تناول الكاتب الأميركي المخضرم توماس فريدمان، في مقاله الأسبوعي بصحيفة نيويورك تايمز، المعضلات التي تواجه السياسة الخارجية الأميركية وتجعل دورها في "إدارة العالم" يبدو أصعب مما كان عليه الحال حتى إبان حقبة الحرب الباردة.

ووصف فريدمان إدارة ملفات السياسة الخارجية بأنها "أصعب" بكثير مما يتخيل معظم الأميركيين؛ بل "أقرب إلى المستحيل" في عصر يتطلب من الولايات المتحدة إدارة قوى عظمى، وشركات عملاقة، وأفراد وشبكات فائقة القوة، وزوابع هوجاء، ودول غارقة في الفشل، وأجهزة استخبارات فائقة الفعالية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2المونيتور: شكوك عنصرين من حزب الله دفعت إسرائيل إلى تعجيل تفجيرات البيجرlist 2 of 2صحيفة إسرائيلية: الجيش يطلق خطة لمكافحة تهريب الأسلحة من الأردنend of list

وأبرز أن كل ما ذكر متداخل ببعضه، ويخلق شبكة معقدة بشكل لا يصدق من المشاكل التي يتعين حلها لإنجاز أي شيء.

وقارن الكاتب الحال الراهن بالأوضاع التي كانت سائدة خلال حقبة الحرب الباردة والتي اتسمت بما يطلق عليها "الدبلوماسية الجريئة" وكان بطلها آنذاك وزير الخارجية هنري كيسنجر الذي لم يستغرق منه الأمر جهدا مضنيا لصياغة اتفاقيات فك الارتباط التاريخية بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 بين إسرائيل ومصر وسوريا.

فقد كان كيسنجر يتعامل مع دول، بعكس وزير الخارجية الأميركي الحالي أنتوني بلينكن الذي يعتقد فريدمان أنه لم يكن محظوظا عندما تولى المنصب حيث اضطلع هو ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومدير وكالة الاستخبارات المركزية بيل بيرنز بمهام صعبة وأداروها بشكل جيد، على حد تعبيره.

وعقد الكاتب مقارنة أخرى بين الشرق الأوسط في عهدي كيسنجر وبلينكن، لافتا إلى أن المنطقة تحولت الآن من منطقة تضم دولا قومية "صلبة" إلى منطقة تتكون من دول فاشلة، ودول أشباح، ورجال "ثائرين متمكنين ومدججين بصواريخ دقيقة التوجيه"، وفق تعبيره.

وأوضح أنه يعني بذلك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والجماعات الشيعية في العراق.

أما في سوريا -يضيف فريدمان- فالحكومة هناك مسؤولة عن دمشق فقط، أما بقية أرجاء البلاد فهي عبارة عن خليط من المناطق التي تسيطر عليها روسيا وإيران وتركيا وحزب الله والقوات الأميركية والكردية.

وأشار إلى أنه لا يمكن للولايات المتحدة التواصل مع "شبكة" حماس في قطاع غزة إلا عبر الوسطاء القطريين والمصريين.

ومن التعقيدات التي تواجهها السياسة الخارجية الأميركية اليوم -في نظر المقال- أن لدى حماس جناحا عسكريا داخل غزة وآخر سياسيا خارج القطاع.

وإزاء هذه التعقيدات، فإن فريدمان يرى أن الشيء الواضح له في عالم الجغرافيا السياسية الجديد الذي سيتعين على رئيس الولايات المتحدة القادم إدارته هو أنه بحاجة إلى كثير من الحلفاء، مضيفا أن إدارة المشاكل الدولية الراهنة لا تقتصر على "أميركا وحدها" بل على "أميركا وأصدقائها" معا.

وهذا هو السبب الذي يجعله (أي فريدمان) يفضل مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس على خصمها الجمهوري دونالد ترامب لتكون رئيسة للبلاد، لأنها عملت في إدارة الرئيس الحالي جو بايدن الذي كان أعظم الإرث الذي سيتركه في السياسة الخارجية هو قدرته على بناء تحالفات.

