أكبر كارثة غرق مهاجرين في المتوسط.. المأساة مستمرة والعائلات تنتظر بألم
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
بعد قرابة شهرين من غرق قارب صيد مكتظ بمهاجرين غير شرعيين، كانوا متجهين من ليبيا إلى إيطاليا، ما أسفر عن مقتل المئات، لا يزال أقارب الضحايا يبحثون عن أحبائهم المفقودين.
وتشير تقديرات، إلى أن القارب المتهالك كان يقل بين 500 إلى 750 شخصا معظمهم من باكستان وسوريا ومصر، وغرق في الساعات الأولى من يوم 14 يونيو الماضي، في عرض البحر المتوسط، فيما أصبح يوصف بأكثر أحداث الغرق مأساوية.
وتم انتشال 104 أشخاص فقط من البحر أحياء، جميعهم رجال وشباب، بينما تم انتشال 82 جثة، بينهم امرأة واحدة فقط.
وغرق الباقون، بمن فيهم النساء والأطفال، في أحد أعمق أجزاء البحر الأبيض المتوسط.
وتوجد بالبحر الأبيض المتوسط مناطق بعمق حوالي 4000 متر، ما يؤشر على أن فرص النجاة في حال حدث انقلاب أي قارب لا يتوفر على مقومات الإبحار المتعارف عليها "مستحيلٌ تقريبا" وفق تعبير وكالة اسوشيتد برس.
"مؤلمة للقلب"تعد عمليات تحديد هويات الموتى وجميع "الركاب" بطيئة ودقيقة "ومؤلمة للقلب" يقول تقرير الوكالة.
وبحلول 7 أغسطس، تم التعرف على حوالي 40 جثة فقط، تم العثور عليها من خلال عملية مضنية تجمع بين تحليل الحمض النووي وسجلات الأسنان وبصمات الأصابع والمقابلات مع الناجين والأقارب، حسبما قال المقدم بالشرطة، بانتيليس ثيميليس، قائد فريق تحديد ضحايا الكوارث في اليونان.
ولايزال بعض أهالي الضحايا يأملون في أن يكون أحباؤهم على قيد الحياة، لأنهم لم يحصلوا بعد على تأكيد رسمي حول مقتلهم، رغم أن احتمال بقائهم على قيد الحياة ضعيف جدا.
يقول محمد دياب، الذي فقد ابنه، عبد الرحمن، البالغ 21 عاما، "أشعر في قلبي أن ابني على قيد الحياة، لا أصدق حتى 1٪ أن ابني قد مات".
وفي رحلة بحثه عن ابنه التي استمرت ما يقرب من شهرين، استنفد دياب جميع الخيارات.
قدم الرجل عينة من حمضه النووي للجنة الدولية للمفقودين، وأرسل أقاربه إلى اليونان، وقضى ساعات على هاتفه، في إجراء مكالمات ومشاهدة وإعادة مشاهدة مقاطع فيديو للناجين على وسائل التواصل الاجتماعي عله يجد ابنه، لكن ذلك لم يحدث.
وعلى الرغم من أن تحقيقات السلطات اليونانية لم تأت بأي جديد بخصوص ابنه، إلا أن دياب يصر على أن عبد الرحمن، قد يكون في غيبوبة فقط، أو مسجونا وغير قادر على الاتصال بأسرته.
لكن جميع الناجين المصابين خرجوا من المستشفى منذ فترة طويلة، والناجون التسعة الذين تم القبض عليهم للاشتباه في أنهم مهرّبون، تبين لاحقا أنهم مهاجرون من مصر "ولم يكن اسم عبد الرحمن دياب بينهم" تؤكد الوكالة.
وفي أثينا، يواصل أعضاء فريق تحديد هويات الضحايا عملهم المضني ببطء.
قال ثيميليس إن الفريق لا يزال يتلقى نتائج اختبار الحمض النووي من أقارب الضحايا في الخارج، وسيظل الخط الساخن الهاتفي بست لغات، والذي تم إنشاؤه بعد الكارثة مُتاحا لمدة شهرين آخرين على الأقل، على الرغم من أن المكالمات الآن قليلة.
وأضاف أن "العمل يتطلب إجراء تحقيقات دقيقة، وهذا يستغرق وقتا طويلا، مع المثابرة والصبر، حتى نتمكن من جمع المعلومات عن الأشخاص المفقودين".
يعتمد فريق ثيميليس، الذي تم تشكيله في عام 2018، على موظفين من مجموعة متنوعة من الخدمات، بما في ذلك قسم الإطفاء والمحققين والمترجمين والشرطة.
وتم استدعاء هذا الفريق للتعرف على رفات أكثر من 50 شخصا قتلوا في كارثة السكك الحديدية في 28 فبراير في وسط اليونان.
