هكذا تفاعلت واشنطن مع تفجير إسرائيل بيجر حزب الله
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
واشنطن- قوبلت أنباء انفجار أجهزة البيجر التابعة لحزب الله بسعادة عامة في أغلب دوائر العاصمة الأميركية، ولم تكترث واشنطن، الرسمية وغير الرسمية، بوقوع ضحايا بين المدنيين اللبنانيين.
وهرع مسؤولو إدارة الرئيس جو بايدن للنأي بأنفسهم بعيدا عن الهجوم الإسرائيلي، وحذروا من أي خطوة انتقامية تصعيدية، في وقت احتفى فيه أنصار إسرائيل من مشرعين وجماعات لوبي بالخطوة الإسرائيلية.
هجوم استخباراتي
وقال المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية سي آي إيه، جون برينان، لشبكة إن بي سي نيوز، إنه يعتقد أن أجهزة البيجر كانت تحتوي على نوع من المتفجرات بالاستناد جزئيا إلى حجم الهجوم وطبيعته المتزامنة. وتكهن بأن الأجهزة تم اعتراضها في مرحلة ما ووضع المتفجرات بها. وأضاف برينان أن "كل الشكوك يجب أن تقع على إسرائيل كطرف المسؤول".
ووفقا لمسؤولين أميركيين، فقد طلب حزب الله أجهزة البيجر من شركة غولد أبولو في تايوان، وأنه تم العبث بها قبل وصولها إلى لبنان، وكان معظمها من طراز "إيه بي 924".
وقال مسؤولون أميركيون لصحيفة نيويورك تايمز إن المادة المتفجرة، التي لا يقل وزنها عن أونصة إلى أونصتين، زرعت بجوار البطارية في كل جهاز بيجر، وتم تضمين مفتاح إلكتروني لتفجير البيجر عن بعد.
وقالت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات "إف دي دي" -والمعروفة بقربها الشديد من اليمين الإسرائيلي- إن ما جرى يعد "أكبر خرق أمني عانت منه الحركة المدعومة من إيران خلال الحرب المستمرة منذ عام تقريبا مع إسرائيل".
وقال الرئيس التنفيذي للمؤسسة مارك دوبويتز إن "ذلك كان مثالا استثنائيا على الاختراق التكنولوجي والاستخباراتي. لا نعرف حتى الآن مدى الضرر وما إذا كان هذا غطاء لاختراق أعمق. وسيتعين على حزب الله استدعاء جميع أجهزة الاتصالات الخاصة به لتقييم مدى تعرضها للخطر. وهذا من شأنه أن يعيق قدرتها التشغيلية خاصة مع وجود كثير من الرجال العاجزين، حتى لو كان ذلك مؤقتا".
في حين أشار ديفيد داوود، الباحث بالمؤسسة، إلى أن "حادث اليوم يظهر، مرة أخرى، مدى نجاح الاستخبارات الإسرائيلية في اختراق الجهاز التنظيمي لحزب الله. ولا يزال هناك الكثير من الغموض حول نتيجة الهجوم، بما في ذلك هوية الضحايا، ولكن من غير المرجح أيضا أن يعود العديد من عناصر حزب الله الجرحى إلى ساحة المعركة".
احتفاء أنصار إسرائيل
من ناحية أخرى، غرد السيناتور الديمقراطي من ولاية بنسلفانيا، جون فيترمان، على منصة إكس محتفيا بالتفجيرات، وقال "أنا أؤيد تماما الجهود المبذولة لاستهداف وتحييد أي تهديد وجودي مثل حزب الله". من جانبها، أعادت منظمة أيباك (كبرى منظمات اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة) نشر التغريدة، ووجهت الشكر للسيناتور لدعمه إسرائيل.
وذكّرت المنظمة جمهورها بأن حزب الله "منظمة إرهابية وكيلة لإيران"، وأشارت لدوره في حرب إسناد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، معتبرة أنه وبناء على ذلك "يحق لإسرائيل بالكامل بموجب القانون الدولي، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، ممارسة حقها في الدفاع عن النفس".