صحيح أن الحفاظ على التحالفات ليس بالأمر السهل أبدا، لا سيما في وقت تبدو فيه الولايات المتحدة غير مستعدة عسكريا لمواجهة روسيا وإيران والصين المنخرطة منذ سنوات في تعزيز قدراتها العسكرية، بينما تفتقر واشنطن حرفيا إلى الأسلحة اللازمة للقتال على الجبهات الثلاث في وقت واحد، وفق فريدمان.

وأعرب الكاتب عن ثقته بأن نائبة الرئيس هاريس مؤهلة فعلا لمنصب القائد الأعلى للقوات المسلحة في حال فازت بالرئاسة بعكس ترامب "الذي يخطئ في قضيتين هما بناء التحالفات ومكافحة الهجرة".

ورأى أن خيار ترامب التلقائي الذي يرتكز على فرضية "أميركا وحدها" هو وصفة لأميركا ضعيفة ومعزولة وهشة وفي اضمحلال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات السیاسة الخارجیة

إقرأ أيضاً:

ماهر أبو طير يكتب: ماذا ستفعلون للأردنيين المحتجزين في أميركا؟

قبل أسابيع تواصلت معي هاتفيا، عائلة أردنية لتستغيث من مركز احتجازها في المكسيك، بعد أن تم إلقاء القبض عليها خلال محاولة دخولها إلى أميركا، وتم ترحيلها عنوة إلى المكسيك كونهم قدموا منها، كمحطة أخيرة في رحلتهم من الأردن إلى الولايات المتحدة، فيما فشلت كل محاولات العائلة بالعودة إلى الأردن مباشرة، كونه البلد الأصلي الذي قدموا منه، ولم يستمع إليهم أحد من الأميركيين.

تم حجز جوازات السفر، والتي تم تسليمها لاحقا إلى الدولة التي وصلوا إليها حيث أقاموا في مركز احتجاز، ومكثوا فيه لفترة ليست قصيرة، حيث رعتهم إحدى المنظمات الدولية، إلى أن تم تدبر حجوزاتهم بعد فترة طويلة، وعادوا إلى الأردن بعد رحلة شاقة، خصوصا، لوجود أطفال صغار عانوا الأمرين خلال الرحلة.

