سرايا - كشفت مصادر استخباراتية في جديد هجوم البيجر الذي استهدف آلاف أجهزة النداء اللاسلكية التي يستعملها عناصر حزب الله، أن الخطة الإسرائيلية الأصلية كانت تقضي بتفجير الأجهزة إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله لتحقيق تفوق استراتيجي.

إلا أن شكوك اثنين من عناصر الحزب دفعت إسرائيل لتقريب موعد الخطة وتفجير الأجهزة قبل فوات الأوان، وفق ما نقل موقع "المونيتور".


كما أوضحت المصادر أن إسرائيل نفذت الهجوم بعد جمع معلومات أكيدة تفيد بأن اثنين من حزب الله اكتشفا اختراق شحنة البيجر هذه.
إلى ذلك، أشارت إلى أن آلاف الأجهزة فخختها إسرائيل قبل تسليمها إلى الحزب.

ولفتت إلى أن تلك الخطة ظلت سرية، ولم تعلم بها حتى الولايات المتحدة الشريك الوثيق لإسرائيل، علما أن موفد الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين كان في زيارة لتل أبيب قبل ساعات.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت أمس الثلاثاء أنها لم تكن على علم مسبق ولم يكن لها أي دور في الانفجارات المتزامنة لأجهزة اتصال أدت إلى إصابة المئات من عناصر حزب الله في لبنان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، "أستطيع أن أقول لكم إن الولايات المتحدة لم تكن ضالعة في الأمر، ولم تكن على علم بهذه الحادثة مسبقا، وفي هذه المرحلة نقوم بجمع المعلومات".
إلا أنه رفض التعليق على الشكوك الواسعة النطاق في أن إسرائيل تقف وراء التفجيرات وخصوصا أنها تتبادل إطلاق النار بانتظام مع حزب الله منذ بدء الحرب في غزة.

من جهته، تعهّد حزب الله اليوم الأربعاء "بمواصلة" عملياته العسكرية ضدّ إسرائيل، مؤكدا في بيان أنّ وحداته "ستواصل اليوم كما في كل الأيام الماضية عملياتها" لإسناد غزة.

وشدد على أنّ "هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره العدو على مجزرته يوم أمس الثلاثاء.. فهذا حساب آخر وآتٍ إن شاء الله"، وفق تعبيره.


أتت تلك الهجمات بعد ساعات على إعلان الحكومة الإسرائيلية فجر أمس أنها قررت "توسيع أهداف الحرب إلى الحدود الإسرائيلية-اللبنانية، على أساس أنه الحل الذي سيسمح بعودة سكان الشمال إلى منازلهم".
فيما كانت الأهداف الرئيسية المعلنة للحرب في غزة حتى الآن هي القضاء على حماس التي سيطرت على القطاع في عام 2007، وإعادة الأسرى الإسرائيليين الذين خطفوا خلال هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حماس على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية.
بينما مضى وزير الدفاع يوآف غالانت إلى أبعد من ذلك بقوله للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، إن "السبيل الوحيد المتبقي لضمان عودة سكان شمال إسرائيل إلى مناطقهم سيكون من خلال عمل عسكري".
وفي ظل ارتفاع خطر نشوب حرب واسعة وصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى مصر اليوم الأربعاء لمناقشة اقتراح جديد يهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن عشرات المحتجزين في القطاع.
يذكر أن هذا الهجوم الكبير وغير المسبوق ضد حزب الله، أتى بعدما ذكرت مصادر لبنانية مطلعة قبل أشهر أن الحزب بدأ باستخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل، بهدف تفادي محاولات الاغتيال التي طالت عدداً من كبار قيادييه في الفترة الماضية.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

رسائل اغتيال تلقاها حزب الله.. ماذا كشفت؟

المصارحة التي أطلقها النائب السابق نواف الموسوي عن الثغرات الأمنية ضمن "حزب الله" وإسهام ذلك في حصول اغتيالات إسرائيلية طالت الأمينين العامين السابقين للحزب الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، إنما تعتبرُ أساسية وواضحة لكشف الكثير من الأمور الأخرى داخل الحزب والتي يصعب التغاضي عنها.