كما احتفت افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال بالعملية الإسرائيلية، وقالت إن "انفجار أجهزة البيجر التي كان يحملها أعضاء حزب الله في جميع أنحاء لبنان وسوريا يوم الثلاثاء هو "عرض جريء للحرب التكنولوجية الحديثة".
كما اعتبرت أنه "تحذير للمليشيا الشيعية الوكيلة لإيران من الثمن البشري الذي ستدفعه إذا استمرت في قصف شمال إسرائيل". وأضافت الصحيفة المحافظة المعروفة بقربها من المواقف الإسرائيلية، أنه "في أفضل الأحوال، ستقنع عملية البيجر هذه قادة حزب الله بأن حياتهم معرضة لخطر كبير إذا اندلعت حرب أوسع، ولا يمكنهم القول إنهم لم يتلقوا رسالة بهذا المعنى".
النأي بالنفس
رغم أن للولايات المتحدة تعاونا استخباريا واسع النطاق مع إسرائيل، كما أن الدولتين تصنفان حزب الله جماعة إرهابية، فقد قالت الإدارة الأميركية -فور ورود أنباء الانفجار- إنه ليس لواشنطن دور في الهجوم الواضح على حزب الله ولم تعرف عنه مسبقا. ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر تقديم تقييم حول من يمكن أن يكون وراء ذلك، قائلا إن الإدارة "تجمع معلومات" عن الحادث.
كما قال البيت الأبيض أيضا إنه لم يكن على علم مسبق بأن الهجوم سيقع، ولن يتكهن بمن يقف وراءه، وفقا للسكرتيرة الصحفية كارين جان بيير.
ويأتي هذا الهجوم، في وقت كان يعمل فيه الدبلوماسيون الأميركيون برئاسة مبعوث البيت الأبيض آموس هوكشتاين بشكل مكثف لتجنب التصعيد على الحدود الشمالية لإسرائيل، ووسط مخاوف من أن حربا شاملة بين إسرائيل وحزب الله، يمكن أن تندلع في أي لحظة.
في الوقت ذاته، وصل إلى القاهرة وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في زيارة مخطط لها مسبقا لعقد جولة من الحوار الإستراتيجي المصري الأميركي، إضافة لبحث الحرب في غزة. وسيعقد بلينكن مؤتمرا صحفيا مع نظيره المصري، بدر عبد العاطي، ولا يستبعد التطرق إلى الموقف الأميركي الرسمي من الهجمات الإسرائيلية على حزب الله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أجهزة البیجر حزب الله
إقرأ أيضاً:
طيارون يكشفون تفاصيل ليلة الهجوم الإيراني على إسرائيل
سرايا - كشفت شبكة "سي إن إن" الأميركية نقلا عن طيارين وطواقم أميركية تفاصيل جديدة عن مشاركتهم في صد الهجوم الصاروخي الأول الذي شنته إيران في 13 أبريل/نيسان الماضي على إسرائيل، عندما أطلقت أكثر من 300 طائرة مسيرة وصواريخ باليستية وصواريخ كروز، في ضربة أكبر بكثير مما توقعه الجيش الأميركي.
وقال الطيارون إن ليلة الهجوم "كانت مرهقة وكانت بمثابة أول اختبار حقيقي لقواتنا"، وأضافوا أن "الوضع في إحدى قواعدنا بالمنطقة كان فوضويا".
وعندما أقلع الطيار الرائد بينجامين كوفي الملقب بـ"إيرش"، بطائرته المقاتلة "أف-15″، في إحدى الليالي من الربيع الماضي، لم يكن يتوقع نفاد الصواريخ أثناء تصديه للهجوم الإيراني الضخم ضد إسرائيل.
وتلقى كوفي وزميلته في الطاقم، ضابطة أنظمة الأسلحة النقيب لاسي هيستر الملقبة بـ "سونيك"، تعليمات باستخدام كل الأسلحة المتاحة لصد الهجوم.
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" هي الأولى منذ تلك الليلة، وصف كل من هيستر وكوفي كيف طارا قرب إحدى الطائرات الإيرانية المسيرة، على ارتفاع أقل بكثير من الحد الأدنى الآمن لمقاتلة "إف-15″، واستخدما المدفع، وهي مناورة شديدة الخطورة في ظلام تام ضد هدف بالكاد يمكن رؤيته. لكنهما أخطآ الهدف.