هذه عائلة من أصل 1660 أردنيا أعلنت واشنطن سابقا نيتها ترحيلهم ضمن سياسة الولايات المتحدة الأميركية الجديدة، لترحيل ملايين اللاجئين المخالفين، ومن المؤكد أن هذا الأمر سوف يمتد الى أعداد أكبر من الأردنيين والعرب وبقية الجنسيات.
بين يدي تحقيق فريد مهنياً لموقع "الحرة" الأميركية كتبه 3 صحفيين وهم الزملاء معاذ فريحات من واشنطن، وضياء عودة من إسطنبول، وبلسيت إبراهيم، وتم نشره في 10 مارس 2025، ويشير التقرير الذي كان بعنوان "من الأردن إلى الولايات المتحدة.. خارطة تهريب الأحلام" أنه يوجد حاليا 1270 أردنيا في مراكز احتجاز تابعة لإدارة الهجرة والجمارك، حيث يتم احتجازهم إلزاميا، قبل السماح بدخولهم لتقديم قضايا لجوء أو إعادة تسفيرهم خارج الولايات المتحدة، كما يشير التقرير الى أن السنوات 2000 وحتى 2023 كانت أعداد الأردنيين العابرين للحدود الأميركية بالعشرات فقط، ومنذ بداية 2024 وحتى منتصف يناير 2025، بلغ عدد الداخلين إلى الحدود الأميركية 4810 أشخاص، أغلبيتهم في عام 2024 بعدد تجاوز 4440 شخصا، ويشير التقرير الى كلفة تهريب هؤلاء، حيث يدفع هؤلاء متوسط تكلفة تبلغ 10 آلاف دولار لكل شخص للمهربين، وهذا يعني أن إجمالي المبالغ المدفوعة لشبكات التهريب أكثر من 48 مليون دولار، وقد تصل الكلفة النهائية الى ما بين 50 إلى 70 مليونا، إذا افترضنا أن هناك حالات تدفع مبالغ تصل إلى 15 ألف دولار، للفرد الواحد من أجل ضمان تهريبه إلى الولايات المتحدة، اضافة لمصاريفه الشخصية، وما قد يستجد خلال هذه الرحلة.
اللاقت للانتباه في التحقيق تشخيصه لحالة الندم التي أصابت كثرة قبل دخولها للولايات المتحدة، أو بعد دخولها وإلقاء القبض عليها، ثم إعادتهم الى الأردن عبر مسارات طويلة، وسبب الندم أن المبالغ المدفوعة كبيرة أولا، ولأن اشتراطات قبول اللجوء صعبة جدا، خصوصا، أن الأميركيين لا يقبلون أي لجوء سياسي مثلا، كون الأردن بلد مصنف باعتباره آمناً حيث لا حروب ولا اضطهاد، اضافة إلى أن رحلات التهريب الطويلة تهدد سلامة الأردنيين كونهم بيد عصابات قد تحتال عليهم، وقد تعتدي عليهم وتسلب أموالهم في بعض الحالات.
مثير حقا أن يدفع الأردني مبالغ كبيرة من أجل الهجرة، سواء كانت متوفرة لديه اصلا، أو قام باستدانتها، بما يؤشر على حالة سلبية على المستوى الاقتصادي والمعنوي، تدفع هؤلاء للهجرة، وتعريض انفسهم للخطر، بما في ذلك العائلات التي تغامر بنفسها وأطفالها عبر رحلة طويلة الى أميركا الجنوبية أو الوسطى وصولا إلى الحدود الأميركية، التي تحولت إلى مصيدة للاجئين من جنسيات كثيرة.
الشبكات التي تتصيد الراغبين بالهجرة تتوزع على دول كثيرة، ولديها أرقام هواتف مختلفة، والذي يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، يرى إعلانات حول الهجرة، أو تسهيل التأشيرات للولايات المتحدة من جهات وهمية، في دول كثيرة، فقد يكون المهرّب مقيما في تركيا، ورقم هاتفه ألماني، ووسيطه يعيش في قبرص، ورقم هاتفه لبناني، مثلا، بما يؤشر على أننا أمام عصابات محترفة، ولا أعرف حقا ماهية المعلومات المتوفرة لدى عمان الرسمية حول أي نشاطات شبيهة هنا في الأردن من خلال أي شبكات، أو واجهات، بما يعني أن هذا الملف يجب أن يخضع للتدقيق.
لا بد من تدخل الدولة لمنع الاحتجاز ومدته الطويلة أو الترحيل إلى بلد ثالث، بدلا من الأردن، الذي قدموا منه أصلا، ولا يجوز تركهم بهكذا ظروف.
هذا ليس توقيت لوم لهؤلاء، لكونهم غامروا بأنفسهم، ومسؤوليتهم علينا أيضا.





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #عمان#الأردن#تركيا#السفر#سياسة#الدولة



