إشتَدَّ أُوَارُ الحَرب بين الجَيش العِراقي والوِلاياتِ المُتحِدة وحُلفائها لتَحرِير الكُوَيت فيما سُمِي ب" عاصِفة الصَّحراء ". لم يَستَطِع الحُلفاءُ بِقَضِّهِم وقَضِيضِهم السَّيطرةَ على نِيرانِ الحَربِ وحَصْرِها داخِلَ العِراقِ والكُويت . اخْتَرقَتْ الصَّواريخُ حُدُودَ الكُويت وانْهالَتْ على مَدِينةِ الخَفجِي السَّعودِية الحُدُودِية ، بل ذَهبَتْ أبعدَ مِن ذلك حتّى وَصَلتْ الرِّياض العاصِمة.

وقد ابتلعَ البَحرُ أحَدَ الصَّواريخِ التي وجَّهَها الجَيشُ العِراقي لِتَدمِير مَحَطة تَحْليةِ المِياهِ في الجُبيل والتي تُغَذِّي البِلادَ شرقاً وغرباً حتى العاصِمة الرِّياض .
" والحَرْب يَبْعَثُهَا القَوِيُّ تَجَبُّرًاً
وَيَنوءُ تَحتَ بَلائِها الضُّعَفاءُ "
أو كما قالَ الشَّاعرُ أحَمد شَوقي .
لمَّا تَوجَّسْنا خَطرَ اقْترِابِ الحَربِ حينَ مَدَّتْ أذْرُعَها الطَّوِيلةَ وتَجاوَزَتْ الحُدُود ، أسْرَجْنَا ظُهورَ سيَّاراتِنا نحو الغَرْب باتِجاهِ مًدِينة " جَدّة " على البَحرِ الأحْمَر . ظَلَلنا هناك حتى هَدأتْ العاصِفة " عاصِفةُ الصَّحراء " ، وّوضَعتْ الحربُ أوزارَها بعد حين، ثُمَّ عُدنا شَرقَاً ويَمَّمنَا شَطرَ الجُبيل التَّحلية ، تَنَفسْنَا الصُّعدَاء ثُمَّ وضَعنَا عَصا التَّرحَالِ داخِلَ دِيارِنا بالمُجَمَّع الجَمِيل .
عادَ الطُلاّبُ إلى مَقاعِد الدِّراسَة وعُدنا إلى مِهنةِ المُعَلِّم النَّبِيلة. وازدَدْنا حَماسَاً بعد عُطلةِ الحَربِ الإجْبَارِيّة ، فقد قِيل " رُبَّ ضَارَّةٍ نافِعة ". ودَارَتْ " عَجَلةُ الأيَّامِ تَجرِي سِراعَا تَطوِي الزَّمان باعَاً فَبَاعا " . كنتُ بعدَ عَودَتِنا مِن " جَدة " أُراجِعُ مُستَشفَى الجُبيل الحُكُومي بِسَبَبِ عِلّةٍ طارِئةٍ في العُيون ، وكانَ الطَّبيبُ باكِستانِيّاً نِطاسِيّاً بارِعاً فقامَ بِتَحويلي إلى أخِصّائي القَلب بعد ما أحَسَّ أنَّ هُناكَ شيئاً يَدعُو لِفَحصِ قَلبي . وفِعلاً اكتشفَ طبيبُ القّلبٍ المَصرِي الحَاذِقُ أنَّ هُناك تَوَسُّعاً في الصَّمّام الأوَرطِي أدَّى إلى تَضَخُّمٍ في عَضَلة القلب. ولذلك أكَدَّ على ضَرُورَة إجْرَاءِ عَمَليةٍ لاسْتِبدَالِ الصَّمام الأوَرْطي بأعَجَل ما يُمكِن. وقامَ بِتَحوِيلي إلى مُستَشفى المَلك فَيصَل التَّخَصُّصِي بالرِّياض KFSH لأنَّ مِثلَ هذا النَّوع مِن العَملِيّات لا يَتَوفّرُ في مُستَشفَى الجُبيل الحُكُومي .رُفِعَتْ الأوْراقُ ونَتائِجُ التَّحَاليل والقُومِسيُون الطِّبّي إلى الرِّياض. جاءتْ المُوافَقة السَّامِية مِن الرِّياض بعد أُسبُوعٍ واحدٍ فقط مِن إرسَال وَثَائقِ التَّحوِيل.
فُوجِئ أهْلي وأقْرِبائي وأصْحَابي بِخَبَر العَمَلِية لأنَّني كُنتُ رِياضِيَّاً أُمَارِسُ الجَري وكُرةَ القَدَم والكُرةَ الطَّائِرة . لكِنْ إذا حَكَمَ القَدَر فَلا مَفَر . يَقولُ الإمامُ الشَّافِعي :
دَعْ الأيّامَ تَفعلُ ما تَشاءُ
وطِبْ نَفْسَاً إذا حَكَم القَضَاءُ
ولا تَجزَعْ لِحَادِثةِ اللَّيالي
فما لِحَوادِثِ الدُّنيا بَقاءُ
وكُنْ رَجُلاً على الأهْوَالِ صَلْدَاً
وشِيمَتُك السَّمَاحةُ والوَفَاءُ

محمد عمر الشريف عبد الوهاب

m.omeralshrif114@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

إسمنت حماة تبدأ أعمال العمرة لفرن الإنتاج الرئيسي

حماة-سانا

باشر فرع المنطقة الوسطى لشركة صناعة وتسويق الإسمنت ومواد البناء أعمال العمرة والصيانة الفنية لفرن الإنتاج الرئيسي في معمل إسمنت حماة، بعد انتهاء عمره التشغيلي، في خطوة تهدف إلى تعزيز كفاءة الإنتاج وزيادته.

وبين مدير فرع المنطقة المهندس حسام فاعوري في تصريح خاص لسانا أن الفريق الفني في الشركة بدأ عمليات هدم القرميد “الطوب الحراري” القديم للفرن، ويستعدّ لتركيب طوب حراري جديد قادر على تحمل درجات حرارة تصل إلى 1400 درجة مئوية، ومُصمم وفق مواصفات دولية لضمان استقرار العملية الإنتاجية.

وأوضح فاعوري أن الكوادر الفنية والهندسية في الشركة تقوم بفحص جميع الأنظمة المساندة “التغذية، التبريد، التحكم البيئي”، مشيراً إلى أن أعمال عمرة الفرن ستسهم في رفع جودة الإسمنت المنتج وزيادة الإنتاج.

يذكر أن معمل إسمنت حماة يبيع مادة الإسمنت والكلنكر في السوق المحلية بكميات وصلت إلى ألف طن يومياً.

مقالات مشابهة