تحقيق: تصاعد حملة تأثير صينية مع اقتراب الانتخابات الأميركية
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
كشف تحقيق مشترك أجراه موقع "صوت أميركا" الناطق بلغة الماندرين و"Doublethink Lab"، وهي شركة تحليلات لوسائل التواصل الاجتماعي التايوانية، عن "انتشار حسابات مزورة على منصة إكس مدعومة من بكين، للتأثير" على الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
ووفقا للتحقيق، فإن حساب لشخص يدعى "نواه آر. سميث" يبدو من خلال الوهلة الأولى وكأنه لمستخدم أميركي يقول في سيرته الذاتية أنه أب ورياضي مارس ألعاب القوى سابقا، وأنه حاليا عضو في منظمة عموم أميركا للرياضة "PanAm Sports"، وهي منظمة دولية تمثل 41 لجنة أولمبية وطنية في الأميركيتين الشمالية والجنوبية وأميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي.
وفي الرابع عشر من يوليو، بعد يوم واحد من محاولة الاغتيال الأولى للمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، نشر سميث 3 منشورات من حساب باسم "TRUMP WON"، قال في إحداها: "تعرضت أميركا للهجوم اليوم.. يجب أن نجمع شتات أنفسنا. إنها حرفيا مسألة حياة أو موت".
ونشر "سميث" مع التدوينة صورة تجسد "يدًا إلهية" توقف رصاصة موجهة إلى ترامب.
وحث ذلك المستخدم عبر منشور آخر "جميع (الأميركيين) الوطنيين الأتقياء الذين يخافون الله" على التواصل، قائلًا: "قوموا بتنمية هذه الحسابات. نحن أقوياء ومتحدون".
وفي حين قد يبدو أن سميث يؤيد ترامب بإخلاص، إلا أن الفحص الدقيق يشير إلى خلاف ذلك، حيث توجد على صورة حسابه علامات صينية، كما أن صور ملفه الشخصي مأخوذة من شركة تجارية توفر الصور ومقاطع الفيديو والموسيقى لمستخدمي الإنترنت، في حين أن سيرته الذاتية مأخوذة من حساب أصلي باسم لوريل سميث "Laurel R. Smith".
وكشف التحقيق الذي شارك فيه موقع "صوت أميركا"، عن وجود 10 حسابات مماثلة على منصة إكس، لافتا إلى أنه يرتبط بشبكة "Spamouflage" الصينية، التي تهدف إلى "دعم حكم بكين وتقويض منتقديها".
وتم التعرف على هذه الشبكة لأول مرة من قبل شركة تحليلات وسائل التواصل الاجتماعي "Graphika" في عام 2019، حيث جرى استخدامها لاستهداف المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في هونغ كونغ في ذلك الوقت.
وبعد محاولة الاغتيال الأولى لترامب، بدأت تلك الحسابات في الترويج لمحتوى مؤيد للرئيس الجمهوري السابق.
"تضخيم المحتوى"ووصفت شركة "Doublethink Lab" التايوانية لتحليل البيانات، تلك الشبكة من الحسابات التي تنتحل شخصية أميركيين، بـ "MAGAflage 1"، لأنها جميعًا تبدو وكأنها تروج لشعار ترامب "اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى (MAGA)".
وقال محلل الاستخبارات الرقمية في الشركة التايوانية، غاسبر هيويت: "حسابات (MAGAflage) لا تنتقد الأشياء فحسب، بل تعمل على تضخيم المحتوى الإيجابي عن ترامب".
واعتبر أنه "من السابق لأوانه" استخلاص استنتاجات بشأن من تدعمه الصين، حيث لا يزال الباحثون يتتبعون الحسابات التي تنتقد كلا من ترامب ومنافسته المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس.
وأشار التحقيق إلى أنه تم إنشاء 6 من أصل 10 حسابات في 2015، لكن جرى رصد أول منشورات مرئية لها في 18 مايو أو 19 مايو من سنة 2022.
ويحتوي كل حساب على ما يقرب من 100 منشور أو إعادة نشر تدوينات على مدار العامين الماضيين. وتم تنشيط بعض تلك الحساب بعد نحو سنة من خمودها، وذلك عقب محاولة اغتيال ترامب الأولى.
وتواصل موقع "صوت أميركا" مع حملتي ترامب وهاريس للتعليق، لكنه لم يتلق ردًا حتى وقت النشر.
من جانبه، أوضح المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، ليو بينجيو، في بيان، أن بكين "ليس لديها أية نويا للتدخل في الانتخابات الأميركية"، مضيفا: "نأمل بألا تجعل الأطراف الأميركية من الصين قضية في تلك الانتخابات".
وكانت وكالات الاستخبارات الأميركية قد حذرت في أحدث تقييم لها، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن "روسيا وإيران والصين تكثف جهودها للتأثير على الانتخابات الرئاسية".
وفي حين تظل روسيا هي الشاغل الرئيسي، أشار مسؤولون إلى أن "الجهات الفاعلة الصينية المؤثرة على الإنترنت، واصلت جهودها على نطاق صغير على وسائل التواصل الاجتماعي لإشراك الجماهير الأميركية في القضايا السياسية المثيرة للانقسام، بما في ذلك الاحتجاجات بشأن الحرب في غزة، والترويج للقصص السلبية عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
غموض اقتصادي غير مسبوق ترامب يقود أميركا للركود
تشهد الولايات المتحدة حالة غير مسبوقة من عدم اليقين الاقتصادي، حيث تتخبط الأسواق وسط سياسات اقتصادية متقلبة ينتهجها الرئيس دونالد ترامب، مما يثير تساؤلات حول إمكانية دخول الاقتصاد الأميركي في ركود، وفقًا لتقرير نشرته ذا نيويوركر.