قال كوفي "تشعر وكأن الأرض تندفع نحوك وتشعر بنفسك تقترب أكثر فأكثر من الأرض. الخطر كان كبيرا جدا بحيث لا يمكن المحاولة مرة أخرى".
في النهاية، نجحت القوات الأميركية في الجو وفي البحر، بما في ذلك هيستر وكوفي، في اعتراض 70 طائرة مسيرة و3 صواريخ باليستية تلك الليلة. وتم إحباط الهجوم بشكل كبير.
ولكن الطيارين والضباط الفنيين وأطقم الأرض الذين شاركوا في العملية وصفوا شعورهم بالإرهاق في بعض الأحيان أثناء تصديهم لهذا الهجوم الإيراني الشامل، الذي كان أول اختبار حقيقي للقوات الجوية الأميركية ضد هجوم واسع النطاق ومستمر باستخدام الطائرات المسيرة، وظل المقاتلون في الجو لساعات طوال تلك الليلة.
أجواء فوضوية
كانت الأجواء في قاعدة عسكرية أميركية غير معلنة في الشرق الأوسط مماثلة في الفوضى، حيث أسقطت الدفاعات الجوية للقاعدة صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية كانت تحلق فوقها، وتم نقل القوات إلى الملاجئ.
كان أفراد القوات الجوية ينتظرون ويستعدون للهجوم الإيراني المتوقع. وقالت هيستر "عندما تلقينا الإيجاز الخاص بالطيران تلك الليلة، لم تكن لدينا فكرة بعد. كان يمكن أن يكون الأمر مجرد دورية عادية، مجرد طلعة أخرى في دائرة انتظار، بانتظار حدوث شيء ما".
وعندما حاول الطيارون الهبوط في القاعدة، شاهدوا انفجارات في السماء واتصلوا بالرائد "كلايتون ويكس"، الملقب بـ"رايفل"، وهو طيار مقاتلة "إف-15" الذي كان يدير عمليات الطائرات على الأرض في ذلك الوقت. ورد ويكس بالطلب منهم البقاء في الجو لأطول فترة ممكنة، باستخدام الوقود المتوفر لديهم.
وقال "لا تغيروا وجهتكم، لأن حتى مدارج الهبوط البديلة لا نعلم ما يجري هناك أيضا، لذا إذا كانت الانفجارات تحدث فوق رؤوسنا، فمن المحتمل جدا أنها تحدث هناك أيضا".
نُصح الجنود على الأرض بالتوجه إلى الملاجئ، لكن كثيرين منهم لم يفعلوا ذلك، وبدلا من ذلك ظلوا يركزون على إعادة الطائرات إلى الجو لمواصلة المعركة.
وحصل العديد من طياري مقاتلات "إف-15" وأطقم الجو والأرض الذين شاركوا في العملية تلك الليلة على جوائز هذا الأسبوع تقديرا لشجاعتهم، حيث تم منح "هيستر" و"كوفي" وسام النجمة الفضية، وهو ثالث أعلى وسام عسكري للشجاعة في القتال.
كما حصل "ويكس" على وسام النجمة البرونزية، الذي يُمنح تقديرا لأعمال البطولة التي تُنفذ في القتال البري. أما "كوزي" و"كولفر" فقد حصلا على وسام الصليب الطائر المميز مع درجة الشجاعة، وهو أعلى وسام عسكري يُمنح لتحقيقات جوية استثنائية.
يشار إلى أن إيران شنت أول هجوم عسكري مباشر في تاريخها على إسرائيل يوم 13 أبريل/نيسان 2024، وأطلقت عليه اسم "الوعد الصادق". وأعلنت على تلفزيونها الرسمي إطلاق مسيرات وصواريخ باليستية من أراضيها باتجاه إسرائيل، وقالت إنه رد على استهداف إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق، وقتل عدد من القادة العسكريين في الأول من أبريل/نيسان 2024.
وأعلنت إسرائيل أنها صدت 99% من الصواريخ والمسيرات الإيرانية، في حين أكد التلفزيون الإيراني إصابة نصف هذه الصواريخ والمسيرات الأهداف التي أُطلقت لأجلها.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 633
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 15-11-2024 10:33 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...