مرّ المسبار الفضائي المزدوج «بيبي كولومبو» في الأسبوع الأول من سبتمبر الجاري على مقربة من عطارد في مهمة استطلاعية لموقع أصغر الكواكب وأكثرها شهرة في النظام الشمسي، تمهّد لدراسته على نحو أفضل سنة 2026.

وأوضح عالم الفلك في مرصد «باريس-لي إس إل» Paris-PSL ألان دوريسونديرام لوكالة فرانس برس أن عطارد «هو الكوكب الأقرب إلى الشمس، ويُعد الوصول إليه الأصعب بالنسبة إلى مسبار ينشط بين الكواكب».

لكنّه ليس أبعد من المريخ، ويمكن الوصول إليه في أفضل الأحوال خلال سبعة أشهر، وتكمن المشكلة تاليًا في أن إبقاء المسبار في مداره صعب، إذ أن كتلة عطارد الصغيرة تجعل جاذبيته ضعيفة جدا مقارنة بجاذبية الشمس.

وشرح عالم الفلك أن «كبح المركبة وتوقفها عند عطارد يتطلب طاقة أكبر بكثير من الذهاب إلى المريخ»، ومن غير المستبعد أن تتحول رمادا أو تضيع في النظام الشمسي.

وفي ذلك تكمن أهمية اعتماد طريقة المساعدة بواسطة الجاذبية، إذ تتيح للمسبار، عند مروره بالقرب من جرم سماوي، تسريع مساره أو إبطاءه وتعديله.

منظر قمري

وبدأت مركبة «بيبي كولومبو» التي تزن أربعة أطنان رحلتها بالتحليق فوق الأرض والزهرة. وكان كل شيء يسير على ما يرام حتى أبريل الفائت، عندما أدى حادث تغذية للمركبة بالطاقة الكهربائية إلى تعريض المهمة للخطر، إذ لم يعد محركها الأيوني يتمتع سوى بـ 90 في المائة من طاقته.

ويثير عطارد أقل قدر من الاهتمام في مجال الاستكشاف بين النجوم الصخرية الأربعة في النظام الشمسي التي تشمل أيضًا الأرض والمريخ والزهرة. ولا يعود ذلك فقط إلى صعوبة الوصول إليه.

فهذا الكوكب الذي كان المسبار «مارينر 10» عام 1974 أول مركبة تحلّق فوقه، ويتميز بمشهد قمري لم يُثر اهتمام العامة ولا الباحثين، إذ أظهروا افتتانًا أكبر بالمريخ وبما كان يُعتقَد أنه قنوات مائية عليه، أو بكوكب الزهرة، «توأم» الأرض.

وكانت «مسنجر» عام 2011 أول مركبة تدخل مدار عطارد لاكتشاف وتأكيد «أشياء غريبة إلى حد ما»، على ما وصفها دوريسونديرام.

هذه «الغرابات» تجعل عطارد، بحسب هذا المتخصص في سطوح الكواكب، «الحلقة المفقودة في علم الكواكب المقارن».

فمن جهة أولى، يتمتع عطارد مع كوكب الأرض بمجال مغناطيسي، ولكن لا يتوافر أي تفسير لكيفية محافظته على هذا المجال رغم قصر المسافة بينه وبين الشمس.

أما عنصر «الغرابة» الآخر، فيتمثل في نواة حديدية تشغل 60 في المائة من كتلة عطارد، مقارنة بالثلث فقط للأرض.

أما «التجويفات» غير المنتظمة واللامعة جدًا، فهي ربما علامات تشير إلى نشاط جيولوجي حديث، أو إلى نشاط بركاني سابق.

وبالنسبة إلى طبيعة المعادن التي تغطي سطحه، فيبقى تركيبها لغزًا، وقد يكون «شوهها» الإشعاع الشديد للشمس، ودرجة حرارة السطح التي تصل إلى 430 درجة مئوية أثناء النهار و -180 درجة مئوية في الليل.

وكالة فرانس بريس العالمية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

المغرب معني بهما.. الوطن العربي يستعد لمشاهدة ظاهرتين فلكيتين مثيرتين في آن واحد هذا الأسبوع

أخبارنا المغربية- حنان سلامة

تشهد دول الوطن العربي فجر يوم 18 شتنبر الحالي خسوفًا جزئيًا للقمر، حيث سيبدو وكأن جزءًا صغيرًا من وجه القمر يتآكل تدريجيًا ليصل إلى 3.5% من سطحه، قبل أن يعود تدريجيًا إلى شكله الكامل. الظاهرة التي ستستمر لعدة ساعات ستظهر بوضوح في أجزاء من إفريقيا وأوروبا صباح الأربعاء، وفي أميركا الشمالية والجنوبية ليلة الثلاثاء.

الخسوف الجزئي يحدث عندما تمر الأرض بين الشمس والقمر، مما يجعل ظل الأرض يسقط على جزء من القمر، فيظهر وكأن جزءًا منه قد اقتُطع. 

وفي الوقت نفسه، سيكون القمر في أقرب نقطة له من الأرض، مما يجعله يبدو أكبر حجمًا من المعتاد، في ظاهرة تُعرف باسم "القمر العملاق"، وهي واحدة من ثلاث مرات سيظهر فيها القمر بهذا الشكل خلال هذا العام.

عالمة الفلك فاليري رابسون من جامعة نيويورك أوضحت أن القمر سيكون خافتًا بعض الشيء خلال هذا الحدث الفلكي بسبب حجب جزء من ضوء الشمس. 

ومن المتوقع أن يتمكن سكان دول غرب الوطن العربي، بدءًا من ليبيا ووصولاً إلى المغرب، من مشاهدة الخسوف بالكامل، في حين لن يتمكن سكان المناطق الشرقية من رؤية الحدث نظرًا لتزامنه مع شروق الشمس.

مقالات مشابهة

  • البحوث الفلكية تكشف موعد الخسوف الجزئي للقمر في سماء مصر
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • «الحصاد العملاق».. أجمل لقطات خسوف القمر حول العالم
  • مقترناً بكوكب زحل.. قمر الحصاد يزين سماء الأقصر
  • المغرب معني بهما.. الوطن العربي يستعد لمشاهدة ظاهرتين فلكيتين مثيرتين في آن واحد هذا الأسبوع
  • كويكب ضخم يقترب من الأرض.. عرضه 290 مترًا ويمكن مشاهدته في هذه البلاد
  • قريبًا.. القمر عملاقا مع الخسوف بوقت واحد
  • العالم يشهد خسوفاً جزئياً للقمر
  • العالم يشهد غدا خسوفا جزئيا للقمر