سرايا - واشنطن- قوبلت أنباء انفجار أجهزة البيجر التابعة لحزب الله بسعادة عامة في أغلب دوائر العاصمة الأميركية، ولم تكترث واشنطن، الرسمية وغير الرسمية، بوقوع ضحايا بين المدنيين اللبنانيين.

وهرع مسؤولو إدارة الرئيس جو بايدن للنأي بأنفسهم بعيدا عن الهجوم الإسرائيلي، وحذروا من أي خطوة انتقامية تصعيدية، في وقت احتفى فيه أنصار إسرائيل من مشرعين وجماعات لوبي بالخطوة الإسرائيلية.



هجوم استخباراتي
وقال المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية سي آي إيه، جون برينان، لشبكة إن بي سي نيوز، إنه يعتقد أن أجهزة البيجر كانت تحتوي على نوع من المتفجرات بالاستناد جزئيا إلى حجم الهجوم وطبيعته المتزامنة. وتكهن بأن الأجهزة تم اعتراضها في مرحلة ما ووضع المتفجرات بها. وأضاف برينان أن "كل الشكوك يجب أن تقع على إسرائيل كطرف المسؤول".

ووفقا لمسؤولين أميركيين، فقد طلب حزب الله أجهزة البيجر من شركة غولد أبولو في تايوان، وأنه تم العبث بها قبل وصولها إلى لبنان، وكان معظمها من طراز "إيه بي 924".

وقال مسؤولون أميركيون لصحيفة نيويورك تايمز إن المادة المتفجرة، التي لا يقل وزنها عن أونصة إلى أونصتين، زرعت بجوار البطارية في كل جهاز بيجر، وتم تضمين مفتاح إلكتروني لتفجير البيجر عن بعد.

وقالت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات "إف دي دي" -والمعروفة بقربها الشديد من اليمين الإسرائيلي- إن ما جرى يعد "أكبر خرق أمني عانت منه الحركة المدعومة من إيران خلال الحرب المستمرة منذ عام تقريبا مع إسرائيل".


وقال الرئيس التنفيذي للمؤسسة مارك دوبويتز إن "ذلك كان مثالا استثنائيا على الاختراق التكنولوجي والاستخباراتي. لا نعرف حتى الآن مدى الضرر وما إذا كان هذا غطاء لاختراق أعمق. وسيتعين على حزب الله استدعاء جميع أجهزة الاتصالات الخاصة به لتقييم مدى تعرضها للخطر. وهذا من شأنه أن يعيق قدرتها التشغيلية خاصة مع وجود كثير من الرجال العاجزين، حتى لو كان ذلك مؤقتا".

في حين أشار ديفيد داوود، الباحث بالمؤسسة، إلى أن "حادث اليوم يظهر، مرة أخرى، مدى نجاح الاستخبارات الإسرائيلية في اختراق الجهاز التنظيمي لحزب الله. ولا يزال هناك الكثير من الغموض حول نتيجة الهجوم، بما في ذلك هوية الضحايا، ولكن من غير المرجح أيضا أن يعود العديد من عناصر حزب الله الجرحى إلى ساحة المعركة".

احتفاء أنصار إسرائيل
من ناحية أخرى، غرد السيناتور الديمقراطي من ولاية بنسلفانيا، جون فيترمان، على منصة إكس محتفيا بالتفجيرات، وقال "أنا أؤيد تماما الجهود المبذولة لاستهداف وتحييد أي تهديد وجودي مثل حزب الله". من جانبها، أعادت منظمة أيباك (كبرى منظمات اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة) نشر التغريدة، ووجهت الشكر للسيناتور لدعمه إسرائيل.

وذكّرت المنظمة جمهورها بأن حزب الله "منظمة إرهابية وكيلة لإيران"، وأشارت لدوره في حرب إسناد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، معتبرة أنه وبناء على ذلك "يحق لإسرائيل بالكامل بموجب القانون الدولي، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، ممارسة حقها في الدفاع عن النفس".