في المبدأ، يخضع "حزب الله" الآن لورشة تدقيقٍ داخلية في إطار "نفضة شاملة"، كما قالت مصادر مقربة منه، كاشفة أنَّ "الحزب لا يريد حالياً إبراز أي تفصيل يرتبط بتحقيقاته قبل جلاء الحقائق كاملة".
المصادر تكشف أن "التوقيفات ضمن الحزب لم تتوقف بل شملت عناصر جديدة"، مشيرة إلى أنَّ الاغتيالات الإسرائيلية التي طالت قادة ميدانيين مؤخراً وآخرهم خضر هاشم من قوة "الرضوان"، تشير إلى أن النشاط الإسرائيليّ عبر الخروقات ما زال مستمراً وهناك ثغرات قائمة ويجب معالجتها.

وحالياً، فإن "حزب الله" يحاول التقليل من الوسائل والخطوات التي تؤدي إلى حصول ثغرات، لكن المسألة التي تُثار تساؤلات حولها ترتبط بأسباب عدم انكفاء القادة الميدانيين المهددين عن التحرك في الوقت الراهن وذلك بعد بروز تصعيدٍ بالاغتيالات.

المسألة هذه توقفت عندها مصادر معنية بالشأن العسكري فقالت لـ"لبنان24" إنَّ "حزب الله" لا يستطيع الآن ضبط تحركات كل عناصره، فيما الأمر الأكثر خطورة يرتبط بإمكانية وجود عملاء لإسرائيل في المناسبات التي يقيمها الحزب والتي يمكن اعتبارها سبيلاً سهلاً لاصطياد بعض الأشخاص عبر مراقبتهم.

المسائل الأمنية هذه تعتبرُ محورية ومفصلية خلال عملية إعادة الحزب بناء نفسه، وتعتبر المصادر أنَّ الاغتيالات تحمل رسائل جديدة مفادها أن إسرائيل تحاول عرقلة مسار تأهيل الحزب لصفوفه، وأن الخروقات ما زالت مستمرة كما أن كل من تولى مناصب جديدة قيادية ضمن "حزب الله" بات تحت الرصد والاغتيال، وبالتالي فإن تل أبيب لم تكتفِ بتصفية القادة السابقين بل شملت أيضاً الحاليين.

بالنسبة لكل ما تقدّم، فإن بناء "حزب الله" لنفسه استخباراتياً سيكون أيضاً بمثابة تحدّ للجانب الإيراني الذي يُشارك في هذه العملية، علماً أن "حزب الله"، وفق المصادر المقربة منه، إلى تغيير كل آليات التواصل والأمرُ يشمل أيضاً الجانب المعلوماتي حيث بات الحزب يحظر أي معلومة أو تفصيلٍ عن أي جهة عادية باعتبار أن هذا الأمر قد يمثل تسريباتٍ يمكن استغلالها ضده مُجدداً.

لهذا السبب، فإنّ مسألة تكوين "حزب الله" لنفسه مُجدداً تصطدم بعقبات وصعوبات، والسؤال الأبرز الذي تحدثت عنه المصادر المعنية بالشأن العسكري هو التالي: "ما هي قوة الردع الإستخباراتية التي سيخلقها لضمان الحفاظ على نفسه بمنأى عن الخروقات؟ كيف سيعالج أزمة العملاء وإلى أي مدى ستؤثر هذه الخروقات على صمود الحزب عسكرياً وداخلياً؟".

وفق المصادر، فإن الأمور مرهونة بالوقت، وقد يكون ما قاله نواف الموسوي رسالة تحذير عن أن "القصور" و "التقصير" الذي ما زال يعاني منه الحزب، سينعكس سلباً على ما تبقى من قوته، ولهذا السبب "الحذر" يجب أن يكون كبيراً.
  المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • لماذا كل هذا الجدل بشأن نزع سلاح حزب الله؟
  • لبنان يسير بين خطّين.. وهواجس من التعثّر والاصطدام!
  • رسائل اغتيال تلقاها حزب الله.. ماذا كشفت؟
  • من يوقف حرب الاستنزاف الإسرائيلية ضد حزب الله؟
  • توضيح غير مباشر من حزب الله لتصويب النقاش
  • الدولة وسلاح حزب الله: تسوية او مواجهة
  • معاريف : هذا هو الكنز الذي استولت عليه حماس من “إسرائيل”
  • نتنياهو: تفجيرات البيجر أدت في النهاية إلى إسقاط نظام بشار الأسد
  • هل يعود حزب الله من رماد البيجر؟
  • مناطق ج قلب الضفة الغربية الذي تخنقه إسرائيل