طباعة المشاهدات: 468  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 13-03-2025 09:08 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
العثور على جمجمة نوع بشري قديم "غير معروف" في إسبانيا إنقاذ شاب أميركي احتجزته زوجة والده في المنزل لمدة 20 عامًا غواصة تكشف عن "كارثة" في أعمق نقطة في البحر المتوسط "صيام الماء" ينتهي بفاجعة .. وفاة شابة بعد امتناعها عن الطعام لـ6 أشهر النائب راكين ابو هنية تتسبب في ضجة تحت القبة ..... "يسيء لعائلتنا مقابل المال" .. رغد صدام... النائب الجراح يعتذر من مجلس النواب بعد مشاجرته مع... وفاة (٣) اشخاص و اصابة (١١) اخرين إثر حادث تصادم في... "باس راسها ورجليها" .. سعد الصغير يفاجئ... بالفيديو .. مساعدة ترامب تفضح أسرار "المكتب...مجلس الأمن يناقش الوضع في السودانرئيس الوزراء الكندي المنتخب يبدي استعداده للقاء...موسكو تقدم لواشنطن شروطها لاتفاق ينهي الحرب مع...مارك كارني يتولى الجمعة مهام منصبه رئيسا لوزراء كندابوتين يأمر جيشه ب"تحرير" منطقة كورسك...الحكومة السورية تمنع قواتها من التوجه لمناطق سيطرة...حماس ترحب بتراجع ترامب عن دعوات التهجيرإصابة مستوطن بجروح في عملية إطلاق نار بالضفةرويترز: البنتاغون يضع خططا لانسحاب محتمل من سورية كندة علوش: "بتعلم من ابنتي وأمي مثلي الأعلى" شريف سلامة يكشف كيف يتعامل مع أولاده .. ويؤكد:... جومانا مراد تبكي بسبب أكل الأرز .. ما القصة؟ مديرة أعمال تورط نجوم تركيا .. النيابة تطالب بسجن... بعد خروجه من السجن .. “الموسيقيين” تسقط عضوية سعد... اليعقوبي مدرباً للوحدات مجدداً خلفًا لرأفت علي منتخب النشامى يواصل تحضيراته .. ونجومه تتوافد ميسي قد يسير على خطى نيمار .. ويعود لفريق طفولته ريال مدريد يهزم أتلتيكو ويتأهل لربع نهائي الأبطال فوضى في الدوري المصري .. الأهلي ينسحب والزمالك يطالب بحقه مسحراتي ينفخ في البوق لإيقاظ الصائمين في تركيا مقتل طفلة على يد عمها في المغرب بعد اغتصابها عقاباً له .. أم وزنها 170 كغ جلست فوق ابنها 5 دقائق فقتلته! في مصر .. العثور على جثة طفلة فى ظروف غامضة اصطدام عنيف في ألمانيا .. قتلى واحتراق ترام وصهريج بالكامل جريمة مروّعة .. أم تذبح ابنتها والأب يكشفها! رجل يعيش بقلب اصطناعي بالكامل! فتاة توثق لحظات اعتداء حبيبها عليها بوحشية "عاش به 100 يوم" .. أول مريض يغادر المستشفى بقلب اصطناعي كامل "مفرمات لحم" لأمهات الجنود القتلى .. هذا ما حصل روسيا في يوم المرأة

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • الدول التي تدرس إدارة ترامب فرض حظر سفر عليها
  • ترامب لأوكرانيا: ما كان عليكم أن تتنمروا على من هو أقوى منكم بكثير
  • سفير جنوب أفريقيا "ليس موضع ترحيب" في أميركا
  • إيكونوميست: هذه أوراق بيد أوروبا حال تعمق خلافها مع أميركا
  • وزير الخارجية الأمريكي: التوصل لوقف إطلاق نار في أوكرانيا لا يزال صعبا ومعقدا
  • أكاديميون: ترامب يعود بالعالم لحقبة الفاشية في ثلاثينيات القرن الماضي
  • أميركا وإسرائيل عرضتا توطين سكان غزة على 3 دول أفريقية
  • أسوشيتد برس: أميركا وإسرائيل عرضتا توطين سكان غزة على 3 دول أفريقية
  • وزير الصحة يتابع تداعيات الحريق الذي اشتعل بجوار إدارة التراخيص الطبية
  • ماهر أبو طير يكتب: ماذا ستفعلون للأردنيين المحتجزين في أميركا؟