وقال ثيميليس إن عمل فريقه، إنساني، وهو منفصل عن أي شيء آخر وليس له وظيفة سوى العمل الإنساني لتحديد ضحايا الكوارث.
وقال أيضا إن باكستان أرسلت بالفعل مئات من نتائج اختبارات الحمض النووي للمساعدة في عملية تحديد الهوية، لكن دولا أخرى لا تزال لم ترسل بعد.
وفي البلدان التي كانت فيها المقابلات مع الأقارب وجمع الحمض النووي صعبة، تولى الصليب الأحمر والهلال الأحمر الاتصال وجمعا ما يستطيعان من معلومات.
أمل رغم المأساةبالنسبة لدياب، فإن تطابق الحمض النووي مع أيّ من الضحايا، يعني ضياع كل أمل لعودة ابنه، عبد الرحمن، الذي نشأ مع أشقائه الثلاثة الصغار في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في ضواحي بيروت.
عندما كان مراهقا، ساعد والده في طلاء المنازل، لكن العمل توقف بعد أن غرق لبنان في أزمة مالية كبيرة في عام 2019.
ووجود أقارب وأصدقاء عبد الرحمن في أوروبا، بما في ذلك عمه الذي يدير سوبر ماركت في ألمانيا، كان وراء قراره المخاطرة.
والده، محمد دياب، باع عدة أغراض واقترض المال ليجمع 7000 دولار دفعها لمهربي البشر نحو أوروبا، ليضمن مستقبلا أفضل لابنه، حيث لم يكن يعتقد أبدا أن الرحلة يمكن أن تكون قاتلة.
وطالما لم يتحصل على أي تأكيد حول وفاة ابنه، لا يزال محمد متمسكا بالاعتقاد بأن عبد الرحمن سيعود يوما ما إلى المنزل.
يقول بالخصوص: "ما زال لدي أمل، لن أفقد الأمل حتى أرى جسده" ثم يختم"ما زلت آمل أن أراه وأن أسمع صوته".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الحمض النووی عبد الرحمن
إقرأ أيضاً:
شيخ يتوسل المحكمة باتخاذ الإجراءات في حق ابنه”المدمن” بعد اعتدائه عليه وعلى والدته
تقدم شيخ مسن تجاوز عتبة السبعين من عمره مرفقا بزوجته وابنته امام محكمة الشراقة ،وتوسل من القاضية باتخاذ الإجراءات اللازمة بحق ابنه مرددا” عييت السيدة الرئيسة… وليدي تعبني… الضرب.. المشاكل.. كل يوم شوفي واش الديري”، هي عبارات عبر فيها الأب المنهك عن حجم المعاناة بسبب المشاكل التي يخلقها ابنه المدمن بمنزله العائلي، هذا الاخير الموجود رهن الحبس المؤقت عن تهمة التعدي على الاصول، والضرب و الجرح العمدي بسلاح.
وجاءت متابعة المتهم الشاب الثلاثيني ، بعد شكوى تقدم بها كل من أفراد عائلته المكونة من والده ووالدته وشقيقته أمام مصالح الأمن، تفيد التدخل لوضع حد لابنهم الذي قام بالاعتداء عليهم بواسطة عصى خشبية، في حلقة من مسلسل متكرر يعيشونه في كل مرة، هذا الأخير الذي أكد والده أنه يقوم بافتعال المشاكل في البيت ليبلغ حد افقده سكينته بعدما تورط في الإدمان على المخدرات، حيث يلزمه ووالدته في كل مرة للحصول على المال لشراء المخدرات وأنه يثور في حال رفض الطلب، مردفا أنه قام أيضا هاته المرة بالاعتداء على شقيقته الصغيرة بالضرب، ردد الوالد ،أنه يريد حلا للكابوس الذي يعيشونه، وطلب على لسان الدفاع تحويل ابنه لمصحة عقلية من أجل العلاج، كون حالته تتدهور في كل مرة، حيث خضع سابقا للعلاج بمصلحة الأمراض العقلية بفرانز فانون للعلاج من الإدمان بأمر من مجلس قضاء تيبازة، وتم الإفراج عنه بعد تحسن حالته، لكنه ماإن عاد للمخدرات تدهور وضعه من جديد حتى أصبح خطرا على نفسه و عائلته و المجتمع.
وعليه و أمام ما تقدم التمس ممثل الحق العام توقيع عقوبة 5 سنوات حبسا نافذة في حق المتهم، قبل أن تقضي المحكمة بتعيين خبير بمستشفى الأمراض العقلية بالشراقة لفحص المتهم وتحضير تقرير مفصل عن وضعه الصحي في غضون 15 يوما بسعي من النيابة.