وعلى الرغم من أن الاقتصاد الأميركي حافظ على نمو اقتصادي مستقر خلال السنوات الأخيرة، فإن التغيرات العنيفة في السياسة الاقتصادية والتجارية، إلى جانب عدم استقرار الأسواق المالية وقلق المستثمرين والشركات، قد يؤديان إلى تباطؤ حاد قد يتحول إلى ركود كامل.
عدم اليقين يضرب كل مكانولطالما حذر الاقتصاديون من أن الضبابية السياسية قد تدفع المستهلكين والشركات إلى تأجيل الإنفاق والاستثمارات الكبرى، مما يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي. الباحث الاقتصادي نيك بلوم، الذي قضى ما يقرب من 30 عامًا في دراسة تأثير عدم اليقين على الاقتصاد، يشير إلى أن مؤشر عدم اليقين في السياسات الاقتصادية (E.P.U) ارتفع لمستويات لم تشهدها الولايات المتحدة منذ بداية جائحة كورونا، بل إنه الآن أعلى من المستويات المسجلة بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 أو الأزمة المالية العالمية في 2008.
وفي تصريح له لـ"ذا نيويوركر"، قال بلوم، "هناك أدلة كثيرة على أن عدم اليقين يبطئ الاقتصاد؛ فهو يدفع الشركات إلى وقف الاستثمارات، ويدفع المستهلكين إلى التوقف عن الإنفاق".
إعلانوأضاف أن بعض القطاعات الأكثر تأثرًا قد تكون الطاقة والمرافق والصناعات الثقيلة، حيث تستلزم استثمارات طويلة الأجل. وأوضح قائلًا "إذا كنت أخطط لبناء مصنع جديد أو محطة طاقة تدوم 25 عامًا، فإن التغييرات المفاجئة في التعريفات والسياسات تجعلني مترددًا. سأنتظر حتى تهدأ الأوضاع".
سياسات ترامب التجاريةومنذ توليه منصبه للمرة الثانية، اعتمد ترامب على سياسات تجارية متقلبة، حيث فرض رسومًا جمركية على الواردات من المكسيك وكندا بنسبة 25%، قبل أن يتراجع بعد 48 ساعة فقط ويمنح استثناءات لمصنعي السيارات.
ورغم ذلك، لا تزال تعريفات بنسبة 10% على صادرات النفط والغاز الكندية سارية، بينما يخطط فريق ترامب لإطلاق تعريفات "متبادلة" جديدة في الثاني من أبريل/نيسان، ستفرض على الواردات القادمة من جميع أنحاء العالم.
هذا النهج المتقلب والمتغير باستمرار دفع صحيفة وول ستريت جورنال إلى وصف الوضع قائلة "مرحبًا بكم في دوامة تعريفات ترامب، حيث لا يمكنك التنبؤ بما سيحدث غدًا".
تراجع ثقة المستهلكين والشركاتوأظهر تقرير حديث لمؤسسة كونفرنس بورد أن مؤشر ثقة المستهلكين الأميركيين انخفض بشكل حاد في فبراير/شباط. وفي حين أن البيانات الرسمية حول استثمارات الشركات لم تصدر بعد، فإن الأجواء في وول ستريت بدأت تعكس مخاوف جدية، حيث ذكرت بلومبيرغ أن بعض المحللين بدؤوا بالفعل في استخدام مصطلح الركود.
الاقتصادي تورستن سلوك، كبير الاقتصاديين في شركة أبولو لإدارة الأصول، حذر من أن عدم اليقين قد يتسبب في "توقف مفاجئ" للاقتصاد، حيث يتوقف المستهلكون عن شراء السيارات، والتسوق، والسفر، بينما توقف الشركات التوظيف والاستثمارات الرأسمالية.
وأضاف "الخطر الأكبر هو أن عدم اليقين السياسي قد يؤدي إلى توقف مفاجئ للاقتصاد، حيث يتراجع الإنفاق الاستهلاكي، وتتوقف الشركات عن التوظيف والاستثمار".
ورغم أن الأسواق كانت متفائلة بفوز ترامب في الانتخابات الأخيرة، حيث اعتقد المستثمرون أن ولايته الثانية ستشهد خفضًا للضرائب وإلغاء للقيود التنظيمية، فإن الواقع الحالي يظهر أن عدم الاستقرار السياسي أصبح عاملا رئيسيًا يؤثر على القرارات الاقتصادية.
إعلانالباحث نيك بلوم أكد أن ترامب يتعمد هذا النهج، قائلا "معظم السياسيين يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم مستقرون، لكن ترامب يريد العكس تمامًا".
ويضيف أن الاقتصاد الرأسمالي يحتاج إلى القدرة على التنبؤ من أجل العمل بفعالية، لكن منذ 20 يناير/كانون الثاني، يدفع ترامب الأسواق إلى حافة الهاوية.
هل نحن على أعتاب الركود؟وبينما يرفض البعض تأكيد احتمالية الركود، يرى الاقتصاديون أن الوضع الحالي لا يبشر بالخير. أحد أكبر التحديات هو أن أثر الصدمات الاقتصادية الحالية لم يتضح بعد، حيث لا يزال هناك غموض حول حجم التعريفات المفروضة ومدى استمرارها، فضلا عن الآثار الناتجة عن عمليات تسريح الموظفين الفدراليين.
وفي هذا السياق، قال سلوك "ما زلنا نحاول فهم حجم الصدمة الاقتصادية. حجم التعريفات والتسريحات الحكومية سيحدد مسار الاقتصاد. ولكن إلى متى ستستمر هذه السياسات؟ لا أحد يعلم. وهذا ما يجعل التوقعات الاقتصادية صعبة للغاية".