، أو سقف منزل آمن أو حتى ريح وطن كانوا في نعمائه فاكهين. فقد كان يعتقد أؤلئك البؤساء (برجوازية المُدن وأشباههم) من قبل أن سير الحياة الرُخاء لن تكدره حادثات الزمان مهما جارت عليهم، لأن تسهيلاتها كانت بالنسبة لهم في حكم المضمونة، وأن حريتهم كلها كانت رهينة بتلك التسهيلات.. فإذا بالحرب تعصف بتلك الأحلام البرجوزاية. ولذلك فإن إعجاز الناس بإقامة حفل عرس "إسطوري" يكشف عن كيفية تفكير لم يعِ الدرس مما حاق بأبناء طبقتهم الأقرب، وينم عن فهم عميق الضحالة، ونفسية منخلعة خبرت الثراء السريع كما خبر أبناء طبقتهم الفقر السريع.
د. محمد عبد الحميد

wadrajab222@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

من هم الرجال الستة الذين يظهرون قبل نهاية العالم؟

برزت أحاديث نبوية عديدة تناولت علامات الساعة وأحداثها، ومنها ذكر رجال يرتبط ظهورهم بقيام الساعة، يتناول هذا التقرير أبرز المعلومات عن هؤلاء الرجال الستة الذين ورد ذكرهم في الأحاديث الشريفة، حيث يجمعون بين الصالح المؤمن والفاسد الكافر. فمن هم؟

1. ظهور الجهجاه

ورد في حديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه سيخرج رجل من قحطان تدين له الناس بالطاعة، ويجتمعون عليه عند تغير الزمان. في الحديث الشريف، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه" (رواه البخاري ومسلم). كما أورد السيوطي حديثًا عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يذهب الليل والنهار حتى يملك رجل من الموالي، يقال له: الجهجاه".

2. ظهور المهدي

المهدي شخصية يظهر في آخر الزمان حيث يسود الفساد والظلم. يجتمع المسلمون حوله في مكة، ويُبايعونه عند الكعبة ليكون قائدًا عادلًا يُصلح الله على يديه أحوال الأمة. عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يخرجُ في آخرِ أُمَّتي المهديُّ، يَسقِيه اللهُ الغَيْثَ، وتُخرِجُ الأرضُ نباتَها، ويُعطِي المالَ صِحاحًا..." (رواه الحاكم في مستدركه).

3. خروج المسيح الدجال

المسيح الدجال من أعظم الفتن التي تواجه البشرية. هو رجل أعور يدّعي الألوهية، ويمسح الأرض كلها. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما بيْنَ خَلْقِ آدَمَ إلى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ".

4. نزول سيدنا عيسى

من العلامات الكبرى نزول النبي عيسى -عليه السلام-، الذي يملأ الأرض عدلًا وأمانًا، ويقتل المسيح الدجال. وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "رَأَيْتُ عيسى رَجُلًا مَرْبُوعًا، مَرْبُوعَ الخَلْقِ إلى الحُمْرَةِ والبَيَاضِ، سَبِطَ الرَّأْسِ" (رواه البخاري).

5. خروج يأجوج ومأجوج

يأجوج ومأجوج قبيلتان من البشر، وخروجهم من علامات الساعة الكبرى. ورد في القرآن الكريم: "حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ" (سورة الأنبياء: 96).

6. الخليفة العادل

سيظهر خليفة عادل بعد المهدي يقود الأمة بحكمة وعدالة. ورد في الحديث الشريف: "يَكونُ في آخِرِ أُمَّتي خَلِيفَةٌ يَحْثِي المَالَ حَثْيًا، لا يَعُدُّهُ عَدَدًا" (رواه مسلم).

تظل هذه العلامات بمثابة تذكير للمسلمين بضرورة الاستعداد ليوم الحساب من خلال التمسك بالإيمان والعمل الصالح.

 

مقالات مشابهة

  • كتيبة جنين: السلطة تحتجز 237 من عسكرييها الذين رفضوا المشاركة ضد المقاومين
  • 22 شركة طلابية تعرض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في متحف عُمان عبر الزمان
  • 6 نصائح ذهبية لتحقيق السعادة في العام الجديد.. «أهلا بـ2025»
  • أنشيلوتي يتذكر «اللحظة المؤلمة» في «عام السعادة»!
  • كم عدد المليارديرات الذين يعيشون في إسطنبول؟
  • من هم الرجال الستة الذين يظهرون قبل نهاية العالم؟
  • حمدان بن زايد: الأعراس الجماعية ترسخ قيم التعاون والتآلف بين الشباب في الإمارات
  • إسعاد يونس تروج لمفاجأة «صاحبة السعادة» في حلقة خاصة: «ليفيل الوحش»
  • ناصر عبدالرحمن يكتب : الشخصية المصرية (6) الغواية
  • فحص 1443 مواطنا في قافلة طبية لجامعة كفر الشيخ بقرية السعادة