كما احتفت افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال بالعملية الإسرائيلية، وقالت إن "انفجار أجهزة البيجر التي كان يحملها أعضاء حزب الله في جميع أنحاء لبنان وسوريا يوم الثلاثاء هو "عرض جريء للحرب التكنولوجية الحديثة".

كما اعتبرت أنه "تحذير للمليشيا الشيعية الوكيلة لإيران من الثمن البشري الذي ستدفعه إذا استمرت في قصف شمال إسرائيل". وأضافت الصحيفة المحافظة المعروفة بقربها من المواقف الإسرائيلية، أنه "في أفضل الأحوال، ستقنع عملية البيجر هذه قادة حزب الله بأن حياتهم معرضة لخطر كبير إذا اندلعت حرب أوسع، ولا يمكنهم القول إنهم لم يتلقوا رسالة بهذا المعنى".

النأي بالنفس
رغم أن للولايات المتحدة تعاونا استخباريا واسع النطاق مع إسرائيل، كما أن الدولتين تصنفان حزب الله جماعة إرهابية، فقد قالت الإدارة الأميركية -فور ورود أنباء الانفجار- إنه ليس لواشنطن دور في الهجوم الواضح على حزب الله ولم تعرف عنه مسبقا. ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر تقديم تقييم حول من يمكن أن يكون وراء ذلك، قائلا إن الإدارة "تجمع معلومات" عن الحادث.

كما قال البيت الأبيض أيضا إنه لم يكن على علم مسبق بأن الهجوم سيقع، ولن يتكهن بمن يقف وراءه، وفقا للسكرتيرة الصحفية كارين جان بيير.

ويأتي هذا الهجوم، في وقت كان يعمل فيه الدبلوماسيون الأميركيون برئاسة مبعوث البيت الأبيض آموس هوكشتاين بشكل مكثف لتجنب التصعيد على الحدود الشمالية لإسرائيل، ووسط مخاوف من أن حربا شاملة بين إسرائيل وحزب الله، يمكن أن تندلع في أي لحظة.

في الوقت ذاته، وصل إلى القاهرة وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في زيارة مخطط لها مسبقا لعقد جولة من الحوار الإستراتيجي المصري الأميركي، إضافة لبحث الحرب في غزة. وسيعقد بلينكن مؤتمرا صحفيا مع نظيره المصري، بدر عبد العاطي، ولا يستبعد التطرق إلى الموقف الأميركي الرسمي من الهجمات الإسرائيلية على حزب الله.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: أجهزة البیجر حزب الله

إقرأ أيضاً:

هذا ما يُخيف إسرائيل في جنوب لبنان.. أمرٌ مهم!

تحدّث رئيس مستوطنة مرغليوت الإسرائيلية إيتان دافيدي، الإثنين، عن مسألة إعلان تمديد وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى يوم 18 شباط  المُقبل، وذلك بعد انتهاء مُهلة الـ60 يوماً التي تضمنها الإتفاق يوم أمس الأحد.   وفي تصريحٍ له عبر إذاعة "103FM" الإسرائيلية وترجمهُ "لبنان24"، قال دافيدي إن "إسرائيل لا تتقدّم في أي مكان"، وأضاف: "لقد توصلنا إلى اتفاق لمدة 18 يوماً أخرى.. هذا جيّد، ولكن ماذا سيحدث بعد ذلك؟ لقد رأينا يوم أمس الأحد حشوداً من السكان اللبنانيين توافدوا إلى قراهم وبلداتهم التي يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي.. يجب على الأشخاص الذين غادروا القرى أن يكونوا حذرين باعتبار أنهم من حزب الله وقد ساهموا في بناء البنى التحتية العميقة التابعة للحزب خلال السنوات الماضية".   وحذر دافيدي، بحسب مزاعمه، من إعادة تأهيل الحزب بنيته التحتية في جنوب لبنان، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيضعُ إسرائيل أمام يوم 7 تشرين أول جديد، وأضاف: "إن حصل هذا الأمر، فإننا سنكون أمام هجوم أقسى بكثير مما شهدتهُ إسرائيل يوم 7 تشرين الأول 2023 في غزة".   كذلك، أعرب دافيدي عن استيائه من موقف تل أبيب تجاه سكان خط النزاع مع لبنان، وأضاف: "الحكومة الإسرائيلية لا تتحدث إلينا ولا أحد يتحدّثُ معنا.. لقد أصبح هناك انقطاع كامل بين سكان شمال إسرائيل والحكومة منذ بداية الحرب التي لم تنتهِ حتى اليوم".   مع هذا، فقد زعم دافيدي أن أحداث يوم أمس في جنوب لبنان أثبتت أن الجيش اللبناني لا يملك أي سيطرة، وقال: "ماذا فعل بالأمس؟ لقد سمح للمواطنين باختراق الحواجز حول القرى التي يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي بل واقتادهم إلى الداخل وبعضهم أعضاء في حزب الله".   وشكّك دافيدي في استعداد إسرائيل للعودة إلى القتال عندما ينتهكُ "حزب الله" وقف إطلاق النار، وأضاف: "في العام الأول أو العامين الأولين، سننعم بالسلام، وسندخل في حالة من النشوة. أما بعد ذلك وعند حصول انتهاكات، هل سنقول إننا نريد كسر السلام؟".   وختم: "ستحل علينا العطلات وستكون هناك سياحة.. نحن مدمنون على السلام، لكن علينا أن نستخلص النتائج ونقول للمواطنين إننا في خطر حقيقي".   من ناحيتها، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن أحداث جنوب لبنان هي اختبار لما ستشهده الحدود الشمالية مع إسرائيل وعما إذا كان الجيش اللبناني سينجح في السيطرة على أنشطة "حزب الله"، وأضافت: "في الوقت نفسه، فإن تلك الأحداث هي اختبار للجيش الإسرائيلي حول كيفية تعامله مع تهديدات حزب الله وعن طريقته للرد على الانتهاكات".   بدوره، يقول الباحث الإسرائيلي تال باري إنَّ "حزب الله" يقف وراء محاولات السكان العودة إلى قرى جنوب لبنان"، مشيراً إلى أنّ "حزب الله مهتم بإحداث احتكاك بين المواطنين والجيش الإسرائيلي".   وزعم باري أن "حزب الله" يسعى لترسيخ نفسه مجدداً على أنه المدافع عن المواطنين اللبنانيين، وذلك لتعزيز معادلته المركزية "جيش - شعب – مقاومة".   إلى ذلك، فقد حذر معهد "ألما" الإسرائيليّ للدراسات الأمنية من أنّ "الأحداث التي شوهد فيها مواطنون وهم يلوحون بأعلام حزب الله وصور أمين عام حزب الله السابق حسن نصرالله، تُستخدم أيضاً لتعزيز صورة النصر التي يسعى التنظيم إلى تقديمها للرأي العام في الداخل اللبناني"، وأضاف: "علاوة على ذلك، فإنه يجب التحذير أيضاً من إمكانية استخدام الأحداث كمنصة لنشاط عسكري مخطط له أو عرضي ضد قوات الجيش الإسرائيلي". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • الجيش: تفجير ذخائر في منطقة أرزون
  • تفجير ذخائر.. هذا ما أعلنه الجيش
  • تصعيد أمريكي خطير: واشنطن تمنع اليمنيين من دخول أراضيها بمن فيهم المقيمون
  • بطائرات أمريكية.. إسرائيل ترسل أسلحة حزب الله إلى أوكرانيا
  • اليوم.. "الشيوخ الأمريكي" يصوت على معاقبة "الجنائية الدولية" بسبب إسرائيل
  • الجيش: تفجير ذخائر في منطقة الناعمة - الشوف وجرد رأس بعلبك
  • لماذا تدافع واشنطن عن وجود إسرائيل وتتسامح مع اضطهادها للفلسطينيين؟
  • هذا ما يُخيف إسرائيل في جنوب لبنان.. أمرٌ مهم!
  • الجيش: تفجير ذخائر في حقل تربل - الشمال وجرد رأس بعلبك
  • واشنطن تمدد الهدنة في لبنان لثلاثة أسابيع وقوافل الجنوبيين تستعد للدخول إلى القرى الحدودية عنوة